أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - سياسة كسر الظهر وصراع تجار المخدرات















المزيد.....

سياسة كسر الظهر وصراع تجار المخدرات


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1107 - 2005 / 2 / 12 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان العمل السياسي ولازال في العراق كما في معظم الدول العربية يشكِل مخاطرة كبيرة ينصح الكثيرون احبائهم واعزائهم بعدم الاقتراب منها فيهدون ويغنون لهم تلك الاغنية الشهيرة - لا تلعب بالنار - وكان ولازال خبر دخول الابن احد الاحزاب السياسية يمثل صدمة كبيرة للوالدين حيث يضرب الاب ( اخماسا باسداس ) ويكثر التدخين ويقضي الوقت متاملا في كيفية انتشال ابنه من الخطر الذي يحدق به وتجلس الام تنوح وتبكي حظها العاثر حيث اصبحت قاب قوسين او ادنى من ان تفقد ابنها الذي اختار العمل في السياسة وهذا يعني بالنسبة لها اما قاتلا او مقتولا حيث لا توجد منطقة وسطى بينهما. لقد كان الصراع السياسي في العراق في غالبه اشبه مايكون بصراع تجار المخدرات فيما بينهم وتصفية احدهما للاخر تارة داخل الحزب الواحد وبين الاحزاب المتحالفة او المختلفة تارة اخرى لابل ان المراقب للساحة السياسية العراقية بعد سقوط النظام يرى ان العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه قد تحول بفضل الصراع السياسي الى ساحة تصوير كبرى لاجزاء حية متتالية من فيلم ( العرَاب ). لقد جعل هذا العنف السياسي شريحة كبيرة في تلك المجتمعات تعزف عن العمل السياسي وتبتعد عنه مسافات كبيرة حفاظا للحياة وتجنبا للاشكالات في الوقت الذي يتمتع فيه الكثير من افراد هذه الشريحة بكل المواهب والمميزات التي تكفل لهم القيام بادوار سياسية مهمة وقد سبب هذا العزوف على الدوام وجود فراغ سياسي ليس عجبا ان يكون من نصيب نماذج بمواصفات معينة ممن يؤمنون بالعنف والاغتيال والتصفيات والمشانق اسلوبا وحيدا وسلما في الوصول الى الاهداف او في المحافظة عليها

على النقيض مما تقدم يمكن ان يوصف العمل السياسي في اي من الدول المتحظرة حيث احترام الرأي والرأي الاخر والحرص على الصفة السلمية للعملية السياسية واحترام الانسان كقيمة عليا لايملك كائن من كان حق المساس بها وتكفيرها تمهيدا لاقصائها , كل ذالك وغيره يجعل العمل السياسي طبيعيا حاله حال اية وظيفة اخرى الى الحد الذي تصبح فيه بعض الحوادث المأساوية التي قد ترافقه بين مدة واخرى محطات فاصلة في تاريخ تلك المجتمعات. في السويد وعلى مدى اكثر من مئة عام لم يشهد التاريخ السياسي السويدي الا حادثتين من الاغتيال للشخصيات السياسية الاولى ذهب ضحيتها رئيس الوزراء الاسبق والشخصية المعروفة اولف بالمة عام 1986 و الثانية أودت بحياة وزيرة الخارجية السابقة انا ليند عام 2003 . بالرغم من عدم ثبوت الدوافع السياسية للاغتيال في الحادثتين فان المجتمع السويدي ينظر اليهما كعلامات فاصلة احدثت بصمات عميقة الى الحد الذي يعتمد المحلل السويدي في دراسته لتاريخ بلده المعاصر على وضع هاتين الحادثتين كفواصل زمنية في تلك الدراسة لهذا التاريخ

اعتقد ان الكثيرون ألمهم مشهد السيد مثال الالوسي وامامه جثتا نجلاه في موقف يهز كل المشاعر الانسانية حيث ما من حزن اعمق من هذا ان يرى الانسان نهاية ابنائه ,فلذات كبده في حياته. قد لا يتفق الكثيرون مع اراء وافكار السيد مثال الالوسي وماذهب اليه لكن ذالك لايبرر الثمن الرهيب الذي حُكم على الالوسي ان يدفعه مقابل تلك المبادئ والافكار والاجتهادات. لقد سُئل رئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي ضمن حلقات سيرته التي عرضت على قناة العربية عن رأيه بمقتل نجلي الرئيس السابق صدام حسين فكانت اجابته قاطعة انه كانسان كان يتمنى ان لايقتلا بل يتم القاء القبض عليهما وتقديمهما الى المحاكمة لابل ان عددا غير قليل من العراقيين وربما من اعداء صدام حسين نفسه قد شعروا حتما في لحظة تعبير انساني بنوع من الاسى على اب يفقد ابنائه بالرغم من انهما قد شاركا بفعالية في الحياة السياسية العراقية وهنالك الكثير من القصص والاتهامات والشواهد حول دورهما في التصفية الجسدية لعدد غير قليل من العراقيين. لابل الاكثر من هذا فان نائب الرئيس العراقي ابراهيم الجعفري وفي لقاء تلفزيوني اعلن عن رأيه الشخصي المعارض لاية عقوبة اعدام بحق صدام حسين ربما انطلاقا من القول الخالد الذي يقول لاتنتقم لنفسك بل اترك ذالك لغضب الله

اذكر صديقا لي في الدراسات العليا وكنا انذاك خارج العراق لكن هموم الوطن كانت معنا في كل لحظة وفي احدى النقاشات حول الديموقراطية وكم الافواه فأجاني صديقي هذا بانه لو أُتيحت له الفرصة ان يتبؤ منصب رئيس الجمهورية في العراق فان اول قرار سيصدره سيكون - قانون السفر الاجباري - حيث يجب على كل عراقي وعراقية السفر الى احدى الدول المتحضرة لفترة من الزمن قد تكون شهرا لغرض الاطلاع و السياحة والاستفادة من التجربة الحياتية بما يتلائم مع العادات والتقاليد. لقد كان صديقي هذا وربما لازال واثقا ان هذا القرار سيساهم في تحطيم ثقافة العنف التي تتغذى بالانغلاق الذي عاشه المجتمع العراقي لفترة ليست بالقليلة. لقد كان اكثر مايثير حنق صديقي هذا وغضبه هو اعتقاد البعض ان السلاح بالنسبة الرجل يمثِل جزءا من متطلبات القيافة الكاملة حاله حال الذهب للمراة في الوقت الذي يحرص فيه بعض عناصر الشرطة على اخفاء اسلحتهم في بعض المدن الاوربية كونها تعكس سلبا حضارة بلادهم . ربما ينتقدنا البعض في ان العراقيين بشكل خاص والعرب بشكل عام هم اهل التراث العريق وقيم السماء وهم اهل التسامح والمحبة ولكن عذرا فان انهار الدماء التي تسيل يوميا في شوارع بغداد والمدن العراقية الاخرى تؤكد ان الحاضر ينطق بما لاينسجم مع ذالك التراث ويناقض قيم السماء بغض النظر عن من يتحمل مسؤولية ذالك كما لايجوز لبندقية - المقاومة - ان تسدد وتصوب على ابناء اهلها اكثر مما تفعله تجاه الاحتلال

لقد ان الاوان بعد كل هذه التضحيات الجسيمة ان تفكر جميع الاطراف مليا في كيفية انهاء هذا - اللعب الخشن - في ممارسة الحياة السياسية لنوقف ماكنة الموت الرهيبة التي اصبحت تطلب في كل يوم وقودا جديدا حيث الرصاص بشقيه المصوَب والطائش يصيب المتصارعين والابرياء ويجعل الوطن يدفع في كل يوم دما جديدا
أليست كل هذه المأسي كافية فتجعل كل الاطراف المعنية تفتح صفحة جديدة بيضاء وتقدم لوحة رياضية جميلة في مباراة يكون شعارها التنافس الشريف وقيم المحبة والسمو فتكون فرصة لكي يشارك الجميع في رسم لوحة بناء الوطن



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الائتلاف العراقي الموحد في الفخ
- - دعاية بعد الانتخابات - اياد جمال
- الانتخابات --- ميدالية قفز الحواجز
- يا مرشحنا دوس بنزين عل المِيَة وتسعة وتسعين
- المنصب في العراق هذا الهم الذي يتصارعون من اجله
- الاحزاب الخضر النائمة المُنوَََّمة
- كفى دور السمك الماًكول والمذموم
- شيراك - علّمهم اصول الحب
- الابرياء ضحايا المهزلة
- الدكاكين السياسية العراقية اصحاب بسطات ام وكلاء للحصة التموي ...


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - سياسة كسر الظهر وصراع تجار المخدرات