أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - من أجل تبقى ذكرى جرائم الأنفال وجلب?ة ضد الإنسانية في عام 1988 حية في ذاكرة الشعب العراقي في يوم انتصاره في انتخابات 2005















المزيد.....

من أجل تبقى ذكرى جرائم الأنفال وجلب?ة ضد الإنسانية في عام 1988 حية في ذاكرة الشعب العراقي في يوم انتصاره في انتخابات 2005


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1097 - 2005 / 2 / 2 - 10:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في أيام الانتصارات ينبغي لنا أن لا نفرح فحسب, بل أن نتذكر دوماً أولئك الذين ساهموا بتحقيق هذه الانتصارات, وأن ننحني إجلالاً لهم, ونواصل السير لانتصارات جديدة على طريق الحرية والديمقراطية والحقوق القومية والعدالة الاجتماعية ...

كان ذلك في إقليم كردستان, كنا ما نزال في خواكورك, تلك الثلاجة الكبيرة, كنا محاطين بالجليد من الجهات الأربعة, حين تعاظمت الحملات العسكرية وبدأت عمليات الأنفال الشريرة في شباط/فبراير من عام 1988 بقيادة على حسن المجيد (علي كيماوي) وقادة الجيش العراقي في المنطقة, وحين تفاقمت الجرائم التي راحت ترتكبها القوات الخاصة وقوى البعث والجيش والشرطة بحق الشعب الكردي وال?يشمر?ة والأنصار في كردستان العراق, وحين بدأت عملية تنفيذ جريمة قصف مدينة حلب?ة بالكيماوي في 16/3/1988, حینذاك وفي تلك الأيام العسيرة والدموية, وجه الدكتور مكرم الطالباني رسالة إلى القوى السياسية العراقية المناضلة ضد الدكتاتورية والموجودة في مختلف مناطق إقليم كردستان العراق (الحزب الديمقراطي الكردستاني, الاتحاد الوطني الكردستاني, الحزب الشيوعي العراقي, الحزب الاشتراكي الكردستاني وقوى مناضلة أخرى عديدة) تتضمن دعوة من المستبد والحاكم بأمره, صدام حسين, لبدء حوار جديد بين النظام وقوى المعارضة السياسية. كان ذلك في شهر آذار/مارت من عام 1988.
كانت الدعوة في غاية الوقاحة والدناءة والشراسة. ففي الوقت الذي كانت تتساقط القذائف وقنابل النا?الم على رؤوس الناس في كردستان, حين كانت القوات الخاصة وقوات الجيش تجمع الناس في القرى والنواحي لتوجه نيرانها إلى صدورهم وتفرض عليهم حفر قبورهم الجماعية بأيديهم وتأتي بالجرافات (البلدوزرات) لتغطي جثثهم بالتراب وتسوق من تبقى من النساء والأطفال إلى مواقع غير معروفة, في وقت كانت الجرائم ترتكب على كل شبر من أرض كردستان, وجه الدكتاتور الخائب رسالة يدعو فيها إلى حوار بينه وبين المعارضة. كان الدكتاتور يدرك تماماً بأن الجواب سيكون "كلا وألف كلا", لا حوار مع المجرمين! ولكنه كان يريد أن يغطي على الجرائم البشعة التي كانت ترتكب في كل لحظة بحق الشعب الكردي وبقية القوميات في الإقليم, وضد قوات ال?يشمر?ة/الأنصار المناضلة ضد نظامه, كان يريد أن يكسر الحملة الاحتجاجية التي كانت تسعى القوى السياسية العراقية في الخارج إلى تنظيمها ضد تلك الحملات العدوانية, كان يريد أن يورط قوى المعارضة العراقية بطعن الشعب الكردي أولاً والشعب العراقي عموماً من الخلف حين توافق على الدخول بحوار مع مجرم يمارس عدواناَ ضد الشعب الكردي.
لم تكن القوى السياسية المعارضة بحاجة إلى حوار طويل. وكانت في تلك الفترة قد بدأت أيضاً حوارات بين القوى السياسية المعارضة للنظام والمشاركة في حركة المقاومة المسلحة من أجل إقامة جبهة كردستانية مقاومة للنظام بمشاركة الحزب الشيوعي العراقي وفرعه في كردستان العراق, وكان الحوار قد اتخذ مجرى جيداً بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني من أجل تجاوز الماضي والبدء بالعمل المشترك لصالح القضية الكردية والقضية العراقية في آن واحد.
بدأ الحوار بين القوى السياسية العراقية وتقرر أن يجيب السكرتير الأول للحزب الشيوعي العراقي, الرفيق عزيز محمد, على رسالة الدكتور مكرم الطالباني برفض الحوار والإشارة الواضحة إلى أن من يريد الحوار لا يبدأ بعمليات عسكرية عدوانية ضد الشعب الكردي, من يريد الحوار لا يقذف الشعب الكردي في حلب?ة بالكيماوي, من يريد الحوار لا يملأ السجون بالمناضلين من مختلف القوى السياسية العراقية, ومن يريد الحوار يفترض فيه أن يوقف كل ذلك وأن ينهي العدوان ضد الشعب الكردي وضد الشعب العراقي وأن يطلق سراح السجناء والموقوفين السياسيين .. الخ.
لم يكن هم صدام حسين الحصول على جواب إيجابي بالحوار, بل كان همه إشغال قوى المعارضة بمثل هذه الدعوات وإشغال العالم وكأنه يريد الحوار مع قوى المعارضة العراقية لإنهاء الأوضاع الشاذة, ولكن همه الأساسي كان التغطية الكاملة على الجرائم البشعة التي كانت ترتكب يومياً في قرى ونواحي وأقضية ومدن السليمانية وبادينان وأربيل ودهوك وغيرها.من المناطق الكردستانية. ولهذا حاول مواصلة تبادل الرسائل لكسب الوقت ولكن لم تكن ذات فائدة وماتت في مهدها. لقد كان الموقف موحداً ورفضت المبادرة القاتلة في مكانها.
لقد كانت مجزرة بشعة تلك التي شهدتها حركة ال?يشمر?ة/الأنصار في كردستان العراق, ويصعب على الإنسان أن ينسى تلك الأحداث. وعلينا اليوم ونحن نعيش النصر في انتخابات الفترة الانتقالية لإعداد الدستور العراقي الديمقراطي الفيدرالي الجديد, ونحن نكافح الإرهاب الجاري في العراق, ونحن نعيد تأسيس القوات المسلحة العراقية بكل أصنافها, ونحن نعيد بناء مؤسسات الدولة العراقية الجديدة وإعادة الحياة للبنية التحتية والمشاريع الاقتصادية والخدمية, أن نتذكر تلك الجرائم وأن نقسم جميعاً على منع تكرارها بأي شكل من الأشكال, على منع وصول أي دكتاتور أو نظام دكتاتوري بأي لباس تلبسا إلى العراق ثانية, أن نعمل من أجل الحفاظ على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية كما نحافظ على حدقات عيوننا, بل وأكثر من ذلك بكثير. علينا أن نقسم لصالح رفض العنصرية والشوفينية والطائفية والفردية والاستبداد, سواء أكان فكراً أم سياسة وممارسة أم في السلطة.
إن على القوميات المتآخية في العراق, على أتباع كل الأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية والسياسية الديمقراطية, أن يتذكروا ضحايا الشعب في الأنفال وحلب?ة وفي الكثير من المواقع العراقية الأخرى في كردستان العراق وفي العراق كله. عليهم أن يقوموا بالواجب لصالح أولئك الذين سقطوا في المعركة أو الذين اغتيلوا من الظهر ولصالح عوائلهم.
أدعو العراقيات والعراقيين في أيام النصر الأول على الإرهاب ليس التقدم إلى أمام فحسب, بل أن يفكروا بعناية في كيفية العمل من أجل شحذ الذاكرة باستمرار وتبصير الأجيال الراهنة والقادمة بما حصل في كردستان العراق وفي فترة الانتفاضة الشعبية في عام 1991 وفي تهجير الكرد الفيلية وعرب الوسط والجنوب, وفي المقابر الجماعية وفي السجون والمعتقلات تحت وفوق الأرض في جميع أرجاء العراق. علينا أن نتذكر المآسي التي عاشتها العائلات العراقية التي هجرت من العراق إلى إيران وهي تمشي على ارض مليئة بالألغام وتساقط اقلنابل والصواريخ فوق رؤوسها, علينا أن نتذكر الشباب والشابات الذين اختطفوا من البيوت والشوارع وزجوا في السجون ثم لم نجدهم إلا في القبور الجماعية...
إن هذه الذكرى لا تدعونا إلى الانتقام بأي حال ولا إلى اليأس, ولكنها تدعونا إلى محاسبة كل الذين شاركوا بتلك الجرائم محاسبة صارمة لكي نتعلم جميعاً بأن الدرب الذي سلكه هؤلاء المجرمون لا يوصل إلا إلى النتيجة الراهنة حيث يقبع المستبد بأمره صدام حسين وعلي حسن المجيد وطارق عزيز وطه ياسين رمضان وغيرهم من الأوباش في المعتقلات ينتظرون الحساب العسير من المحاكم الشرعية وفق القوانين العراقية ووفق أسس حماية حقوق الإنسان.
علينا أن نقيم النصب التذكارية في بغداد وأربيل والسليمانية وحلب?ة والبصرة والنجف والحلة وكربلاء وفي غيرها من المدن العراقية لكي تذكرنا بما ارتكبه النظام البعثي الفاشي في العراق طوال عقود. علينا أن لا ننسى ذلك أبداًً وأدعو الحكومة العراقية ووزارة الثقافة العراقية بالتعاون مع الوزارات المعنية في اتحادية إقليم كردستان إلى تنظيم ندوة علمية عالمية لغرض الاطلاع على جرائم النظام العراقي, ولكن بشكل خاص جرائمه في الأنفال وحلب?ة, وأن يعقد هذا المؤتمر في مدينة حلب?ة التي قُتلت بالكيماوي وهي تعود اليوم لتعيش حياة جديدة في وسط فيدرالية كردستان العراق الجديدة وفي وسط العراق الديمقراطي الجديد.
إلى ضحايا الأنفال الذين غابوا عنا, إلى العائلات التي عانت من عذابات تلك الفترة وفقدت أعزاء لها, إلى الشعب الكردي وبقية القوميات التي تعيش في كردستان العراق الذين عانوا الأمرين من فكر العنصرية والشوفينية المقيتة وعلى أيدي جلاوزة النظام الدموي المخلوع , إلى كل ضحايا الشعب العراقي وكل المعذبين في عراقنا الحبيب, أنحني إجلالاً لكل الذين سقطوا على أرض العراق منذ سقوط النظام المستبد حتى اليوم, كما أنحني إجلالاً إلى أولئك الذين تحدوا الإرهاب وذهبوا إلى صناديق الاقتراع ليدلوا بأصواتهم وممارسة حقهم في اختيار العراق الفيدرالي الديمقراطي الحر والمستقل المنشود, ولننشد معاً ما تغنى به يوماً الشاعر العراقي كاظم السماوي حين قال:
وإذا تكاتفت الأكف فأي كف يقطعون
وإذا تعانقت الشعب فأي درب يسلكون..
وأني لأرى من بعيد الشاعر السماوي ما يزال حتى الآن يغني وسيبقى صوته يغني باستمرار هذه الأبيات الجميلة من أنشودة السلام...
برلين في 1/2/2005



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حوار مع السيد الدكتور منصف المرزوقي حول مقاله الموسوم -الان ...
- ما هو الدور الذي يمارسه الإسلام السياسي الكويتي في الخليج وا ...
- قراءة في الواقع السياسي الراهن في العراق
- هل من جناح عسكري لهيئة علماء المسلمين في العراق؟
- رسالة مفتوحة إلى هيئة تحرير الحوار المتمدن
- حوار مع السيد نزار رهك حول تعقيبه على مقالي إيران وعروبة الع ...
- ! العقلية الصدامية ما تزال فاعلة في بغداد
- !إيران وعروبة العراق
- كيف نواجه قوى الإرهاب المنظم في الموصل؟
- مقابلة صحفية بين السيدة فينوس فائق وكاظم حبيب
- مبادرة جديدة من المجلس العراقي للسلم والتضامن تستحق الدعم وا ...
- رسالة اعتذار وودٍ مفتوحة إلى الصديق والفنان المبدع والمتميز ...
- ما الموقع الذي يحتله العراق في قائمة الفساد في العالم؟ ومن ن ...
- هل من يمارس نشاطاً تآمرياً ضد استقرار العراق؟
- هل تدرك الحكومات الأوروبية ما يريده الإرهابيون في العراق؟
- هل من بديل غير المعركة الحاسمة مع أعداء الشعب عبر صناديق الا ...
- المستقبل المشرق والمستقل للعراق ليس بعيداً رغم أنف الإرهاب!
- نعم, هناك تدخل فظ ومتواصل من جانب إيران وغيرها في الشئون الع ...
- هل هناك تدخل من بعض دول الجوار في شئون الانتخابات العراقية؟ ...
- هل هناك تدخل من بعض دول الجوار في شئون الانتخابات العراقية؟


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - من أجل تبقى ذكرى جرائم الأنفال وجلب?ة ضد الإنسانية في عام 1988 حية في ذاكرة الشعب العراقي في يوم انتصاره في انتخابات 2005