أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم















المزيد.....



دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 12:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم
الفصل الأوّل من" قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة "الحديدي" و من لفّ لفّه. "

( الجزء الأوّل من الكتاب : المقدّمة و الفصول 1و2و3)
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!
( عدد 8 / جوان 2012)

المحتويات :
- إستهلال
- مقدّمة
الفصل الأوّل : دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم :

1- إغتيال ستالين : النظرة التآمرية للتاريخ مقابل النظرة المادية التاريخية.
2- ماو تسى تونغ أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيّا.
3- نضال ماو تسى تونغ ضد تيتو و خروتشوف.
4- ستالين و ماو و الحرب العالمية الثانية.
5- الثورة الصينية و الإفتراءات البلشفية / الخوجية.
6- لينين و ستالين بصدد الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات.
الفصل الثاني : النظرية البلشفية/ الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائية تحريفية:

1- مزيدا عن البرجوازية الوطنية.
2- طبيعة المجتمع و طبيعة الثورة.
3- الثورة الديمقراطية البلشفية / الخوجية.
4- طريق الثورة : طريق ثورة أكتوبر أم طريق الثورة الصينية فى الأساس.
الفصل الثالث : المنهج البلشفي/ الخوجي مثالي ميتافيزيقي يفضى إلى نتائج مفزعة :
1- خلط الحابل بالنابل.
2- لا فرق لدي البلشفي/ الخوجي بين الثورة و الإنتفاضة ، بين الوهم و الحقيقة فى تونس.
3- امنيات البلشفي / الخوجي فى تضارب مع الوقائع التاريخية.
4- تعاطي مثالي ميتافيزيقي مع أخطاء ستالين.
5- نسخة بلشفية / خوجية لنهاية التاريخ.
6- كذب و قراءة مثالية ميتافيزيقية للصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا.
7- التنظير المثالي الميتافيزيقي البلشفي/ الخوجي للإنتهازية.
8- إعتماد الإنتقائية لتشويه جوهر المواقف الماوية .
9- محض إفتراءات.
-------------------------------------- ( الجزء الثاني من الكتاب : الفصول 4 و 5 و الخاتمة و المراجع ).
الفصل الرابع : مواقف البلشفي/ الخوجي المتقلّبة و تلاعبه بالجدال مع ماويين :

الفصل الخامس : كيف يسيئ البلاشفة قشرة و الخوجيون لبّا إلى ستالين ذاته؟

خاتمة
المراجع


================= إستهلال ===================
نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة. ( لينين –" برنامجنا ").
--------------
ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له. فعلى توطد هذا "الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية الروسية لسنوات طويلة ،طويلة جدا. ( لينين " ما العمل؟ ").
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
إن الماركسية- اللينينية علم ، و العلم يعنى المعرفة الصادقة ، فلا مجال فيه لأية أحابيل فلنكن صادقين إذن! (ماو تسى تونغ – المؤلّفات المختارة ،المجلّد 3،الصفحة 26)
--------------------
إنّ المعرفة هي مسألة علم، فلا يجوز أن يصاحبها أدنى شيء من الكذب و الغرور، بل المطلوب هو العكس بكلّ تأكيد أي الصدق و التواضع.( ماو تسى تونغ " فى الممارسة العمليّة "، المجلّد الأوّل من "مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة" الصفحة 439- الطبعة العربية) .
بعض المسائل المتعلقة بتاريخ الحركة الشيوعية العالمية (" بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 )
لقد تمكنت البروليتاريا العالمية، خلال ما ينوف عن القرن المنقضى منذ أطلق البيان الشيوعي لأول مرة النداء الشهير : " يا عمال العالم إتحدوا !" من تجميع خبرة واسعة. وهي ذاتها خبرة الحركة الثورية فى مختلف البلدان و تشمل فترات رائعة من الإنتصارات الحاسمة و المدّ الثورى كما تشمل فترات حالكة من الجزر و التراجع .
و عبر مدّ الحركة و جزرها، تشكل علم الماركسية – اللينينية - الماوية و تطوّر من خلال النضال المتواصل ضد أولئك الذين أرادوا قتل جوهره الثوري و تحويله إلى عقيدة عقيمة، خالية من الحياة . وقد كانت أكبر المنعطفات فى تطور التاريخ العالمي و الصراع الطبقي مصحوبة دائما بمعارك ضارية فى الميدان الإيديولوجي بين الماركسية من جهة و التحريفية و الدغمائية من جهة أخرى . فقد كان الأمر كذلك فى العهد الذى خاض خلاله لينين صراعا ضد الأممية الثانية (وهو ما تزامن مع إندلاع الحرب العالمية الأولى و ظهور وضع ثوري فى روسيا و أماكن أخرى) و كذلك فى العهد الذى خاض خلاله ماو تسى تونغ صراعا ضد التحريفيين المعاصرين السوفيات و كان نضالا عظيما يعكس أحداثا ذات بعد تاريخي عالمي ( إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ، إحتداد الصراع الطبقي فى الصين الإشتراكية و بروز موجة ثورية عالمية موجهة أساسا ضد الإمبريالية الأمريكية ). و كذلك فإن الأزمة العميقة التى تمر بها الحركة الشيوعية العالمية هي إنعكاس لقلب السلطة البروليتارية فى الصين و الهجوم الشامل ضد الثورة الثقافية بعد وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب الذى قام به دنك سياو بينغ و هواوكوفينغ . و تعكس هذه الأزمة أيضا الإحتداد العام للتناقضات العالمية بما يعنى بدوره خطر الحرب العالمية و آفاق الثورة . فاليوم تماما مثلما كان الشأن خلال النضالات الكبيرة السابقة، لا تشكل القوى التى تناضل من أجل خط ثوري سوى أقلية صغيرة محاصرة و مطوّقة من قبل التحريفيين و كل أشكال مداحي البرجوازية . و مع ذلك ، فإن تلك القوى تمثل المستقبل و حتى يتسنى للحركة الشيوعية العالمية أن تواصل التقدم يجب أن تثبت تلك القوى قدرتها على صياغة خط سياسي يرسم طريقا تتبعه البروليتاريا الثورية فى الظرف الحالي المعقد. و فعلا ،عندما يكون الخط صحيحا ، فإنه حتى إذا لم يكن لدينا جنود فسوف نحصل عليهم و حتى إذا لم تكن لدينا السلطة فسوف نحصل عليها . ذلك ما أكدت صحته التجربة التاريخية للحركة الشيوعية العالمية منذ عهد ماركس.
إن التحليل السليم للتجربة التاريخية لحركتنا يشكل عنصرا بالغ الأهمية من أجل صياغة مثل ذلك الخط العام للحركة الشيوعية العالمية. و إنه لمن قبيل اللامسؤولية القصوى ، و من باب التناقض مع مبادئ نظرية المعرفة الماركسية أن لا نولي أهمية كافية للخبرة المكتسبة و الدروس المستوعبة من خلال النضالات الثورية لملايين الجماهير من البشر و التى ذهب ما لا يحصى من الشهداء من أجلها.
إن الحركة الأممية الثورية اليوم و كذلك قوى ماوية أخرى، هي وريثة ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو و عليها أن ترتكز بقوة على هذا التراث. و لكن مع إعتبار هذا التراث أساسا لفكرها ، يجب أن تكون لديها الشجاعة الكافية لنقد نواقصه. فبعض التجارب تستحق الإطراء و البعض الآخر يبعث على اللوعة. و يتعين على الشيوعيين و الثوريين فى كل البلدان أن يتأملوا و يدرسوا جيدا تلك التجارب الناجحة منها و الفاشلة حتى يستطيعوا أن يستخلصوا منها إستنتاجات صحيحة و دروسا مفيدة .
تقييم تراثنا مسؤولية جماعية يجب أن تتحملها الحركة الشيوعية العالمية كلها و يجب أن يتم مثل هذا التقييم بشكل علمي صارم مرتكز على مبادئ الماركسية - اللينينية- الماوية وأن يأخذ بعين الإعتبار الظروف التاريخية الملموسة للفترات المدروسة و الحدود التى فرضتها تلك الظروف على الطليعة البروليتارية و أن يتم ذلك بالخصوص بروح تسعى إلى جعل الماضي يخدم الحاضر حتى نتلافى السقوط فى الخطإ الميتافيزيقي المتمثل فى قياس الماضى بأدوات الحاضر بدون إعتبار الظروف التاريخية . وتقييم شامل كهذا سوف يتطلب طبعا وقتا غير هين لكن ضغط الأحداث على المستوى العالمي و ظهور بعض الفجوات للتقدم الثوري يتطلب منا أن نقوم من الآن بإستنتاج بعض الدروس الهامة التى سوف تمكن قوى الطليعة البروليتارية من أداء مسؤولياتها بشكل أفضل .
لقد شكل تقييم الخبرة التاريخية فى حد ذاته دوما موضوع جدال كبير فى الصراع الطبقي فمنذ هزيمة كومونة باريس لم يتوقف الإنتهازيون و التحريفيون عن إستغلال هزائم البروليتاريا و نواقصها بغاية قلب الخطإ و الصواب و خلط المسائل الثانوية بالمسائل الرئيسية و التوصل إلى إستنتاج مفاده أن" البروليتاريا ما كان عليها أن تحمل السلاح". و كثيرا ما كان بروز ظروف جديدة تعلة للإرتداد عن المبادئ الجوهرية الماركسية، مع إدعاء إضفاء التجديد عليها . و من جهة أخرى، فإنه ليس بأقل خطأ و بأقل ضررا كذلك التخلى عن الروح النقدية الماركسية و عدم الإهتمام بتقييم نواقص البروليتاريا إلى جانب تقييم نجاحاتها و الإعتقاد بأنه يكفى تماما الإستمرار فى الدفاع أو التمسك بمواقف كنا نتصور سابقا أنها صحيحة فمثل هذه الطريقة تجعل الماركسية - اللينينية- الماوية جافة و هشة غير قادرة على التصدى لضربات العدو و عاجزة عن تحقيق أي تقدم جديد فى الصراع الطبقي و فى الواقع تخنق مثل تلك الطريقة الروح الثورية الماركسية -اللينينية .
لقد بيّن التاريخ فعلا أن التجديدات الحقيقية للماركسية (على عكس التشويهات التحريفية ) إنما كانت متصلة إتصالا وثيقا بمعارك ضارية للدفاع عن المبادئ الجوهرية للماركسية - اللينينية- الماوية و تدعيمها. و لنستشهد بمثالين يدلان على هذه الحقيقة التاريخية : نضال لينين المزدوج ضد أولئك التحريفيين المكشوفين و ضد من كانوا مثل كاوتسكى يعارضون الثورة زاعمين الإرتكاز على "أرثودكسية ماركسية " و أيضا النضال الكبير الذى خاضه ماو تسى تونغ ضد التحريفيين المعاصرين و إرتدادهم عن تجربة بناء الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي فى عهد لينين و ستالين وهو النضال الذى خاضه فى نفس الوقت الذى كان يقوم فيه بنقد شامل و علمي لجذور التحريفية .
و علينا اليوم أن نعالج المسائل و المشاكل الشائكة التى يطرحها تاريخ الحركة الشيوعية العالمية حسب طريقة مماثلة. أما أولئك الذين يعلنون أمام الإنتكاسات الحاصلة منذ وفاة ماو تسى تونغ عن الفشل الكامل للماركسية - اللينينية أو الذين يزعمون أن الماركسية- اللينينية- الماوية أصبحت بالية و أن كل التجربة التى إكتسبتها البروليتاريا يجب أن يعاد النظر فيها فإنهم يمثلون خطرا جسيما. فهذا الإتجاه يريد الإرتداد عن تجربة دكتاتورية البروليتاريا فى الإتحاد السوفياتي و إقصاء ستالين من صفوف قادة البروليتاريا وهو يهاجم فى الحقيقة الأطروحة الجوهرية فى اللينينية حول طبيعة الثورة البروليتارية و ضرورة حزب طليعي و دكتاتورية البروليتاريا. و قد قال ماو بوضوح : "فى رأيى هنالك" سيفان" : الأول هو لينين و الثاني هو ستالين "و إذا يتم التخلى عن السيف ستالين و" إذا ما تم فتح هذه البوابة فإن ذلك يعني عمليا نبذ اللينينية ". إن تجربة الحركة الشيوعية العالمية إلى حدّ الآن تدل على أن هذه الملاحظة التى عبر عنها ماو تسى تونغ سنة 1956 ما زالت صحيحة. و كذلك فإن إضافات ماو تسى تونغ لعلم الثورة تتعرض اليوم إلى المحاصرة والطمس و التشويه. و فى الحقيقة كل ذلك ليس إلا نسخة "جديدة " من التحريفية و الإشتراكية الديمقراطية الأكثر ترهلا و عقما.
و مازالت هذه التحريفية المكشوفة نسبيا سواء كان مصدرها الأحزاب الموالية تقليديا لموسكو أو التيار "الأوروشيوعي " أو المغتصبون التحريفيون فى الصين أو التروتسكيون و النقاد البرجوازيون الصغار للينينية ، ما زالت تمثل أكبر خطر على الحركة الشيوعية العالمية. وفى نفس الوقت، ما زال الشكل الدغمائي للتحريفية يعتبر عدوا لدودا للماركسية الثورية فهذا التيار الذى يعبر عنه كأوضح تعبير الخط السياسي لأنور خوجة و حزب العمل الألباني يهاجم الماوية و خط الثورة الصينية و خاصة تجربة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. و يزعم هؤلاء التحريفيين زيفا الدفاع عن ستالين (فى حين أن عددا كبيرا من أطروحاتهم ليست إلا تروتسكية ) فى حين أنهم يشوهون التراث الثوري الأصيل لستالين. و يعتمد هؤلاء المخادعين على نواقص و أخطاء الحركة الشيوعية العالمية ، بدلا من إنجازاتها ، كي يحاولوا نشر خطهم التروتسكي و التحريفي. و يطالبون من الحركة الشيوعية العالمية أن تحذو حذوهم معللين ذلك بضرورة البحث عن نوع من " النقاء العقائدي" الصوفي. إن المظاهر العديدة التى يشترك فيها خط أنور خوجة مع الشكل الكلاسيكي للتحريفية (بما فى ذلك مقدرة التحريفيين السوفيات و الرجعيين عموما على تشجيع و إستغلال المعادات العلنية للينينية من قبل الأوروشيوعيين و أيضا معاداة خوجة المغلفة باللينينية حاليا ) تدل على أن لهذين الخطين جذور راسخة فى الإيديولوجيا البرجوازية .
و اليوم يمثل الدفاع عما قدمه ماو تسى تونغ من إسهامات نوعية للماركسية – اللينينية مسألة ذات أهمية بالغة و ملحة بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية و للعمال ذوى الوعي السياسي و الطبقي و جميع الثوريين فى العالم . فجوهر المسألة هنا ليس إلا معرفة ما إذا وجب الدفاع أم لا عن إسهامات ماو الحاسمة فى الثورة البروليتارية و علم الماركسية- اللينينية و التقدم على أساسها . فالمسألة إذا ليست إلا معرفة إذا ما وجب الدفاع أو لا عن الماركسية- اللينينية نفسها .
لقد قال ستالين : " إن اللينينية هي ماركسية عصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية " و هذا القول صحيح تماما فمنذ موت لينين شهد العالم مؤكدا تحولات كبيرة لكن طبيعة العصر بقيت هي نفسها. و ما زالت المبادئ الجوهرية للينينية صالحة و تمثل اليوم الأساس النظري الذى يقود فكرنا. إننا نؤكد بأن الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية- اللينينية وبدون الدفاع عن الماركسية – اللينينية – الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما .
( مقتطف من " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ضمن العدد الأوّل من " الماوية : نظرية و ممارسة " لشادي الشماوي على موقع الحوار المتمدّن ).
===================================================
مقدّمة :
إنطلق صراع الشيوعيين الحقيقيين الماويين فى تونس مع السيد " الحديدي" منذ مدّة تناهز السنة الآن سواء على الفايسبوك أو على صفحات موقع الحوار المتمدّن. ولأنّه لم يلتزم آداب النقاش و مبادئ السلوك الرفاقي ، شطبه مازوم كايبا ، من قائمة أصدقائه على الفايسبوك و بعث له برسالة مفتوحة يشرح فيها دوافع قراره ذاك حتى لا يقال انّ الماويين يخافون النقاش و يتجنّبوه. و على إثر تهجّم إنتهازي منه على مضمون نصّ لماوي آخر ، محمّد علي الماوي ، تلقّى ردّا منهجيّا مع الإلتزام بآداب الجدال المبدئي غير أنّه كعادته هاج و ماج و أخذ يطلق العنان لأساليبه الإنتهازية فى الصراع الفكري فلم يتابع محمدّ علي الماوي الجدال معه. وتتبعت النقاشات و تاليا كافة كتابات "الحديدي" وكنت أنتظر جديدا يستحق عناء التعليق.
و تُرك المجال فخرجت الحيّة من جحرها و ظهرت حقيقتها و ملامحها كليا تقريبا. ونتيجة متابعتى و تقييمي لما يصدره " الحديدى " إلى شهر مارس 2012 لمست أنّ الثمرة نضجت و حان أوان قطافها أي حان أوان إنجاز نقد عميق و شامل لأطروحات هذا السيد الذى يقدّم نفسه على أنّه بلشفي و لا همّ لديه سوى الإفتراء على ماو تسى تونغ و الشيوعيين الحقيقيين الماويين ففى كلّ نصّ يكتبه أو ينقله و ينشره إلاّ و يفرد لهم قسطا لا بأس به من ترّهاته نافثا سمومه الدغمائية التحريفية الخوجية ضد الماركسية- اللينينية- الماوية. و قد بلغ به الهذيان أخيرا مبلغا لا يتصور فى نصّه " إغتيال ستالين ..." حيث جعل من ماو تسى تونغ مجرما و قاتلا لرمز من رموز البروليتاريا العالمية كان قدوته و منه تعلّم الكثير و لا يكنّ له سوى التقدير و الإحترام الرفاقي و إن إختلف معه فى مسائل و مواقف معيّنة ، و عنه دافع فى وجه الرياح التحريفية المعاصرة لعشرات السنين.
ماذا بعد هذا يا " حديدي" ؟ هل هذا آخر ما جادت به قريحتك الإنتهازية التآمرية؟ أم أنّك ستطلع علينا يوما بخبر عاجل مفاده إكتشافك أنّ ماو تسى تونغ خنق بيديه ستالين أو وضع له هو نفسه السمّ فى الكأس بدل الماء؟ لك هراؤك و هذيانك و لنا التمسّك بالحقيقة و الواقع المادي الموضوعي و علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية- اللينينية- الماوية. و التاريخ شاهد.
بعد اللفّ و الدوران فى كتابات و نقاشات سابقة ، ها أنّه يعلن و بلسانه هو مباشرة عن مصدر أفكاره فى نصّ " الأساس المادي الجدلي و التاريخي لفكر ستالين و ممارسته" ألا وهو مجلّة " خطوط التمايز" مستشهدا بمضمون أحد أعدادها. و لن نفعل مثله و نقول له هذا منك " إستيراد دغمائي برجوازي صغير " كما قال هو فى " ضد التصفوية الماوية..." و ذلك من منطلق مبدئي هو أنّنا نقرّ بحقيقة أنّ علم الثورة البروليتارية العالمية واحد لطبقة عاملة عالمية واحدة و المسألة تطرح على أنّها مسألة صحّة أم خطأ من الناحية العلمية، لا إستيراد و توريد ، و لا ملكية خاصة لهذا أو هذه بمفاهيم برجوازية ؛ و مسألة علم كمرشد عمل من أجل تحليل ملموس لواقع ملموس قصد تغييره ثوريّا من وجهة نظر البروليتاريا نحو الشيوعية عالميّا .
والمجلّة إيّاها كان يصدرها " الإتحاد البلشفي " بالكندا. و هذا " الإتحاد" عبارة عن مجموعة منحدرة من ما كان يسمّى " التياّر البلشفي " الذى نشط ضمن مجلّة " الثورة الكندية " و بعد إنشقاقه عنها لخلافات ليس هذا مجال التوسّع فيها ، أصدر مجلّته " خطوط التمايز". ثمّ إثر صراعات مع " فى النضال" و " رابطة الشيوعيين الكنديين" ، أخذت مجموعة " الإتحاد البلشفي " تصدر مجلّة شهرية باللغتين الأنجليزية و الفرنسية عنوانها " الثورة البروليتارية ". و كان هؤلاء "البلاشفة " يساندون حزب العمل الألباني و أطروحاته إلى أن إعتبر هذا الأخير، سنة 1979 ، أنّ من يمثّل الماركسيين- اللينينيين فى الكندا هو الحزب الشيوعي الكندي (الماركسي-اللينيني). فإندفع البلاشفة ينقدونه و يعتبرون مذّاك انّه لم يوجد معسكر إشتراكي منذ وفاة ستالين. و بعدئذ أخذوا يتعاملون مع الرابطة البلشفية فى الولايات المتحدة الأمريكية و يساهمون فى مجلّة " مراسلات عالمية " التى كان يصدرها ماركسيون – لينينيون أفارقة فى باريس. وإندثر " الإتحاد البلشفي" فى أواسط الثمانينات.
و فى عملنا هذا لن نعنى بال"بلاشفة " الكنديين و مواقفهم فى علاقة بالصراع الطبقي هناك و بالحركة الشيوعية العالمية و لا بالتيّار البلشفي العالمي التروتسكي المدافع عن الأممية الرابعة ، فهذا الأمر على أهمّيته ليس موضوع بحثنا الذى نخصّصه للبلاشفة/ الخوجيين فى تونس. و قد يثير أحدهم سؤالا وجيها لماذا ننعت هؤلاء الذين لا همّ لهم سوى النيل من ماو تسى تونغ و الماويين بدعوى الدفاع عن ستالين بالخوجيين و الحال أنّ " الحديدى" فى " إغتيال ستالين..." يوجه نقدا لاذعا لأنور خوجا ؟ و نجيب فى الحال و ببساطة أنّ مرجع نعتنا هذا هو أنّ النقد الذى طال أنور خوجا لحق فقط عدم إتخاذه موقفا صارما من خروتشوف منذ البداية أمّا باقي الخطّ الخوجي فى " الإمبريالية و الثورة " و فى " ملاحظات حول الصين" و المتعلّق بستالين و بماوتسى تونغ و بتقييم التجربة الإشتراكية السوفياتية و الصينية و بالثورة فى أشباه المستعمرات و بالصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ، و المادية الجدلية و هلمّجرا، ف"البلاشفة " شأنهم شأن "الوطد" (الوطنيّون الديمقراطيون) فى " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا-لينينيّا؟" يتبنّونها. و نحن لا نحكم على النيّة و القصد و لا على جملة أو جانب واحد من الخطّ او نقطة أو أكثر خلافية بسيطة ، بل نحكم موضوعيّا على مجمل مكوّنات الخطّ الإيديولوجي و السياسي و جانبه الرئيسي. و لا ننسى بالمناسبة أنّ جماعة " هل يمكن ...؟ " الذين و لا شكّ تأثّروا بكتابات البلاشفة الجدد الكنديين ، صرّحوا فى مقدّمة ما أسموه "بحثا" أن أنور خوجا "غير جدّي " إلاّ أنّنا ألفيناهم من خطّه ينهلون و نهر أفكاره يشربون و بكتبه يستشهدون.
و مختصر القول لأنّ " الحديدي" و من لفّ لفّه يلبسون قناع البلشفية و يروّجون للخطّ الدغمائي التحريفي الخوجي ، نعتناهم بذوى القشرة البلشفية و اللبّ الخوجي و فى عملنا هذا نطلق عليهم إسم البلاشفة / الخوجيين.
إنتهت المقدّمة ، فإلى الجوهر.
----------------------------------------------------------------------------------------------------
الفصل الأوّل
دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم.
=======================================
من جديد ، نعود إلى هذه المسألة التى حسمت فى الأساس بوضوح لدى الحركة الشيوعية العالمية منذ عقود الآن و قد خصّصنا لها عددا كاملا من نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" ، العدد الثالث الحامل لعنوان " مسألة ستالين من منظور الماركسية- اللينينية- الماوية " و نشر رفاق ماويون على الأنترنت الوثيقة التاريخية للحزب الشيوعي الصيني المكتوبة فى 1963" حول مسألة ستالين" بالعربية إلاّ انّه يبدو أن البلشفي/ الخوجي لا يقرأ و إن قرأ لا يفهم و لم يناقش المضامين و الحجج و إنّما سلك سياسة "عنزة و لو طارت" فرغم كلّ التوضيحات و التفاصيل و المراجع المعتمدة ، لا يفعل سوى تجاهل تلك المقالات و إن ذكرها مثلما فعل بالنسبة للوثائق الصينية فليدينها و يفتري عليها كلّ الإفتراء منتقيا جملة يخرجها من إطارها و يأوّلها تأويلا مغرضا قبل أن يقذف بها إلى غياهب النسيان و يصبّ جام غضبه على الماوية.
يعتبر البلشفي/ الخوجي أنّ " ستالين خطّ التمايز بين التحريفية و الماركسية- اللينينية " و هذا يجافى الحقيقة من عدّة أوجه. و الوجه الأوّل، و رئيسيا، أنّ مسألة ستالين لم تمثّل سوى واحدة من نقاط الجدال الكبير بين الماركسيين- اللينينيين عالميّا بقيادة الحزب الشيوعي الصيني الذى إلتحق به حزب العمل الألباني من جهة و التحريفية المعاصرة بمكوّناتها المتنوّعة ( كثيرة هي النقاط الخلافية و منها لينين و صلوحية مقولاته و دكتاتورية البروليتاريا و الأربع " سلمية " و الحزب و الوضع العالمي و الأممية و العلاقات بين الأحزاب و مساندة حركات التحرّر و الإستعمار الجديد...) من جهة أخرى. و الوجه الثاني أنّ مسألة ستالين لم تكن مسألة شخص بقدر ما هي مسألة تقييم للتجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا لا سيما فى الإتحاد السوفياتي فى ظلّ قيادة لينين و ستالين و ليس ستالين فقط. و الوجه الثالث أنّ هنالك من دافع عن ستالين و مع ذلك إنتهج خطّا دغمائيّا تحريفيا وهو حال الخوجيين. لقد برز فى صفوف المدافعين عن ستالين دغمائيون تحريفيون يدافعون عن ستالين دفاعا أعمى و يتبنّون جميع أعماله و لا يرون لديه أخطاء و إن قالوا إنّهم لا يعدّونه معصوما من الخطإ.و الوجه الرابع أنّه منذ السبعينات بات الخطّ التمايز بين التحريفية و الماركسية-اللينينية ثم الماركسية –اللينينية الماوية نظرية و ممارسة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ، أي الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين من 1966إلى 1976والصراعات مذّاك تواصلت و خطّ التمايز تحوّل و يتحوّل.
الماويوّن دافعوا بمبدئية عن ستالين و كذلك نقدوا أخطاءه. فلماذا لا يعتبرهم البلشفي / الخوجي وهو يطبّق مقولته الخاطئة هذه ضمن الماركسيين- اللينينيين بل يهاجمهم على أنّهم تحريفيون. إنّ صدّقنا كلامه ، يكون الماويون آليّا من الماركسيين-اللينينيين. لكنّه لا يلتزم حتى بأقواله. و تسقط مقولته فى الماء لأنّه فى الواقع يجد تحريفيين ضد ستالين و إليهم يضيف ، على عكس ما تفيده مقولته ، الماويين و هم يدافعون عن ستالين. منطق لا يستقيم. وفى " ستالين قائد الثورة..." يبالغ فى طرحه لمسألة ستالين ليفسخ الفرق بين النقد المبدئي من أنصار ستالين و المدافعين عنه و النقد التحريفي و يحرّم ، فى عملية مناهضة للمنهج المادي الجدلي و النظرة البروليتارية للعالم و الموقف البروليتاري ، أي نقد لستالين مهما كان و يخترع جملة تضرب فى الصميم الروح الثورية للماركسية أي " لا يوجد مكيالين فى الماركسية اللينينية و لا تبنّى نقدي".
لا يا أيها البلشفي / الخوجي ، فى الماركسية- اللينينية يوجد تبنّى نقدي و منطق أبيض أو أسود لا غير ليس من الجدلية و قد نقده إنجلز فى "ضد دوهرينغ". ثمّ إنّ لينين تبنّى الأعمال الجيدة حتى لمن صاروا تحريفيين ، على غرار كاوتسكي و نصح بقراءة أعماله حين كان ماركسيّا و الشيء ذاته فعل بالنسبة لبليخانوف. فحيث توجد الحقيقة يولّى الماركسيّون اللينينويون وجههم. و هل يعتقد البلشفي / الخوجي المثالي أن الماركسية أتت من لا شيئ .ألم يتبنّى ماركس نقديّا جدلية هيغل فإحتفظ بجوهرها الصحيح و أعاد وضعها على رجليها و قد وجدها على رأسها...إلخ
"و لقد كان ستالين قادرا على نقد نفسه عندما كان يرتكب خطأ ما. فمثلا ، أخطأ النصح في ما يتعلق بالثورة الصينية. و بعد إنتصار الثورة الصينية ، إعترف بخطئه .كما إعترف ستالين أيضا ببعض أخطائه فى عمل تطهير صفوف الحزب ، فى تقريره للمؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي السوفياتي (البلشفيك)عام 1939" ( الصفحة 17 من " حول مسألة ستالين" تعليق ثان ضمن جملة من التعليقات على الرسالة المفتوحة للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي بقلم هيئتي تحرير صحيفة "جينمين جيباو" و مجلة " العلم الأحمر" فى 13 سبتمبر(أيلول)1963 (دار النشر بالغات الأجنبية –بالعربية ، بيكين 1963)).

1- إغتيال ستالين: النظرة التآمرية للتاريخ مقابل النظرة المادية التاريخية :
لا يمارس البلشفي/ الخوجي النقد الموضوعي و العلمي البنّاء الذى يمكن أن نستفيد منه إن أبرز نقاط ضعف أو أخطاء لدى الماويين بل هو يعمد إلى أسلوب المغالطة و التشويه و طمس الحقيقة. و يتجلّى هذا فى ما فضحه رفاق ماويون سابقا كما يتجلّى أكثر فى المدّة الأخيرة بتوجيهه إتّهاما فظيعا لا أساس له من الصحّة لماو بأنّه ساهم فى إغتيال الرفيق ستالين فى النصّ الذى ذكرناه أعلاه. و هذا منه ما عاد مستغربا ففاقد الشيئ لا يعطيه ، ففاقد الحجج المادية و العلم لا يعطيهما. لم يتجرّأ القادة السوفيات من رفاق ستالين (" الستالينيين" حسب كاتب " إغتيال ستالين...") على إختراع هكذا بلاهة بيّنة. و ما حاول إعتماده كحجج مثل ما سمّاه " إعتراف" خروتشوف ليس سوى تأويل مراوغ لكلام قصده خروتشوف نقدا تحريفيا برجوازيّا لستالين و ما هو بالإعتراف الذى يبحث عنه فاقد الحجج المادية و العلم.
و لم يتحدّث حتى أحد أقارب ستالين – إبن ستالين- الذى إليه أشار البلشفي/ الخوجي فى الهامش دون توفير معطيات دقيقة و دون تحديد مرجعه عدا الصيغة البليدة ل" إتفق المؤرّخون" ، بشيئ يذكر و إدعى أنّه مصمّم على التمسّك برأي أنّ ستالين جرى إغتياله. و هؤلاء فضلا عن الأحزاب الشيوعية عبر العالم و الدول الإشتراكية السابقة و مخابراتها ... لم يطلعوا علينا بهذه التهمة. و بعد أكثر من نصف قرن ، و دون بحث تاريخي ووقائع دامغة ، نلفى هذا الواهم يهذى بفكرة من نسج خيال مريض بمعاداة الماوية و كأنّه ألقى القبض على حقيقة لم يتوصّل إليها ملايين الباحثين من شتى المشارب و كأنّه طفل صغير لبس حذاء جديدا.
طفولية هذه التهمة تنمّ لعمري عن تفكير غير سليم من ناحيتين . فالواهم لا يحيلنا فى مراجعه إلاّ على كلام نسبه لأحد أقارب ستالين و مقال فى مجلّة بلاشفة الكندا. و يكتفى بذلك ليطلق النار على رأس ماو تسى تونغ فهو لا يطبّق أدنى متطلّبات البحث العلمي ولا حتى مجرّد الصيغة الشهيرة المتداولة لدى عموم الناس من أنّ"المتّهم بريء حتى تثبت إدانته". إنّه يطبّق سياسة الرجعيين المتمثّلة فى مقولة شهيرة هي " هذا على الحساب حتى أقرأ الكتاب".
هذا من ناحية و من ناحية ثانية ، الركون لهكذا تفسير ل " نهاية البلشفية " ليس فحسب فى الإتحاد السوفياتي بل فى المعسكر الإشتراكي كلّه الذى كان يضمّ 12 بلدا وفق صاحب "إغتيال..."، لا يمتّ بصلة للمنهج المادي الجدلي و المادي التاريخي الذى يفسّر ما حدث من إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي لا بمصير شخص مهما كان بل بالصراع الطبقي و التراكمات الكمّية و التحوّلات النوعية فى طبيعة الأشياء و الظواهر و السيرورات. البلشفي/ الخوجي يخالف ما يتطلّبه المنهج العلمي فيسقط فى النظرة البرجوازية للتفسير التآمري للتاريخ ، لتفسير التاريخ على أنّه نتيجة تآمرأفراد بصفة جوهرية و ليس نتيجة صراع طبقي و من صنع الشعب بقيادة ممثّلي مصالحه الطبقية من الأحزاب أو صنع أعداء الثورة كطبقات لها ممثليها السياسيين. و دور الفرد فى التاريخ وفى الصراع الطبقي قد شرحه شرحا مستفيضا بليخانوف عندما كان ماركسيّا و قبل أن يصبح تحريفيا منشفيّا.لذا ننصح البلاشفة/الخوجيين جميعا بالعودة له علّهم يستفيدون إن كانوا يتطلّعون إلى إصلاح رؤيتهم البرجوازية للتاريخ و التمكّن من جانب من النظرة البروليتارية للعالم و دور الفرد فى التاريخ .
إنّ مبدع تهمة مشاركة ماو فى الإغتيال المدعى لستالين يريد منّا أن نصدّقه بغرض مزدوج .أوّلا ، يريد منّا أن ندين ماو بدعوى لا تصمد أمام وقائع الحياة العنيدة، أي ضلوعه المدعى فى إرتكاب جريمة قتل الماركسي العظيم ستالين . و عليه يلتقى مع الرجعية و الإمبريالية العالميين فى نعت ماو بالمجرم : البلشفي/ الخوجي يجعله قاتلا لستالين و الآخرون قاتلا لملايين الصينيين و لكلّ غاياته الخاصة لكن اللقاء و الهدف واحد واضح جلي هو إدانة التجربة الإشتراكية للصين الماوية. و ثانيا ، يرغب البلشفي/ الخوجي فى غلق ملفّ " نهاية البلشفية " أي إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي بمجرّد إغتيال ستالين المدّعى. فالقصور عن تقديم تفسير علمي متماسك ، من منظور بروليتاري ،ووفق المنهج المادي الجدلي و علم الثورة البروليتارية العالمية ، هذا القصور هو الذى يدفع بهذه التهمة الفظيعة إلى قلب المشهد المسرحي الذى يخرجه " الحديدي".
ما من أحد ، لا خوجا ، و لا غيره ، أنجز دراسة عميقة و شاملة ، نقدية علمية للتجربة الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي، عدا الحزب الشيوعي الصيني و ماو تسى تونغ على رأسه. و لم تكتب مقالات فحسب بل كتبا كاملة بهذا الصدد ما مكّن من إستيعاب دروس جمّة خوّلت تطوير نظرية و ممارسة التجربة الإشتراكية فى الصين و مصارعة التحريفية المعاصرة وساهمت إلى جانب معطيات أخرى ، فى تطوير الماركسية – اللينينية إلى مرحلة جديدة ، ثالثة و أرقى هي الماركسية-اللينينية – الماوية التى يمقتها البلاشفة/ الخوجيين المقت كلّه و يعملون جاهدين و بكلّ السبل الإنتهازية والتآمرية على النيل منها فيلتقون مع الرجعية و الإمبريالية العالميين و يقدّمون لهما أجلّ الخدمات.
------------------------------------------------------------------------------------------------------
2- ماو تسى تونغ أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيّا :
لقد كان ماو تسى تونغ يكرّر بإستمرار أنّ ستالين صديق الشعب الصيني والوجه الآخر للسيف لينين و أحد أعظم قادة البروليتاريا العالمية الذين ينبغى التعلّم منهم والحذو حذوهم و الإقتداء بهم. و فى كتاباته ، إعتمد ماو على مؤلفات ستالين و به إستشهد مرّات لا تحصى و " حول الديمقراطية الجديدة " الذى يقضّ مضجع البلشفي/ الخوجي و أشباهه، قد إنطوي على مقولات هامّة لستالين و منها على وجه الضبط تلك المذكورة ضمن فقرة "الثورة الصينية جزء من الثورة العالمية"، واحدة بعد جملة " و هذا التعريف الصحيح الذى طرحه الشيوعيون الصينيون يستند إلى نظرية ستالين." ، و واحدة قبل جملة :" لقد أوضح ستالين مرارا ، بعد هذا المقال، النظرية القائلة بأنّ الثورات فى المستعمرات و شبه المستعمرات قد إنفصلت عن مفهومها القديم و أصبحت جزءا من الثورة الإشتراكية البروليتارية "؛ و ثالثة فى الصفحة التالية و رابعة فى فقرة "مبادئ الشعب الثلاثة القديمة و الجديدة ": لقد قال ستالين إن " المسألة القومية هي ، فى جوهرها ، مسألة الفلاحين".
ونحن إذ نورد هذه الحجج فبغاية توضيح بعضا من الأسس التى عليها نحت ماو تسى تونغ مفهوم " الديمقراطية الجديدة" و فضح زيف إدعاءات البلاشفة/ الخوجيين و إنقلابهم على آراء ستالين هذه فى مسألة الثورات فى المستعمرات و شبه المستعمرات و فى مسألة الفلاحين و دورهم فى هذه الثورات كما فى مسائل أخرى نتطرّق إليها لاحقا.
و حتى بعد وفاة ستالين ، إنبرى ماو تسى تونغ منذ 1956 – و المجلّد الخامس يثبت ذلك – يدافع عن ستالين إزاء الهجمات التى تعرّض لها من كلّ الجهات الرجعية منها و الإمبريالية و التحريفية المعاصرة. و على قاعدة بحث و دراسة علميين للتجربة السوفياتية فى عهد ستالين بصوابها و خطئها من منظور علم الثورة البروليتارية العالمية ، أتت صيغة سبعين بالمائة صحيح و ثلاثين بالمائة خاطئ تعبيرا مركّزا و بسيطا عن الموقف المبدئي الذى يفرز الغثّ من السمين و يميز الصحيح من الخاطئ و يدافع عن الصواب و يشرح الخطأ رفاقيا و يتعلّم منه من أجل ممارسة و نظرية أرقى خدمة لقضية الشيوعية العالمية. و كان " حول مسألة ستالين" أفضل داحض لإفتراءات المؤتمر العشرين و الخروتشوفيين و البريجنافيين و غيرهما فى فرنسا و إيطاليا ... فضلا عن يوغسلافيا و تتويجا للصراعات المتنوّعة المخاضة ضدها و إعلانا عالميّا صريحا عن تمسّك الماويين بستالين قائدا ماركسيّا عظيما رغم بعض أخطائه الجدّية أحيانا. حدث كلّ هذا فى الوقت الذى لم يكن يوجد فيه أصلا لا الإتحاد البلشفي الكندي و لا البلاشفة/الخوجيين فى تونس !!!
و لنبيّن مدى تهافت أعداء الماوية ، مضطرّون إلى أوّلا، التذكير بهذه الجمل لماو سنة 1956: " فى رأيى هنالك" سيفان" : الأول هو لينين و الثاني هو ستالين "و إذا يتم التخلى عن السيف ستالين و" إذا ما تم فتح هذه البوابة فإن ذلك يعني عمليا نبذ اللينينية " " و ثانيا ، إقتطاف فقرات من العدد الثالث من نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " المخصّص لمسألة ستالين فقط المتعلّقة بموقف ماو سنة 1956 أمّا ما تلى ذلك فندعكم تطالعونه بأنفسكم إن أردتم الإبحار مع العدد الثالث برمّته :
" الموقف الشيوعي الماوي [من مسألة ستالين]:
مسألة ستالين ليست بالمسألة الهينة ( قبول الكل منطق مثالي ودغمائية و رفض الكل منطق مثالي وتحريفية) ، إنها مسألة تقييم أول تجربة فعلية لدكتاتورية البروليتاريا ، إنها مسألة حيوية فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية ماضيا و حاضرا و مستقبلا. مراكمة المعرفة من أجل تغيير العالم إفراز لإعمال الفكرماركسيّا- لينينيا- ماويا فى التجارب العملية الماضية و القائمة. الممارسة فالنظرية فمعرفة صحة النظرية عبر الممارسة فتلخيص الممارسة فى نظرية أرقي ومن جديد ممارسة أرقي فنظرية أرقي و هكذا دواليك بشكل تصاعدي لولبي.هذه نظرية المعرفة الماركسية. كيف نملك رفع التطور اللولبي للماركسية - اللينينية إذا لم نمارس نظرية المعرفة الماركسية هذه؟ غير ممكن حصول ذلك إذا غابت ممارسة نظرية المعرفة الماركسية ( "فى الممارسة العملية" لماو تسي تونغ شرح مستفيض للموضوع و تطوير خلاق للماركسية- اللينينية فى هذا المضمار).و حين لا ننظر لممارستنا الماضية لإستخلاص دروس عملية مستقبلية ، نكرّر إقتراف الأخطاء السابقة و نكون تجريبيين فنعتقد أننا نتقدم فى خطانا بينما نحن نراوح مكاننا.
تجاه مسألة ستالين ، مثلما فى غيرها من المسائل ، كرّس ماو نظرية المعرفة الماركسية ، أما "الجماعة" و من قبلهم أنور خوجا و التحريفيين السوفيات ( قبول بالكل و رفض الكل ) لم ينجزوا تحليلا جدليا لعهد ستالين. إنهال عليه التحريفيون السوفيات و أتباعهم عالميا شتما و تشويها و عمد الخوجيون إلى الدفاع عنه دفاعا أعمى ، فى صوابه و خطئه. طبّق ماو الماركسية- اللينينية و طبّق الآخرون تحريفية أو دغمائية . فى "حول الديالكتيك " أكد لينين أن جوهر الديالكتيك هو وحدة الأضداد أو بكلماته هو:" ازدواج ما هو واحد" و زيادة على تعميق الرؤية الماركسية- اللينينية لقانون التناقض (وحدة الأضداد) فى " فى التناقض " و فى غيرها من مقالاته فى الجدلية، عمل ماو جهده لتطبيق الجدلية فى أعماله و نشاطاته و من ضمن تطبيقاته الجدلية نجد تطبيقه للجدلية على مسألة ستالين.
يقول ماو تسي تونغ فى الصفحة 367 من المجلد الخامس :" فى الواقع ، كل شيء سواء أكان فى الصين أو في الخارج قابل للتحليل، له مظهر إيجابي و مظهر سلبي . الشيء ذاته بالنسبة لعمل كل مقاطعة ، هنالك نجاحات و نواقص ، و لكل واحد منا أيضا مظهران – ايجابيات و سلبيات و ليس مظهرا واحدا أبدا . نظرية المظهر الواحد و نظرية المظهرين توجدان منذ القدم . تنتمي الأولى إلى الميتافيزيقا و الثانية إلى الديالكتيك." (التسطير من وضعنا).
و مثلما لمسنا ، ستالين فى مظهره الرئيسي ماركسي عظيم و في مظهره الثانوي قام بأخطاء جدية و أحيانا خطيرة. و من المعلوم أن الحزب الشيوعي الصيني و ماو قائده ذاته أخضعا أنفسهما للتحليل و دعيا لا الحزبيين فقط بل الجماهير أيضا إلى النهوض بالتحليل للمظهرين للتعلم من ما أثبتت الممارسة صحته و ما أثبتت خطله، للتعلم من الصواب و من الخطاء أيضا!
---------------------------------------------------------------
1 / المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة :
---------------------------------------------------------------
أحدث المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي السوفياتي و الهجوم المسعور على ستالين رجة هائلة فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية و أحزابها و منظماتها فرد ماو على طريقة التحريفيين السوفيات المتوخاة من قبل قلة من الشيوعيين الصينيين فى التعامل مع ستالين ، فى نص "خطاب أمام ندوة الكتاب العامين " فى جانفى 1957: "منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي ، بعض الذين قد دافعوا عن ستالين بنشاط ليسوا الآن أقل نشاطا في الهجوم عليه. في رأيي يتخلون عن الماركسية – اللينينية ذلك أنهم لم يقوموا بتحليل المشكل و يجهلون الأخلاق الثورية. الماركسية - اللينينية تعنى التحلي بالأخلاق الثورية للبروليتاريا. سابقا ، قد قاموا بأقصى ما في وسعهم للدفاع عن ستالين إلى حد معه يجب على الأقل ، حاليا تقديم بعض الأسباب لتعليل إنقلابهم ! لكن دون تقديم أدنى شرح ، يقومون بإلتفاف ب 180 درجة كما لو أنهم لم يدافعوا أبدا عن ستالين ومع ذلك لقد كانوا من أنصاره المتحمسين. مسألة ستالين تهم كافة الحركة الشيوعية العالمية و أحزاب جميع البلدان.
فى ما يتعلق بالمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي، فإن الغالبية الساحقة لكوادر حزبنا يعربون عن غضب تجاهه. و يعتقدون أن السوفيت ذهبوا أبعد من اللازم في نقد ستالين .و هذا شعور طبيعي و رد فعل أخلاقي. غير أن أقلية شرعت في التذبذب ...حين إندلع إعصار في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي ثمة فى الصين نملات خرجت من جحورها . إنها العناصر غير القارة في صفوف الحزب ، إنها تتمايل مع أول فرصة..."
جلي للغاية إذا موقف ماو و كذلك موقف الغالبية الساحقة للماركسيين- اللينينين الصينييين فى تصديهم و منذ البداية لتوجهات التحريفيين السوفيات و أتباعهم عالميا و في الصين أيضا.و قبل جانفى 1957 ، فى نص نقد أولى للمؤتمر العشرين ، فى 5 أفريل 1956 أي شهران و نصف الشهر بعد المؤتمر التحريفي ( وهو تاريخ عظيم الدلالة على نفاذ الرؤية الثورية لدى الشيوعيين الماويين ) فى "حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " وقع التعبير عن أنه "علينا إعتبار ستالين من وجهة نظر تاريخية و النهوض بتحليل كامل و مناسب كي نستشف درسا مفيدا. ما هو صواب وما هو خاطئ لدى ستالين شأن يهم الحركة الشيوعية العالمية و يحمل سمة المرحلة."( جان بابى ، الصفحة 22 من " الجدال الكبير الصيني- السوفياتي 1956-1966 "، الطبعة الفرنسية، منشورات برنار غراسي ، باريس).
ومن المناسب هنا أن نعيد ما ذكرناه آنفا :" تدافع اللجنة المركزية لحزبنا على أن مآثر ستالين و أخطائه فى علاقة سبعة إلى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما " ( ماو ، أفريل 1956 " حول العشر علاقات الكبرى" ، المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ، بالفرنسية).
بينما فهم ماو مسألة ستالين على نحو ماركسي- لينيني صحيح و دعا للإضطلاع بمهمة التقييم العلمي كمهمة جبارة ملقاة على عاتق الحركة الشيوعية العالمية - و شرع من جانبه فى الدراسة و التمحيص- كان التحريفيون السوفيات على موجة أخرى مناقضة تماما.(و كان أنور خوجا يكيل المديح للمؤتمر العشرين على صفحات "البرفدا" بتاريخ 8 نوفمبر 1956 ). كان هم الخروتشوفيين تحطيم ذكرى ستالين و ما يمثله تحطيما كليا.
لقد صوروا ستالين على أنه دموي متحدثين دون إنقطاع عن المحاكمات فحسب و في بلادهم ما قاموا به هو إطلاق سراح بعض المساجين معتبرين أن ما أسموه "إجتثاث الستالينية " قد تم و إنتهى بينما لم يصلحوا من شأن بعض الأخطاء الحقيقية لستالين بل عمقوها فهم تحريفيون. فى الواقع ، كان تهجم التحريفيين على ستالين تمهيدا و غطاءا لتركيز خطهم هم المعادي للثورة على جميع الأصعدة ، إنهم برجوازيون جدد يعملون على إعادة تركيز الرأسمالية و تحطيم كافة منجزات الإشتراكية و الثورة فى ظل لينين و ستالين.
بشجاعة بروليتارية ، إنبرى الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو ليتصدى لمهمة رسمها عن وعي طبقي شيوعي ، مهمة تقييم عمل و نشاط أحد أعظم رموز الشيوعية العالمية فكانت الملاحظات الأولية لماو تتعمق شيئا فشيئا لتنتج ثلاث نصوص ذات بعد تاريخي عالمي حول ستالين ألا وهي " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " ثم "مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " و " حول مسألة ستالين". و لكن قبل عرض أهم ما جاء في هذه الوثائق القيمة و التاريخية ، نتابع بقية ما صاغه ماو حول ستالين في المجلد الخامس الذي منه كنا قد إستشهدنا بمقتطفات آنفا.
بعد شهرين و نيف من المؤتمر العشرين الحزب الشيوعي السوفياتي ، كتب ماو في معرض خطابه "حول العشر علاقات الكبرى" فى أفريل 1956: " أولئك الذين في الاتحاد السوفيتي رفعوا ستالين إلى أعلى القمم ، أخذوا فجأة في رميه أسفل سافلين .عندنا ، هنالك من إقتفوا خطاهم. تدافع اللجنة المركزية لحزبنا عن أن مآثر ستالين و أخطائه فى علاقة سبعة الى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما. إنه بالاستناد إلى هذا التقييم كتبنا مقال " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا ". مثل هذا التقييم صحيح تماما. لقد قام ستالين بعدد معين من الأخطاء في ما يخص الصين . لقد كان وراء مغامرتية " اليسار" لوانغ مينغ، حوالي أواخر الحرب الأهلية الثورية الثانية ،ووراء إنتهازيته اليمينية فى بداية حرب التحرير . في البداية لم يسمح لنا بالقيام بالثورة مؤكدا أن حربا أهلية تهدد بتخريب الأمة الصينية . ثم عندما إندلعت الحرب أبدى شكا حيالنا و عندما كسبنا الحرب شك في أنه انتصار من نوع انتصار تيتو وفى 1949و1950 ، مارس علينا ضغوطا قوية جدا. إلا أننا مع ذلك نعتقد أن مآثر ستالين و أخطاءه في علاقة سبعة إلى ثلاثة .و هذا حكم عادل.
في ميادين العلوم الاجتماعية و الماركسية-اللينينية ، سنواصل بانكباب دراسة الأطروحات الصحيحة لستالين".
هذه مقاربة ماو لعمل ستالين، شهران و نصف الشهر إثر المؤتمر العشرين فيها يدحض القائد البروليتاري الصيني النظرة التحريفية السوفياتية منها والصينية التى ظهرت على نطاق محدود فى صفوف الحزب الشيوعي الصيني . و الحكم الأساسي يظل أن ستالين ماركسي عظيم يدرس الماركسيون - اللينينيون الصينيون أعماله و يطبقون ما فيها من أطروحات صحيحة.
فى ذلك التاريخ ، من من القادة الشيوعيين عالميا كان له مثل هذا الموقف الصائب و الجريء ؟ لا أحد سوى الماويين فهم الأثقب رؤية و الأوضح حينذاك و فى ما بعد داخل الحركة الشيوعية العالمية بأسرها .
و هذا التقييم موجود فى المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسي تونغ المختارة وهو من الوثائق المعتمد فى "هل يمكن...؟" و الغريب أن " الجماعة " عمدا لم يغضوا الطرف عنه فحسب و إنما إدعوا عكسه أي إدعوا أن ماو تهجم على ستالين و ساير من سموه ب"رفيقهم خروتشاف".إنهم بذلك يغتصبون التاريخ و يفترون على الماوية و الحركة الشيوعية العالمية و هذا منهم مثالية فلسفيا و إسفاف علميا.
فى السنة عينها ، سنة 1956 و فى شهر أوت تحديدا ، نطق ماو بما يلى ذكره: " كيف نقيم الأخطاء التى إرتكبت فى الاتحاد السوفياتي مثل أخطاء ستالين ؟ هي أخطاء جزئية ، مؤقتة ، هنالك منها ما إمتد ، حسب ما يقال ، طوال عشرين سنة لكن ذلك لا يمنع أنها مؤقتة و جزئية و قابلة للإصلاح. التوجه الرئيسي و المظهر المهيمن و الجزء الأعظم لما أنجز فى الاتحاد السوفياتي صحيح. ولدت روسيا اللينينية و بفضل ثورة أكتوبر، أضحت أول دولة إشتراكية. و قد أنجزت البناء الاشتراكي و إنتصرت على الفاشية و صارت بلدا صناعيا قويا. لنا الكثير نتعلمه منه. لنكن متفقين ، علينا أن نستلهم ما هو متقدم فى تجربته و ليس أبدا ما هو متخلف".
و تكون الأخطاء المرتكبة ، من زاوية الفهم الجدلى العميق للتاريخ "مؤقتة "و"جزئية" و " قابلة للإصلاح". و أيضا هي مظهر ثانوي فى التجربة الاشتراكية الأولى و يكون الموقف الماوى مدافعا عن ستالين و لصالحه ليس مجاملة له بل لأن الأمر حقيقة تاريخية ملموسة.
و فى خطاب آخر ، خلال الإجتماع الموسع للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي ، فى 15 نوفمبر 1956 ، جاء على لسان ماو " أود أن أقول بعض الكلمات بصدد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي . فى رأيي ، هنالك "سيفان " : واحد هو لينين و الآخر هو ستالين . السيف الذى هو ستالين الروس نبذوه الآن . كوملغا و بعض المجريين إلتقطوه ليضربوا به الاتحاد السوفياتى و لمقاتلة ما يسمى الستالينية . فى عديد بلدان أوروبا ، تنقد الأحزاب الشيوعية أيضا الاتحاد السوفياتي و يقودها فى هذا النقد توغياتي [قائد الحزب الشيوعي الايطالي] . كذلك يستعمل الإمبرياليون هذا السيف لقتل الناس فدُول مثلا رفعه لمدة. هذا السلاح لم تقع إعارته بل وقع نبذه. نحن الصينيون لم ننبذه. أولا ، ندافع عن ستالين و ثانيا ننقد أيضا أخطاءه ولذلك كتبنا مقال " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا". و هكذا عوض تشويه سمعته و تحطيمه كليا كما يفعل البعض ، نتحرك انطلاقا من الواقع.
أما بالنسبة للسيف الذى هو لينين ، ألم ينبذه القادة السوفيات هو الآخر بعض الشيء ؟ في رأيي ، وقع ذلك إلى درجة بعيدة نسبيا. هل لا تزال ثورة أكتوبر دائما صالحة ؟ أ يمكن بعد أن تستعمل كنموذج لمختلف البلدان ؟ تقرير خروتشاف للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي يقول إنه من الممكن التوصل إلى السلطة عبر الطريق البرلماني و هذا يعنى أن البلدان الأخرى لن تحتاج بعد الآن إلى إتباع مثال ثورة أكتوبر . حين يفتح هذا الباب على مصراعيه ، فإن اللينينية تكون نبذت بالفعل".
فى 1956 ، كان لماو مثل هذا الفهم الفذ فى عمقه للتحريفية و هجومها الذي لا يطال ستالين و حسب بل يطال لينين و الماركسية- اللينينية ككل و كان له الموقف البروليتاري " أولا ندافع عن ستالين و ثانيا ننقد أيضا أخطاءه" و يأتي "الجماعة" بعد عقود ليدعوا أن ماو لم يتخذ موقفا من التحريفية إلا سنة 1964 ومن منطلق شوفيني و ليس مبدئي فيا لهم من متبحرين فى التاريخ و يا لهم من باحثين نزهاء ! فى التسعينات لم يتوصل هؤلاء الخوجيين المتسترين و ناشري الجهل إلى فهم ماو سنة 1956 ومع ذلك لا يخجلون و يطرحون سؤال "هل يمكن إعتبار ماوتسي تونغ ماركسيا- لينينيا؟ " ليجيبوا عن جهل تام و خداع محبوك بأنه غير ماركسي بل و برجوازي صغير قالبين الحقائق رأسا على عقب. فهل سيصفح عنهم سيف التاريخ ؟ لا نعتقد لأنهم كالخفافيش ما أن يسطع نور النهار حتى تراهم يركنون إلى الزوايا المظلمة و العتمة المطبقة..."
و إلى اليوم و عبر العالم ، يتحمّل الشيوعيون الماويّون مسؤولياتهم فى الدفاع عن الإرث البروليتاري العالمي و عن الجانب الرئيسي الصائب و الصحيح و السليم و الثوري لدى ستالين ووضع ستالين ضمن الرؤوس الخمس – ماركس إنجلز ، لينين، وستالين و ماوتسى تونغ – يترجم أفضل ترجمة هذه القناعة العميقة و هذا الموقف المبدئي منذ عقود ، قبل تشكّل "الإتحاد البلشفي " و إندثاره و بعدهما.
و على هذا ، دفاع ماو تسى تونغ عن ستالين ليس " دفاعا مسموما " كما يرى صاحب الفكر الدغمائي التحريفي و إنّما هو دفاع مبدئي عن الصحيح و نقد مبدئي للخاطئ من أجل التقدّم بالثورة البروليتارية العالمية و تجاربها و بناء ما أفضل مستقبلا. الماويون أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيا ، ماديّا جدليّا و من منظور بروليتاري.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
3- نضال ماو تسى تونغ ضد تيتو و خروتشوف :
فى معمعان هجومه المسعور ضد الماوية ، يضع البلشفي/ الخوجي ماو تسى تونغ إلى جانب خروتشوف و برنشتاين و غيرهما من التحريفيين فى محاولة لخلط الأوراق و الحابل بالنابل . لكن لن يمرّ!
و كي لا نطيل الحديث فى هذه النقطة ، نكتفى بالإشارة إلى أنّ الحزب الشيوعي الصيني كان ينتمى إلى الأممية الثالثة التى كان يقودها ستالين و إلتزم بالموقف المتخذ ضد يوغسلافيا و دافع عنه بإستماتة و بعد وفاة ستالين إستمرّ فى حمل راية ممارسة الماركسية و نبذ التحريفية ، و فى سياق الصراع المحتدم بين الماركسيين- اللينينيين من جهة و على رأسهم الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ ، و التحريفية المعاصرة السوفياتية و الفرنسية و الإيطالية و اليوغسلافية ... من جهة ثانية و على رأسها الحزب الشيوعي السوفياتي بقيادة خروتشوف ثم بريجناف ، قام الماويون بالواجب الذى تمليه عليهم المبادئ الشيوعية و أصدروا موقفا ثوريّا لا غبار عليه و تشهد بذلك وثيقة " هل يوغسلافيا قطر إشتراكي؟" المتوفّرة على الأنترنت بعدّة لغات.
و إجلاء للأمر ، نقتصر هنا على منتخبين من مضامين وثيقة " هل يوغسلافيا قطر إشتراكي ؟"( 1963) وفيها أكثر من ستين صفحة باللغة الفرنسية ، واحد من المقدّمة و آخر من الخاتمة علما و أنّ الجوهر قد حلّل المسائل التالية : تطوّر الرأسمال الخاص فى المدن اليوغسلافية، الرأسمالية تغزو المناطق الريفية فى يوغسلافيا،الإقتصاد الإشتراكي للشعب بأسره يفسد و يتحوّل إلى إقتصاد رأسمالي، نظام عميل للإمبريالية الأمريكية، فيلق معادي للثورة موالي للإمبريالية الأمريكية ، دكتاتورية البروليتاريا تفسد و تتحوّل إلى دكتاتورية البرجوازية ، الموقف المبدئي للحزب الشيوعي الصيني حول مسألة يوغسلافيا، هل أن تيتو " أصلح أخطاءه أم أنّ خروتشوف صار تلميذا لتيتو؟.
و المنتخب الأوّل من المقدّمة هو : " هل أنّ يوغسلافيا قطر إشتراكي؟ المسألة هنا ليست فقط مسألة معرفة تحديد طبيعة الدولة اليوغسلافية ، بل أيضا مسألة تحديد أي طريق يجب على البلدان الإشتراكية سلوكه، طريق ثورة أكتوبرمن أجل مواصلة الثورة الإشتراكية إلى النهاية أم طريق يوغسلافيا المؤدّي إلى إعادة تركيز الرأسمالية.
يتعلّق الأمر كذلك بمعرفة هل انّ طغمة تيتو حزب شقيق وقوّة مناهضة للإمبريالية أم مجموعة من المرتدّين عن الحركة الشيوعية العالمية و عميلة للإمبريالية .
حول هذه المسألة ، توجد إختلافات جوهرية بين من جهة قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي، و بيننا نحن و كافة الماركسيين- اللينينين الآخرين فى العالم من جهة ثانية. "
و المنتخب الثاني من الخاتمة وهو : " تمثّل إعادة تركيز الرأسمالية فى يوغسلافيا بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية درسا تاريخيّا جديدا. إنّها تعلّمنا انّه بعد إفتكاك السلطة من قبل الطبقة العاملة ، يظلّ هناك صراع طبقي بين البرجوازية و البروليتاريا ، صراع بين الطريقين – الطريق الرأسمالي و الطريق الإشتراكي ، و أنّ خطر إعادة تركيز الرأسمالية قائم...تصرخ قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي بأنّها قضت فى بلادها على خطر إعادة تركيز الرأسمالية و أنّها شرعت فى بناء الشيوعية . بطبيعة الحال، إن كان الأمر كذلك حقّا كنّا سنغتبط. لكنّنا مضطرّون إلى ملاحظة أنّها تقلّد يوغسلافيا فى كلّ النقاط و أنّها تسلك طريقا خطرا جدّا..."
و قد شرح الحزب الشيوعي الصيني موقفه المبدئي من قبول التعامل مع يوغسلافيا سنة 1954 فقال :" من الأكيد أنّ يوغسلافيا كانت بلدا إشتراكيّا و لفترة معيّنة كان هذا البلد يتقدّم على طريق الإشتراكية . و لكن مع خيانة طغمة تيتو، لم يتأخّر النظام اليوغسلافي فى أن يصبح فاسدا.
فى 1954 ، عندما إقترح خروتشوف تحسين العلاقات مع يوغسلافيا ، وافقنا على إعتبارها بلدا إشتراكيّا شقيقا بغرض العمل على إعادته إلى الطريق الإشتراكي و مواصلة مراقبة طغمة تيتو.ولكن حتى حينها ، لم تكن لدينا آمال عريضة بشأن طغمة تيتو. وفى رسالتها المؤرّخة فى 10 جوان 1954 الموجّهة إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي ، شدّدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على أنّه : يجب أن نأخذ بعين الإعتبار أنّ القادة اليوغسلافيين قد مضوا بعدُ بعيدا جدّا فى علاقاتهم مع الإمبريالية ، و أنّه من الممكن ان يرفضوا الجهود المبذولة لكسبهم إلى جانبنا ، و أنّهم سيرفضون العودة إلى الطريق الإشتراكي ...و للأسف ما نبّهنا إليه كان صحيحا ! و مثلما كنّا ننتظر ، رفضت طغمة تيتو الجهود التى بذلناها لكسبها ، و مضت حتى أبعد فى طريق التحريفية."
وجملة واحدة من " إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية " الشهير جدّا و الذى يعتبر أساس تشكّل الحركة الماركسية –اللينينية ، تكفى لتبيّن أن الحزب الشيوعي الصيني بمبدئية أدان التحريفيين اليوغسلاف و كذلك بمبدئية دافع عن حزب العمل الألباني آنذاك فى وجه الهجمات التحريفية اليوغسلافية و السوفياتية : " إنّ معاملة حزب العمل الألباني الماركسي اللينيني الشقيق هي أمر من الأمور. و معاملة طغمة المحرّفين اليوغسلاف المرتدّة عن الماركسية اللينينية هي أمر آخر تماما." (رسالة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ردّا على رسالة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي المؤرخة فى يوم 30 مارس ( آذار ) عام1963 ؛ ( 14 يونيو " حزيران" عام 1963) دار النشر باللغات الأجنبية – بيكين1963 ) .
و فى نص " إغتيال ستالين..." ، يظنّ البلشفي / الخوجي أنّه يبدع حينما كتب : " إنّ الخلافات بين القيادة الصينية و التحريفيين السوفيات لم تكن تناقضا بين الماركسية- اللينينية و التحريفية بل تناقضا برجوازيّا قوميّا بين قوّة عظمى وبين من يريد أن يصبح قوّة عظمى" و أيضا " لم ينخرط الحزب الشيوعي الصيني فعليّا فى " النضال" المزعوم ضد الخروتشوفية إلاّ فى سنة 1963". و فى الواقع هذا منه ليس إبداعا بقدر ما هو تكرار لما ورد فى " الإمبريالية و الثورة " لأنور خوجا منذ 1979 و ما ورد فى كتاب محمد الكيلاني " الماوية معادية للشيوعية " و ما ورد فى " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا- لينينيّا ؟". و كلّها وثائق خوجية مفضوحة ومتستّرة تستند إلى ترّهات أنور خوجا الذى بدوره نهل التهمة القومية مثلا من التحريفية السوفياتية و هي واردة منذ بداية السبعينات فى " نقد مفاهيم ماو تسى تونغ" لمجموعة أكاديميين سوفيات.
و فى مقال " نضال ماوتسى تونغ على رأس الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفية المعاصرة " ، فى العدد الثالث من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" سجّلنا محطّات الصراع الذى خاضه الماويون ضد التحريفية المعاصرة و بإعتراف حزب العمل الألباني و خوجا ذاته و بالوثائق التى لا يمكن دحض صحّتها. و نقتصر هنا على ذكر عناوين البعض من عشارات الوثائق المناهضة للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي و للتحريفية المعاصرة و المضامين الرجعية التى تبثّها :
- حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا ( أفريل 1956)
- مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا ( ديسمبر 1957)
- عاشت اللينينية (أفريل 1960)
- لنتحد تحت راية لينين الثورية (أفريل 1960)
- الى الأمام على طريق لينين العظيم (أفريل 1960)
- أصل الخلافات و تطورها بين قيادة الحزب الش السوفياتي و بيننا (1963)
- حول مسألة ستالين(سبتمبر 1963)
- هل يوغسلافيا بلد اشتراكي ؟ (1963) - خطان مختلفان حول مسألة الحرب و السلم (1963)
- سياستان للتعايش السلمى متعارضتان تماما (1963)
- إقتراح حول الخط العام للحركة الشيوعية العالمية (1963)
- الثورة البروليتارية وتحريفية خروتشوف.
- اللينينية و التحريفية المعاصرة (1963)
- شيوعية خروتشوف المزيفة و الدروس التاريخية التى تقدمها للعالم (جويلية 1964)
- لنناضل الى الآخر ضد تحريفية خروتشوف (جوان 1965)
- التحريفيون السوفيات يحولون حزب لينين الى حزب تحريفي (نوفمبر 1967)
- لينينية أم امبريالية اشتراكية ؟ ( أفريل 1970)
- الامبريالية الاشتراكية السوفياتية جزء من الامبريالية العالمية ( ديسمبر 1975).
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
4- ستالين و ماو و الحرب العالمية الثانية :
طالعنا فى نصّ البلشفي /الخوجي " إغتيال ستالين ..." ما يلى ذكره :
" كان للعون المباشر الذي قدمه الاتحاد السوفيتي بقيادة ستالين دورا حاسما في انتصار الثورة الصينية. ففي أوت 1945، اجتاح الجيش الأحمر منشوريا لطرد الامبرياليين اليابانيين، هذه المقاطعة هي الأكثر تصنيعا في الصين وذات أهمية استراتيجية بالغة. لما انسحب الاتحاد السوفيتي منها بعد استسلام اليابان، حرص على أن تؤول المقاطعة إلى سيطرة الحزب الش الص ومنع الكيومنتانغ من السيطرة عليها، وأمن بذلك حصول جيش التحرير الشعبي على مخزون هائل من الذخائر اليابانية. وفي منشوريا وقع تركيز حكومة مؤقتة دعمها الاتحاد السوفيتي عسكريا واقتصاديا، وقد منع الاتحاد السوفياتي قوات الكيومنتانغ من استخدام دايرن وبور آرثر للهجوم على القوات الثورية. وانطلاقا من هذه القاعدة في منشوريا أجرى جيش التحريرالشعبي استعداداته لشن هجماته على قوات الكيومنتانغ في 1948 و1949 وتحقيق النصر."
و غاية عدوّ علم الثورة البروليتارية العالمية من كلام من هذا القبيل هي أن ينسب إنتصار الثورة الصينية فى 1949 إلى ستالين و ليس إلى ماو الذى كان مؤسسا من مؤسسى الحزب الشيوعي الصيني و أحد قادته و قائده الأبرز منذ 1935 و قائد جيش التحرير الشعبي لعقود حتى قبل إنتصار الثورة بفضل حرب الشعب و حرب أهلية دامت لأكثر من عشرين سنة.
و يضخّم رأي قالب الحقائق رأسا على عقب ما حدث بمنشوريا و يجعل منه الشجرة التى تخفى الغابة. و بهذا يعبّر عن نظرة إختزالية مثالية ذاتية للتاريخ و الصراع الطبقي تسمح له بقولبة الواقع ليدخله فى القالب الذى صنعه مسبّقا مع أنّه لا يصمد أمام من له أدنى إطلاع على تاريخ الصين و الإتحاد السوفياتي و الحرب العالمية الثانية ؛ كما يعبّر عن نظرة ميتافيزيقية لا ترى أنّ المحدّد فى تطوّر الأشياء هو تناقضاتها الداخلية وهي نظرة لم ترتق فى 2012 إلى الفهم المادي الجدلي لماو تسى تونغ سنة 1937 فى " فى التناقض" :" إنّ العلّة الأساسية فى تطوّر الأشياء إنّما تكمن فى باطنها لا خارجها ، و فى تناقضاتها الباطنية. وهذا التناقض الباطني موجود فى كلّ الأشياء وهو الذى يبعث فيها الحركة و التطوّر. إنّ التناقضات الكامنة فى باطن الأشياء هي العلّة الأساسية فى تطوّرها ، أمّا الصلة القائمة و التأثير المتبادل بين شيئ و آخر فهي علّة ثانوية ". و بالتالى ماديّا جدليّا، مهما كان العون الذى قدّمه الإتحاد السوفياتي و ستالين للثورة الصينية فإنّه لم يكن "حاسما" بل هو ثانوي نسبة لنضالات الشعب الصيني وعلى رأسه الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ.
هذا من ناحية أمّا من ناحية أخرى، فإنّنا نعلم و التاريخ يشهد بأنّ الحزب الشيوعي الصيني و جيش التحرير الشعبي الذى كان يقوده قد خاضا، فى تحالف مرحلي مع جيوش تشان كاي تشاك المتراخية، حربا ضروسا ضد الجيوش اليابانية و ألحقوا بها الهزائم الشنيعة رغم قلّة الأعتاد و المدد فكان ذلك بمثابة صمّام أمان لواحدة من الجبهات التى كان يمكن أن تفتح من قبل اليابان ضد الإتحاد السوفياتي و مساهمة فى دحر الفاشية و النازية عالميّا و إستعمار اليابان للصين لا ينكرها إلاّ سالك لسياسة النعامة التى تغرس رأسها فى الأرض عند إقتراب الخطر و صاحب النظرة الإختزالية من هؤلاء.
يقول ماو تسى تونغ :"إنّ الأمور فى العالم معقّدة تقرّرها عوامل مختلفة. فعلينا أن ننظر إليها من جوانب مختلفة لا من جانب واحد فحسب."
الماوية تتقدّم ، تناضل ، تكسب و تواصل الكسب و تحاصرهم و تفضح تحريفيتهم و تدقّ الحصوص التى ظنّوا أنّها منيعة و تستعصى على الماويين فإذا بهم ينسجون الأكاذيب المحضة و يشوّهون التاريخ و ماو تسى تونغ قدر طاقتهم و بكلّ الأساليب الإنتهازية القديمة منها و الجديدة التى يبتدعونها.
و للتاريخ و العالم قاطبة ، نصدح بها عاليا: من مساهمات ستالين الماركسي العظيم قيادته للحرب المناهضة للفاشية و النازية و تحقيقه الظفر ليس للبروليتاريا السوفياتية و الشعب السوفياتي فحسب بل للبروليتاريا العالمية أيضا .
و لكن للتاريخ و العالم قاطبة ، نعلنها بصوت عالي أيضا أن ستالين و الأممية الثالثة قد إقترفا بعض الأخطاء الجدّية تجاه الثورة فى الصين و الثورة البروليتارية العالمية. و كنّا لخصناها فى العدد الخاص بمسألة ستالين من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" وسنتطرّق مجدّدا لتلك المتصلة بالثورة فى الصين فى حينه و يهمّنا هنا أن نسجّل جملة من الحقائق منها أنّ :
1- ستالين أعطى الأولوية للدفاع عن الإتحاد السوفياتي نسبة للتقدّم بالثورة البروليتارية عبر العالم.
2- التعبئة للحرب فى الإتحاد السوفياتي شابتها مسحة من النزعة القومية و من يدرس كتابات ستالين فى تلك الفترة يتأكّد من ذلك.
3- الأممية الثالثة إرتكبت خطئا جسيما بسلوك سياسة الجبهة المتحدة ضد الفاشية و التحالف مع البرجوازية و بالتالى عدم تطبيقها للسياسة اللينينية الصحيحة التى أفرزت إنتصار ثورة أكتوبر أي سياسة " الإنهزامية " الثورية بمعنى تحويل الحرب بين القوى الإمبريالية إلى حروب أهلية و ثورة ضد الدول الإمبريالية أكان شكل السلطة فيها فاشيّا أم ديمقراطيا برجوازيّا.
4- و النتيجة كانت فى فرنسا و إيطاليا ... تذيّلا للبرجوازية فالحزبان الشيوعيان اللذان كانا يملكان جيشين و قاعدة جماهيرية شعبية لا بأس بها ، عوض إنجاز الثورة البروليتارية ، تطبيقا لتوجيهات الهياكل القيادية العالمية سلّما الأسلحة و إستسلما للبرجوازية ليلتحقا بالمشاركة فى الحكومات فى إطار دول برجوازية. فى حين أنّ ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني اللذان رفضا الإنصياع لضغوطات ستالين و الإتحاد السوفياتي الداعية إلى إيقاف الحرب الأهلية و تشكيل حكومة مع الكيومنتانغ المسنود من قبل الولايات المتحدة الأمريكية و العمل القانوني فى إطار دولة يمسك بزمامها الكمبرادور و الإقطاع فى تحالف مع الإمبريالية العالمية ؛ واصلا القتال و حقّقا الظفر للثورة الديمقراطية الجديدة الصينية سنة 1949. " الإنتصار التاريخي العظيم للثورة البروليتارية فى الصين قد وفّر الظروف الملائمة لإنتصار حرب المقاومة الفيتنامية " ( الصفحة 84 من " اللينينية و الثورة الفيتنامية " لي ذوان، دار الطليعة ، بيروت).
و من يودّ التعمّق فى هذه الحقائق ، يجد ضالته فى عديد الكتابات الماوية عبر العالم و بعدّة لغات على الأنترنت ، و فى مقدّمتها ، إضافة إلى " حول مسألة ستالين " ، " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984ضمن كتاب " علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية- اللينينية – الماوية " لشادي الشماوي على موقع الحوار المتمدّن.
و ننتهى هكذا إلى أنّ ماو مواصل للعمل الصحيح و الثوري لستالين و قطع حين وجب القطع مع بعض أخطائه و ذلك خدمة للثورة البروليتارية العالمية .
5- الثورة الصينية و الإفتراءات البلشفية / الخوجية :
ورد فى " إغتيال ستالين..." : " اتخذ ماو والحزب الشيوعي الصيني موقفا مغايرا تماما حيث يعتبران أن كل تطور الثورة الصينية كان مناقضا لخط ستالين والكومنترن" .
هذا محض كذب. بتعميم مثالي يركن البلشفي/ الخوجي إلى صيغة تعميمية مثالية " كلّ" يكذّبها ما إستشهد به هو ذاته من "حول مسألة ستالين" أين توضع المسألة فى نصابها و أين يتمّ التشديد على " بعض أخطاء ستالين" و "اُرْتُكب البعض منها تحت تأثير بعض أخطاء ستالين".
و نظرا لأنّ الأراجيف " البلشفية/ الخوجية " بصدد الثورة الصينية كثيرة و الردّ عليها قد يستغرق عشرات الصفحات و نظرا لأنّ "البلشفي" يكرّر لا غير التهم التى ساقها أنور خوجا فى " الإمبريالية و الثورة " و نقلها و "طوّرها" محمّد الكيلاني فى " الماوية معادية للشيوعية " ، و نسخ منها ما نسخ "الوطد" فى " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا-لينينيا؟"، نعتقد أنّ دراسة العدد الخامس من " لاحركة شيوعية ثورية دون ماوية !" برمّته بعنوان " فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية:"الماوية معادية للشيوعية " نموذجا( فى الردّ على حزب العمّال و "الوطد") مفيدة جدّا بهذا الصدد و من محاوره :
- فضح الكذب و التزوير بصدد البرجوازية الوطنية.
- فضح الكذب و التزوير بصدد " الماوية و عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ".
- فضح الكذب و التزوير بصدد الماوية و مسألة ستالين.
- فضح الكذب و التزوير بصدد الماوية و البرجوازية فى ظلّ الإشتراكية .
- فضح الكذب و التزوير بصدد الماوية و فهم الدغمائية و التحريفية.
- فضح الكذب و التزوير بصدد الدور القيادي للحزب
- فضح الكذب و التزوير بصدد " تقاسم القيادة مع الأحزاب البرجوازية".
- فضح الكذب و التزوير بصدد الحزب و دكتاتورية البروليتاريا عند ماو.
- فضح الكذب و التزوير بصدد " الإصلاح الزراعي على النمط الماوي".
- فضح الكذب و التزوير بصدد " الصينيون و التجربة السوفياتية فى مجال مشركة الفلاحة".
- فضح الكذب و التزوير بصدد " ماو و رأس المال و السياسة اٌقتصادية الجديدة".
- فضح الكذب و التزوير بصدد " الماوية و القوى المحرّكة للثورة : العمّال و الفلاّحون فى الثورة".
- فضح الكذب و التزوير بصدد " الدكتاتورية المشتركة".
- فضح الكذب و التزوير بصدد الصراع الطبقي و الطبقات فى المجتمع الإشتراكي.
- فضح الكذب و التزوير بصدد الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى .إلخ
ولكن نتوقّف هنا لنوضّح أنّه على غرار أنور خوجا ، يلجأ الخوجيون المفضوحون و المتستّرون فى القطر و فى بلدان أخرى ، فى هجومهم المسعور و غير المبدئي على الماوية ، إلى إنكار خصوصيات الصين و ثورتها التى تميّزها عن البلدان الرأسمالية – الإمبريالية و ثورتها و التى إعترف بها ستالين و سجّلنا بحروف كبيرة ماو تسى تونغ فى عديد كتاباته و منها الفقرات الطويلة نسبيّا الآتي ذكرها و الواردة فى " الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني " الذى كتبه ماو تسى تونغ فى ديسمبر 1939 و تداولته أحزاب الحركة الشيوعية العالمية بقيادة ستالين :
" إلى أي نوع من الثورات تنتمى الثورة الصينية فى مرحلتها الحالية على وجه التحديد؟ أ هي ثورة ديمقراطية برجوازية أم ثورة إشتراكية بروليتارية؟ من الواضح أنّها ليست من النوع الثاني ، بل من النوع الأوّل.
ما دام المجتمع الصيني لا يزال مجتمعا مستعمرا و شبه مستعمر و شبه إقطاعي ،و ما دامت الإمبريالية و القوى الإقطاعية لا تزاىن عدوين رئيسيين للثورة الصينية، و ما دامت مهمة الثورة الصينية هي خوض ثورة وطنية و ثورة ديمقراطية تهدفان إلى الإطاحة بهذين العدوين الرئيسيين ،و ما دامت البرجوازية تشترك أيضا ، فى بعض الأحيان ، فى هاتين الثورتين الهادفتين إلى الإطاحة بهذين العدوين ،و ما دامت حربة الثورة موجهة ضد الإمبريالية و الإقطاعية لا ضد الرأسمالية و الملكية الرأسمالية الخاصة بصورة عامة حتى و لو خانت البرجوازية الكبيرة الثورة و أصبحت عدوا لها ، ما دام الأمر كذلك، فإنّ الثورة الصينية فى المرحلة الحالية هي من حيث طبيعتها ليست ثورة إشتراكية بروليتارية ، بل هي ثورة ديمقراطية برجوازية .
بيد أنّ الثورة الديمقراطية البرجوازية الجارية حاليا فى الصين ، ليست ثورة ديمقراطية برجوازية من الطراز القديم و العام، إذ أنّ هذا الطراز من الثورة قد فات أوانه، بل هي ثورة ديمقراطية برجوازية من طراز جديد و خاص. و يأخذ هذا الطراز من الثورة فى النهوض حاليا فى الصين و فى كافة البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة الأخرى، و نحن نسميه ثورة الديمقراطية الجديدة. إنّ ثورة الديمقراطية الجديدة هذه جزء من الثورة الثورة الإشتراكية البروليتارية العالمية، فهي تناهض بكلّ حزم الإمبريالية أي الرأسمالية الدولية. غنّها تسعى ، فى المجال السياسي، إلى تحقيق دكتاتورية مشتركة لعدّة طبقات ثورية على الإمبرياليين و الخونة و الرجعيين،و هي تعارض تحويل المجتمع الصيني إلى مجتمع تمارس البرجوازية فيه الدكتاتورية. و إنّها تهدف ، فى المجال الإقتصادي ، إلى تأميم رؤوس الأموال الضخمة و المشروعات الكبرى التابعة للإمبرياليين و الخونة و الرجعيين،و توزيع الأراضي التى فى حوزة ملاك الأراضي على الفلاحين ،مع الإبقاء على المشروعات الرأسمالية الخاصة بصورة عامة، و عدم إلغاء إقتصاد الفلاحين الأغنياء. و هكذا و رغم أنّ هذه الثورة الديمقراطية من الطراز الجديد هي ، من جهة ، تمهّد السبيل أمام الرأسمالية ، إلاّ أنها ، من جهة أخرى ، تخلق أيضا الشروط الأولية للإشتراكية. إنّ المرحلة الحالية من الثورة الصينية هي مرحلة إنتقال بين إنهاء المجتمع المستعمر و شبه المستعمر و شبه الإقطاعي و بين إقامة مجتمع إشتراكي ، هي مرحلة ثورة الديمقراطية الجديدة. و لم تبدأ هذه المرحلة إلاّ بعد الحرب العالمية الأولى و ثورة أكتوبر الروسية، وقد بدأت فى الصين مع حركة 4 مايو ( ايار) 1919. إننا نقصد بثورة الديمقراطية الجديدة الثورة المناهضة للإمبريالية و الإقطاعية التى تخوضها جماهير الشهب الغفيرة بقيادة البروليتاريا. و لا بدّ أن يمرّ المجتمع الصيني بهذه الثورة لكي يتقدّم خطوة أخرى إلى الأمام و يصل إلى المجتمع الإشتراكي ،و إلاّ فلن يستطيع الوصول إليه.
و تختلف ثورة الديمقراطية الجديدة هذه إختلافا بالغا عن الثورات الديمقراطية التى شهدها تاريخ بلدان أوروبا و أمريكا، إذ أنّها لا تؤدّى إلى دكتاتورية البرجوازية ، بل إلى دكتاتورية الجبهة المتحدة لجميع الطبقات الثورية بقيادة البروليتاريا...
و تختلف ثورة الديمقراطية الجديدة هذه عن الثورة الإشتراكية أيضا ، إذ أنّها تهدف فقط إلى وضع حدّ لسيطرة الإمبريالية و الخونة و الرجعيين فى الصين ، دون تقويض أي عنصر من العناصر الرأسمالية التى مازالت فى إمكانها المشاركة فى النضال ضد الإمبريالية و الإقطاعية... إنّ الجمهورية الديمقراطية التى تسعى الثورة الصينية فى مرحلتها الراهنة إلى تأسيسها... يجب أن تكون جمهورية ديمقراطية قائمة على أساس تحالف ثوري بين العمال و الفلاحين و البرجوازية الصغيرة فى المدن و سائر العناصر المناهضة للإمبريالية و الإقطاعية. و لا يمكن تشييد جمهورية كهذه بصورة كاملة إلاّ تحت قيادة البروليتاريا ...
إنّ حصول الرأسمالية على درجة معينة من النموّ هو نتيجة حتمية لا يمكن للصين المتخلفة إقتصاديّا أن تتجنّبها بعد بعد إنتصار الثورة الديمقراطية. و لكن ذلك لا يمثّل سوى جانب من نتيجة الثورة الصينية و ليس كلّ نتيجتها. إنّ كلذ نتيجة الثورة الصينية هي : نمو العناصر الرأسمالية من جهة ، و نمو العناصر الإشتراكية من جهة أخرى. فما هي هذه العناصر الإشتراكية؟ إنّها تعاظم نسبة الأهمية التى تتمتّع بها البروليتاريا و الحزب الشيوعي بين قوى البلاد السياسيةن و إنّها إعتراف الفلاحين و المثقفين و البرجوازية الصغيرة فى المدن أو إعترافهم المتوقع بقيادة البروليتاريا و الحزب الشيوعي ،و إنّها القطاع العام من الإقتصاد الذى تملكه الجمهورية الديمقراطية و القطاع التعاوني من الإقتصاد الذى يملكه الشعب الكادح. هذه جميعا عناصر إشتراكية. و إذا أضفنا إلى ذلك الظروف الدولية الملائمة، وجدنا أنّه من الممكن جدّا أن تجتنب ثورة الصين الديمقراطية البرجوازية، فى نهاية المطاف، طريق الرأسمالية نو أن تسير فى طريق الإشتراكية " ( الصفحات 451-456 من "مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة "؛ المجلد الثاني ، دار النشر باللغات الأجنبية، بكين 1969)
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
6- لينين و ستالين بصدد الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات :
بما هم دغمائيون و تروتسكيون يعمد الخوجيون المفضوحون منهم و المتسترون على الدوام إلى طمس الفرق بين الثورة فى البلدان الإمبريالية و الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و يغيبون عامدين خصوصيات الثورة الصينية الديمقراطية الجديدة ضاربين عرض الحائط بتعاليم لينين و ستالين فى هذا المضمار.
لم يعش لينين ليشهد سيرورة الثورة الصينية فى أهم مراحلها لكنه كمنظر ماركسي شرع فى الإهتمام بالثورات فى بلدان الشرق المستفيقة كالإعصار بفضل ثورة أكتوبر المجيدة. و من أهم الأطروحات الأولى التى طورها لينين ما يلى :
فى تقرير فى المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق فى 22 نوفمبر 1919 ، ورد على لسانه الآتى ذكره :" أنتم تمثلون منظمات شيوعية و أحزابا شيوعية تنتسب لمختلف شعوب الشرق. و ينبغى لى أن أقول إنه إذا كان قد تيسر للبلاشفة الروس إحداث صدع فى الإمبريالية القديمة ، إذا كان قد تيسر لهم القيام بمهمة فى منتهى العسر وإن تكن فى منتهى النبل هي مهمة إحداث طرق جديدة للثورة، ففى إنتظاركم أنتم ممثلى جماهير الكادحين فى الشرق مهمة أعظم و أكثر جدة ...
و فى هذا الحقل تواجهكم مهمة لم تواجه الشيوعيين فى العالم كله من قبل : ينبغى لكم أن تستندوا فى الميدانين النظري و العملي إلى التعاليم الشيوعية العامة و أن تأخذوا بعين الإعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة فى البلدان الأوروبية كي يصبح بإمكانكم تطبيق هذه التعاليم فى الميدانين النظري و العملي فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي و تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال ، بل ضد بقايا القرون الوسطى. وهذه مهمة عسيرة ذات طابع خاص ، غير أنها مهمة تعطى أطيب الثمرات، إذ تجذب إلى النضال تلك الجماهير التى لم يسبق لها أن إشتركت فى النضال ، و تتيح لكم من الجهة الأخرى الإرتباط أوثق إرتباط بالأممية الثالثة بفضل تنظيم الخلايا الشيوعية فى الشرق. ينبغى لكم أن تجدوا أشكالا خاصة لهذا التحالف بين البروليتاريين الطليعيين فى العالم كله و جماهير الكادحين و المستثمَرين فى الشرق الذين غالبا ما يعيشون فى ظروف القرون الوسطى ...
هذه هي القضايا التى لا تجدون حلولا لها فى أي كتاب من كتب الشيوعية ، و لكنكم تجدون حلولها فى النضال العام الذى بدأته روسيا. لا بد لكم من وضع هذه القضية و من حلها بخبرتكم الخاصة و سيساعدكم فى ذلك من جهة التحالف الوثيق مع طليعة جميع الكادحين فى البلدان الأخرى ، ومن الجهة الأخرى ، معرفة التقرب من شعوب الشرق التى تمثلونها هنا. لا بد لكم أن تستندوا إلى القومية البرجوازية التى تستيقظ لدى هذه الشعوب و التى لا بد لها أن تستيقظ و التى لها مبرر تاريخي و ينبغى لكم فى الوقت نفسه أن تشقوا طريقكم إلى جماهير الكادحين و المشتثمَرين فى كل بلد من البلدان و أن تعلنوا لها باللغة التى تفهمها أنه لا سبيل إلى الخلاص غير سبيل إنتصار الثورة العالمية ، و أن البروليتاريا العالمية هي الحليف الوحيد لجميع جماهير الكادحين و لمئات الملايين من المستثمَرين من شعوب الشرق.
هذه هي القضية التى تواجهكم ، وهي قضية ذات أبعاد غير عادية ..." ( لينين، "حركة شعوب الشرق الوطنية التحررية" ص 361-366، دار التقدم ، موسكو، بالعربية) .
ولو أن الحزب الشيوعي الصيني حينذاك لم يتشكل بعد فإنه لما تأسس عمل طبعا كمنظمة ضمن الأممية الثالثة و وفق تلك التوجيهات التى تخص شيوعيي الشرق كافة. و الصين أحد البلدان التى تتجلى فيها بوضح المميزات التى ذكرها لينين :
-1- "الظروف الخاصة غير الموجودة فى بلدان أوروبا " ؛ "خصائص الصين هي أنها ليست دولة ديمقراطية مستقلة ، بل هي بلد شبه مستعمر و شبه إقطاعي لا يوجد فيه نظام ديمقراطي بل إضطهاد إقطاعي" (بكلمات ماو ).
-2-" فى ظروف يؤلف فيها الفلاحون الجمهور الرئيسي"؛ قوة الفلاحين هي القوة الرئيسية للثورة الصينية (بكلمات ماو).
-3-" تطرح فيها مهمة النضال لا ضد رأس المال "؛ حربة الثورة موجهة ضد الإمبريالية و الإقطاعية لا ضد الرأسمالية و الملكية الرأسمالية الخاصة (ماو تسى تونغ ، م2، ص451).
-4-" لا بد لكم أن تستندوا إلى القومية البرجوازية التى تستيقظ لدى هذه الشعوب و التى لا بد لها أن تستيقظ و التى لها مبرر تاريخي"؛" مهمة الثورة الصينية هي خوض ثورة وطنية و ثورة ديمقراطية " (ماو، نفس المصدر السابق).
-5- " لا سبيل إلى الخلاص غير سبيل إنتصار الثورة العالمية."؛" إن ثورة الديمقراطية الجديدة هذه جزء من الثورة الإشتراكية العالمية" (ماو ، نفس المصدر السابق).
ونهض الشيوعيون الصينيون و على رأسهم ماو بالمهمة التى دعا إليها لينين ، هذه المهمة "الأعظم و الأكثر جدة "، و " العسيرة ذات الطابع الخاص" و"وجدوا أشكالا خاصة " – حرب الشعب الطويلة الأمد و محاصرة الريف للمدينة و الأسلحة السحرية الثلاثة- ف"حلوا القضية ذات الأبعاد غير العادية " "بخبرتهم الخاصة ". و كانت "أطيب الثمرات " إنتصار الثورة الديمقراطية الجديدة التى خطت طريقا جديدا للثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات مثرية علم الثورة البروليتارية العالمية ثم جاءت الثورة الثقافية البروليتارية الكبري لتخط طريقة و وسيلة لمواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا و من هنا تطورت الماركسية - اللينينية إلى مرحلة ثالثة جديدة و أرقى هي الماركسية- اللينينية - الماوية.
و كتب ستالين المقال الذى سنعتمد ونعرب أجزاءا منه ،"مستقبل الثورة الصينية " فى 30 نوفمبر 1926. فى الباب المفرد ل" طبيعة الثورة الصينية ". إثر التأكيد على أنها تختلف عن ثورة 1905 ( فما بالك بثورة أكتوبر ! )، متحدّثا عن خصوصيّات الثورة الصينية ، قال :
"- الخاصية الأولى تتمثل فى أن الثورة الصينية ثورة ديمقراطية برجوازية و فى الوقت نفسه ثورة تحرر وطني موجهة ضد الهيمنة الإمبريالية الغربية على الصين ...
- الخاصية الثانية للثورة الصينية تتمثل فى أن البرجوازية الوطنية الكبرى فى الصين ضعيفة جدا بل بلا مقارنة أكثر ضعفا من البرجوازية الروسية لفترة 1905 ... ينبغى أن يستقر دور المبادر و القائد للثورة الصينية ، دور قيادة الفلاحين الصينيين بالضرورة بأيدي البروليتاريا الصينية و حزبها .
- و لا يجب نسيان أن الخاصية الثالثة للثورة الصينية تتمثل فى أنه إلى جانب الصين يوجد و يتطور إتحاد سوفياتي بتجربته الثورية و بمساندته لا يمكنه إلا أن ييسر نضال البروليتاريا الصينية ضد الإمبريالية و ضد بقايا إقطاعية القرون الوسطى فى الصين . "
نلمس معا أن من هذه الميزات التى عددها ستالين ما تعيد تقريبا فى صيغة أخرى ما سبق و أن صرح به لينين و تأكد بما لا يدع مجالا للشك أنها ثورة من نوع جديد ، ثورة ديمقراطية جديدة كما سماها ماو تسى تونغ تختلف عن الثورات الديمقراطية البرجوازية السابقة و كذلك عن ثورة أكتوبر الإشتراكية وهو ما يشدّد على طمسه الدغماتحريفيون الخوجيون جميعا المفضوحون منهم و المتسترون و التروتسكيون.
ثم متطرّقا للجيش الثوري ، كتب ستالين :
" فى السابق ، فى القرون 18 و 19 ، كانت الثورات تتم بصفة عامة بإنتفاضة الشعب ، فى غالبيته دون أسلحة أو بقليل منها و الذى كان يواجه جيشا من النوع القديم كان يحاول [الشعب] حله أو على الأقل جلب جزء منه إلى جانبه . هذا هو الشكل الخاص بالإنفجارات الثورية فى الماضي. الشيئ ذاته حَصل فى روسيا 1905. وفى الصين أخذت الأشياء منحى آخر. فى الصين تكافح الثورة المسلحة ضد الثورة المضادة المسلحة . تلك هي إحدى خصائص الثورة الصينية و إحدى مميزاتها..."
و يواصل :
" حسنا الآن ، من ذلك يستنتج أنه على الشيوعيين فى الصين أن يعيروا إهتماما خاصا للعمل داخل الجيش. أولا على الشيوعيين أن يضاعفوا إلى أقصى حد العمل السياسي داخل الجيش و أن يتوصلوا إلى أن يغدو الحامل الحقيقي و الأمثل لأفكار الثورة الصينية ...و ثانيا ، على الثوريين الصينيين و من ضمنهم الشيوعيين أن يعملوا بكل ما أوتوا من جهد على دراسة الفن العسكري ".
"إن إستنتاج الرفيق ستالين هذا صحيح تماما" هكذا علق ماو تسى تونغ على ملاحظة الرفيق ستالين حول " فى الصين تكافح الثورة المسلحة ضد الثورة المضادة المسلحة " أما عن " على الثوريين الصينيين و من ضمنهم الشيوعيين أن يعملوا بكل ما أوتوا من جهد على دراسة الفن العسكري " فيأكد التاريخ أن هذه من أوكد المهام و المشاكل التى واجهها الحزب الشيوعي الصيني فى خوضه غمار الصراع الطبقي المسلح لأكثر من عشرين سنة دون إنقطاع وهي حالة فريدة من نوعها فى تاريخ الثورات خلال النصف الأول من القرن العشرين. و هذه المهمة العسيرة إضطرت بالفعل الماويين إلى دراسة فن الحرب تاريخيا و حسب " تجربتهم الخاصة " و "جاءت أطيب الثمرات " أعمالا لامعة أثرى بها ماو تسى تونغ الخط العسكري البروليتاري ومن أهم مؤلفات ماو بهذا المضمار " قضايا الإستراتيجيا فى الحرب الثورية الصينية " و " قضايا الإستراتيجيا فى حرب العصابات المناهضة لليابان "و " حول الحرب الطويلة الأمد " و " قضايا الحرب و الإستراتيجيا ".
و فى الباب الموالي، كتب ستالين بصدد "طبيعة السلطة المستقبلية فى الصين " :
" - لا يمكن للسلطة الثورية المستقبلية فى الصين أن تكون سوى سلطة معادية للإمبريالية.
- أعتقد أنه نظرا لطابعها سيظل للسلطة الثورية المستقبلية فى الصين شبه عامة مع السلطة التى أقيمت فى بلادنا فى 1905 بمعنى أن تكون نوعا من الدكتاتورية الديمقراطية للبروليتاريا و الفلاحين مع إختلاف أولي هو أنها ستكون سلطة معادية للإمبريالية .
- ستكون سلطة إنتقالية نحو تطور غير رأسمالي أو بأكثر دقة نحو تطور إشتراكي للصين ".
لاحظتم معنا و لا شك تشديد ستالين على أنها ستكون سلطة معادية للإمبريالية و أن التطور اللاحق ،غير الرأسمالي سيكون نحو الإشتراكية مما يعنى و عنى فعلا و تاريخيا أن مهمة النضال ليست فى المرحلة الديمقراطية الجديدة ضد رأس المال الوطني ، خاصة و أن ستالين فى فترة معينة عمليا شجع على التحالف مع البرجوازية الوطنية الممثلة فى الكومنتانغ و قال "سيكون خطأ كبيرا أن يغادر الشيوعيون حاليا الكومنتنغ". و فى خضم الحرب الأهلية و حرب التحررالوطني و إنطلاقا من التجربة العملية و النظرية ، طور ماوتسى تونغ تلك الأطروحات الأولية لكل من لينين و ستالين فى العشرينات فأثمر بالأساس مؤلفات ثلاث ذات قيمة تاريخية بهذا الصدد هي "الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني -1939 " و " حول الديمقراطية الجديدة -1940" و " حول الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية -1949".
و ينهى ستالين مقاله ب" بعض الإستنتاجات " :
" يجب الأخذ بعين الإعتبار أيضا أفق تأميم المصانع الأهم . هكذا يطرح قبل كل شيئ تأميم المؤسسات التى تمتاز بمعارضتها و عدائها للشعب الصيني. يجب دفع مسألة الفلاحين دامجين إياها مع مستقبل الثورة الصينية. وأعتقد أنه يتعين التوجه بإختصار نحو مصادرة أراضي الإقطاعيين لصالح الفلاحين و نحو تأميم الأرض ...".
و التاريخ شاهد على أن الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ أمم المصانع الأهم و حولها إلى قطاع عام سواء فى المناطق المحررة أو فى البلاد بأسرها حين إفتك السلطة ( أمم مؤسسات البرجوازية الكمبرادورية ، المعارضة للشعب الصيني و عدوته، حسب ستالين) و صادر "أراضي الإقطاعيين" ليوزعها على الفلاحين الفقراء و أمم أراضي جعلها تعاونيات فلاحية أو تابعة للدولة إلخ تمهيدا للمرور إلى التحويل الإشتركي الذى دشن منذ 1953 ...( أنظروا : " بناء الإشتراكية فى الصين " لشارل بتلهايم ، بالفرنسية ، نشر مسبيرو، باريس 1972 ).
وغدت الثورة الديمقراطية الجديدة المظفرة فى الصين نموذجا للثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات :
" الثورة الديمقراطية البرجوازية الجارية حاليا فى الصين ، ليست ثورة ديمقراطية برجوازية من الطراز القديم و العام ، إذ أن هذا الطراز من الثورة قد فات أوانه ، بل هي ثورة ديمقراطية برجوازية من طراز جديد و خاص. و يأخذ هذا الطراز من الثورة فى النهوض حاليا فى الصين و فى كافة البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة الأخرى ، و نحن نسميه ثورة الديمقراطية الجديدة. إن ثورة الديمقراطية الجديدة هذه جزء من الثورة الإشتراكية البروليتارية العالمية ." ( ماو تسى تونغ ، ديسمبر 1939 ،"الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني " ، م 2، ص451).
صائب هو تحليل ماوتسى تونغ للواقع و ثاقبة هي نظرته للتطورات المستقبلية للثورة البروليتارية العالمية. و بالفعل إنتصرت الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية و ركزت دولة من نمط إنتقالي جديد نحو التحول الإشتركي كجزء من الثورة العالمية. وأكثر من ذلك شكلت الثورة الديمقراطية الجديدة ممارسة و تنظيرا سياسيا و عسكريا نموذجا إحتذت به عموما الثورة فى كل من ألبانيا و كوريا و الفتنام و كوبا ( رغم ما يمكن أن نوجهه من نقد ماوي لهذه التجارب التى لم ترتق إلى مستوى التجربة الماوية فى الصين ).و اليوم ، فى القرن الواحد والعشرين، بينما تتخبط الخوجية التى إفتضح أمرها عالميا كدغماتحريفية فى الوحل ، تتألق من جديد ، فى حيوية باهرة الماركسية - اللينينية - الماوية مغيرة الواقع ثوريا وقائدة أهم الثورات الموجهة حقا لأشد الضربات إيلاما للإمبريالية العالمية و الرجعية المحلية فى كل من آسيا : الهند و الفليبين و أمريكا اللاتينية :البيرو ... ورافعة راية عالم آخر ممكن ، عالم شيوعي .
لذلك قال هوشي منه سنة 1951:" لنا فى الإنسانية شقيقان و صديقان كبيران فائقا الإحترام و لهما نظر ثاقب هما الرفيق ستالين و الرفيق ماوتسىتونغ ". (" مختارات حرب التحرير الفتنامية "، الصفحة 346-347 ، دار الطليعة ، بيروت).



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة -الحديدي- و من ...
- رقصات الديك المذبوح : - البلاشفة - و - الوطد- . ردّا على مقا ...
- ملاحظات حول بيانات فرق - اليسار- فى تونس بمناسبة غرّة ماي 20 ...
- ملاحظات حول بيان الوطنيين الديمقراطيين - الوطد- بمناسبة غرّة ...
- تحرير الإنسانية : الداء و الدواء ( بمناسبة غرّة ما ي2012)
- تعليق سريع على بيان الوطنيين الديمقراطيين- الوطد- فى ذكرى 24 ...
- لا بدّ من تقديم توضيحات :ما هي أخطاء ستالين؟ و ما هي الثورة ...
- القضاء على الإمبريالية و الرجعية لتحرير الإنسانية ( بمناسبة ...
- تعليق مقتضب على خاتمة -هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّ ...
- خاتمة دراسة ( قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة - ...
- لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية! ( عدد 7 / أفريل 2012) :الرجع ...
- مشروع دليل - أعرف عدوّك- لمواجهة الإسلام السياسي و نقد الدين ...
- لنقاوم الإسلام السياسي و دولة الإستعمار الجديد برمّتها و نرا ...
- اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية-اللينينية لما ...
- حسنى ميلوشي الزعيم الجديد للحزب الشيوعي الألباني: ماو تسي تو ...
- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيين الديمقراطيين :إلى التحر ...
- تعليق مقتضب على تمهيد-هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا ...
- لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!( عدد 6 / جانفي 2012)إلى التح ...
- من الفليبين إلى تونس :تحريفية حزب العمّال - الشيوعي - التونس ...
- تونس : لا للأوهام الديمقراطية الرجوازية !( فقرة من- تونس :أن ...


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم