أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علاء دهلة قمر - ألصابئة ألمندائيون .. ألإضطهادات .. ألآفاق ألمستقبلية















المزيد.....

ألصابئة ألمندائيون .. ألإضطهادات .. ألآفاق ألمستقبلية


علاء دهلة قمر

الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 01:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قبل ستة أعوام وبمثل هذه الايام وتحديدا بعد ثلاث سنوات من سقوط النظام السابق في العراق كنت قد مَثلث الصابئة المندائية في مؤتمر للحوار والتحاور ضم جميع الاديان وألأقليات في العراق وعلى قاعة نادي ألأطباء وحضرهُ العديد من الشخصيات وممثلي الاحزاب وقدمتُ خلال ايام المؤتمر فذلكة تاريخية عن الصابئة المندائية وألإضطهادات التي تعرضوا اليها ومايطمحون اليه في عراق مابعد الديكتاتورية ... إلاّ ان الذي دعاني الى ذكر هذه المقدمة هو انه وقبل كتابة هذه الاسطر كنتُ في زيارة الى أحد الاصدقاء الذي أسعده لم شمل عائلته بعد اكثر من عام في دول ألإنتظار ومن ضمن الحاضرين العديد من ألأصدقاء المقربين اليه ، وكالعادة ضمن أجواء الفرح وتقديم التهاني تبادلنا أطراف الحديث بأمور عديدة ووصل بأحد الحاضرين المطاف الى طرح نفس السؤآل الذي دعاني لحضور ذلك المؤتمر قبل ست سنوات فأجبته قائلاً..
بحسب مفاهيمنا الدينية ، وما جاء في كتبنا الدينية المقدسة ، يعتبر الصابئة المندائيون من اقدم ألأقوام الموحدة التي تواجدت في ارض الرافدين ...فقد ورد في صحفنا ألأولى ، صحف آدم في كتاب الكنزاربا ، وهو الكتاب المقدس لدى الصابئة مايلي ( اذهب ياآدم وازرع على دجلة والفرات ) وهو امر صادر لآدم من الرب ألأعلى .
وقد أشار المؤرخ العراقي ( طه باقر ) ، بأن العراق لم يكن خاليا من السكان ، حين توافد السومريون عليه وأن هناك أقواماً وجدوا فيه قبل السومريين ، زرعوا وعمروا ألأرض وبنوا السدود وزرعوا النخيل وشقوا قنوات الري ، وقد أكد ذلك ألمؤرخ العراقي ( أحمد نسيم سوسة ) أيضاً .. وفي مفهومنا بأن اؤلئك ألأقوام القدماء هم الصابئة المندائيون ، وأن وجدوا بأسماء اخرى ، فلقد عرف عنا كثرة التسميات التي اطلقت علينا ، مثل المغتسلة ، صابئة البطائح ، الناصورائيون ، المعمدانيون ، نصارى يوحنا المعمدان ، المندائيون ، الصابئة ، ألأحناف ،والغنوصيون ... الخ ، أطلقها عليهم مجاوروهم والمؤرخون ألأوائل .. أما القرآن الكريم فقد أطلق عليهم تسمية _ الصابئون _ في ثلاث سور كريمة وهي ( المائدة ، الحج ، البقرة ) وعدهم ضمن ألأقوام الموحدة النصارى واليهود والمؤمنين_ ألأسلام _ وهذا دليل على ان الدين المندائي قد عرف في الجزيرة العربية والحجاز واليمن بألأخص ، وبلاد الشام والعراق ومصر ايضا تحت اسم ألشيتيين _نسبة الى شيت بن آدم النبي عليهما السلام .. وهذا ألأختلاف في التسمية جر على المندائيين مشاكل كثيرة وفي الكتب الدينية المندائية يسمون _المندائيون _ والناصورائيون ... ولا ريب ان الصابئة المندائيين ، حين كانوا في بلاد الرافدين كانوا قوما موحدين ، عكس السومريين الذين تعددت آلهتهم ولهذا فالمندائيون نأوا بأنفسهم عن تلك ألأقوام _حين كان دينهم تبشيرياً _في كل بلاد الرافدين وبلاد الشام وعيلام وحران ومصر والدليل على قدم الدين المندائي ، نشوء مدينة الطيب _ طيب ماثة _ في جنوب شرق العراق ، وقد أشار اليها المؤرخون على انها من أعمار ألنبي شيت بن آدم ( وهو أحد أنبياء المندائيين ) وكانت هذه المدينة مركزا مهما لتواجد المندائيين حتى ظهور الاسلام ، ومنها خرج الوفد المندائي بقيادة _ أنش بن دانقا _ كبير المندائيين آنذاك _ لمقابلة القائد العربي عياض بن غنم حاملين معهم كتاب كنزاربا ، عارضين عليه دينهم ، وما يؤمنون به فتفهم قضيتهم وأقرهم على دينهم معتبرا اياهم من اهل الذمة .. أما كتابنا الديني الرئيسي الكنزاربا كما قلنا فيشتمل على صحف آدم وشيت وسام بن نوح ، وقد تُرجم في السنين الاخيرة من اللغة المندائية الى اللغة العربية ومن شاء فليطلع عليه .. وما ورود هذه الصحف فيه إلاّ دليل على قدمه .. وقد دلت الكثير من ألآثار القديمة على مدى انتشارهم ضمن رقعة جغرافية كبيرة في منطقة الشرق الاوسط .. وكان لإضطرارهم للهجرات المستمرة بسبب الظروف الصعبة والاضطهادات أثر في ضياع العدد الكبير من ادبياتهم وكتبهم ولكنهم استطاعوا الحفاظ على الاشياء الرئيسية لهذا الدين مُتمثلاً بالكتب الدينية والطقوس والتقاليد التراثية التي تخصهم وهذا شيء يعتبر عظيماً بالنسبة اليهم ونجاح كبير حققوه في امتداد تأريخهم منذ آلآف السنين ونضيف بأنه كلما تعثر الدين وازدادت ألأزمات يظهر نبي يُحيي هذا الدين ويبث العزيمة في نفوس ابنائه كما حدث مع آخر نبي من أنبيائهم وهو يحيى بن زكريا عليه السلام كما يسمى في ألأسلام ن ويوحنا المعمدان كما يسمى في المسيحية ، أما نحن فنسميه (يهيا يهانه ) وهذا النبي هو الذي عمد السيد المسيح على ضفة نهر ألأردن قبل بعثته ، ولدى الصابئة كتاب يخص هذا النبي اسمه _ دراشه إد يهيا _ أي تعاليم ومواعظ النبي يحيى اضافة الى ورود اسمه في كافة كتبنا الدينية الاخرى .
وللحديث عن ألإضطهادات فقد تعرض الصابئة المندائيون منذ اقدم ألأزمنة الى أزمات وإضطهادات من قبل أقوام شتى ، أما بسبب الصراعات الدينية العنيفة في العصور القديمة ، أو بسبب اضطهاد الحكام المستبدين لهم ، ولهذا لجأوا مُرغمين الى هجرات مستمرة بحثاً عن اوطان آمنة ، او حكام عادلين خاصة وان الصابئة المندائيين هم أُناس مسالمون يميلون للسلام ويكرهون العنف ، وحين كانوا في بلاد الشام تعرضوا للإضطهاد في اورشليم بعد وفاة النبي يحيى وبالتحديد عام 69 م حيث قُتل المئات من رجال دينهم واضطر ماتبقى منهم الى الجلاء الى حران وجبال ميديا ، وهذه ألإضطهادات مدونة في كتاب تأريخي لنا اسمه _ديوان حران كويثا _اما في العصور العربية الاسلامية فكانوا يعيشون بسلام في بغداد وواسط وخوزستان والطيب والبطائح ، وقد ساهموا في النهضة العلمية العربية في بغداد حين برزوا في بلاط الخلفاء كمترجمين واطباء وعلماء وفلكيين وشعراء وقد اغنوا المكتبة العربية بعشرات المؤلفات التي مازال بعضها موجودا في المكتبات ألآن .
وقد تعرضوا للاضطهاد بعد سقوط الدولة العربية الاسلامية على يد المغول ، وقتل المئات منهم فإضطروا الى ألأنفكاك والعيش في بطائح الجنوب ، واستمر هذا الإضطهاد ايضا على أيدي العثمانيين وألأقوام الغربية ألأخرى التي سيطرت على العراق .. وحين أقيم الحكم الوطني بعد عام 1921 م انتعشوا ثانية بسبب الحريات التي أُتيحت وألأنفتاح الذي حصل فدخلوا المدارس ناهلين العلم والمعرفة متخرجين منها أطباء وأدباء ، معلمين وصيادلة وكان حالهم حال ابناء الشعب العراقي فاذا حل ألأستقرار وألأزدهار تراهم سعداء مُرفهين وعكس ذلك في اوقات الحروب وألأزمات .. وقد ذاقوا الويلات اثناء الحروب التي تعرض لها بلادهم ثم أثناء الحصار الذي فرض على الشعب العراقي ثم اثناء ألأنفلات ألأمني بعد سقوط النظام السابق وفي ظل تصاعد ألأرهاب الجسدي والفكري والتطرف الديني والجريمة المنظمة فما زالوا يتعرضون للخطف وألأبتزاز والخوف ، مما إضطر الغالبية العظمى منهم الى مغادرة العراق الى بلدان العالم ومنها الدول العربية المجاورة بحثاً عن ملاذٍ آمن حفاظا على حياتهم وكرامتهم ولدينا احصائيات مضبوطة تشير الى عدد شهداء الحركة الوطنية منهم ، أو الذين تعرضوا للتصفية الجسدية أو الذين استشهدوا في الحروب العقيمة ، أو الذين تم اختطافهم وابتزازهم وقتلهم ، او الذين ماتوا اثناء دخول قوات المتعددة الجنسية للعراق .
واما الحديث عن الطموحات المستقبلية فالوطن حب لايُضاهيه حب آخر في الكون ، لذلك يتطلب من كل العقلاء السياسيين والقوى الوطنية والخيرة ورجال الدين الدعوة للالتزام بالوطن وبالوحدة الوطنية لتكون فوق كل الميول وألأهواء وألإتجاهات والمصالح الضيقة فهي ألأساس الذي تتكسر عليه كل مؤمرات ألأعداء والوقوف بحزم بوجه ألأرهاب الوحشي الذي لا هوية له ولا هدف غير اشعال نار الفتنة الطائفية التي لاتُبقي ولا تذر .
أما طموحاتنا المستقبلية فهي طموحات جميع ابناء شعبنا العراقي فنحن نتمنى الأمن وألأستقرار وعودة الهدوء لهذا البلد ، وتشكيل حكومة وطنية عريضة مخلصة لهذا الشعب ، وألإلتفات للاعمار وخدمة أبناء الشعب والطبقات الفقيرة المسحوقة منه خصوصاً ، ونتمنى نشر الديمقراطية والحريات وثقافة التسامح وقبول الآخر كما هو وايجاد سلطة نزيهة تضع مصالح الشعب نصب عينيها ، وحفظ حقوق المكونات الدينية والقومية والعرقية وإيجاد المشاريع النافعة البناءة التي تؤدي الى رقي البلد وتقدمه ...
ونقول اخيرا ها نحن العراقيين اهل الحضارة وألأمجاد أهل العلم والادب والتراث نتمنى ان نشارك العالم حضارته وتقدمه وتطوره ، ونسعى من اجل اعلاء كلمة العلم والمعرفة والثقافة والحرية والرفاه ...
وأملي ان تكون رسالتي قد وصلت الى الذي التقيته في بيت صديقي ... كما انتهز الفرصة ولمناسبة حلول (دهفا إد أيمانا ) أو مايسمى بعيد التعميد الذهبي او مناسبة تعميد (يهيا يهانه ) الذي يصادف يوم ألأحد الموافق العشرين من الشهر الحالي والتي تُعد من المناسبات الدينية المهمة للصابئة المندائيين ... يسعدني ان اتقدم بأحر التهاني وأزكى التبريكات الى ابناء الصابئة أينما كانوا على أرض البسيطة ممثلة بألأب الروحي فضيلة ألكنزابرا ستار جبار حلو رئيس الديانة في العراق والعالم والى كل رجالات الدين ألأفاضل والعاملين في مؤسسات الديانة المدنية في كل ارجاء المعمورة والى العامة من ابناء الصابئة ومتمنيا للجميع دوام التقدم وألأزدهار



#علاء_دهلة_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى إمرأة أيزيدية ماتت دون أن ترى قبراً لولدها
- أنثى حَدثتني باسرارها ... 4 وجعي يقتلني
- أُنثى حدثتني بأسرارها ...3 لقاء ألأحبة
- أنثى حدثتني بأسرارها ...2 أُولى ألكلمات
- أنثى حدثتني بأسرارها ..1
- ألنخيل في ألتراث ألعربي
- ألسفر وثجاج ألمطر
- أنا وماريا وقمة ألعرب ..،،
- ذِكريات بلا إغتصاب
- الخطوبة والزواج في الاحكام الصابئية المندائية
- مشاهد حب
- لأنك تريدين ... سأمر
- ألليل وهواجس ألندم
- الثورة الليبية... الثوار الليبيون... الى اين !!!
- من كوستاف الى ألحبوبي .... ذاكرة تحتضر
- ألحب في زمن ألهجرة
- قصائد من أيام ألمحنة
- شهر رمضان ........... دعوة الى السلم والتسامح بين الاديان
- أمنيات في زمن ألتحرير
- ألحب في آذار


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علاء دهلة قمر - ألصابئة ألمندائيون .. ألإضطهادات .. ألآفاق ألمستقبلية