أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عزيز باكوش - في اليوم الدراسي حول الاعمال النقدية والإبداعية للكاتب والباحث المغربي الدكتور جمال بوطيب















المزيد.....


في اليوم الدراسي حول الاعمال النقدية والإبداعية للكاتب والباحث المغربي الدكتور جمال بوطيب


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 16:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أعد الورقة : عزيز باكوش

أول هام : حسنا فعل محترف الكتابة وهو يسهم في إصدار "الكلم والضوء وما إليهما "عن منشورات جمعية محترف الكتابة " المكتب المركزي- فاس" بمساهمة داعمة من المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بفاس " وحسنا فعل التنسيق المحكم لهذه الشهادات من لدن الدكتور سلام احمد ادريسو وحسنا كذلك الكلمة الوازنة والتيسير الدافق للعالم والمفكر الدكتور المفضل الكنوني . الحسنات جميعها قراءات وشهادات في منجز جمال بوطيب ككتاب جماعي حول تجربة ثقافية بمساراتها المتعددة والمرتهنة كفعل ثقافي ضروري ومطلوب
ثاني هام : تلك التوليفة الباذخة التي قدمتها ذ أمينة المريني "قالوا عن التجربة " عبارة عن كتيب مرافق تضمن أقوال كل من ابر اهيم الحجري –روائي ناقد- د حسن المودن اكاديمي ناقد-د عبد الفتاح لحجمري اكاديمي ناقد –د الحبيب الدايم ربي روائي باحث –عبد الرحيم العلام ناقد- د عبد الرحمن بوعلي اكاديمي وشاعر محمد اقضاض ناقد عبد النبي داشين قاص –د محمد علي الرباوي اكاديمي وشاعر-د شكير فلالة ناقد د احمد لطف الله قاص باحث –عبدو حقي قاص د يوسف الادريسي اكاديمي وباحث محمد العتروس قاص جواد وادي شاعر ومترجم عراقي- فيصل عبد الحسن كاتب وصحفي عراقي- د عبد الرحيم ابوصفاء اكاديمي وشاعر- ذ احمد القنديلي شاعر وناقد - ذ عباس خضر عباس او تاوة كندا كاريكاتوريست عراقي – د ثائر العذاري استاذ جامعي وناقد عراقي - د عبد القادر الطاهري قاص واكاديمي - ذ ادريس كثير فيلسوف ومترجم- د خالد اذهيبة ناقد وشاعر- ذ ابراهيم الكراوي شاعر وناقد -ذ الطيب هلو شاعر وناقد - ذ عبد الرزاق المصباحي باحث وشاعر - د عبد المالك اشهبون استاذ جامعي وناقد - د عبد السلام الموساوي استاذ جامعي وشاعر- د سلام ادريسو اكاديمي وناقد- د محمد حجاوي استاذ جامعي وباحث في الجماليات- ذ ة امينة لمريني شاعرة- ذ عبد الاله بسكمار قاص وناقد- د عياد ابلال اكاديمي وناقد - د عبد العاطي الزياني اكاديمي وناقد- د ابراهيم عمري استاذ جامعي وناقد - د مصطفى ادزيري اكاديمي وناقد وهي النصوص والشهادات والدراسات التي أشاعت قيم الثقافة والحضارة والانسان المتضمنة في أعمال الكاتب والباحث الدكتور جمال بوطيب ووسمت فضاء اليوم الدراسي بنكهة السماء الحلم والأمل
الكلم والضوء وما اليهما "هي في نفس الآن حصيلة أشغال اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية محترف الكتابة، بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز بفاس، و احتضن فعالياته فضاء مندوبية وزارة الثقافة بالمدينة بحضور نخب الفكر والثقافة والإبداع بفاس إلى جانب حشد من الطلبة المتنورين من الجامعة تداولوا بعمق وتفاعلية حول التجربة النقدية والإبداعية للكاتب والباحث جمال بوطيب طيلة يوم السبت 28 أبريل2012
في جلسة الافتتاح التي ترأسها الدكتور أحمد شراك، أشاعت كلمة الدكتور عبدالإله بنمليح، عميد كلية الآداب ظهر المهراز بهاء المكان ، ثم أضفت كلمة السيد المدير الجهوي لوزارة الثقافة بفاس الدكتور عزالدين كرا حميمه ، فيما نفخت كلمة الأستاذة الشاعرة أمينة المريني رئيسة جمعية محترف الكتابة- المكتب المركزي الروح والحركة والدفء الذي لاضفاف له "
أما الجلسة النقدية التي يسرها الدكتور المفضل الكنوني، فعرفت تدخل كل من الدكتور عبد السلام الموساوي، بقراءة نقدية في ديوان أوراق الوجد الخفية، الشاعر الذي بمجرد ما انتهى من قراءة المجموعة الشعرية للأديب جمال بوطيب حتى اقتنع إلى مرتبة التسليم بوجود التعدد في مفهوم الشعر وفي لغاته وفي التجليات التي تسم نصوصه ، وهي الفتنة التي تحيط بها القصيدة نفسها فتجذب إليها كل من نظر إلى ناحيتها . الموساوي يغبط بوطيب ويثير دهشته لما يتميز به بوطيب من حسن الإنشاد وحفظه لنصوصه عن ظهر قلب "يثير دهشتي وهو يتقدم إلى لاقط الصوت أعزل بلا أوراق ليغادر المنصة خفيفا كما حل بها بعد أن يكون قد حالف التوفيق مهمته وشد إليه انتباه المعجبات والمعجبين
ولأن الشعر بالنسبة لبوطيب شبيه بالمقدس فهو لا يكتفي بتدوينه ووضعه في الطروس بل يتطلب طقس التقديس حسب الشاعر الأنيق الموساوي . لأن له منزلة في قلب الشاعر كضرورة حيوية ودستورا مخولا لتنظيم الحياة العاطفية وتتبع المسار الوجودي لصاحبه" أما الغلاف اللافت فهو لوحة أبدعها بوطيب شخصيا بالاشتراك مع الفنانة نادية خيالي ، وهو إبداع يقول الموساوي في حقه أنها لا يمكن تصنيفها إلا ضمن الأعمال التي تنجز عادة للمعابد وللفضاءات الدينية، لوحة تحتفل بالكتابة فتعيد تشكيلها وفق طقس خاص يعطي للكلمة المكتوبة هيبتها ويحيطها بأطر وأيقونات ذات أشكال مختلفة
ومن العتبات التي استرعت انتباه الموساوي في أوراق ديوان الوجد الخفية العنوان الرئيس وعناوين النصوص الشعرية ، فعندما يختار الشاعر عنوانا لعمله الإبداعي فذلك يعني أنه يعطي أفضل ما وجد وعندما يهدي نصوصه لأشخاص حقيقيين ورمزيين فذلك يعني أن ثمة مشتركا حقيقيا او رمزيا يجمعه بهم . فالإهداء لا يعني دائما المجاملة بقدر ما يعني غمز القارئ بالدلالة أو بشيء منها
يخلص الموساوي في قراءته إلى أن المحلل اللبيب لهذه المجموعة يستشعر وجود مؤشر ومض بقوة بين تضاعيف النصوص وعتباتها دالا على أن الشاعر بوطيب لايكتفي باعتبار الشعر تعبيرا جماليا وإيحاء بما ترغب الملكة في إيصاله ، وإنما يعتبره ترياقا له ولجمهرة الناس الذين أهدى إليهم نصوصه فالشاعر هنا لا يطلب مجدا أدبيا بين شعراء الحداثة بقدر ما يطلب من الشعر أن يظل إيقاعا محمولا على جنبات الروح وتعويذة تتلى على الأرواح كي يشتعل الحب من جديد . إن قارئ الديوان سينتبه لحضور النفس الدرامي متعدد الأصوات لدى شاعرنا جمال بوطيب الذي يجمعه التعدد في فنون القصة والرواية والمسرح والشعر والتشكيل جمعا تستفيد منه كل الفنون لأن في نهاية الأمر والتعبير للموساوي مهما تعدد المبدع وتوزع فإن رؤيته الجمالية للحياة تبقى واحدة تعكس واحديته.
الدكتور عبد المالك أشهبون بمداخلة موسومة ب( مرافئ العشق والألم في سوق النساء)،أعلن انعطاف جمال بوطيب إلى كتابة الرواية، بعد أن عُرف بمجاميعه القصصية المتنوعة، التي دشن بها مشواره الإبداعي الحافل، فأصدر روايته الأولى "سوق النساء أو ص.ب: 26" (2006) ( )، أردفها بعد ذلك برواية "خوارم العشق السبعة" (2009)، حيث سيلفي الكاتب في مجال الرواية متنفساً رحباً للتعبير عن عوالمه الحميمة، التي تتلخص أساسا في عوالم العشق والعشاق وأخبارهم وأيامهم وانتصاراتهم وكبواتهم، متقفياً أثرهم في أمكنة متعددة ومختلفة، وفي أزمنة حافلة بالمتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. مؤكدا أن اختيار رواية "سوق النساء" موضوعاً للدراسة في هذه المداخلة يأتي لغنى هذه التجربة بالأساس، سواء على مستوى البناء أو الدلالة، د أشهبون أبرز مظاهر غنى هذه التجربة الروائية الفتية والواعدة عند جمال بوطيب الذي كتب الرواية، بنفس فني مختلف ورؤية جمالية مغايرة لما هو مألوف ومعروف في الرواية التقليدية، وهذا ما تشي به أبرز مكونات العالم الروائي، والتي تعطي الانطباع الأولي أن الكاتب يصر على اجتراح آفاق روائية جديدة، بكل ما أوتي من تقنيات
من خلال هذه التساؤلات وغيرها، يتحول العنوان من عتبة ميسِّرة لتكوين فكرة مسبقة عن العالم الروائي إلى عقبة حقيقية أمام المتلقي؛ يقول اشهبون ويضيف فنحن هنا أمام عينة جديدة من العناوين الروائية غير المألوفة، التي تعصف بذهن القارئ في زوبعة فجائية، تفرض عليه أن يكون قارئا مؤولا للعنوان لا مستهلكا. وعن سرديات الحب ولواعجه ومن خلال قراءته المتفحصة لرواية "سوق النساء أو ص. ب: 26"، يكشف أشهبون أنها عبارة عن بوح ذكوري تارة وأنثوي تارة أخرى أكثر منه كتابة رواية. العشق المهدور فيها هو التيمة الأساس. وعلى الرغم من أن الرواية تظهر وكأنها كليشيه مكرر لنموذج الروايات الرومانسية، حيث يلتقي الشاب والفتاة، ويقعان في حب بعضهما البعض؛ فإن السؤالين اللذين يطرحان نفسيهما في هذه الرواية، هما كالتالي: ويخلص د أشهبون إلى أن الأمر يتعلق بقصة حب موجعة أبرز ما فيها باختصار شديد، أن جمال بوطيب استخدم فيها حبر القلب وليس حبر القلم فحسب... في مقاربته عندما ننتهي من قراءة "سوق النساء" نعرف بعمق إلى أي مدى يؤثر فينا رحيل الحبيب. إنها ـ بالفعل ـ قصة فورة حب رومانسي في البداية، لكن النهاية كانت تعيسة بكل المقاييس، بكل ما لهذا الإخفاق من تداعيات وآثار وندوب على نفسية الشخصية الرئيسة التي باتت تبحث لاهثة عن "امرأة خارج الزمن"، ليس لها أرض أو وطن أو عنوان.
الدكتور سلام إدريسو الذي عنون قراءته ب ( في مساءلة المتبقي : قراءة مفهومية جزئية في كتاب " السردي والشعري لجمال بوطيب)، مقاربته بدت له من تأمله في تكوينية كتابه النقدي الهام " السردي والشعري " مساءلات نصية استحالة فصل العمق العلمي الرصين في مشروع مساءلاته عن شغف الارتباك مع غوايات الكتابة من الداخل بما هي أيضا تساؤل واندهاش للمبدع العريق الساكن فيه . هكذا يبدو بنيان النقد في هذا المشروع من أول وهلة تفكيكا واعيا لأسئلة النص وأسئلة الكتابة يفضي إلى خوض غمار " التساؤل" من جديد حول ممكنات الكتابة ووعيها بحدود العالم واشيائه"
أما الدكتور يونس لوليدي فيقترح قراءة في كتاب ( نحن والآخر). الجسد السردي أحادية الدال وتعدد المرجع " في هذا الكتاب تتجلى ثلاثة ملامح من الملامح المكونة للشخصية الاكاديمية والادبية والفنية للدكتور جمال بوطيب 1- الملمح الاكاديمي " الصرامة العلمية المرجعيات الغربية والعربية 2 الملمح الأدبي ككتاب خصص للسرد وهو سارد روائي وقاص3 الملمح الفني وهو يدرس الجسد في مجموعة من النصوص السردية بدرسه بريشة الفنان التشكيلي بدرسه في جماله في أبعاده وتشكلاته وعلاقته واللون والضوء
الجسد السردي عنوان يضم أيضا ثلاثة أبعاد 1-جسد السارد والمسرود له والجسد موضوع السرد
حديث الدكتور جمال بوطيب عن الجسد في السرد يثير عدة قضايا أولها هل هذا الجسد مشكل بذاته أم مجرد دمية في يد السارد يحركه كما يشاء؟هل هذا الجسد يخدم البعد الجمالي للسرد فقط أم يخدم الابعاد السيكولوجية والثقافية والاخلاقية للمجتمع أولا وللسرد ثانيا ؟ هل خارجية السرد كجمل من هذا الجسد مرآة تعكس داخل الشخصية أم مرآة تعكس أثر المجتمع على هذات الجسد؟
إلا أن الجسد في السرد براي د يونس لوليدي يكشف ويخفي في الآن نفسه ، إذ أنه لا يكشف إلا ما يسمح به السياق الثقافي للمجتمع فيما يخفي كل ما يرفضه هذا السياق. وأثث د يونس رؤيته بقوله "إذا كنا قد كبرنا في أحضان ثقافة تقول بأن الشعر هو ديوان العرب ، فإن بوطيب قد يفاجئ الكثيرين من خلال عنوانه" السرد ديوان العرب " غير أن هذا الأمر لن يفاجئ إلا الذين لا يدركون أولا مدى تغلغل السرد في حياة كل إنسان، وبالتالي في حياة كل المجتمعات والثقافات . وثانيا الذين لا يدركون العلاقة بين الشعر والسرد فالملحمة شعر وهي قمة السرد والاسطورة شعر وهي قمة السرد والسيرة العبية سرد لكنها تعتمد الشعر بقوة إذ ليس من التعارض في شيء أن يكون ساردا او شاعرا أو أن تكون شاعرا وساردا في الآن نفسه .
تأكيد جمال بوطيب على أننا ثقافة شفاهية في أصلنا جعله يضع يده غلى قضية هامة تتعلق بالسرد في ثقافتنا ، وهي انفتاح النص المسرود على إضافات الرواة وتعديلاتهم مادام شفهيا أي أن نص الف ليلة وليلة ضل مفتوحا على كل إضافات الساردين على مر العصور العصر الفاطمي العباسي المماليك ..من إضافات وتعديلات وحذف جعل الأجساد في ألف ليلة وليلة تطبع بالثقافة العربية والاسلامية أكثر من اي ثقافة أخرى
لايقف د جمال بوطيب في دراسته للجسد السردي كنوع معني بالنماذج السردية العربية وانما يتجاوز الانواع التي ذكرناها الى الحديث عن الجسد في السير الشخصية وفي ادب الرحلات وفي شعر الملحون وفي الاساطير اي جامعا في التأليف الفردي والتأليف الجماعي الذي لا مؤلف معروف له وجامع بين الشعبي والعالم – العامي والفصيح- بين المعترف به في ثقافتنا الرسمية وبين المنبوذ في هذه الثقافة لأن الجسد لا يمكن أن يكون حبيس نموذج واحد ولا يمكنه أن يكتب وفق تصور واحد ولا يخضع لمعايير الجمال والقبح نفسها وليس له الصورة نفسها في الدلالي المتعدد .
ليخلص د يونس لوليدي الى أن صورة الجسد في الموروث السرد العربي كما وضع عليها يده د جمال بوطيب هي صورة متعددة ، صورة جسد موجود صورة جسد محلوم به ، صورة جسد معايير جماله واقعية ، صورة جسد معايير جماله منتحلة ، جسد يرتبط بالفضيلة ، جسد يرتبط بالرذيلة، جسد إن كان أحادي الدال إلا أنه متعدد المرجع يتعدد بملامح الثقافة العربية الإسلامية وتعدد مراجعها وخلفيات رواتها واختلاف الانواع السردية في هذه الثقافة .
أما الدكتور إدريس كثير فتناول بالدراسة التجربة التشكيلية عند جمال بوطيب في مقاربة عنوانها ( اللون وما إليه). فقسم عرضه إلى قسمين نظري انطلق من استطيقا هيجل مكتفيا بتلخيص مركز لأهم ملامح المفاهيم الجمالية التي تفيد الطرح التطبيقي
وركز الدكتور كثير على تفضيل هيجل تسمية الخطاب الذي يقارب قيم الجمال " بفلسفة الفن " معتقدا أن الفن الجميل ليس هو الجمال الطبيعي إنما هو الجمال الصناعي الذي يبدعه العقل الإنساني وخلص الدكتور كثير الى ان العظيم لا يوجد في اي شيء لدني انما هو في روحنا وانفسنا إنه فكرة في اذهاننا لا يمكنه ان يتجسد في المحسوس ..لكن إن حصل ذلك تحققت الفكرة وبدا الجمال العظيم هو اللانهائي ويسموسموه
وفي محاولة لقراءته للوحات جمال بوطيب أقر الفيلسوف كثير أنه لم يعتمد نظرية هيجل هذه بل اعتمد أيضا على قراءة تطبيقية قام بها هيجل نفسه للوحة كوريج وهو فنان ايطالي من القرن 15 تسمى " La madone de st. Jerome إنها صورة مريم المجدلية المذنبة والطالبة للصفح لأن خطيئتها وفق ما اشار إليه الدكتور كثير لا تبدو لنا جدية لأن روحها نبيلة وطبيعية وبالتالي لايمكن أن تكون قادرة على ارتكاب فعل سيء لذا لا يمكنها أن تخرج من طبيعتها ، بل على العكس من ذلك عليها أن تستقر في ذاتها عميقا . وبناء عليه ، استطاعت اللوحة أن تصل إلى المطابقة المطلوبة بين طلب الصفح ووضعية الخطيئة ، ذلك ان عمل الفنان كان كوريج أو بوطيب هو الإبقاء على هذا الإختلاف في اللوحة وإظهار الطبيعة الداخلية النبيلة ، لكن السؤال هو هل يستطيع الفنان يحقق غايته في معرض اجابته يؤشر ذ ادريس كثير انهدف الفن هو كبح جماح الغرائز المتوحشة في الانسان "هيجل" وتربية الدوافع الجامحة فيه والحد من انانيته مع تظهير الميولات وتثقيف الاخلاق لا بطريقة إخلاقية ولكن بطريقة ايستطيقية
وفي الجانب التطبيقي من المداخلة أشر الباحث إلى انتماء جمال بوطيب على مستوى التشكيل إلى التجريد وبالضبط الى التجريد الكاليغرافي ذلك الذي يجمع بين الأشكال والألوان والحروف والأقوال شعرا كان أم نثرا بغير قليل من الرمزية . واعتبر في مقام موال جمال بوطيب شاعرا يطرز تشكيله وتشكيلي يلون شعره ، بعد أ ن تشبع بالألوان والإضاءات والصباغة وأريجها بفضاء المتحف وأروقته في لا سفيوط على يد الفنان الأسفي أحمد المجيداوي وعلى يد الفنانة الشعبية فاطمة كبوري والاحتكاك بنادية خيالي وهو ما كان سببا كافيا للانخراط في الحياة الفنية بالمغرب حسب د إدريس كثير
وفي قراءاته المتعددة للوحات بوطيب توقف أدريس كثير عند لوحات تكتفي باللون دون القول وأخرى تقتفي خطى اللون بمعنى القول مبرزا أن بوطيب لا يسمي لوحاته رغم قابليتها لذلك ، وكأنه برأي الباحث يشعر بامتلائها ولربما لذة القراءة تمكن في محاولات تفكيك تلك الرموز الكاليغرافية. ومن خلال الإنصات عبر الرؤية إلى لوحات بوطيب يلاحظ الباحث أن الذي يقود المعنى ويوجهه هو الكتابة الكاليغرافية وهذا المعنى الخطي يؤكد بأن القصيدة هي أول اللون ضمن أطياف ستة آخرها هو البصر . ويقف الدكتور كثيرا أمام لوحة الأفعى من حيث الخفة وثقل الألوان الى حد ما الى حين سؤاله هل الفكرة إشارة إلى المرأة باعتبارها أفعى سامة ، كما هو الأمر في التقليد الشعبي ؟ ليستطرد لا أعتقد ن جمال بوطيب أراد أن يقف عند هذا الحد أو يقصده حتى " محيلا إلى قصص الكاتب وشعره" بل يرى في ذلك محاولة ربما إلى دهاء ومكر المرأة في تحويل اللدغة إلى لحن ، ولربما يشير بوطيب والرأي لإدريس كثير إلى ذكاء المرأة الذي يقدر على تحويل السم إلى ترياق ، ليخلص الى أن لغز المرأة هو هذا الكائن الذي نبحث عنه ونحن لا نعرفه وفي خضم البحث نكتشف أنه يشبهنا ويختلف عنا إنه آخرنا المختلف عنا أنه وتر "
وفي جلسة الشهادات التي يسيرها الشاعر الدكتور عبدالسلام الموساوي، اقترح المنظمون من أصدقاء الكاتب وأساتذته ورفاقه في درب الحرف والحياة، شهادات متنوعة، تفتتحها شهادة الدكتور أحمد شراك المعنونة ب ( لقاءات وفضاءات في الكيمياء والفن)، وشهادة الشاعر د.محمد علي الرباوي (جمال الطيّب)، وشهادة د. سلام إدريسو ( ذلك الكاتب الحكاية : جمال بوطيب كما أتخيله)، ود.عبدالرحيم أبو الصفاء ( أدبية الإنسان وإنسانية الأدب)،ثم شهادة ذة. أمينة المريني ( السفر إلى مدن الوجد الخفية). وبعد الشهادات دخل الحضور في حوار مفتوح مع المحتفى به حيث تفاعل بوطيب مع جميع الأسئلة المطروحة بذاكرة المبدع وبمبدإ الذكاءات المتعددة"
واختتم اليوم الدراسي،بتوقيع كتب الباحث المحتفى به، بالإضافة إلى كتاب ( الكلم والضوء وما إليهما : قراءات وشهادات في منجز جمال بوطيب)، بحضور مؤلفيه : د.عبدالمالك أشهبون، ذ.إدريس كثير، د.أحمد شراك، د.يونس لوليدي، د.سلام إدريسو، ذ.عبدالقاهر الطاهري، د.عبدالسلام الموساوي، د.عبدالرحيم أبو الصفاء، د.محمد حجاوي، د.محمد علي الرباوي، ذة.أمينة المريني وذ.عبدالرزاق المصباحي.
يذكر أن الدكتور جمال بوطيب هو أستاذ جامعي بكلية الآداب ظهر المهراز- فاس، صدرت له 5 مجاميع قصصية وروايتان وديوانان و7 كتب في النقد بالاضافة الى كتب اخرى في المنهجية والانطولوجيا وعدة كتب جماعية وقدم ازيد من 20 كتابا في الابداع والنقد وهو المدير المسؤول ورئيس تحرير لمجلة" مقاربات"(محكمة)تهتم بالبحث العلمي، والمتوج بالـجائزة الأولـى في الـمهرجان الدولي الثامن لأغنية وموسيقى الطفل 2001 .و جائزة مفدي زكريا الـمغاربية للشعر 2003
أعد الورقة عزيز باكوش



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجال استعمال تكنولوجيا المعلوميات في التسيير الاداري يتعزز ف ...
- فاس والكل في فاس 255
- دفاعا عن الصحافة الإلكترونية
- فاس والكل في فاس 254
- برنامج المهرجان الوطني للفيلم التربوي في دورته 11 بأكاديمية ...
- الطبقة العاملة بفاس المغربية تحيي عيدها الأممي
- الاحتفال بالذكرى العاشرة لانطلاق برنامج الصحفيون الشباب من أ ...
- -الاذاعة الجهوية لفاس من خلال الأرشيف الصحفي المكتوب-.
- الأديبة فاطمة الزهراء العلوي في إبداع جديد
- الصحفي المغربي المطرود في حوار صادم
- فاس والكل في فاس 252
- فاس والكل في فاس 251
- أوسع شبكة للصحفيين بالمغرب تجتمع في لقاء تواصلي بالبيضاء
- النساء بالعيون المغربية وسؤال الإنصاف والمساواة على هامش الم ...
- فاس والكل في فاس 250
- فاس والكل في فاس 249
- المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفي باليوم العالمي للغة ا ...
- فاس والكل في فاس 248
- الخميس المقبل موعد إطلاق سراح رشيد نيني
- فاس والكل في فاس 247


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عزيز باكوش - في اليوم الدراسي حول الاعمال النقدية والإبداعية للكاتب والباحث المغربي الدكتور جمال بوطيب