أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (7): عواقب عدم الختان في اليهودية















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان (7): عواقب عدم الختان في اليهودية


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3772 - 2012 / 6 / 28 - 23:53
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


لا يكفي ان تفرض تشريعا، بل يجب ان تبين عواقب مخالفته. وتأتي اهمية العواقب بقدر اهمية التشريع. وبما ان الختان من اساسيات الدين اليهودي، كانت عواقب عدم الالتزام به وخيمة.

1) عقاب مخالفة الشريعة اليهودية بصورة عامة
يرى رجال الدين اليهود أن الكتب المقدّسة هي التي تقرّر ما هو شر وما هو خير وهي التي يجب أن يتّبعها الإنسان. فالله هو المشرّع الذي يسن ما يجب على المرء عمله أو تفاديه. وأحكام التوراة كلّها بارة ومن يخالفها يتعرّض لعواقب خطيرة. فسفر تثنية الإشتراع يقول:
«والآن يا إسرائيل، إسمع الفرائض والأحكام التي أعلّمكم إيّاها لتعملوا بها، لكي تحيوا وترثوا الأرض التي يعطيكم الرب إله آبائكم إيّاها. لا تزيدوا كلمة على ما آمركم به ولا تنقصوا منه، حافظين وصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها» (تثنية 1:4-2).
معتمداً على هذا النص، يرى إبن ميمون، أكبر لاهوتي وفيلسوف يهودي، أن أوامر الكتب المقدّسة اليهوديّة أوامر أبديّة ولا يحق لأحد أن يغيّرها وكل من تخوّل له نفسه أن يغيّرها أو يلغيها أو يفسّرها بخلاف ما فسّرت به سابقاً يجب قتله خنقاً لأنه كذّب الله الذي يقول في آياته: «بكل ما أنا آمركم به تحرسون أن تعملوه، لا تزد عليه ولا تنقص منه» (تثنية 1:13)؛ «الخفايا للرب إلهنا، والمعلنات لنا ولبنينا للأبد، لكي نعمل بجميع كلمات هذه الشريعة» (تثنية 28:29)؛ «فريضة أبديّة مدى أجيالكم في جميع مساكنكم» (الأحبار 24:23).

2) الأغلف يقطع من الشعب اليهودي
يقول الفصل 17 من سفر التكوين: «وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها. إنه قد نكث عهدي» (14:17).
وعقوبة القطع من الشعب بالعبريّة: قريطوت (وتذكّرنا بالكلمة العربيّة: قرط، وقد ترجمت بالإنكليزيّة: extirpation) تقع في التوراة حسب المشنا على 36 جريمة منها 15 جريمة ذات صلة بالعلاقات الجنسيّة غير المشروعة واستباحة السبت الخ. وقد ذكرت المشنا ترك الختان آخر قائمة تلك الجرائم. ومن غير الواضح معنى هذه العقوبة. فسفر الخروج يقول صراحة إن إستباحة السبت تعاقب بالقتل: «فاحفظوا السبت، فإنه مقدّس لكم، من إستباحه يقتل قتلاً. كل من يعمل فيه عملاً تفصل تلك النفس من وسط شعبها» (الخروج 14:13). وفي حالة إقتراف إحدى تلك الجرائم سهواً، فإنه يجب عليه أن يقدّم للكاهن ذبيحة تضحية، كبش تام من الغنم يقدّر بمقدار الإثم (الأحبار 17:5-18). وأمّا بخصوص الختان، فمنهم من رأى أن القطع الذي يتعرّض له من لا يختن يعني القتل، ومنهم من إعتبره حرمان الشخص من عضويّة المجتمع اليهودي أو نفيه، وهو مصير أشر من الموت. ومنهم من إعتبر أن الجزاء الوحيد لعدم الختان هو الجزاء بعد الحياة الدنيا. ومهما يكن، فإن للختان عواقب مُهمّة. فالأغلف يعتبر نجساً، فلا يحق له المشاركة بالأعياد ولا يدخل الهيكل ولا القدس، كما لا يحق له الزواج من يهوديّة ولا يُناسب، ولا يحق معاشرته لا في الحياة ولا في الموت، ولا نصيب له في الآخرة. وهو ما سنراه في النقاط اللاحقة.
ويتساءل «فيلون» لماذا فرضت التوراة عقوبة القطع على الطفل غير المختون رغم أن لا ذنب له. فيجيب أن البعض فسّر هذه العقوبة بأنها تقع على الأهل وليس على الطفل. وغيرهم رأى فيها أسلوباً لمعاقبة الأهل من خلال وقوعها على الطفل. وللخروج من هذه الأزمة، يحاول «فيلون» تقديم تفسيراً رمزياً. فهو يرى أن ختان الذكر يعني ختان العقل، أي بالتخلّص من الرذائل والشهوات. والقطع الذي يتم بسبب عدم الختان يخص ليس موت الجسد، بل موت النفس. ولذلك جاء في النص «تفصل تلك النفس من ذويها». فلم يقل النص إنه يجب فصل الجسد، بل فصل النفس.

3) الأغلف نجس
إذا كان الختان في سفر التكوين هو علامة عهد، فإنه في الفصل 21 من سفر الأحبار قد جاء ضمن القواعد الخاصّة بتطهير المرأة من نجاستها بعد ولادتها. فلا يحق للام أن «تلامس شيئاً من الأقداس ولا تدخل المقدس، حتّى تتم أيّام تطهيرها». ومدّة تطهير الأم تختلف حسب المولود. فإن كان ذكراً، تكون نجسة لمدّة سبعة أيّام ومن بعدها تختن غلفة المولود وتظل 33 يوماً في تطهير دمها. أمّا إذا ولدت أنثى، فإن الأم تكون نجسة أسبوعين، و66 يوماً تظل في تطهير دمها. وفي الآية الثالثة من هذا النص، هناك أمر بختان المولود الذكر تقول: «في اليوم الثامن تختن غلفة المولود». ووجود أمر الختان في هذا الفصل الخاص بنجاسة الأم وسبل تطهيرها طرح مشكلة للمفسّرين. فمنهم من إعتقد أن الطفل أعتبر نجساً بسبب ملامسته أمّه النجسة بسبب الولادة، فيكون الختان أسلوباً لتطهيره من نجاسة أمّه. إلاّ أن بعض المفسّرين إختصر الطريق معتبراً تلك الآية قد دست دساً في النص من قِبَل جامع سفر الأحبار المجهول الإسم. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه يوجد عند المسلمين موقفاً مماثلاً للموقف اليهودي بخصوص عدم طهارة الأم التي تلد، وقد يكون هذا إمتداداً للفكر اليهودي.
وفي رواية يهوديّة طرحت ملكة سبا على سليمان إعجازاً. فقد جمعت عدداً من الرجال، بعضهم مختون والبعض الآخر غير مختون، وطلبت من سليمان أن يفرّق بين المختون وغير المختون. فأشار سليمان على كاهن الهيكل أن يفتح تابوت العهد الذي يحتوي نص التوراة. عندها إنحنى المختونون نحو التابوت مملوئين إشعاعاً من وجود الله. أمّا غير المختونين فقد سقطوا على وجههم لأنهم لم يتحمّلوا وجود الله.

4) الأغلف لا يشارك بالأعياد ولا يدخل الهيكل ولا القدس
نجد إمتداداً لفكرة عدم طهارة غير المختون في الفصل 12 من سفر الخروج الذي يمنع الأغلف من إقامة فريضة الفصح أو الأكل من ذبيحة الفصح. والتلمود يمنع من هو غير مختون أن يأكل من الأكل المخصّص للكهنة، ولكنّه يحق له أن يساعد في تحضير رماد البقرة الحمراء التي تذبح تقدمة للرب وأن يأكل من العُشر المقدّم للهيكل.
وسوف نرى أن الطفل الذي مات بعض إخوته يعفى من الختان. وهذا اليهودي أيضاً لا يسمح له أكل ذبيحة الفصح. وكذلك الأمر بخصوص الأب الذي لا يختن أطفالاً أو عبيداً له كان عليه ختانهم. وكذلك الأمر بخصوص الطفل الذي يولد مختوناً، فلا يحق له أن يأكل من ضحيّة الفصح حتّى تنزل نقطة دم منه. وإذا ذبحت ذبيحة الفصح لمثل أولئك فإن المعنى الديني لهذه الذبيحة يفسد. وهناك إعفاء من المنع إذا أُجِّل الختان لأن الطفل مريض أو كان الطفل خنثى أو كان والديه في السجن ولم يتمكّنوا من ختانه.
وحزقيال يمنع الأغلف دخول الهيكل (9:44). وأشعيا يمد هذا المنع لكل مدينة أورشليم (1:52). وقد كان في زمن السيّد المسيح كتابة باليونانيّة في هيكل هيرودوس (توفّى عام 4 ق.م) تمنع الغرباء من دخول الهيكل تحت طائلة الموت.

5) الأغلف لا يُقبل زواجه من يهوديّة ولا يناسب
والختان في التوراة يعتبر شرطاً للزواج. فلا يحق أن يتزوّج الأغلف من يهوديّة. وقد رأينا ذلك من قصّة إغتصاب دينة من قِبَل غير يهودي (التكوين 14:34-16). كما أنه لا يحق لليهودي أن يأخذ إمرأة من جماعة غير مختونة كما هو واضح من إعتراض أهل شمشون على زواجه من فلسطينيّة (القضاة 3:14). ويرى أحد المؤلّفين اليهود اليوم أن هذه القصّة قد كُتبت بعد رجوع اليهود من المنفى وهي من وضع رجال الدين الذين كانوا يرفضون التزاوج بين اليهود وغير اليهود.
ومنع الزواج بين اليهود وغير اليهود هو إمتداد لفكرة شعب الله المختار التي تضمّنها النص الخاص بالختان. فلا يحق لليهودي أن يختلط بالشعوب الأخرى لإفساد صفاء الدم اليهودي. ونجد هذا الفكر العنصري اليهودي في أجلى صوره في سفر عزرا الكاهن. فهذا الكاهن يهيج غضباً ضد اليهود الذين إتّخذوا زوجات من خارج الشعب اليهودي «فاختلط النسل المقدّس بشعوب البلاد» (2:9). ويحكي لنا سفر عزرا كيف أنه مزّق ثيابه ونتف شعره ولحيته غيظاً (3:9) وطلب من جميع الشعب الإجتماع في ساحة الهيكل «وأن كل من لا يأتي في ثلاثة أيّام تحرّم كل أمواله» (7:10). فاجتمعوا هناك في يوم ممطر فقال لهم: «إنكم خالفتم واتّخذتم نساء غريبات، لتزيدوا في إثم إسرائيل. فاحمدوا الآن الرب إله آبائكم وأعملوا بما يرضيه، وانفصلوا عن شعوب الأرض والنساء الغريبات» (11:10). وهذا الجزء من الكتاب المقدّس اليهودي كان قد ألهم القوانين العنصريّة الهتلريّة في عصرنا وما زال يلهم رجال الدين اليهود في موقفهم المعادي من الزواج المختلط لأسباب عنصريّة مقيتة.
ويذكر التاريخ كيف أن «سلّومة» إبنة الملك «هيرودوس» كانت ترغب في الزواج من «سيلا» وزير الملك العربي «عبادا» فوافق الملك «هيرودوس» على شرط أن يقبل «سيلا» بأن يختتن. و«أغريبا» أعتُبر كفؤاً بأن يرأس اليهود لأنه زوّج إبنته بملك غير يهودي على شرط أن يختتن. وفي أيّامنا ما زال اليهود يحتفظون بالملابس الملطّخة بدم الختان لكي تعرض يوم تثبيت الطفل اليهودي وزواجه كبرهان لختانه.

6) الأغلف لا يعاشر
يعتبر الأغلف في نظر اليهودي رجلاً نجساً. ولذلك لا يحق معاشرته في مأكله أو مشربه أو دخول بيته أو أكل ذبائحه. كما أنه لا يحق دفن الأغلف في مقابر اليهود. ولذا يتم ختان اليهودي غير المختون قَبل دفنه.
وقد دار جدل في التلمود حول أطفال إمرأة عبدة تم ختانهم ولكن لم يغطّسوا في الحمّام الطقسي. فهل يدنّسون الخمر إذا مسّوه؟ وكان الجواب نفياً لأن الطفل لا يميّز طبيعة الوثن. أمّا إذا كان من مس الخمر بالغاً فإن الخمر يفسد، فلا يحق شربه.
ويذكر «موشي مينوهين»، والد عازف الكمان «يهودي مينوهين»، أن جدّه المتديّن الذي كان يسكن في مستعمرة في فلسطين كان يسكب في المجاري قناني الخمر التي تبقى على مائدته بعد رحيل ضيوفه غير اليهود. وعندما سأله حفيده عن سبب ذلك، كان جوابه بأن الخمر الذي في القناني المفتوحة من قِبَل غير اليهود (الجوييم) تصبح فاسدة وممنوعة من الشرب حسب القواعد اليهوديّة.
وهذه النظرة اليهوديّة للأغلف نجدها في بداية المسيحيّة. فقد عاتب مسيحيّون من أصل يهودي بطرس لقبوله دعوة قرنيليوس، قائد مائة من الكتيبة التي تدعى الكتيبة الإيطاليّة. فقالوا له: «لقد دخلت إلى أناس غلف وأكلت معهم» (أعمال 1:11-3). وبطرس يعرف هذا المنع ويعرف أن الوثنيّين على علم به. ففي مخاطبته لداعيه يقول: «تعلمون أنه حرام على اليهودي أن يعاشر أجنبياً أو يدخل منزله» (أعمال 28:10). وفي رسالته إلى أهل غلاطية، يعلمنا بولس كيف أن بطرس، «قبل أن يقدّم قوم من عند يعقوب، كان يؤاكل الوثنيّين. فلمّا قدموا أخذ يتوارى ويتنحّى خوفاً من أهل الختان» (غلاطية 12:2).

7) الأغلف لا نصيب له في الآخرة
هناك «مدراش» يهودي يقول بأن الله سيخلّص نسل اليهود من الجحيم بسبب الختان، بينما غير المختونين سيرمون فيها. وقد كان إعتقاد سائد بين اليهود أن لا نصيب لغير المختونين في الآخرة. وقد ترك هذا الإعتقاد أثره في الكتابات اليهوديّة في العصور الوسطى.
وهناك رواية يهوديّة تقول إن إبراهيم يقف يوم الدينونة على باب الجحيم فلا يسمح أن يدخل في الجحيم أي شخص يحمل علامة الختان. ورواية أخرى تقول إن الله يغفر لليهود خطايا كثيرة بسبب الختان. وإنه سوف لا يحاكمهم في نفس الوقت الذي يحاكم فيه غيرهم من الأمم. فالأمم تحاكم في ظلمة الليل، واليهود في وضح النهار، وهؤلاء يتمتّعون بنعم لا يحصل عليها غيرهم. وهم وحدهم الذين سيتمتّعون بالأفراح والسعادة عند مجيء المسيح. وهناك قول لرابي يهودي: إن الدم الذي نزل من الطفل عند الختان يُحفظ أمام الله. وعندما يأتي يوم الدينونة فإن الله ينظر للدم فيخلّص العالم.
ولكن ماذا عن الأطفال الذين يموتون قَبل يومهم الثامن دون ختان؟ قال بعض رجال الدين اليهود بأن الطفل حتّى وإن بقي في الحياة لحظة واحدة فإن له نصيب في الحياة الأخرى، خُتن أم لم يختن. وأنكر ذلك غيرهم معتبرين أن لا نصيب لهم إلاّ إذا ماتوا وهم قادرون على الكلام. وغيرهم جعل الختان هو أساس الخلاص لهؤلاء الأطفال: فمن خُتن يخلص، ومن لم يُختن لا يخلص. وهذا هو السبب الذي من أجله قرّر التلمود ضرورة ختان الطفل الذي يموت قَبل اليوم الثامن إذ إن المختونين فقط لهم نصيب في الحياة الأخرى. ولنا عودة إلى ختان الميّت لاحقاً.
وقد طرحت فكرة ابتداء الختان بإبراهيم حسب التوراة مشكلة عند اليهود أنفسهم الذين يعتبرون الختان شرطاً للخلاص الأبدي. فإن كان الختان بتلك الأهمّية، فهل هذا يعني أن كل الصالحين الذين سبقوا إبراهيم قد هلكوا؟ هل هؤلاء جميعهم في الجحيم؟ وحتّى يحلّوا هذه المشكلة، لجأ رجال الدين اليهود إلى القول بأن أولئك الصالحين قد ولدوا مختونين من أمّهاتهم، دون غلفة، حاملين علامة العهد. وهم يرون أن الله قد أنعم على عدد آخر من الذين ولدوا بعد إبراهيم، فولدوا مختونين. لا بل أضافوا أن بعض الملائكة خُلقوا مختونين. وإحدى الروايات اليهوديّة تقول إن الله كلّم آدم بعد سقوطه قائلاً: ملعونة الأرض بسببك. فسأله آدم: والى متى؟ وكان جواب الله: «حتّى يولد طفلاً لا يحتاج للختان». وقد تم ذلك مع نوح الذي كان مختوناً من بطن أمّه.

8) المبالغة في أهمّية الختان
إكتسب الختان أهمّية خاصّة وتوسّعاً في القواعد التي تحكمه في ما يدعى العصر التلمودي، أي ما بين القرن الثاني والسابع الميلاديين. وفي التلمود فقرة توضّح سبب أهمّية الختان: إن الختان مهم لأنه يحق إباحة السبت من أجله، ولأن موسى بكل عظمته لم يعفى منه ساعة واحدة (إشارة إلى سفر الخروج الفصل الرابع)، ولأن إبراهيم لم يدعى كاملاً إلاّ بعد أن أتم الختان (إشارة إلى سفر التكوين 1:17)، ولأن لولا الختان لم يكن الله قد خلق العالم. وهذا إشارة إلى أرميا 25:33-26: «هكذا قال الرب: إن لم يكن هناك عهدي مع النهار والليل، ولم أجعل فرائض للسماوات والأرض، فإني أنبذ أيضاً ذرّية يعقوب وداود عبدي». وهم يترجمون هذا النص كما يلي: « هكذا قال الرب: إن لم يكن هناك عهدي نهاراً وليلاً، لم أكن لأجعل فرائض للسماوات والأرض». ويضيف التلمود أن الختان يساوي في قيمته كل أوامر التوراة.
وما زال المؤلّفون اليهود المعاصرون يردّدون على مسامعنا هذا الكلام. و«كوهين» يضيف إليه كلاماً للحاخام «جوزيف سوليفيتشيك» يقول فيه عن الختان: «إنه عهد أبدي لا يمكن أبداً حذفه. إن الشعب اليهودي والله ينتميان إلى تجربة واحدة [...]. إن الإنسان دون عهد الختان يشبه حبّة رمل تطيش على مياه المحيط مرّة هنا ومرّة هناك». كما يذكر كلاماً للحاخام «آريه كابلان»: «إن الختان قد أعاد إبراهيم وذرّيته إلى وضع آدم قَبل الخطيئة. وقد إستطاعت ذرّية إبراهيم أن تكون إناءاً للتوراة بسبب الختان. وهكذا، فإنه من خلال وصيّة الختان أمكن إتمام هدف الخلق». ويرى اليهود أن إتمام الختان له الأولويّة على دفن قريب.

موضوع مقالي القادم
---------------------
سوف استمر في مقالي القادم عرض الختان عند اليهود

يمكنكم تحميل كتابي: ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
الجدل الديني والطبّي والإجتماعي والقانوني
من الرابط التالي
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ احمد القبانجي يؤكد أن القرآن ليس كلام الله
- مسلسل جريمة الختان (6): النصوص التوراتية الاخرى
- مسلسل جريمة الختان (5): الختان واليهود ومصيبة النبي ابراهيم
- مسلسل جريمة الختان (4): الختان عند قدامى المصريين
- مسلسل جريمة الختان (3): انواع ختان الذكور والاناث
- مسلسل جريمة الختان (2): لماذا هذا الاهتمام؟
- مسلسل جريمة الختان (1)
- دعوة القادة العرب والمسلمين للتزلج على الثلج
- كيف يمكنك ان تصبح نبيا ناجحا؟
- اعتراف رسمي بفشل الدين االاسلامي
- لماذا لا اصبح مسلما؟
- القرآن يطلب تغطية الفرج وليس الرأس
- تجديد الفكر الديني أم خلق دين جديد؟
- الحلول التي يقترحها المفكرون المسلمون لحل النزاع ما بين القا ...
- حرية الاعتقاد في العالم العربي
- الحركات الإسلامية ومصير التماثيل والصور في مصر وخارجها
- أهمية المجانين في المجتمع العربي
- كيف يمكن حماية البشرية من مضار الكتب المكدسة (المقدسة)؟
- الفيلسوف زكي نجيب محمود ينتقد اسلام وفكر روجي جارودي
- سامي الذيب - مفكر وباحث أكاديمي - في حوار مفتوح حول: نشر الق ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان (7): عواقب عدم الختان في اليهودية