أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نوزاد نوبار مدياتي - الصراع النفسي في ظل عواقب الإرث الفكري !














المزيد.....

الصراع النفسي في ظل عواقب الإرث الفكري !


نوزاد نوبار مدياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 00:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الإرهاصات الفكرية التي تتصارع من آجلها الذات تكون في موازين متأرجحة بين أفكار مُليت باللأدرية في فترة نمو العقل البشري أو بين فترة الإدراك اللازمة ( المتأخرة ) وهي غالباً ما تكون أما نتاج أيجابي لأفرزات عقلية بأفكار جديدة أو إستهلاك فكري يؤدي الى تأزم محتوم نفسي ذو ضرر فسيلوجي أو العودة الى نقطة البداية التي انطلقت منها تلك الإرهاصات !
العقل البشري شُبه بأي عضلة يمكن تمرينها على الزيادة في الحجم لكن الحجم هنا يشار آليه بحجم الإستيعاب فأما التغير الجذري أو تبديل بضع المفاهيم ، وليس الحجم المقصود به (الكتلة) بل هو حجم المساحة المشار آليها وهذا مما يدفعنا للتوغل في الخوض بتلك الميزة لذلك العقل والذي يمكن الاستدلال عليه بصورة مادية ملموسة من خلال الأنشطة التي تنسب للعقل ، فكل خلل أومهمة تكون حصاد لنشاط منطقة معينة في الدماغ لتعطينا نتاج ما يسمى بالعقل !
إن البيئة الأولية لترويض العقل تُعد من الفترات الأولى لتهيئة الفكر حول الأتجاه المستقبلي ، وإن المادة الفكرية التي تُشرب للعقل في تلك المرحلة البدائية من تكون الشخصية هي اللاعب الأساسي لحجر أساس الفكر ، وهذا لا يختصر فقط على الفكر بل يُعَم حتى يصل الى السيكلوجية الشخصية ، فالامرأة التي تولد في بيت دعارة ( على سبيل المثال لا الحصر / مع جُل إحترامي لتلك الظروف ) تختلف جذرياً بالسلوك والتفكير عن إمرأة ولدت في بيت علماني ويختلفون الاثنان عن إمرأة ولدت في بيت ديني وهنا ستتولد او ستطفو على سطح الاستقراءات كل من التميز السايكلوجي و التميز الفسيلوجي !
الأمر سيان مع الذكر أو الأنثى والذين هم أطفال ... فإن محتوم التلقين وحتوم البيئة هو النتاج المستقبلي الأول للفكر المروض ، وإن للقاعدة شواذ بلا إدنى شك وإن تكون نسب الشواذ بهذه الحالة التي بصددها نحن ( اي حالة التلقيين بالادرية ) تكون ضئيلة !
ترغمنا الفكرة الأن للإنتقال الى المرحلة الثانية وهي مرحلة الإدراك اللازمة كما عبرت عنها في ديباجة مقالتي .. ففي هذه المرحلة يدخل العقل في صراع ذاتي للبحث عن مفاهيم مجهولة لن يتشرب أجوبتها في المرحلة التي كان يتشرب فقط المفاهيم الثابتة لتلك البيئة وهنا الصراع الذي سينشب هو صراع فكري مع البيئة من جانب وصراع فكري مع الذات الباحثة عن تلك المجاهيل من جانب آخر؟!
إن الشك هو البذرة الأولى للبحث وهو بداية إنفجار فكري يولد في الأول بصورة داخلية وينتقل بالتعبير عنه بصورة سلبية لتكسير تابوهات التلقين الآول ويستقر أما نحو السبيل الجديد أو يعود لنقطة البداية (أي التسليم بالثوابت المُلقنة ).
إن أغلب نتاجات الشكوك خاصة عندما تتوفر البيئة المناسبة الحاضنة لتلك الشكوك تأتي بالتغير الجذري بعد أن ينتقل من مرحلة المفاهيم الثابتة الى مرحلة التبديل الجزئي حتى الانتقال الى التغير النهائي للفكر الاول الذي روض عليه ، ومما لا شك به إن نسبة المشككين كُثار في ظل مفاهيم غامضة ملتبسة ، لكن العبور واستخلاص القرارات هو الصراع الاهم الذي احاول ان اتناوله بمقالتي هذه .
الإرث الفكري الديني منه والطقوس التابعة له بتوالي الازمان والقومي والقبلي و الاثني والعادات المكتسبة أو المتوارثة وكذلك ولا يفوتنا أن نتطرق الى المذهبي يعدون من أجمد جبال ثلوج التغير ، فالإنتمائات ثابتة والتي تتسبب بالتعصب الفكري نتيجة لمسبب تم التطرق اليه هي ذاتها التي يصعب كسران جدارها الإرثي السميك !
مثال للتوضيح قبل الدخول بمستلخص الفكرة ، اثناء جلوس شخص ما متكأ على يده وهي تستقر على رأسه تماماً أي أن اليد هي مركز إستقرار الرأس وبصورة مفاجاءة تفلت اليد من مستقرها سيولد هذا الانفلات سقوط الرأس وهو الذي سيولد تشتت الذهن وتلاشي للفكرة بصورة سريعة ، فالنتخيل أن آحدنا كان يفكر ( وهو بالحالة المذكورة أي الإتكاء على اليد ) كان يفكر في كيفية الحصول غداً على مبلغ معين من المال ، إن في لحظات إنفلات اليد وسقوط الرأس ستكون حالة لا أدرية لتناسي او تلاشي او ضمور الفكرة والانتقال الى حالة الحفاظ على الرأس ويعقبها لثوان من الزمن هدوء نسبي لإستيعاب الحالة الجديدة ناهينا عن نسيان تلك الفكرة التي كانت تاخذ مساحة من تفكيره وهو متكأ !
هذا المثال يمكن تسقيطه في حالة الإنتقال من الإرث الثابت الى المفاهيم الجديدة ، فالأرث الثابت هو عدمية التفكير ، أما الشك هو بذرة الإنتقال وبلا شك الأستقرار للحالة الجديدة هو الفكر الجديد !
سيعيش الفرد حالة من الصراع النفسي تستفز فيه عدة مشاعر وتولد سلوكيات جديدة متغيرة غير ثابتة انتقالية لا يستطيع ترجمتها في تلك الآونة ثم يستمر صراعه بطريقة لا أدرية متعنته باحثاً عن جميع الاجوبة ذات المجاهيل التي كانت تخلج في أفكاره وهنا سيمر بمرحلة تغير فكري قد تتسب له بأعراض سلبية حتى الإستقرار والتغير والعيش بطريقة جديدة يوَلد فيها بيئة جديدة غير تلك التي شب عليها.
أو إن تلك الصراعات تعود به الى نقطة البداية والأيمان بالثوابت والإلتحاف بمجاهيلها نتيجة لعد أستيعاب فكرة التغير التي طرأت عليه بصورة ركيكة لن يستطيع تقوية جذورها بالأستمرار كون جذور المفاهيم الثابتة الأولى تصل وتضرب أعماق الجذور العقلي الأولي !
لكن ... هذا لا يمنع أن يتوقف الشك بل ربما والاكثر ترجيحاً سيستمر ويسبب له أزدواجية فكرية محتومة وهو محل بحثي القادم ، فالإزدواجية الفكرية مرض إجتماعي يتميز به الشرق آوسطيون من ظمن نتاجه ذلك الشك ربما بريبة أو دونه !



#نوزاد_نوبار_مدياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظات رجلاً يؤمن بذاته / خربشات على جداري -6
- حياة ما بعد الموت !
- عيد حٌبنا يا حبيبتي / خربشات على جدار عيد الحب
- رسم من فحم على اوراق الوهم !! / قصة قصيرة
- ملح ،، زيت ،، زعتر / خربشات على جداري - 5
- كرسمس الإموات في مدينتي ؟! - خربشات على جداري / 4
- متى تكسر خشبة المسرح - خربشات على جداري / 3
- موائد عمل او عشاء – خربشات على جداري / 2 !!
- طيوراً في محراب الحياة – خربشات على جداري / 1 !!
- كان موعد في حانة واخر من الشرفة ؟
- العراقيون في دوائر شاغلة وخداع مستمر ؟!
- العراقيون في دوائر شاغرة وخداع مستمر ؟!
- مسلسل الحسن والحسين والهروب من التاريخ
- محكمة الرأيّ بين العلن والسر
- تولتارية الشرق الاوسط !
- المواطنة .. أديان / مذاهب وقوميات ( عراقية )
- في مفهوم الحرية الفكرية / فلسفة عصفوران !!


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نوزاد نوبار مدياتي - الصراع النفسي في ظل عواقب الإرث الفكري !