أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نيسان سمو الهوزي - المهندس بولص الياس !! انا حمار !















المزيد.....

المهندس بولص الياس !! انا حمار !


نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 14:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المهندس بولص الياس !! انا حمار !
كم مهندس وكم استاذ جامعة وكم عالم وكم فيلسوف في العالم العربي يقولون : انا حمار ؟؟
اهلاً بكم في المثير للجدل لهذه الليلة ( انا حمار ) وهذا العنوان سيكون محور حديثنا وسنستضيف فيها الفيلسوف والعالم العربي المعروف السيد حمار الملقب بالجحش .. تفضل يا حمار !!
نعم : المهندس بولص الياس بعد ان اكمل دراسته الجامعية في العراق وفي الظروف المعروفة للجميع سافر الى فرنسا لأكمال دراسته في الهنسة وبعد ان تخرج من الجامعة الفرنسية برتبة مهندس عاد الى العراق لتطبيق ما تعلمه في الهندسة للشعب العراقي ، ولكن وكما يعلم الجميع كان يجب على كل مهندس واستاذ وعالم ان يطبق اولاً ما تعلمه في جبهات القتال دفاعاً عن عدي وغزواته الللية ( الرحمة عليه ) .
وبعد التحاق المهندس بولص بجهات القتال برتبة ملازم اول وبعد ان شاهد ما شاهده والظروف التي كان يمر بها كان يقول لنفسه بأنني حمار .. كان يقول لنا لا تنادوني بأسمي الحقيقي بعد الآن رجاءاً ولكن بالحمار ! فأنا فعلاً حمار واخدم الجيش في منطقة لا يمكن ان يعيش فيها غير الحمار ـ فمن الآن وصاعداً اسمي الحقيقي هو حمار وليس بولص .. وفي احدى الإجازات وكان هذا في عام 81 او 82 لا اتذكر السنة بالضبط قال سوف اذهب ولكنني سوف لا اعود هذه المرة وارجو منكم ان لا تنسوا ابداً قريب وصديق لكم كان اسمه حمار . وذهب ولم يعد ، فوقع في الاسر مع الكثير من الاصدقاء الذين كانوا معه .. وبعد ثماني سنوات تقريباً عاد من الاسر ولكنه كان قد جنّ جنونه وفقد عقله بشكل كبير جداً .. ولا نعلم إذا كان ذلك بسبب التعذيب للمسيحيين من قِبل السطات الايرانية او بسب ما كان يعانيه الاسرى المسيحيين من قِبل الجنود العراقيين الذين كانوا في الاسر ايضاً ؟ لأن الكثير منهم بدأ عليه التشدد الديني واستلهم الخمينية واصبح يُعذب الاسرى العراقيين اكثر حتى من القوات الايرانية ..( هذا الشيء ليس من باب العنصرية او التفرقة ولكنها الحقيقة التي يعلمها الكثير من العراقيين ) .. وبعد ان عاد الحمار ( بولص ) الى اهله وهو فاقد العقل بدأ المجتمع الانساني يعامله كالمعاملة الايرانية ايضاً وبسبب الاحداث السعيدة التي مرّ بها العراق هربوا اخوته مثل اغلب العراقيين طالبين اللجوء السياسي والانساني وحتى الحيواني في كل من النجف والكربلاء والرمادي .. فبقى بولص ( الحمار الذي جنّ ) في العراق شارداً ومنتقلاً من زقاق الى زقاق ومن مدينة الى اخرى ومن قرية الى قرية ومن اكوام النفايات الى اخرى منادياً العون من الله والمجتمع الكافر دون رد. وبعد فترة اي قبل عدد قليل من السنوات وصلني خبر مقتل بولص ( الحمار ) وقد رموا بجثته في احدى القمامات .. لقد قتلوه ذبحاً او رمياً او خنقاً وتخلصوا من الحمير الموجدودة في العراق .. ولا نعلم مَن الذي قتله ولكن كل الادلة والتحقيقات والبحوث التي اجرتها الحكومة العراقية ( في المساعدة في قتله ) توصلت الى نتيجة وهي انه بعد ان اكتمل جنونه بدأ ينادي وباعلى صوته ويقول الحقيقة ( تعلمون فقط المجنون يستطيع ان يقول الحقيقة في المجتمعات الإلهية ) فلم يرضي هذا الجيران ولا المسؤولين ولا الحكومة لأنهم لم يتعودوا ان يسمعوا الحقيقة فقاموا بذبح بولص ( واخذ معه لعنة المذهبية ليقابل الرب فيها ) !!!!!
لقد ذكرت هذه القصة المؤلمة والحزينة وبشكل مختصر جداً للدخول من خلالها الى كلمة اليوم ..
فكم انسان عراقي وكم استاذ جامعة وخريجوا الكليات والمعاهد العالمية مروا بنفس ظروف بولص ؟؟ قصة بولص كانت احدى من المئات الآلاف من القصص المؤلمة والرهيبة التي مرت على العراقيين وعلى العالم العربي والاسلامي بشكل عام .. ولازال الوضع على ما هو عليه وان تغيرت الاساليب والطرق ..
فكم مثقف عربي وكاتب ومهندس واستاذ جامعي وعالم وغيرهم يقولون لنفسهم انا حمار ؟؟ الآلاف من هؤلاء المثقفين اما يحتجزون ويسجنون انفسهم في البيوت لعدم الخروج ومواجه التخلف الموجود ومن ثم تعرضهم لنفس مصير بولص إذا كان عن طريق الحكومات او الارهاب او غيرها من الاجهزة المباركة او حتى حماية انفسهم من المجتمع المتخلف ( النسبة الكبيرة ) او يخرجون الى الناس ولكنهم يعلقون على رقبتهم لوحة كبيرة مكتوب عليها ( انا حمار ) حتى لا يتواجهوا مع هذا التخلف ولا تأتي عليهم لعنة ذلك المجتمع المقدس ؟؟..
فلا يمكن للمثقف العربي ان يواجه لا الحكومات ولا المجتمع بما يعلمه او تَعَلّمَه ! لأن كل ما تَعَلّمه هذا المثقف يتعارض مع المذهب الذي غطى رأس المواطن حتى قبل رأس الحكومة .. فالمثقف لا يمكن ان يكون قد تَعَلّم السحر او الدجل او الشعوذة او الاعتماد على الاوهام والخرافات ولكنه قد تثقف بالعلم وبالكيمياء والفيزياء والهندسة وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الرياضة وعلم الفضاء وبالعلمانية وهذه كلها تتعارض مع ثقافة الدولة والمجتمع ، لا بل ينكرها ويُفندها ويُحرِمّها ويحاربها وبمعونة كل الاطراف السياسية او المذهبية او الطائفية وغيرها من الفصائل المقدسة ..
فبقى المثقف العربي ( بشكل عام ) محصوراً بين أمريّن امْرّهما اكثر مرارة من قتل المهندس بولص . فأما ان يواجه الحكومة والشعب المتخلف ورجال الدين والنظرة الدونية للمجمتع اليه ولعائلته ومن ثم يبقى منعزلاً ومحاصراً حتى من قِبل الأقارب والاصدقاء او ان ينكر كل ما تعلمه وتثقف به عالقاً لوحة كبيرة في رقبته مكتوب عليها وبالخط الكوفي ( انا حمار ) . وبذلك ينال رضى المجتمع قبل رضى الدولة ورجال الدين .. وهذا ما اختاره اكثر المثقفين العرب .. لأن لو كانت القضية متعلقة بالنظرة الدونية للمجتمع المتخلف اليه لكان الكثير منهم قد تحمل هذه النظرة او تجاهل المتخلفين ولكن حتى بهذا الشي لا يرضى الجماعة فيجب في النهاية ان ينال مكرمة الرب ويأخذ معه اللعنة ليقابل الرب فيها !!
وهذا يدل وبشكل لا خلاف عليه ان المتخلف صوته اعلى ويصل قبل صوت المثقف والمتعلم والعالم والدكتور والفيلسوف في المجتمعات المتخلفة ، والدليل القاطع على ذلك هو : التخلف الذي نحن فيه بالرغم من كل الموارد الطبيعية التي نمتلكها او تمتلكها تلك الشعوب والحكومات ..( لا والمصيبة الكبرى هي ان بعض الكُتاب انضموا الى صفوف التخلف ( او يمكن هذه هي ثقافتهم الحقيقة ) ويصبوا الجهل والتخلف على رؤوس المتخلفين ، وهنا لا ننسى القول ان الظروف هي السبب في هذا التخلف والتأخر وليس الانسان ولكن هناك وللأسف مَن يستغل هذه الظروف ليضحك على العقول ) ..
فيجب على المثقف ان يتحمل تبعات كل المحيطين به من الحكومة والدولة ورجال الدين والمجتمع وحتى على مستوى العائلة الاصدقاء او حتى الذبح في النهاية او ان يقول : انا حمار وسأسير معكم ...
لا انا حمار افضل .. ولكنه لا ينسى في ان يقول : انا اخوك الصغير ..
ملاحظة : كل التحية والاحترام والاجلال والتقدير للذين لم يعلقوا لوحة في رقبتهم .. بالرغم من قْلَتِهم ..



#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لِنكن واقعيين قليلاً يا سيد نضال نعيسة ! تعليق على مقال ..
- إنشقاق بشار الاسد وإنضمامه للمعارضة !!
- لقد هبط مسبار الكُفار ( كيريوسيتي ) على سطح المريخ وماذا عن ...
- الحمدلله على كل فشل وخيبىة امل !!
- مشكلة القضيب مرة اخرى !!
- العالم ينقسم الى ثلاثة انواع !!
- لماذا Ye Shiwen الصينية ولا مليار مسلم ؟؟
- لكل رجُل دين قبعتين !! واحدة شيطانية !!
- بعون الله بيبسي كولا يرعاكم في الرمضان !!
- غداً سيبدأ حصد الفتاة العربية للميداليات الذهبية !!
- قناة ماريا وتحنيط الانسان وهو حيّ !!
- مَن سيكتب تاريخنا من جديد !!
- لماذا لا يصوم ويُصلي الطفل الرضيع ؟؟
- ماذا فعلت يا بشار ؟؟؟
- لماذا لا نحترم انبياءنا ؟؟
- الى السيد اغونان عبد الله ( رد على تعليق ) !!
- كيف تمّ إختصاب وذبح فتاة امام عيوني ؟؟
- لماذا لا تُضاف آية جديدة تُجبر القاتل على دفن القتيل !!
- نحن الوحيدون المطيوع حظهم !!!
- نصف المجتمع مشغول بِغشاء البكارة !!


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نيسان سمو الهوزي - المهندس بولص الياس !! انا حمار !