أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيوب بن حكيم - اِبن عربي في خيمة رابعة بن عدي














المزيد.....

اِبن عربي في خيمة رابعة بن عدي


أيوب بن حكيم

الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 18:28
المحور: الادب والفن
    


1
أنا باحث في سوسيولوجيا الجنس، دخلت ماخورا مُعدا للدعارة، استقبلتني الواسطة هاشة باشة فأنا أساوي في نظرها حوالي 20 دولارا...بحثت بعينين خجلتين عن أنثى يمكن أن تحدثني عن تجربتها...فتياتٌ في مقتبل العمر ونساء لسن في مقتبل العمر..لمحت فتاة في الثلاثين..هادئة الطباع تتصفح مجلة ، ناديتها فلم تكترث، استحييتُ بشدة فدمعت عيناي " مالذي جاء بي الى هنا ؟ " هممت بالنكوص، نادتني برخامة صوت مذهلة
ــ سيدي ..اعذرني لم انتبه لك
التفت :
ــ لا بأس
جمال غريب جدا، عينان تشيان أن الفتاة بنت عز، تألمت كثيرا من الداخل فهُرعتُ الى أقرب حمام و استقيأت، أسرعت الي تقول بذكاء وحنو :
ــ سيدي ..يبدو أنك لم تصطدم بالواقع من قبل
آلمني أنها حقل تجارب مفترض لكتاب أؤلفه ـ رديت :
ــ بالفعل، ما اسمك
ردت ضاحكة :
ـ نادني رابعة
ــ أجبت:
ـ ناديني إذن ابنَ عربي
تأبطت ذراعي وخرجنا أمام حملقات وتمتمات مشوبة بحسد من المرتادات....فزبون غرير مثلي كُن أولى به منها في ظنهن.
ذهبنا الى مطعم صغير أحبه مثل نفسي، جلسنا، أكلنا وصدحت اسمهان"ليت للبراق عينا فترى" فقالت لي صديقتي الجديدة:
ــ أوووف اسمهان ذوق فني راق جدا، أحبها لدرجة الوله، الى جانب فيروز .
قبلتها على جبينها وتاوادعنا دون أن ألمسها حتى....
2
التقيتها ثانية في سينما راقية، وفي كل مرة كان إعجابي وولهي بها يتعمق..أضحيت مدمنا عليها، لا يمر علي حين من الدهر إلا وأجدني أهاتفها..حكت لي ماسأتـَها وطلاقـَها وروت لي عن ولديها ما شاء الله لها أن تروي، ووعدتها أن أعطيها 10 دولارات يوميا دون أن ألمسها، لكن في داخلي ثمة ضمير يسأل، كيف أجرح فتاة في ملائكية رابعة ؟
3
دعتني الى منزلها في لقائنا السابع ، طربت لذلك فوافقتُ بسرعة..أحببتها بشدة، مر اليوم وأنا في عملي أنتظر الليل لكي اذهب الى منزل حبيبتي نعم حبيبتي...اشتريت هدايا رمزية لها ولأبنائها...
4
طرقتُ المنزلَ الصغيرَ الأنيقَ، خرجت حبيبتي وقبلتني قبلة خفيفة على خدي واحتضنتني مثل طفل ودَعَتني أن أدخل، فدلفت مسرعًا كي لا أحضنها فيظهر حبي الكامن ..
ذهلت من نظامية المكان، مررت بمكتبة صغيرة..لمحت "الإشارات الإلاهية" للتوحيدي فذُهلت..وبفجاءة خرج طفل صغير وقال لي :
ـ مرحبا بك سيدي
ـ مرحبا بك ، ما اسمك
ـ جرير
ـ وماتلك بيمينك يا جرير ؟
ـ هي رواية "مئة عام من العزلة" اقرأها ولي فيها مآرب أخرى...
جاء الطفل الثاني مبتسما : دون ان تسأل فإسمي همام وهذا الكتاب الذي في يدي la gramatica de espanol
نادتني حبيبتي الغالية وقالت : أيوب دقيقة من فضلك
قفزت اليها دون وعي مني ..استأذنتني قائلة
ـ سأصلي صلاة العشاء فالحبيب الأكبر ينادي
ـ ذاك أولى مني أميرتي
دون أن أفطن رأيتني أدلف غرفتـَها، وطفقتُ أحملقُ في صلاتها...رأيت دموعا على السجادة ما فتئت تزحف إلى أن كونت بحيرة صغيرة..فانسحبت بسرعة وأنا أشهق بكيا...كيف يمكن ان تكون هذه المرأة مومسا ؟ إنها عابدة لم أر مثل تعبدها من قبل...
أكملت صلاتها وتعلقت بي وقالت : هيا الى العشاء...ومثل أميرة من القرون الوسطى انحنت بطريقة مسرحية أن اِدلف الى غرفة الأكل...دخلت..مائدة صغيرة منظمة، شموع جميلة تزخرف المكان وتمنحه ما يجب أن يكون عليه..أثاث "يذكرني" بأثاث العصر الباروكي.. أكلٌ سمكي جميل..دعت حبيبتي أبناءها للنوم فامتثلوا لها طواعية لا كرها..قبلت كل واحد على جبينه قبلة طويلة..ثم اختفت في غرفة قريبة...
5
بعد ثوان دلفت حبيبتي الغرفة، مثل ملكةٍ بربرية جميلة قعصت شعرها ولبست ثوبَ سهرةٍ أسودَ أنيقا يظهر جسدَها المرمريَ المثيرَ..جلست بتأن..شرعنا في الأكل على أنغام خامسة بيتهوفن..دردشنا في كل المواضيع "اصول الدين، الفلسفة،الجنس نفسه" فألفيتها موسوعية المعرفة منهجية التناول...
فجأة نهضت وغيرت الأسطوانة...بدأت موسيقى شرقية في الانبعاث..رقصت حبيبتي على هدي الموسيقى الطربية، حملقت بجنون في جسدها الثعباني...جرتني من ربطة عنقي السوداء و تأبطتني جميعي..وتنهدت :
ـ أريد أكلك..
قبلتها بهدوء على خدها، لثمت شفتيها، أطبقت عينيها وأطبقت عيني، ومرت لحظة التفكيرفي المشاغل الى لحظة التركيز على التقبيل، التهمتني وطفقت تتنهد..عضتني مثل نمرة وتخلت عن لباقتها الى حين، قبلت صدري وكل جسدي، قبلتًَ صدرها وأنا تائه في ملكوت جسدها ...حتى أزفت الآزفة المنتظرة أضحينا جسد واحدا...هي أنا وأنا هي...شهقت، تأوهت، تغنجت وتنهدت...حتى إذا وصلنا لرعشتنا الكبرى صرخت وهي تعض وتحشر أظافرها ..وتقول : أحبك حبك
6
ودعتها آملا أن نلتقي...
7
مر أسبوع وأنا ابحث عنها، منزلها رحلت عنه، هاتفها لا يعمل، مكان "عملها" لا ترتاده..
8
بعد شهر من العذاب وصلتني رسالة قصيرة على هاتفي :
ـ آسفة حبيبي، أنا متزوجة، وباحثة في سوسيولوجيا الجنس، وأنتَ كنتَ اختبارا لمشروع أعمل عليه.....
9
لم أغضب، فذاك كان مشروعي...استغلالُ الانسان



#أيوب_بن_حكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العابد العاهر في جبة الجنون و العشق [ الحلقة 1 -صفة أهل الجن ...
- الحكومة الملتحية في المغرب و التنكيل بالآخر/الأنا ، إشكال ال ...
- [ مِيثولوجيَا العقل و فوضاه ]
- [ علاقة الرقمين المقدسين 4 و 7 بالتصنيف في النقد العربي القد ...
- اِنخلاق المحبةِ من اِنوجاد الإنسان المسؤول
- تفكيكُ الخطابِ المُقدماتي في نصُوص التراثِ ، أو -انتهازُ الك ...
- من قال إن الإنسانَ غيرُُ كامل ؟
- [ معاقرة التراث .,شطحاتُ الخَيال ]
- [ لماذا الرجزُ ليسَ شعرًا ؟ ] بكل اِختصار تعميمًا للفائدة ..
- إيناع الإلحاد من فرط التدين أو -اِكتفاء الدعاة الجدد بتجهيل ...
- مفهوم الوليمة في ثقافتنا الكريمة
- نظرية الانزياح عند جان كوهن - الوصف التفسيري لإشكالية اِنفرا ...
- كلنَا آلهة ٌ......دَعُونَا نَعيش
- [ تفكيك العقلانية الدينية ] .
- [ غشاء البكارة بين التقديس الحالم و التدنيس الهادم ]
- [ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ : تفكيكُ مَلفوظاتِ المُقدمة ] .
- مكائد التسمية : من اللواط إلى الشذوذ إلى المثلية [ 1 تفكيكا ...


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيوب بن حكيم - اِبن عربي في خيمة رابعة بن عدي