أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحراث - -دمقرطة- النقابة: مسار مغلوط..














المزيد.....

-دمقرطة- النقابة: مسار مغلوط..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 06:27
المحور: حقوق الانسان
    


إنه من الخطأ الفادح العمل، أو على الأقل الاعتقاد بإمكانية "دمقرطة" نقابة رجعية أو بيروقراطية (أقصد القيادات النقابية وتوجهاتها)، خاصة في ظل موازين قوة مختلة لصالح النظام المغربي القائم والقوى الرجعية و"الإصلاحية" (الانتهازية). فمع احتداد الصراع الطبقي، يتم اللجوء الى كافة الأساليب القذرة بما في ذلك القمع الدموي، وعلى كافة الجبهات، ومن بينها الجبهة النقابية، لدحر المد الثوري الذي تصنعه الجماهير الشعبية المضطهدة وفي مقدمتها الطبقة العاملة تحت قيادتها الثورية، حزب الطبقة العاملة. فهل يعقل أن تحترم جهة رجعية أو بيروقراطية "القوانين والضوابط التنظيمية" وهي ترى الأرض تتحرك تحت أقدامها؟!! فمهما تكن "جميلة" هذه القوانين والضوابط والمقررات، ستصبح تافهة إذا لم تكن تحمي الجهة المعنية بها. فالنظام نفسه يضع القوانين التي يمارس من خلالها هيمنته وتسلطه، ويجد نفسه في كثير من الأحيان في حل من بعض بنودها/فصولها، أي ضاربا إياها عرض الحائط. علما أن وضع أو اعتماد بعض القوانين تمليه فقط بعض الالتزامات الدولية في علاقة الأمر بالخارج والاستهلاك الخارجي، وأشير هنا بالخصوص الى شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان. وليس غريبا أن تصطف القوى السياسية التي تدعي كونها ديمقراطية، وبالواضح، الى جانب النظام كلما أحست بالخطر يتهدد مصالحا، بل وأن تقبل لعب دور خادم النظام الأمين، وهي نفس حال القيادات النقابية...
إن الانشغال ب"دمقرطة" النقابة إلهاء للمناضلين والقواعد النقابية وتبديد للجهد، خاصة عندما يتعلق الأمر بوضع النصوص "الجميلة" أو بوهم احترامها أو الدفاع عنها. إنها معركة زائفة، ومن شأن خوض غمارها الانزلاق في متاهة بدون أفق وغير محسوبة العواقب. وأقل ما يقال عنها إنها عناد سيزيف المثالي أو حرب دونكيشوط الخاسرة. إن النضال النقابي يعني بالدرجة الأولى التجدر وسط العمال وباقي القواعد النقابية والمساهمة في تفجير المعارك النضالية في مواقع الإنتاج، من أجل انتزاع المكتسبات وفضح الاستغلال الطبقي الذي يمارس عليها والرفع من مستوى وعيها السياسي وتنظيمها وتأطير نضالاتها لتحقيق أهدافها البعيدة المدى وعلى رأسها بناء المجتمع الاشتراكي...
ولا يمكن فهم الانشغال المفرط ب"دمقرطة" النقابة، وللدقة قيادة النقابة، إلا بخلفية العمل على تحمل المسؤولية ضمن هذه القيادة. والخطورة تكمن، في ظل موازين قوة سياسية غير متكافئة، في إعطاء المشروعية لقيادة نقابية رجعية لتمرير مخططاتها التي تنسجم ومخططات النظام و"تبييض" مسارها والتستر على جرائمها في حق العمال والقواعد النقابية. ويفرض واقع الأمر، والحال هذه، تسويق الوهم للعمال والقواعد النقابية وتزكية القرارات التي لا تخدم بالمرة مصالحهم، وقد يؤدي مسلسل المفاوضات المغشوشة الى تطبيع العلاقات، بمعنى التواطؤ مع أعداء العمال والقواعد النقابية. ومع الهروب الى الأمام، من خلال إنشاء نقابة جديدة بقيادة منسجمة تدعي الديمقراطية والبديل النقابي، لا يمكن إلا انتظار الكارثة تلو الأخرى (حالة المغرب: الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل...)، ولا يمكن، في جميع الأحوال، ومادام النظام قائما، إلا استبدال السيئ بالأسوأ أو استبدال الأسوأ بالسيئ (من بيروقراطية الى أخرى). إن النقابة ليست الحزب لكي نتحدث عن الانسجام أو "الدمقرطة"...
وتفاديا لأي لبس ولبعض الأفكار الرائجة، فليس هناك ما يفرض على المناضل أو الزعيم النقابي أن يتحمل المسؤولية في قيادة النقابة. كما أنه من الخطأ الاعتقاد أن المناضل أو الزعيم النقابي لا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا التحق بقيادة النقابة وجلس على كرسيها. إن قوته في ارتباطه النضالي مع قواعد النقابة، وخاصة العمال، دون تناسي أو تغييب مسؤوليته السياسية التي تعطي البعد الطبقي الكفاحي لنضالاته.
إن المسار الصحيح الذي يستحق التضحية والكثير من الجهد بالنسبة للمناضلين، ليس العمل على "دمقرطة" النقابة، في سياق التصدي أو محاربة البيروقراطية. إنه بناء حزب الطبقة العاملة، القادر وحده، على توفير شروط التجدر وسط العمال وباقي القواعد النقابية أينما وجدت والمساهمة في تفجير المعارك النضالية في مواقع الإنتاج، من أجل انتزاع المكتسبات وفضح الاستغلال الطبقي الذي يمارس عليها والرفع من مستوى وعيها السياسي وتنظيمها وتأطير نضالاتها لتحقيق أهدافها البعيدة المدى وعلى رأسها بناء المجتمع الاشتراكي...
وفي هذه الحالة، فمحاربة البيروقراطية والتصدي لها لا يعني نقابة دون أخرى، إنه يعني جميع النقابات. كما أنه لا يعني هذا المناضل دون غيره. إن البيروقراطية واحدة، سواء كانت داخل الاتحاد المغربي للشغل أو داخل الكنفدرالية الديمقراطية للشغل أو داخل الفدرالية الديمقراطية للشغل...
وإنه من الوهم الاعتقاد بإمكانية هزم البيروقراطية دون هزم النظام، إلا إذا صار التوافق يعني "هزم البيروقراطية"...
ملاحظة:
إن ما يجري الآن داخل الاتحاد المغربي للشغل يكتنفه الكثير من الغموض. ومن باب المسؤولية النضالية والتاريخية فتح نقاش عام وصريح لتوضيح الآفاق وبشكل مسؤول...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرميد، -الصقر-، يستنجد بالحمائم..
- المناضل عزالدين الروسي: من إجرام الى إجرام...
- المناضل عزالدين الروسي.. عانقت الحرية يوم فاتح ماي، لأنك تحب ...
- النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بالمغرب
- رسالة مفتوحة الى عبد الحميد أمين (المغرب)
- الخيارالوحيد أمام القوى اليسارية هو الارتباط بالجماهير الشعب ...
- حسن أحراث، مناضل يساري، معتقل سياسي سابق، كاتب عام الجمعية ا ...
- ملاحظات على مقال الرفيق الحريف في مسألة التعامل: اليسار مع ا ...
- مقاطعة الاستفتاء بالمغرب
- حوار بئيس عشية فاتح ماي (المغرب)
- المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير (المغرب).. أي دور؟! وأي آف ...
- الشهيد عبد اللطيف زروال: صنعتني ثائرا
- الاتحاد المغربي للشغل.. دروس في السياسة
- منع كمال الجندوبي، رئيس الشبكة الأورومتوسطية، من دخول المغرب ...
- من يخاف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟!
- مات المحجوب بن الصديق قبل 17 شتنبر
- حل الشبيبة الاتحادية... ما رأي -الشاب- الجماهري؟!
- غشت، شهر الشهداء
- رأي في حرب النظام على الجمعية
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس مجلس المستشارين


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحراث - -دمقرطة- النقابة: مسار مغلوط..