أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - في شروط استمرار المقاومة الشعبية















المزيد.....

في شروط استمرار المقاومة الشعبية


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 10:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


دلت تجربة يوم الأرض في 30/3 وبالاستناد إلى الحشود الجماهيرية الواسعة وأعمال المصادمات على الحدود سواءً امام حاجز قلنديا بالضفة أو بيت حانون في غزة أو المظاهرات التي انتشرت في مدن مناطق 48 ، وكذلك التجمعات الشعبية الواسعة على الحدود الأردنية واللبنانية ، ان هناك استعداداً وجاهزية جماهيرية كبيرة لتصعيد المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال .
لقد اعاد المشهد الرائع في يوم الأرض الوحدة النضالية التي شملت ارجاء الوطن الفلسطيني وبالشتات وكذلك المظاهرات والاعتصامات التي نظمتها القوى الفلسطينية بالتحالف مع قوى التضامن الشعبي في بلدان أوروربا امام السفارات الاسرائيلية ، وقد عكس ذلك إرادة شعبية ووطنية فلسطينية مستعدة لمواصلة الكفاح في مواجهة الاحتلال ومن اجل نيل شعبنا لحقه بالحرية والاستقلال .
لم تسعف مفاوضات استمرت عشرين عاماً من استعادة الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا واستغلتها حكومات الاحتلال المتعاقبة كغطاء لتعزيز الاستيطان وبعد ذلك بناء جدار الفصل العنصري وترسيخ سياسة المعازل والبانتوستانات والحصار والعزل بدلاً من ان تشكل السلطة الرافعة والآلية باتجاه تحقيق الدولة ذات السيادة .
اصبح من الوهم الرهان على مفاوضات ورعاية الرباعية لها والحاجة أضحت ملحة لتعديل توازنات القوى المختلة لصالح اسرائيل باجبارها ان تدفع ثمن احتلالها ، هذا الاحتلال الذي وصفه اكثر من مسؤول فلسطيني بأنه مريح وخمس نجوم ، حيث يحقق المكاسب على حساب شعبنا ولا يقوم بدفع استحقاقات احتلاله عبر تنكره لوثيقة جنيف الرابعة وخرقه المنهجي والمستمر للقانون الدولي الانساني ولمبادئ حقوق الانسان بل تعدي ذلك للممارسة اشكال من جرائم الحرب أوضحتها العديد من التقارير الحقوقية الدولية ومنها تقرير غولدستون.
إن فشل مسار المفاوضات والصعوبات التي تواجه مسار المقاومة المسلحة دفعت صناع القرار السياسي الفلسطيني وخاصة كل من الرئيس عباس والسيد خالد مشعل لتبنى خيار المقاومة الشعبية وذلك عند التوقيع على ورقة المصالحة بالقاهرة في 4/5/2011 والذي اجمعت عليه كافة القوى والفاعليات السياسية علماً بأن كافة اشكال النضال هي مشروعة وفق القانون الدولي ومبدأ حق الشعوب في تقرير المصير الثابت بالاعلان العالمي لحقوق الانسان بما في ذلك المقاومة المسلحة ، ولكن عبر استخلاص التجربة من الهام تبنى خيار المقاومة والكفاح الانسب القادر على تحقيق اختراقات واهداف في مرمى العدو ، وهو بهذه الحالة الكفاح الشعبي .
لقد برز الاحتلال في يوم الارض عارياً امام الاعلام العالمي وهو يواجه بأسلحته ورصاصه الحية وقنابله المسيلة للدموع وغيرها من الوسائل القمعية المسيرات والمظاهرات السلمية التي تطالب بحق شعبنا بالوصول للقدس وفي مواجهة تهويدها وترفض نهب الأرض والمياه عبر الاستيطان السرطاني الزاحف بالأرض الفلسطينية وتقاوم سياسة المعازل والكنتونات وترفض حصار قطاع غزة .,
انها لحظة الربيع الفلسطيني ليس تأثراً فقط بالحراك الشعبي العربي بل امتداداً ايضاً لمسيرة الكفاح الفلسطيني ، فقد اعاد مشهد يوم الارض سنوات الانتفاضة الشعبية الكبرى خاصة في ايامها الأولى ، حيث انتفض الطفل والشاب والمرأة والشيخ في سياق واحدة وموحد في مواجهة الاحتلال العسكري والاسيتطاني ، ومن اجل الحرية والكرامة وتقرير المصير والعودة ، إلا أن الأسراع باستثمارها عبر تأسيس السلطة ادى إلى القفز عن اهدافها مما أدخل الشعب الفلسطيني في مرحلة جديدة كان يفترض ان يتم من خلالها تاسيس السلطة الوطنية على طريق الدولة إلا أن الاحتلال ومعه الادارة الاأمريكية قد عملوا على تأبيد السلطة لتصبح هي سلطة الحكم الإداري الذاتي منقوص السيادة في سياق الفهم الاسرائيلي لها بوصفها خدماتية وأداة للتنسيق الأمني ليس إلا وبأحسن الاحوال ممكن ان يمن عليها قادة الاحتلال بما يسمى بالسلام الاقتصادي المزعوم كبديل للسيادة الحقيقية التي تفترض السيطرة على الحدود والمعابر والموارد وتترجم وفق القانون الدولي على كافة الأراضي المحتلة عام 67 وبدون مستوطنات وبما يضمن حق عودة اللاجئين وفق القرار 194.
لقد كان يوم الأرض بروفة حقيقية للمقاومة الشعبية يمكن البناء عليها وتطويرها ولكن هذا يشترط انهاء حالة الانقسام والصراع غير المبرر على سلطة موهومة السيادة ، فلقد اثبتت التجربة ان السلطة ليست إلا فخاً اسرائيلياً يهدف إلى تعزيز الاحتقان والاقتتال الداخلي من خلال الصراع على السيطرة عليها وتحقق المكتسبات الفردية والفئوية بما يساهم في الابتعاد عن الاهتمام بالقضية الوطنية وبمواصلة مسيرة النضال من اجل مقاومة الاحتلال .
إن تصعيد المقاومة الشعبية بعملية منهجية متواصلة يفترض اعادة تعريف السلطة بما أنها أداة خدماتية لتعزيز صمود ابناء شعبنا فقط وعبر العمل على استعادة بناء الحركة الوطنية من خلال اعادة بناء واصلاح وتطوير م.ت.ف على اسس تضمن مشاركة الجميع في بنيتها لتتحول إلى قيادة وطنية موحدة تخوض النضال السياسي والدبلوماسي والمقاوم في مواجهة الاحتلال الأمر الذي يستلزم مغادرة مربع التراشق الاعلامي الذي اعاده من جديد مشهد ايام الانقسام الأولى ، والدفع باتجاه اتمام عملية المصالحة لاتفاق القاهرة واعلان الدوحة عبر اعادة وحدة المؤسسة الفلسطينية كشرط هام في مواجهة سياسة التجزئة والتقسيم الممارسة من الاحتلال ، والذي يهدف إلى زج قطاع غزة بالملعب المصري وتنفيذ مشروع التقاسم الوظيفي بالضفة الغربية بما يقوض وحدة الأرض والشعب ويشتت من مقومات الهوية الوطنية الواحدة للشعب الفلسطيني .
لقد سبقت الجماهير قياداتها عبر استعدادها للتصادم والمقاومة الشعبية وقد آن الأوان ان تستجيب القيادات لنبض الشارع ولضرورات النضال الوطني من اجل ان يدفع الاحتلال كلفة احتلاله ، حيث ان التضامن الشعبي سيتعاظم مع شعبنا إذا ما توجه حول خيار الكفاح الشعبي كما ستتعزز فرص عزل ومقاطعة اسرائيل بوصفها دولة احتلال وتمييز عنصري تتجاوز وبصورة منهجية القانون الدولي وتعتدي على الشرعة الدولية لحقوق الانسان .
لقد بات ملحاً زيادة وتيرة المطالب الشعبية الرامية لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية كمدخل اساسي من اجل استكمال طريق الكفاح وفي المقدمة منه تصعيد درجات المقاومة الشعبية ، في مواجهة الاحتلال ، فبدون هذه الشروط لا يمكن استثمار الكفاح الشعبي والمراكمة عليه منهجياً على طريق الحرية والاستقلال .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات وسيلة بناء ومقاومة
- خضر عدنان انتصار الكرامة على القهر
- السياسة الاقتصادية الفلسطينية
- في زيارة بان كيمون
- الربيع العربي بين تشاؤم اليسار وتفاؤل اللحظة
- المصالحة بين الاجراءات والقرارات
- ماذا بعد ايلول ؟؟
- الربيع العربي واستحقاق التيار الديمقراطي
- عن ايلول والدور الوظيفي للتمويل الخارجي
- المجتمع المدني بين التمكين والتحجيم
- احترام الكرامة والحرية مقياس مصداقية المصالحة الوطنية
- الماركسية وقضيتي الديمقراطية والحرية
- التضامن الشعبي الدولي دروس وعبر
- تأخر المصالحة والعامل الذاتي
- الثورات العربية والمجتمع المدني الفلسطيني
- الحرية والتحرر صنوان لا ينفصلان
- حول مخاطر وابعاد مقالة غولدستون
- المطار والميناء في بحر غزة خدعة اسرائيلية جديدة
- الشباب الفلسطيني بالاتجاه الصحيح
- مفهوم واهمية المواطنة بالأوضاع العربية الراهنة


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - في شروط استمرار المقاومة الشعبية