أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - أين تاخذني يا نغم ؟














المزيد.....

أين تاخذني يا نغم ؟


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 06:34
المحور: الادب والفن
    


شعاعاتٌ تتراقص
أناملٌ تعزفُ
نغماتٌ همسُ نخيلٍ
وتنتشر البساتينُ ظلالاً
للسقفِ السائرِ وطناً معي
قيثارة الحبِ
دعي المغني يشدو
رواء القلوبِ وأنفاسُ بلدي
هذا النبع المتفجر
من أرضِ الطيبِ
عطري الدنيا
إحملي القلبَ نسائماً
وللصدرِ المتعبِ شهيقاً تفتحي
دعاءٌ من قلوبنا
سلمتَ ياصوتَ العندليبِ
المشرقِ من عالمِ الشمسِ
سلمتَ ياسدرةَ الطيبِ
ياباسقَ النخلِ
قيثارتي أنثري الأنغامَ بساطاً
طرزيه بالوردِ
ومن أوتارِ القلبِ لمي الشمسَ
واشرقي حباً
لقيثارةِ الحبِ
نغمٌ همساتُ نخيلٍ،عطرُ أنسامٍ
ضياء تحملني وتسير
ولكن لمَ لذاكَ الشارعِ يانغم؟ تأخذني لشارعٍ يمتد طولاً وعرضاً،ولا حتى نخلةً واحدةً على جانبيهِ
بل يمتد بامتدادهِ سوراً عالياً كان يمنعنا حتى من المسيرِ في ذاك الشارعِ
كنتُ وحقائبي في سيارةٍ للأجرةِ في طريق عودتي من بغداد أثناء زيارتي الأخيرة.كنا سائرين في
بداية الطريق المؤدي للمطار،لم نقطع مسافةً طويلةً،شعرتُ وكأن همساً على جانبِ الطريقِ يناديني
خطوات صغيرة تختلط مع بعضها،أنغامٌ عذبةٌ تنساب إلى أذني وكأجنحةِ الفراشاتِ تدور الخطوات
لتقترب مني،تحمل عطرَ زهورٍ وكأني أتنسمها
حاولتُ أن أستدير إلى تلك الجهة التي كانت على يميني ولكن إحساساً كان يجعلني أتسمر في مكاني
لم أستطع حتى أن أدير رأسي إلى تلك الجهةِ القريبةِ من كتفي
وتسير السيارة لتصل إلى تمثالٍ يتوسط الشارع بأجنحته العالية الضخمة،هو تمثال عباس بن فرناس
أوقف السائق سيارته هناك لينزل حقائبي ويعود راجعاً إذ لا يسمح للسياراتِ بالأستمرار،والمسافرين
ينتظرون في هذه النقطة لسيارات مخصصة تحملهم إلى المطار
وقفتُ قربَ حقائبي وأنا أنظر لهذا الشارعِ وكلمات لا يسمح ويمنع تدق في رأسي،تساءلتُ منذ متى
وإلى متى وهذا الشارع مسموح وممنوع،وكم تعذبنا ياسنين،بسبب هذا،وكم كنا ندور فمن منا كان
يجرؤ أن يخطو بضع خطوات بسيارته في هذا الشارع،فقد تصادف هذه الخطوات مرور أحدهم
المدللين، والويل لمن في السيارة فأي خطأ ومهما كان صغيراً معناه الموت المؤكد
وكم كنا نسمع عن هؤلاء الذين كانوا يموتون بسبب تلك الأخطاء
إبتسامة مريرة تعلو شفتي وأنا أتذكر تلك الكلمة.كنا نستدير بسيارتنا بعد أن أوصلنا أختي إلى
المطار والتي كانت في زيارةٍ لبغداد،أثناء الأستدارة،إنحرفت السيارة قليلاً في أحد الممنوعات،أقصد
الأتجاهات الممنوعة،وما أكثرهن.وما هي ألاّ خطواتٍ قليلة،وصرخةً عاليةً تُسمرنا في مكاننا
كان أحدهم واقفاً برشاشته المتجهة نحونا
صرخ بصوته الغاضبِ:لمَ تتجهون لهذه الجهة الممنوعة.إعتذرنا فلم نكن ننوي السير في هذا الأتجاه
وعاد لصوته الغاضبِ،وكأنه لم يسمع إعتذارنا ستأتون معي والسيارة سترمى في المزبلة.درتُ
برأسي إلى من معنا،إلى الخلف،ياإلاهي..سآخذكم معي أرعبتني،وعدتُ وبسرعة لأقول قبل أن تنزلنا
أرجو أن تتصل بفلان
أبعد رشاشته بعد سماعه الأسم ولان صوته وهو يقول سأسامحكم هذه المرة وإياكم أن تعاودوا،كان
من أنقذنا هو أحد طلابنا
درنا لنسير عائدين.نَظرَتْ إليّ أختي والتي كانت معنا وهي تبتسم بخبثٍ لتقول:كانت رنة توسلٍ تلك
التي سمعتها في صوتكِ،لَمْ أسمعكِ هكذا قلتُ:وهل كنتُ أستطيع غير ذلك ونحن إمرأتين وفتاة صغيرة
وأنا بوقفتي المشدودة لحقائبي عدتُ لأنظر للتمثالِ بقربي
لاأدري لِمَ رأيته ولأولِ مرة وكأنه يبتسم،هذا الذي كنت أراه دوماً عابساً هو وشارعٌ خُلقَ وسيموت
مع الممنوع
هززت بكتفي لأبتسامة ابن فرناس الساخرة،إذ لم أكن أدري إن كان يبتسم لخيبة جناحيه الضخمين
اللذين أنزلاه كالحجر إلى الأرض،أم هو يبتسم لخيبة أجنحةٍ تدور معنا وتدور
صوت نغمٍ جميل يعاود سمعي
أي مسيرةِ هذه التي أخذتني إليها في هذا الليل ياحلو النغمِ،وقلتُ مبتسمةً:ماذا تقول يانغم بكوب قهوةٍ
وسأعده بيدي
ستوكهولم
18/3/2012



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هم أطفالٌ فلِمَ يقتلون ؟
- شقائق النعمان الحزينة
- المرأة هي الضحية دوماً
- كم جمعة هي الأحزان
- معابد الحبِ
- للأخت للأم للحبيبه
- قلب القمر
- أين الإنسان
- أهكذا يغيب الطيبون يا شاعرنا حميد أبو عيسى
- لمن تغني يا نهر
- أين قلوبنا
- لِمَ يُقتلون
- صلاة الطاهرين
- صفحات
- إقتلوني .. ومدينتي
- دعي القيثار يشدو
- ضوي أملاً يا نجمة الميلاد
- شعار أعيادنا
- رنة ناي
- كم فيك يا بحر


المزيد.....




- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - أين تاخذني يا نغم ؟