أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سالم روضان الموسوي - الأزياء والحلاقة والأحزاب السياسية














المزيد.....

الأزياء والحلاقة والأحزاب السياسية


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 12:56
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


الأزياء والحلاقة والأحزاب السياسية
لابد لمن تجاوز الخمسين من عمره قد عاصر عدد من التقليعات والصرخات في عالم الأزياء ولاحظ كيف تقلبت بين الثوب الفضفاض والشورت القصير والسروال الخيطي والجلباب المتين ، كما عاصر تقليعات الشعر وتسريحاته الني تتغير بوتيرة أسرع من الأزياء، إلا أنها توأمها الذي لا يبتعد عنها كثيرا ، حينما كان إباؤنا (نحن تولد الخمسينيات) يحلقون شعرهم (نمرة صفر) وكنا نحن نطيل الشعر حد المتون ونطلق الشعر في القسم الأعلى من الذقن (الزلف) ، وكانوا يلبسون السروال ضيق الحجل (الكلاسيكي) والسترة (الجاكيت ) ذات الياقة القصيرة والحذاء ذو الوجه العريض المصنوع من الجلد ذو الصوت المميز عند المسير حتى تغنت به أحداهن ( يعجبني رجال من يمشي اسمع صريج احذاه ) والنظارة الدائرية الشكل والشارب الضعيف (درب النمل) ولأننا نمثل جيلا في حينه يتمرد على واقع رجعي يسعى لتغيير كل شيء ولان أدواتنا لم تمكنا إلا من تغيير ملبسنا وهيئتنا فقلدنا الغرب ولبسنا ملابس بصرعات لها مسميات منها بنطلون الجارلس، لان من لبسه لأول وهلة فنان أمريكي يدعى (جارلس) وأطلقنا العنان لحجل البنطلون حتى إن عرضه قارب الستين سنتمتر وياقات الستر تماثل أرصفة الشوارع بعرضها وأربطة العنق تتناسب معها طرديا وكأن الشاب صورة فوتغرافية للخط السريع و مقترباته والحذاء (أبو البوز) كأنه حذاء الطنبوري ، ثم تبدل الحال من السترة بثلاث (دكم) إلى اثنتين وأخيرا واحدة ومن الفتحتين إلى فتحة واحدة وبعدها دون فتحه وبين السراويين الى سرة واحد، وهكذا تتوالى الصرعات والصيحات في الأزياء والحلاقة ، إلا أن الملاحظ عليها إنها تكرر نفسها من جيل إلى آخر وتمثل تيار متناوب بين ما يمثل الحداثة فيهم يوما فيكون قديما بعد حين ويضحى القديم حديثا بعد ذلك مع بعض الإضافات البسيطة ، وهذه الظاهرة الاجتماعية لفتت انتباهي إلى ما يحدث في عالم السياسة اليوم ففي البلدان المتقدمة ديمقراطيا لعبة الكراسي بين طرفين لا ثالث لهم محافظ وعمالي في بريطانيا ، جمهوري وديمقراطي في أميركا يميني ومسيحي واشتراكي في المانيا وفرنسا ، أما في بلدان العالم الثالث والبلدان العربية فلا تبادل للكراسي وإنما تأبيد الحاكم في الجلوس على الكرسي فانه يأتي بقوة السلاح باسم الثورة من اجل الشعب ويقضي على من سبقه الذي ينعته بالرجعية ، وفي الوقت الراهن وبعد الربيع العربي كما يطلق عليه لاحظنا ظهور قوى كانت موجودة قبل عشرات السنين في الساحة السياسية إلا أنها انقرضت بسبب ظهور تيارات وموجات حزبية (وليس فكرية) ادعت تقدميتها ورجعية الأخرى ، وهذه الأحزاب التي ظهرت اليوم تحاول أن تنمق مظهرها ليواكب العصر الحديث فتدعي نصرة المرأة وهي من خذلها والدفاع عن حقوق الإنسان وهي من طمسها واعتدى عليها ، وهذا الحال هو ما ذكرني بموضوع الأزياء وتقليعات الحلاقة ، لأنهم سيطلقون على من يمثل فكرا كان يتسم بالتقدمية بأنه من (الايمو) ويعاقب بالبلوك السياسي ، واللافت للنظر إني حينما تأملت في الحالة أعلاه لم يرد في خاطري أن أقارنها بالمدارس الفكرية أو المذاهب المسرحية والفنية لربما لان هذه المدارس والمذاهب تتسم الثبات والرسوخ وإنها ساهمت بشكل مؤثر في تكوين الإنسانية ، بينما الأحزاب الملمع عنها لم أرى فيها إلا إنها تماثل الأزياء والحلاقة في تقلبها وتبدلها ، وسنرى ظهور حزب الجارلس بعد ان يستهلك حزب أبو الحجل وهكذا دواليك دون منتهى، حتى ننتبه إلى واقعنا المزري ونلتفت إلى معالجة أوضاعه بالاتجاه الإنساني عبر التنمية الفكرية .
سالم روضان الموسوي



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخصومة والقرينة القضائية في تطبيقات القضاء العراقي (تعليق ع ...
- سيادة الأمة والسلطة الحاكمة
- التنمية القضائية
- التحريض الصوري للموظف العمومي ومسؤوليته تجاه المواطن في تطبي ...
- هل يضبط القانون سلوك الإنسان ؟
- الإخبار عن الجريمة في ظل تعدد الأجهزة الرقابية
- كيف نثبت استقلال القضاء
- الدعم السياسي لاستقلال القضاء
- السكينة العامة حقُ لم يحترم
- الدور الرقابي لمجلس النواب و العلاقة مع السلطة القضائية
- دور القضاء العراقي في تعزيز السلم والأمن الاجتماعي
- صمت العالم حكمة وزعيق الجاهل حماقة
- حقوق المرأة في تطبيقات القضاء العراقي
- لماذا لا يقترح الشعبُ القوانينَ ؟
- القضاء العراقي يمنع السلطة التنفيذية من حجز الاشخاص
- الفصل بين السلطات .... والهيئات المستقلة
- حق الزوجة في طلب التفريق بسبب العنف الاسري
- مدى صلاحية المحكمة الاتحادية العليا في تفسير النصوص الدستوري ...
- كيفية وصول العدالة الى المواطن باقل كلفة واسرع وقت؟
- رجل الاعلام وحق النقد ( النقد المباح) في التشريع العراقي


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سالم روضان الموسوي - الأزياء والحلاقة والأحزاب السياسية