أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - المرأة المتمردة في - وحي ذاكرة الليل - للأديبة العراقية رحاب حسين الصائغ














المزيد.....

المرأة المتمردة في - وحي ذاكرة الليل - للأديبة العراقية رحاب حسين الصائغ


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 20:21
المحور: الادب والفن
    



تجدر الإشارة بداية أن اختيار المرأة للكتابة كطريقة مثلى للتعبير عن عواطفها و انشغالاتها و همومها ، لهو في حد ذاته مؤشر قوي على انفلاتها ، و لو رمزيا ، من سطوة مجتمع ذكوري متخلف محتف بفحولته ، و يسعى بكل ما يملك من قوة لجعل المرأة أسيرة نظرته الدونية ، التي تصر على إحاطة المرأة بسياج من الأحكام المسبقة و الممارسات المشينة ،الظاهرة حينا و المتخفية أحيانا أخرى.
في كتاب الأديبة العراقية رحاب حسين الصائغ "وحي ذاكرة الليل" الصادر حديثا عن جامعة المبدعين المغاربة في المغرب ، نجد هموم المرأة حاضرة بقوة ، و إن اتخذت في كثير من الأحيان طابعا تلميحيا بعيدا عن التصريح و المباشرة ، و ذلك بسبب طبيعة الكتابة التي اختارتها الكاتبة لنفسها ، و التي تستعير من الشعر نسغه ، رغم أنها جاءت على شاكلة النثر في طريقة انكتابها ، لهذا كانت الصورة الشعرية و الرمز حاضرين بقوة على امتداد صفحات الكتاب ..تقول الكاتبة في الصفحة 11
" لا تدع قراصنة الحدود تسرق منك كنوز الحب ، و شيئا من مشاعرك المتقدة .. كن مثلي .. ملك نفسك.. و عش أسرارك العميقة".
إنها دعوة للإنسان ليكون هو نفسه بغض النظر عن جنسه ، بعيدا عن الإستلاب أو الخضوع للقراصنة ، الذين يمكنهم أن يتخذوا صورا و أشكالا متعددة ، إنهم سدنة الأخلاق و الدين و السياسة و الأعراف و التقاليد، هؤلاء الذين يستبد بهم هوس تقديم الوصايا ، و تجدهم يملؤون الدنيا صراخا كلما جاول إنسان التمرد على قيمهم الزائفة ، أو أراد أن يكون هو نفسه دون نفاق أو مين ، و قد يغدو الأمر أكثر حدة حينما يتعلق الأمر بالمرأة ، التي تعاني من قهر مضاعف ، في مجتمع متخلف ، مشدود إلى الخلف ، مكبل بقيود ظاهرة و خفية ، تعلن عن نفسها بصلف و سماجة بين حين و آخر.
و تمضي الكاتبة رحاب حسين الصائغ على هذا المنوال تبث هواجسها النفسية و الوجودية للقارئ ، و تكشف عن كينونتها بلا تردد و لا مواربة ، ثم ما تفتأ أن تعلن عن تمردها قائلة في الصفحة 18
" أتمرد بغنج أنثى لا أخدش رحيق الدقائق المتكالبة على الهروب . أفهم جيدا أنها لا تخدعني بعملها الممل منذ الأزل ، و الليل ما زال أول شغفي".
و كأني بالكاتبة لا ترى خلاصا من كل ما يكبلها و يكبل المرأة عموما في مجتمعاتنا العربية غير التمرد ، الذي لا يتحقق دون تحققيق ثورة ثقافية عميقة ، تساهم فيها المرأة نفسها بالنصيب الأكبر ، دون أن تفرط في أنوثتها ، التي تعتز بها الكاتبة أيما اعتزاز ،و لا تني تذكرها بكثير من البذخ في أكثر من مكان داخل الكتاب ، فهي - أعني الأنوثة - ليست نقصية كما يرغب المجتمع إقناع المرأة بذلك ، بل هي سلاح قوي ، يمكن أن يبوئ المرأة المكانة التي تستحقها ، لأنها تعرف أن المجتمع الذكوري الذي يحتقر أنوثتها جهرا ، فهو في نفس الوقت يقدسها سرا ، و مستعد من أجل الظفر بها تقديم الغالي و النفيس ، إنه مجتمع شيزوفريني يعامني من الازدواجية و انفصام الشخصية.
و لا تقف الكاتبة رحاب حسين الصائغ عند هذا الحد ، بل تتجاوزه بجرأة قل نظيرها ، حينما تهاجم العائلة كذلك باعتبارها حارسا للتقاليد البالية ، خاصة و نحن نعرف أهمية العائلة في المجتمعات المحافظة ، فترميها الكاتبة بسهامها في الصفحة 46 حين تقول
" تفاهات عائلتي لم تحمني من رفاهية الليل ، و شرك خرزاته . هممت أهشم عقودهم ، و لولب لشوائب المتشعب بالعزلة.."
إن المرأة في كتابة رحاب حسين الصائغ لا تخشى المواجهة ، بل تسعى إليها ، مدججة بأنوثتها و ثقافتها و تمردها ، لتقف متحدية أمام الرجل والعائلة و القبيلة و المجتمع ، أي كل من يصر على طمس هويتها ، و يعاملها بنوع من الدونية و ازدواجية في الخطاب و الممارسة ، لتأبيد وضع لم تعد المرأة قادرة على الخضوع له، بنفس الروح المستسلمة التي عانت منها المرأة لزمن طويل.



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغة الإضمار في-تلك الحياة -للقاص المصري شريف عابدين
- نص اتفاقية تعاون وتواصل بين اتحاد كتاب المغرب واتحاد الكتاب ...
- حفل توقيع اتفاقية تعاون وتواصل بين اتحاد كتاب المغرب واتحاد ...
- أدباء الدار البيضاء يحتفون بالدكتور محمد البدوي رئيس اتحاد ك ...
- تكريم منور صمادح
- بسمة البوعبيدي تكشف الجغرافيا السرية للمرأة التونسية
- طريق العودة
- سمفونية الفنون في مهرجان الجريد
- في أحضان توزر مدينة أبي القاسم الشابي
- الطريق إلى توزر..مدينة أبي القاسم الشابي
- تونس..الإنسان والأدب والثورة
- سطوة الزمن في ديوان الشاعر التونسي محمد عمار شعابنية -ثلاثون ...
- استدعاء الشخصية الأدبية في -شوارد- للشاعر التونسي محمد بوحوش
- -طيف اللقاء- للشاعرة التونسية نجاة المازني أو عندما تشبه الش ...
- لغتيري للمغربية : رواية -ابن السماء - معنية ببنية العقل الخر ...
- العوفي و لغتيري يتحدثان لجريدة التجديد عن علاقة الأدب بالسيا ...
- الكتاب الشباب درع الاتحاد الواقي
- اندغام الذات في الطبيعة في -ابتهالات في العشق- للشاعر نورالد ...
- جمالية الحوار في - مطعم اللحم الآدمي - للقاص المغربي الحسن ب ...
- بلاغة الارتياب في -شبه لي- للشاعرالسوري سامي أحمد.


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - المرأة المتمردة في - وحي ذاكرة الليل - للأديبة العراقية رحاب حسين الصائغ