أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - صناعة الصنم














المزيد.....

صناعة الصنم


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3729 - 2012 / 5 / 16 - 05:59
المحور: حقوق الانسان
    


التعصب ليس بالضرورة دينيا أو قوميا أو وطنياً أو مذهبياً أو طائفيا أو قبــَــلياً أو طبقياً، لكن هناك نوعٌ غريبٌ منه وهو التعصب الشخصاني!
أنت تؤيد فلاناً ابنَ فلانةٍ، لكنك تغضب من أجله، وتستيقظ الليل مُدافعاً عنه، وتحارب طواحين الهواء ذوداً عن مزاياه وعبقريته.
تشحذ أسلحتــَــك، وتخاصم الدنيا كلها لمجرد أنك اقتنعت بمزايا وحسنات شخص مثلك، يتعب، ويــُــرْهـَـق، وتستعصي عليه مسألة حسابية بسيطة، ولم تتركه بعضُ الأمراض النفسية في حاله.
من حقك أن تدافع عنه، وتشرح للعالمين جوانبَ الاشراق في شخصيته، وتسُدّ الثغرات التي تــُـظهر عيوبَه، وتحتضن كلامَه في أحلامِك لعله يتحقق فور استيقاظــِـك، ولكن هل هو واجب عليك تقديسُ سِرِّه المنيع؟
إنه، أيّ مرشــَـح، شخص عادي، يأكل، وينام فيطارده الأرق، ويذهب إلى الحمام، ويصيبه مغص، ويؤرقه الاسهال قبل التوجّه إلى مبنى التلفزيون.
إنه، أي المرشح، من لحم ودم وشحم وفضلات ومخاط وعرق وذاكرة ضعيفة .. وبين الحين والآخر تزكم الأنوفَ رائحةٌ كريهة تنبعث منه رغم أنفه، وهو مليء بأخطاء وذنوب لو أحصيتها لما أعطيته صوتك.
إنه يستحق صوتك إن كنت مقتنعا به، لكن أن تبرز عروقك، وتحمرّ وجنتاك، وتسبّ وتلعن فيمن لا يريدك أن تعطيه صوتك، وتقضي نصف يومك باحثا عن مؤيدين له ليطمئن قلبك على حسن اختيارك، فقد أحكمت الأزمة النفسية التي لا مخرج لك منها.
التنزيه نوع من القداسة، والقداسة صنف من العبادة، والعبادة للاشخاص استحمار، والتأييد الأعمى المتعصب استجحاش، وهستيريا الدفاع المستميت عن شخص هي حالة من العبودية المختارة، أو من الدونية المستعذبة والتي لا تليق بمن نفخ الله فيهم من الروح.
كل المرشحين للرئاسة أناس مثلي ومثلك، ولو رأيت معبودك الإنساني وهو في حالة ضعفه بين جدران أربعة لخجلت من كلمات المديح والثناء التي أشبعته منها فانتفخ احساسه بنفسه فبدى كأنه ورم وليس اعتزازاً بالنفس.
لا تصنع آلهة إغريقية ممن تحب، وأعطه صوتك على علاته وعيوبه وضعفه، وامتدح ما تشاء، ولكن لا تصنع صنماً من قش أو طين أو خيوط العنكبوت.
إنه، مرشحك المفضل، ليس أفضل منك كثيراً، وهو يمتاز عنك في جوانب، وتتفوق عليه في جوانب أخرى، وتربطكما إنسانية ضعيفة هشّة لا تستحق كل هذا التهويل والتمجيد والتأليه.
لو رأيت الكبار في مواضع لا يعرفون أنك تراقبهم لحزنت على صنمك ما بقي لك من عمر.
امنحه صوتك، لو أردت، لكن لا ترفعه فوق رأسك، فالأحرارلا يلصقون أحذية الكبار فوق رؤوسهم، إنما يثنون على القليل من ايجابياتهم، ويحتفظون بالكثير من سلبياتهم خشية الصدمة الكبرى.
في هذه اللحظة بالذات لو كنت ترى الغيب، واطلعت على صنمك لوليّت منه فِراراً، ولبكيت على وقت طويل ضاع في البحث عن صفات الملائكة لصلصال من طين.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 16 مايو 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار بين المشير و .. المخلوع!
- حزب( الدستور) بين الإنقاذ و .. الوهمّ!
- عادل إمام وقضاء مصر النزيه!
- تطور صناعة الإرهابي
- لكن الفلول يضحكون بعد المليونية!
- اعترافات مؤيد للواء عمر سليمان!
- البحث عن شباب 25 يناير!
- مليون فيسبوكي لاسترداد ثورة 25 يناير
- النَصُّ الأصلي للدستور المصري قبل نشره!
- كلمات في رحيل بابا المسلمين!
- تشريع قريب من مجلس الشعب: ارجموهم!
- مبروك فالجارية وصلت!
- انتخبوا هذا الرجل رئيساً لمصر!
- أيها الإخوان والسلفيون .. اضربونا بالجزمة!
- إنعاش لذاكرة وطن .. لئلا ننسى!
- هل يصبح الجيشان الإسرائيلي والسوري جيشاً واحداً؟
- لماذا انتخب المصريون الإسلاميين؟
- العصيان المدني.. المصريون ضد المصريين!
- المشير لمبارك: نحن تلاميذك، سيدي الشيطان!
- شباب مصر لا يحتفلون بسرقة ثورتهم!


المزيد.....




- الغضب يجتاح مدينة تونسية بسبب تدفق المهاجرين الأفارقة الراغب ...
- يونيسف: 600 ألف طفل في رفح الفلسطينية مهددون بكارثة وشيكة
- الأمم المتحدة تتهم إسرائيل برفض دخول المساعدات لغزة
- تونس.. أزمة المهاجرين بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإنسان ...
- -الأونروا- تحذر من خطورة ترحيل سكان رفح إلى منطقة -المواصي- ...
- الأونروا: آثار كارثية منتظرة حال تنفيذ إسرائيل أي عملية عسكر ...
- مصدر فلسطيني: حماس تتجه إلى وقف مفاوضات تبادل الأسرى بعد تهد ...
- -انتحل صفة غير صحيحة-.. فيديو اعتقال مواطن في الرياض والأمن ...
- مدير الأونروا في غزة: المكان الذي وجه الجيش الإسرائيلي بعض س ...
- الداخلية الروسية توضح أسباب إصدار مذكرات اعتقال بحق سياسيين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - صناعة الصنم