أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - طالب الشطري - فارس...القادسية العالمية الثالثة















المزيد.....

فارس...القادسية العالمية الثالثة


طالب الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 09:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ايقظ فيلم (الفك المفترس) شهوة القتل في نفوس البشر ضد الحيوانات ، تبدل لون مياه الشواطئ من الازرق الى الاحمر ، بدافع الحقد والرغبة في الانتقام ابحر البعض في عمق البحار لقتل اكبر عدد ممكن من اسماك القرش، اصبح هذا الحيوان المطارد بلا رحمة على حافة الانقراض ، تدخل العلم وبذلت الارواح والاموال لتصحيح نظرة البشر الى القرش باعتباره سمكة لاتختلف عن غيرها ضمن سلسلة الافتراس التي تشمل البشر كونه اكبر المفترسين .
رسم فيلم (الرسالة ) صورة نمطية في ذهن الناس حول الديانة الاسلامية مثلما رسم فيلم (الام المسيح ) صورة نمطية في ذهن الناس حول الديانة المسيحية وبالطبع هناك فيلم (موسى) الذي رسم صورة نمطية في ذهن الناس حول الديانة اليهودية.
اعتقد ان البشر ارتكبوا اعظم حماقاتهم عندما افلموا الديانات، لقد تم القضاء على اهم جوانب الديانات وهو الخيال.
ان الذ لذات البشر هو الغموض الذي يحيط بماهية الله سبحان وتعالى والاسئلة التي تطرح حول الرسل والانبياء وجوهر وطبيعة الاديان فمتى ما رسمت صورة واحدة ثابتة لها تعرض خيالنا الى التجميد.
افلام كثيرة رسمت صورا نمطية كثيرة.
كون فيلم (القادسية) صورة نمطية باذهان الناس العرب منهم خاصة عن الامة الفارسية ، بث طاقة حقد متجددة بدون نواة، فعندما تبحث عن سبب محدد لرسالة الكراهية التي يحملها هذا الفيلم لاتتعثر قدماك بصخرة تدمي اصابعها.
انا احب بلاد فارس، في الجامعة كدت اتسبب بمشكلة لنفسي عندما ابديت رغبتي بدراسة اللغتين الفارسية والعبرية الى جانب تخصصي.
اكتشفت وقتها ان المنطق في الشرق عملة لم تسك بعد، تصور يدرسون لغتين وعندما تريد تعلمهما يتم التحقيق معك.
سئلت ذاتي مطولا، لماذا يكره العرب بلاد فارس؟
(بلاد الشاهنامة، فردوسي وحافظ وسعدي ومروي والخيام ، اصفهان، اصفهان نصف جهان اكر تبريز نبود، خيابان ولي عصر وميدان ونك وتجريش وسيد خندان، اسطورة السيمرغ وجوان مرد قصاب وتختي وجهل اختران، الكوبيدة والجلو كباب والجلو مرغ، الزرشك والزعفران، الامام الرضا وفاطمة بنت موسى بن جعفر وشاه عبد العظيم الحسني وعلي بن مهزيار، نبي دانيال، خبز السنكك والبربري واللواشك، الانار والخرمالو والخربوز والخاويار، تخت جمشيد وعلي قابو، المسجد والاتش كدة والكليسة والكنيس، الفيروز والخرما والزير زمين، بلاد الزورخانة والداروخانة والبيمارستان، الوجنات المرتفعة والانف الاقنى والوجه الصبوح، بلاد الاتكيت، الخانم والاغا والخواهر والبرادر، الساهون والسبزي والفسنجون، الشعر والشطرنج والرياضة والرسم والموسيقى والغناء والمسرح والسينما، بارك ملت وبارك لالة زار وبارك ونك، وردة ال لاله وعيد النوروز، البازار، الحضارة بمجموعها.)
الميديا رسمت صورة نمطية في اذهان البشر حول بلاد فارس وهذه الصورة اخذت طريقها للقرار السياسي وبما لايمكن مقاومته او التاثير عليه وربما حتى ليس مناقشته وبفعل عدم التخصص الذي يحكم عمل الاعلام ساهمت تلك البلاد بطريقة ما في تعزيز الصورة النمطية حول نفسها، شكل الصورة تغير صحيح الا ان معانيها ثابتة ، ففي البداية كانت فارس التي تريد ان تحتل العالم ثم فارس التي تريد ان تصدر ثورتها الى جيرانها ثم فارس التي تريد ان تصدر ذاتها المذهبية ثم فارس التي تدعم الارهاب وفارس التي تعادي السامية وصولا الى فارس النووية.
المشكلة المعقدة التي تواجه الامم والنظم السياسية هي اليات النظر الى الذات، كيف تنظر الى نفسك وكيف ينظر اليك الاخرون ، ماهي صورتك الكلية في العالم الخارجي.
هذه مشكلة تسببت بانهيار امم وسقوط انظمة ولازالت من غير حل عند غالبية الشعوب.
تعتبر فارس هي اخر الحضارات القديمة المتواصلة مع ذاتها عبر التاريخ اضافة للحضارة الهندية ، اذ حطمت شهوة الذهب لدى الاسبان حضارة الازتيك ، وحلم الذهب والاراضي الجديدة دمر حضارة الهنود الحمر ، والرق والاستعباد والحاجة الى المعادن والموز والكاكاو والقهوة محى الحضارات الافريقية ، حب السيطرة دك اسس الحضارة اليابانية، الفكر الاجنبي والمال صدع الحضارة الصينية، الراسمالية اضاعت روح الحضارة الالمانية.
فهل يتسبب الغاز والنفط في قتل الحضارة الفارسية؟

تعرضت الحضارة الفارسية سنة 636 الى هجوم جيرانها العرب تحت شعار الاسلام وعندما سقطت ظلت المنطقة في حالة فوضى لاكثر من مئة عام حتى تدخل الفرس انفسهم لتاسيس دولة العرب العباسيين التي نهضت على اكتاف ابو مسلم الخراساني (قتل بحراب الناس الذين اسس لهم دولة) فالعرب يجيدون هدم الدول لكن لايحسنون بناءها وهم في حالة عداء مع نظام الدولة بسبب طبيعتهم الحرة.
كان الفرس مهيؤن نفسيا وحضاريا لقبول الدين الاسلامي ومن يدرس تاريخ معركة القادسية يلحظ كثرة الرسل التي كان يطلبها الفرس للاستفهام من جيرانهم العرب الذين يحتشدون على حدودهم ويهاجمونها
ويجمع كتاب قصة القادسية على ان رسل العرب كانوا اشخاصا سيئي الخلق وعنيفين فاحدهم عبث بالمكان واخر دخل بفرسه وثالث رفض نزع سلاحه وعندما طالبوه بذلك قال انكم ارسلتم بطلبي ولست انا من جئت اليكم فان شئت عدت من حيث اتيت ولايعرف بين هؤلاء الرسل صاحب منزلة دينية وقد انحصرت عروضهم بين اسلام فارس او وضع السيف في رقابها ويبرر العرب هذا الفعل بانه استراتيجية عسكرية ناجحة لاظهار صلابتهم وبث الذعر في نفوس عدوهم وبقدر ماتكذب مصادر العرب حول الطرف الذي بدا المعركة فانها تتضمن قصصا عن تثاقل القائد الفارسي رستم وتقديمه رجلا وتاخيره اخرى لانه غير راغب بخوض المعركة.
زبدة التاريخ ان العرب كانوا مصممين على مهاجمة فارس.
الاشارات التاريخية التي يحاول البعض اطفائها هي ان معركة القادسية اعتمدت على المرتدين الذين هربوا من معركة الجسر التي خسرها العرب ثم القاهم المركز في هذه المعركة والتي سبقتها.

عسكريا فان معركة القادسية هي تحصيل حاصل لما سبقها من هجمات على خاصرة الدولة الفارسية وخاصة معركة البويب وهي مجزرة تخلو من روح الفروسية والشهامة قام خلالها القائد العربي بقطع طرق الانسحاب على الجيش الفارسي لتتم ابادته بالكامل ثم عاد هذا القائد ليعترف بانه ارتكب خطئا اخلاقيا.

اعتقد ان فارس كانت منقسمة على نفسها ازاء الموقف من ظهور الدين الاسلامي وقصة هذا الدين لاتختلف كثيرا عن تعاليم دياناتها بما في ذلك الصراع بين الخير والشر والجنة والنار وقصة الاسراء والمعراج ولاننسى هنا ان مشركي مكة ارادوا سرد التراث الفارسي كي يكون مقابلا للدين الجديد الذي طرق ابواب حياتهم.
القادسية الاولى مزقت حضارة عمرها الاف السنين وبدل الاقناع تم فرض الدين عليها براس الرمح ومع كل خسائرها استطاعت الحضارة الفارسية ان تضع الدين الاسلامي على طريق العرفان والتامل وتحاول تخليصه من ازدواجية الاكراه واللااكراه وحملت العوائل الفارسية على صدرها وظهرها واكتافها لبنات بناء الدولة العربية الاسلامية لكن نكبات الفرس على يد العرب تلاحقت وافرد لها التاريخ بابا تحت اسم النكبة وانكر النكبات هي نكبة البرامكة التي يصعب علينا فهمها وفقا للطرق الاكاديمية في البحث ولايبقى غير حلقات الرقص التحريضي التي يمارسها العرب دون ركائز موضوعية.
لملمت فارس جراحها وعادت الى التنوع الحضاري فاصبحت وعاء للاجناس والقوميات والاديان والمذاهب والثقافات وتمايزت عن جيرانها العرب بغناها وتنوعها وتعددها وانفتاحها وقوتها الذاتية مقابل تصحر شبه مطلق حتى دهمتها قادسية العرب الثانية.
كان الفرس اصحاب اقوى مملكة في الشرق واكثر شعوب المنطقة تعليما وقد ادى ضغط الجامعات الى الدفع قدما بثورة الطلاب لكننا استفقنا ذات صباح لنسمع حكايات وقصص القادسية الثانية وكيف ان الشباب يحملون في رقابهم مفتاح الجنة ويقولون لمن ياسرهم اه...كيف تسنى لك رؤيتنا؟
قصة الدعاية الحربية حول مفتاح الجنة لم تكن سوى حقيقة اسمها كتاب مفاتيح الجنان وهو كتاب صلوات وادعية واذكار دينية معتبرة ولم يكن يعلق في الرقاب انما تفرشه الناس للقراءة مثل اي كتاب اخر.

كانت هناك سلسلة اكاذيب شكلت صورة فارس في اذهاننا، وكان سؤالي دائما هو
لماذا يكذب العرب على جيرانهم الفرس؟
القادسية الثانية اضرت بروح فارس بمستوى تدمير عمرانها وانكفات هذه الامة على بناء ذاتها لكنها كانت امام مفاجأة لاتتكرر كثيرا في التاريخ فالطائرات التي كانت تقصف مدنها جاءت فارة مذعورة تطلب الحماية والعرب الذين توحدوا على قتالها تسابقوا لطلب الصفح منها وعلى مدى سنوات قليلة تخلصت من الضغط عليها وماكادت تجذب انفاسها حتى وجدت نفسها امام قادسية ثالثة فرسانها العرب والعالم.

قادسية عالمية هذه المرة اقفلت النظام البنكي بوجه فارس وحاصرت سلعتها الاستراتيجية ووضعت اقتصادها تحت الحصار ومفردات الدولة تحت العقوبات وشحنت نفوس سكان الارض ضدها وعبئت ضدها الجيوش وحركت عليها مايرى وما لايرى وطوقت رغيف خبزها وجعلتها تموج في بعضها اقواما واديانا ومذاهبا وتوجهات سياسية انتظارا للحظة غير محددة وغير منتظرة في الحرب المفتوحة لتمزيق اخر الحضارات على هذا الكوكب الذي تحكمه حضارة الماكدونالدز والكوكا كولا والمكي كولا.
يفترض ان تعمد الامم المتحدة الى اعلان فارس محمية من التراث العالمي بدل ان توضع تحت التهديد بقصفها.
ان فارس بفقهها المعتدل ونزوعها نحو العرفان والتصوف وبعدها عن العنف اذا ما تم تخريب حضارتها فان هذا يعني مكافاة التطرف والارهاب العربي الذي يضرب العالم وكان اخر ضحاياه فرنسا.
ان فارس نصف سفينة الاسلام وكل سفينة الحضارة ولا ادري الى اي مدى يمكن ان تكون الدول الحاكمة في العالم على استعداد لجعل كوكب الارض خاليا من اي حضارة؟
نحن على جهل تام بالمسالة النووية وقضية الصراع السياسي مع ذلك يمكن التذكير بالثقة التي يتمتع بها الفقه الشيعي عندما يحرم السلاح النووي كما ان طبيعة الحضارة الفارسية غير هجومية وقليلا ماخرجت عن حدودها في مهمة استعمارية.

ترى، من يضع الهرواة في هذا العالم؟
تقول طرفة من زمن القادسية الثانية ان الرئيس دخل على جندي في خندق فوجد الى يمينه سيفا والى يساره بندقية وبين يديه هراوة فساله
ماهذا السيف ؟
فقال الجندي
انه سلاح القادسية الاولى سيدي
والبندقية؟
سلاح القادسية الثانية سيدي
والهراوة؟
سيدي...هذه اضعها في الذي يقوم بالثالثة.



#طالب_الشطري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرس والعرب...الجميل والنكران
- قطر...المشروع الاخرس (يتكلم)
- نهاية الشرق
- المحذوف جينيا
- الكتابة على الروث...في النظرية الامنية
- الثابت الطبقي...حتمية تجدد ظهور الدولة الدينية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - طالب الشطري - فارس...القادسية العالمية الثالثة