أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - لكي نصنع حضارة علينا بصنع الانسان اولا















المزيد.....

لكي نصنع حضارة علينا بصنع الانسان اولا


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 22:38
المحور: المجتمع المدني
    


كيف لنا ان نصنع حضارة ونحن نفتقد الانسان اولا ؟
كيف لنا ان نصنع حضارة ونحن نفتقد الانسان المؤهل والقادر على صنع الحضارة ؟
كيف لنا ان نصنع حضارة حيث نفتقد البيئة الصالحة والمعدة والمؤهلة لصنع الحضارة ؟
كيف لنا ان نصنع حضارة حيث لا خطة ولا برنامج ولا اسلوب ولا تقنية ولا خبرة ولا علم ولا معرفة معدة وحاضرة ومتخذة كادوات لصنع الحضارة ؟
كيف لنا ان نصنع حضارة ونحن نفتقد الشخصية الاجتماعية الحضارية الفاعلة المنتجة التقدمية الحرة ؟
ولتعميق الفهم حول جدوى هذه الاسئلة لناخذ نموذجا انسانيا اجتماعيا قائما في مجتمعنا العربي ونتفحصه من خلال بعض المظاهر السلوكية لديه واللتي تمثل السلوك العام لقطاع الشباب اللذي يمثل النسبة الكبرى في المجتمع والمفترض ان يكون هذا القطاع هو المنتج والرائد والتنموي والتقدمي الناهض بالمجتمع نحو حياة افضل
لنكتشف ان قطاع الشباب يعاني من امراض ونواقص في شخصيته على صعيد الجسد والعقل والنفسية مما يجعله غير مؤهل لقيادة نفسه وقيادة المجتمع والقيام بدوره الحقيقي المنوط به في كل جوانب الحياة واشغال حيزه في الوجود بما يضيف رصيدا حضاريا لمجتمعه وللانسانية جمعاء
هنا عينة من شبابنا العربي ...
يدخن السجائر ... هو خريج جامعي ومثقف وناضج وعاقل وراشد وسليم العقل والنفس والجسد وذو شخصية مرموقة وجذابة واجتماعية بامتياز
يشرب الكحول بكميات كبيرة واسلوب يؤدي لخسارته ماديا ومعنويا واحراجه وفقدانه لاتزانه والسيطرة على نواحي حياته وسلوكه وتصرفاته فيسبب الاذى لنفسه ولمن حوله
يمارس غرائزه بالاكل والجنس والنوم فيكثر منها ويجعلها تسيطر عليه الى درجة انه يعطي انطباعا عن شخصيته بانه مجرد حيوان ناطق وجد ليمارس غرائزه دون قانون او نظام او كابح او رادع فتطغى عواطفه على عقلانيته واحاسيسه الغرائزية على فكره الانساني المنطقي الراقي
وعند المسالة له عن هذه الانحدارات الاخلاقية والنواقص في شخصيته كانسان يفترض ان يكون متزنا متحضرا يفكر ويتصرف ويقرر وينتهج حياته بما يتلاءم مع تعليمه وثقافته وموقعه الاجتماعي ودوره الحضاري الانساني وشخصيته العصرية
كان يقال له التدخين عادة قبيحة مضرة بك وبالمجتمع والبيئة اتركها .. فيجيب بكل اصرار وثقة وتاكيد بانه لا يقدر
وعندما يقال له انك تسرف في شرب الكحول وتشرب في اوقات فوضوية غير ملائمة وبطريقة لا تنسجم مع عملك وطبيعة العلاقات الاجتماعية اللتي تعيشها والعادات والتقاليد والمفاهيم ولا تنسجم مع الصحة الجسدية والنفسية والعصبية لك ولغيرك من حولك اسرتك ومجتمعك... فيجيب لا اقدر ان اضبط نفسي امام رغبتي الجارفة والعارمة عندما ابدأ في تناول الكحول من ان اشرب المزيد للحصول على المتعة ولا افكر بغير المتعة حينها
وعندما يقال له بان ممارستك للجنس بالكثرة والفوضوية والسادية والانانية باسلوب يعطي عنك انطباعا اقرب للحيوانية منه للانسان المنضبط الراقي المتحضر المتزن الشفاف ... فانه يجيب بان متعة الجنس لا اقدر ان اقاومها او اكبح جماح عاطفتي وشهوتي اتجاهها فهي تاخذني عنوة الى آخر حدودها حتى ارتوي منها
وعندما يقال له ان الاكل اللذي تمارسه بالكثرة هذه وبالطريقة هذه يضر بصحتك فيسبب لك السمنة وما ينتج عنها من امراض في الدورة الدموية والقلب والاعصاب والمفاصل وغيرها ويؤثر على مستوى انتاجك ونوعيته سلبا ويسبب لك الخسارة والتعاسة والفشل والمرض والالم في النهاية ... فانه يجيب لا متعة تفوق متعة الاكل ولذة الاحساس بالطعم والكم وخصوصا في الاكل الجماعي مع صحبتي وعائلتي
وعندما يقال له ان يقلل من النوم ويضبط ساعات النوم ويقننها يجيب على غرار الاجابات السابقة
...
هذا النموذج من الناس موجود بكثرة في مجتمعنا بل انه يشكل الاغلبية الساحقة
مواصفاته الرئيسية المرضية وهي اولا ضعيف الارادة او عديم الارادة وثانيا لا يمتلك القدرة على التفكير المنطقي العلمي الواقعي الحقيقي وثالثا لا يدرك معنى المسؤولية في حالاتها الفردية والجماعية ورابعا يفتقد لخبرة الحياة الحقيقية وخامسا يفتقد للثقة بالنفس والجرأة والاقدام في مواجهة الحياة وسادسا يفتقد للقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب وسابعا يفتقد القدرة على التفكير الجماعي والتخطيط المستقبلي والبرمجة الواقعية الآنية ووضع اهداف مرحلية واستراتيجية له ولمحيطه الاجتماعي وثامنا لا يمتلك فلسفة حياتية خاصة به ومنظورا مستقلا للحياة واسلوبا فرديا ابداعيا متميزا يثبت من خلاله موقعه في الحياة ويشغل حيزه في الوجود ويؤكد دوره في المجتمع الانساني ويكون عنصرا فاعلا ايجابيا منتجا على مسرح الوجود وساحات الانتاج الحضاري وتاسعا يفتقد للقيم الانسانية الحضارية الراقية ذات الاصول التربوية والثقافية كالحرية والديمقراطية ومفاهيم العدالة والحب والتسامح وعاشرا يفتقد لمهارة قيادة الذات والسيطرة والتحكم والتوجيه والبناء الذاتي لشخصية متزنة ناضجة متحركة فاعلة باعلى المقاييس والمعايير الحضارية اللائقة بالانسان المعاصر حيث القوة الجسدية ونقاء النفسية ومنعتها والصحة العصبية حيث نضوج الفكر ورقيه
وعليه فان هذا الانسان يحتاج الى اعادة تربية وتوجيه وضبط وبناء واعادة تثقيف وتعليم باسلوب منظم هادف على مراحل تضمن بناء شخصية سليمة خالية من اي اعاقات او امراض او نواقص في الجسد والنفس والعقل
وهذا الاجراء يجب ان يكون ضمن اجراء وطني شامل كخطة انقاظ لمجتمع جل افراده من الشباب المنتج يعاني من هذه الامراض اللتي تسبب له التخلف والاعاقة عن دوره الحقيقي في البناء الحضاري
الاجراء الوطني في اعادة صياغة شخصية الفرد وبناءها واعادة هيكلتها وهيكلة النظام الاجتماعي بعلاقاته المعنوية والمادية كما ويشمل الاجراء منهج الحياة ونظريتها واسلوبها واعادة النظر بكل تفصيلات الحياة اليومية ووضعها على طاولة البحث العلمي والمعالجة المنطقية ودراستها بمستوى العصر الحالي استنادا للمعايير العلمية المتقدمة
نامل ان يتخذ كل انسان وكل اسرة وكل حزب او فئة اجتماعية او جمعية او مؤسسة او شركة او مدرسة او جامعة او اكاديمية او برلمان او حكومة الدور المنوط به في هذا المجال لاعادة صياغة شخصية الفرد والمجتمع وبناءها على اسس علمية تقدمية وتنموية حديثة متطورة كي نصنع حضارة تليق بنا زمانا ومكانا واصالة وانسانية وحضارة لها جذورها التاريخية وعراقة اجتماعية لها سجلها التاريخي منذ آلاف السنين
ومعا وسويا نحو واقع افضل وغد واعد



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية نظام حياة الانسان المعاصر
- الوهم .. مرض اجتماعي يجب التخلص منه
- خواطر كافر في مساء حزين
- نداء الى العلمانيين الاحرار في كل مكان
- من منطلقات الثورة الفكرية ضد الدين والغيبية
- اسئلة دائما تبحث عن اجوبة
- توضيح حول العلمانية والالحاد والسياسة
- نحن العلمانيون ... من نصنع الحضارة ونرتقي بالانسانية
- عندما افتقد انسانيتي واعتباري الذاتي وحقوقي الطبيعية في حيات ...
- نعم للعلمانية حيث السلام والعدالة والحرية للانسانية
- العلمانية هي منهج الانسان الطبيعي طبقا لمعادلة الحياة
- الجنس مركب اساسي لحياة الانسان ودونه لا حياة
- التحليل المنطقي لعلاقة الانسان المعاصر بالدين والحياة
- متى نهتف للحرية والحياة حيث لا دين ولا غيبيات ؟
- مجتمع يستعصي على التحضر والتطور والتغير
- اعلنها ثورة باحثا عن انسانيتي وكرامتي وحريتي
- تقدير المراة واحترامها واجب مقدس لانها انثى
- كيف نمنح المراة الاحساس بالثقة والاعتزاز بالذات ؟
- مفهوم حرية الفرد وحركة التفاعل الاجتماعي
- اسئلة منطقية حول الله والدين والذات والحياة


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - لكي نصنع حضارة علينا بصنع الانسان اولا