أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - الازدواجية الوجدانية في سيكولوجية الشاعر- 1-2-














المزيد.....

الازدواجية الوجدانية في سيكولوجية الشاعر- 1-2-


جنبلاط الغرابي

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 23:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



يتضمن هذا البحث محاولة تسعى للتركيز على اهمية تناول الجانب الشعوري وتحديدا في وضعه المزدوج.كما ان مجيء هذه المحاولة يرتبط بالمبالغة في تحليل وطرح التنبؤات السيكولوجية اعتمادا على الجانب اللاشعوري في الاعم.لذا اعتقد ان تسليط الضوء بما يكفي لأجل فهم النشاطات والسياقات الشعورية سوف يقوم بتوسيع المساحة التي يمارس فيها التحليل النفسي ابحاثه.اما من ناحية علاقة الشاعر بالازدواجية الوجدانية فهي قائمة على استخدام الشاعر للكلمة والعبارة بطريقة قياسية تؤدي دور الواسطة في تحويل الخيالي الى الواقعي,ومن ثم تجعل من قدرتها هذه ذريعة سيكولوجية تُقدم الى الشاعر لإعاقة وتعطيل الجزء المسؤول عن ادراك الواقع بصورته المادية والمباشرة.وهذه الاخيرة حسب اعتقادنا جعلت من الشاعر ارض خصبة لإحتواء الازدواجية,علاوة على هذه التوضيح نشير بأننا لا نقصد بالازدواجية في هذا البحث ذلك الاصطلاح الذي يُستخدم لوصف الشخصية الملتوية او المقنعة,وكذلك ليس ما نرمي اليه يتفق مع الثنائية الوجدانية في مذهب كارل يونج أو فرويد,بل ان الازدواجية هنا تمثل المسلك الشعوري المزدوج في الذهن الواحد والمتولد عبر سلسلة من الايحاءات الوهمية المكتسبة عبر اللغة.



الازدواجية الوجدانية.


يعتمد المكون الخيالي لدى الشاعر على اللغة عند تشكيل الخطاب النفسي والذي يتضمن بحسب الظاهر مجموعة من الاحاسيس والميول.والملاحظة الاولى التي يتوجب التوقف عندها تتمثل في مهمة الشاعر اثناء قيامه باستنطاق المكون الخيالي,حيث انها لا تخرج عن دائرة استجماع ما ينطوي عليه المكون من اعتبارات وانشطة من ثم القيام بصياغتها على نحو الدلالة والصورة المعبرة.والسبب في ذلك,ان الشاعر لا ينشغل بقضية استكشاف ما وراء الخيالات من دوافع او كيفية احداثها بقدر ما ينشغل بتكوين صورة لتقديمها للخارج,علما ان هذا التكوين نعتبره التحريض السيكولوجي الاول لبناء الازدواجية الوجدانية.حيث ان انبثاق الصورة الخيالية المصطنعة والمستمدة نفسها من الواقع المادي يرسم طريق انفصال محوري بين رؤية ذاتية تدرك الواقع بصورة طبيعية,ورؤية ذاتية اخرى تحاول ان تغير الواقع بالتمرد عليه وتحطيم قوانينه.ومن المؤكد هنا ان الرؤية الذاتية التي تدرك الواقع بصورته الطبيعية –وهي اساس الفكر او الادراك الطبيعي للشاعر- تبدأ ومن خلال سلطة الشاعر بالتستر على الرؤية المنشقة الاخرى والتأثر بانعكاسات مضامينها ونتائجها المترتبة,لأجل الاتحاد بها وتكوين رؤية شمولية جديدة عن الواقع مفعمة بالخيالات المصطنعة (مسالك الهروب).ففي الرؤية الجديدة يبدأ الواقع بالتجلي بنمط مختلف,انه واقع لا يضطر فيه الشاعر ان يبتعد او يقترب او يواجه صعوبات وصدامات,كونه قد اصبح مالكا للوجود كله,وبعبارة اخرى,الإله الذي يقدر على فعل اي شيء.ومع ذلك فان هذه الاحاسيس التي تغمرها اللذة بالهيمنة وتحقيق عالم السعادة سرعان ما تقع في مواجهة مع حقيقة واقعية معاكسة,وهذه الحقيقة هي ان تلك الاحاسيس قد تولدت عن كلمات وعبارات,ومهما ارتبط وجودها بذات الشاعر تبقى الادراكات الانطباعية مستمرة بتصور الواقع ضمن حقيقته المادية,ومادام الشاعر مستمرا في حياته ونشاطه فان هناك واقعا ماديا مليئا بالصعوبات عليه تجاوزه.من هنا يظهر انفصال جديد بين الرؤيتين يجبر الشاعر على اعادة الصياغة والدمج,وذلك من خلال عدة خيارات نعد حصرها هنا استقرائيا,منها القيام بتعطيل الجزء الادراكي المسؤول عن تجربة الواقع المادي وحقيقة العجز امامه (حالة التغاضي) كي تستمر الرؤية الشمولية غير الواقعية بالمضي في المسلك المحدد,ومن الخيارات الاخرى تفعيل دور النرجسية لإحراز موازنة سيكولوجية تكون بمثابة دفاعات معرفية تواجه تأثيرات تجارب الواقع المادي.ونتيجة لهذه الاخيرة يقع الشاعر في اشكالية تضخم الانا,والاعتقاد بحق الاولوية والتصدر لكل شيء الى حد ان تنقلب هذه المشاعر ضده وتجعله يشعر بان العالم قد سلبه هذا الحق.وفي واقع الامر اننا نجد الشاعر في هذه المرحلة هو من اضطهد نفسه,ذلك انه يستمر في التعامل مع البُعد الخيالي المصطنع بقدر محاولته ابعاد ادراك الواقع المادي عن ذهنيته,في لحظة يعيش هو في هذا الواقع الذي يواجهه ويتصادم معه .كما اننا نجد في هذه الحالة ترسيخا للازدواج الوجداني الذي ينعكس على النص الشعري والذي من الصعوبة ان يقع تحت الملاحظة,لأن القراءة العامة للنص تحرص غالبا على جانب الذائقة ومتابعة خلاصة التعبير او التمثل الصوري من جهة الاستحسان والرفض.ومن غير المستبعد في هذه الحالة ان يكون الشاعر غير مطلع بانعكاس الازدواجية في نصوصه,والسبب يكمن في التحولات السيكولوجية التي يخضع لها بصورة تدريجية وبطيئة وصولا لمرحلة تحول الرؤيتين الى ذاتين متناقضتين.وما ينبغي معرفته,ان الشاعر هنا يدرك تماما تمايله وتجاذبه بين ذواته,ولكن ميوله واستبداده بالحكم يتجه دائما نحو الذات الطامحة والحالمة خارج نطاق الواقع,هذا ما يفضي به الى محاولة استبعاد معرفته بجذور نشأة هذه الذات,لأن تكوينها جاء عن طريق الكلمة والعبارة.وهكذا يقوم الاستبعاد بدورين مهمين,فهو من جهة يضع الشاعر في موقع بعيد عن الصراع مع الذات(الواقعية) او الواقع بنحو اعم,ومن جهة اخرى يخفي الاستبعاد الباعث أو المكون الحقيقي لنشأة الذات غير الواقعية



#جنبلاط_الغرابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبحث حول الشخصية الافتعالية
- ذكريات -1-
- خلق الطفرة الثقافية -التفاعل الفكري بين الرجل والمرأة-
- الحضارة في الذاكرة الاجتماعية
- الانسان ومحاولة الهروب
- اشارات حول الحلم والرغبة
- خلق المجتمع المفكر
- ثلاث نظريات في علم النفس
- طبيعة الإنسان العراقي -2-
- طبيعة الإنسان العراقي
- المرأة في تصورات علم النفس الغربي
- عجز التقدم في العقل العربي
- علم النفس في المجتمع العراقي
- الانتحار
- الانفعال السلبي(الايذاء)
- الاخلاق ونظرية الرقيب الغيبي
- دراسة في ظواهر المجتمع العراقي
- (عقيدة الثالوث)
- الاديان والطوطمية -نحو معرفة جديدة
- أوهام علي الوردي-2-


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - الازدواجية الوجدانية في سيكولوجية الشاعر- 1-2-