أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هـــل رفيق الحريري هو آخر القطاف الإرهابي ؟














المزيد.....

هـــل رفيق الحريري هو آخر القطاف الإرهابي ؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغض النظر عن اختلافنا الفكري والسياسي نراها جريمة وارهاب نحن
ضدهما لأنهما يناقضان المفهوم الحضاري وحقوق الانسان

الاغتيال السياسي كما هو معروف: منهج تدميري وارهابي مخالف لجميع القيم الانسانية، الاخلاقية والدينية ولكل القوانين الموضوعية، لأنه عمل بربري يتصف بالسادية والعدوانية المقيتة وهو لا يمكن ان يكون حلاً للخلافات في الرأي والرأي الآخر او انهاء للصراع الدائر في المجتمعات بطريقة العنف والتصفيات الجسدية، او بين الدول المعنية بالخلافات، بل العكس انه يخلق بؤراً من التوترات الاجتماعية والحروب الداخلية المضرة، و قد تطيح بمنظمات ودول مهما كان حجمها، ومن يتصور ان نظام الازاحة العنفي والتصفيات الجسدية سيسهل عملية الخلاص من الخصوم السياسيين فهو مخطئ جداً، فتجارب السنين الطويلة فندت هذه الآراء وهذه الاتجاهات ولأن العالم ما عاد كما كان في السابق محروماً من الاطلاع على حقائق الامور، العالم اصبح أكثر مرآة ووضوحاً بسبب التطورات الكبيرة التي حصلت على نظام المعلومات والاعلام المتطور والمختلف الجوانب، واية حادثة وفي اي بقعة في الارض الا وتسمع صداها وتكشف فاعليها اذا لم يكن في حينها فبعد وقت قصير، والفاعل مهما حاول الاختفاء او التبرير فسوف ينكشف وتنكشف الجهات والفئات الممولة لمثل هذه العمليات.. العالم اصبح اكثر شفافية وميالاً للحلول السلمية واعتماد مبادئ الحوار والنقاش للوصول لحلول مشتركة لأعقد القضايا واصعبها حلاً فذلك يسهل الخلاص من الارهاب المنظم، ارهاب الدولة ضد معارضيها في الداخل والخارج أو المجموعات المتطرفة المغلقة على نفسها والقصيرة النظر لما يدور من حولها من تطورات مادية وروحية عمت جميع مرافق الحياة في العالم.
بغض النظر عن اختلافنا مع الحريري في وجهات النظر وفي الرؤيا السياسية والفكرية وبغض النظر عمن قام باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري يوم 14 / 2 / 2005 ومن معه وما خلفه التفجير من تخريب وتدمير لبناء ساهم الحريري والشعب اللبناني في عادته للحياة بعد حرب داخلية وخارجية استمرت حوالي 15 عاماً مرت على لبنان، فهو مدان ويعتبر طريقاً لايرتبط بالمفوم الحضاري الانساني بأي رباط، كما أنه عمل اجرامي ارهابي منظم بشكل دقيق وبمجرد النظر اليه سيقتنع المشاهد ان كمية المتفجرات " نصف طن " وعشوائية التفجير وسعته وعدم تحديد نتائج الهدف وانما ليكون شاملاً وواسعاً بدون مراعاة حجم الضحايا وما سيلحقه من دمار انه عمل مدبر باحكام من قبل جهة لها امكانيات عالية في هذا المضمار ويهمها جداً اشعال الحرب الاهلية مرة اخرى في لبنان!
ان التدقيق في هذه القضية وعدم الاستعجال سيؤدي الى تشخيص الجهة التي تريد للبنان الخراب والدمار كما كان في الماضي وفي الحاضر والمستقبل ولابد ان ذلك سيجلب للذين من خلفه حتماً مشاكلاً لا تحصى. وسيلاحقهم غضب واستهجان الذين يرون في مثل هذه العمليات الارهابية واينما كان حدوثها عملاً بربرياً تحرمه جميع الاعراف الانسانيةالمتعارف عليها بين البشر، وهي عبارة عن جريمة ضد الانسانية وليس ضد فرد واحد أو عدة أفراد، اما الاتهامات الجاهزة فور دوي الانفجار بدون تحقيق متأني والغضب السريع الذي يكيل الاتهامات جزافاً بودن ادلة مادية فسوف يضيع الفاعلين الحققيقين ويتركهم في حرية تامة.
وقد يكون الامر اخطر مما يتصوره البعض لأنه دعوة لعودة الحرب الاهلية الى لبنان وهو رهان خاسر باعتقادنا لأن الذين اكتووا بنار تلك الحرب المأساوية هم أكثرية الشعب اللبناني بجميع طوائفه وقومياته واديانه واحزابه الوطنية ولهذا سنجد ان هذه العملية ستزيد من وحدته وتضامنه وتكاتفه لكي لا تنجر البلاد الى هاوية الصراعات الدموية مرة اخرى..
ان الذي اغتال رفيق الحريري يعرف مدى اهمية هذا الرجل للبنان وليس كما جاء في كاسيت الفديو بان السبب قرب رفيق الحريري من المملكة العربية السعودية ، فهذه الحجة الغبية لم ولن تنطلي على الذين يعرفون حياة هذا الرجل ومدى علاقاته ومنذ زمن بعيد بالمملكة العربية السعودية والا كان الاغتيال يجب ان يكون ابعد من ذلك زمنياً واذا اراد الذين يتسترون خلف هذه الحجة في داخل لبنان وخارجه فهم قد سقطوا في شر اعمالهم وأضحكوا عليهم المتابعين للاوضاع السياسية في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط.
لقد ذهب الرجل بعدما اعترف الاعداء قبل الاصدقاء في داخل لبنان وخارجه بأعماله وسعيه ليكون هذا البلد امناً مستقراً وبما قام به من اجل لبنان وكيف قدم خلال فترة قصيرة الكثير من اجل اعادة ما خربته الحرب، وتطويره من أجل مواكبة الدول التي سبقته، وكيف حاول ان يحل مشاكله عن طريق السلم الاهلي وهو طريق صعب للغاية في زمن انهارت فيه الكثير من القيم والمبادئ وصارت لغة الحوار عبارة عن تفجيرات وتفخيخ للسيارات مثلما يحدث الآن في العراق..
ان الشعب اللبناني وقواه الوطنية سيجتازون هذه المحنة مثلما اجتازوا محنة 1964 ،
الا ان المحزن والمؤلم انه فقد رجل كان يستطيع ان يعطي اكثر فأكثر من اجل بلده وهي خسارة نادراً ما تعوض



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات والموقف العادل من التجاو ...
- فقـــــــــــدان الأثر
- الـــــدم الينبوع المتواصل منذ 8 شباط / 1963
- لماذا الخوف من فصل الدولة عن الدين وفصل الدين عن الدولة ...؟
- الغرفــــة أشجان الزيتــون
- ثقافتـــان متناقضتـــان
- التهديد بنار جهنم قبل الانتخابات ــ هل صحيح من لا ينتخب قائم ...
- كيف حل الحيف باهالي بحزاني وقرقوش وبعشيقة وبرطلة وغيرهم ؟
- اربعة وعشرون ساعة لكي ننتخب قائمة شغيلة الفكر واليد اتحاد ال ...
- الانتخابات العراقية والصراع الموضوعي واللاموضوعي فيها
- كيف لا يضحكوا الضحايا دماً من أجل بسمة رغد صدام حسين ...؟
- أهمية فصل الدين عن الدولة واستقلالية المؤسسة الدينية عنها
- مجســات صغــيرة
- ما الفرق بين اعتبار التصويت لصدام حسين سابقاً تكليفاً قومياً ...
- ريح الثالـــوث الأزرق
- أين هي الليالي الملونة للشيوعين العراقيين أيها السيد أحمد عب ...
- إيران أدوار خطرة في المنطقة وسياسة الاحزاب الشيعية الموالية ...
- كيف يمكن دخول السيارات والصهاريج المفخخة بهذا الشكل البسيط و ...
- أقول لكْ .. انسى الذي أقولــــهُ
- إيران الفارسية وعقدة أسم الحليج العربي


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هـــل رفيق الحريري هو آخر القطاف الإرهابي ؟