أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زارا مستو - أهمية المعارضة في النظام السياسي














المزيد.....

أهمية المعارضة في النظام السياسي


زارا مستو

الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نبالغ إذا قلنا إن أي حزب شمولي يحكم بلد ما, لا يجلب سوى الكوارث لذلك البلد, بل يجعله غير مستقر تشهد فيه اضطرابات وقلاقل بشكل مستمر, ومتأخر في الميادين كلها.
لا شك أن العقلية الشمولية( مذهب السلطة الجامعة) إقصائية – حزبيا - تبدأ بإقصاء كوادر الحزب نفسه الذين يعارضون بعض رؤى الحزب, واستخدام القوة بحقهم كالاغتيالات أو السجن أو النفي أو تشهيرهم, وصولا إلى إقصاء بقية الأحزاب والمنظمات والجمعيات والنقابات في المجتمع, لأن هذه الأطر لها دورها في تنوير المجتمع وتطويره وازدهاره, وإنقاذه من هيمنة العقلية الشمولية, وإن وجدت هذه الأطر في المجتمع تكون من فعلها الاصطناعي, ونسخة عنها.
أهمية المعارضة :
ترتبط أهمية المعارضة السياسية في أي بلد ما, على أنها مظهر من مظاهر التعددية السياسية من جهة, ورقيب على ممارسة السلطة لصلاحياتها الدستورية والقانونية من جهة أخرى.. "على الرغم من تباين أشكال النظم السياسية والحزبية بتباين التجارب واختلاف المجتمعات, فإن أغلب الباحثين يتفقون حول ضرورة وجود معارضة سياسية ضمن النسق السياسي المعاصر أيا كانت طبيعته .... وحسب رؤية البعض فان المعارضة والحكومة قطبان أحدهما موجب والآخر سالب لازمان لدفع تيار التقدم والرخاء والاستقرار لكل عناصر الدولة" .(1) وجود المعارضة حالة صحية مؤسساتية, بل ضرورية, وعدم وجودها حالة خطيرة قد يؤدي إلى قولبة المجتمع وإخراجه من مساره الديمقراطي, والانقلاب على الواقع بأي شكل من أشكال .
"إن وجود المعارضة هو التعبير الأبسط عن وجود السياسة ذاتها وهى صمام الأمان الوحيد ضد احتمال تحول النزاعات الداخلية إلى صراعات وحروب يرصد في هذا السياق الوضع القائم في العديد من الدول العربية التي استبعدت المعارضة أو تنكل بها حيث تكاد جميع حركات الاحتجاج الاجتماعية تتحول إلى حركات انشقاق عرفية أو طائفية أو عقائدية ... ومن ثم فان السائد هو مناخ المواجهات وتتحول المعارضة هنا إلى فريق احتجاج وتفقد دورها المتوسط بين السلطة الحاكمة والشعب."(2)
هل توجد المعارضة الديمقراطية في المنطقة؟
إن ثقافة التعددية السياسية والتنوع تبدو منعدمة في تراث المنطقة, باستثناء بعض التجارب, إلا أن سقوط الأنظمة الشمولية في المنطقة وصعود القوى الديمقراطية السياسية الجديدة, والمنظمات الحقوقية ,بالإضافة إلى الدور الفاعل الذي يلعبه الإعلام العربي و العالمي الحر, كالقنوات التلفزيونية والنت, والصحف والمجلات, روجت هذه العوامل كلها لثقافة قبول الآخر والتعددية والتنوع والتغيير, وحاربت بقوة هيمنة الثقافة الشمولية, ومرتكزاتها, فضلا عن تراجع وانهيار المنظومة الاشتراكية, شكل هذا نواة حقيقية - نظريا - لثقافة التعددية السياسية وقبول المختلف والتداول في السلطة, ولكن تجسيدها – عمليا- لن يكون سهلا لوجود معوقات كثيرة, ومنها:
- داخلية تتعلق بثقافة المنطقة نفسها, كالطائفية والمناطقية, والقبلية والعشائرية, وهذا نموذج قائم في معظم الدول التي تسعى للتغير والتحول الديمقراطي, كالعراق وليبيا وسوريا.
- وخارجية تتمثل بالأنظمة الشمولية الباقية من تلك المنظومة التي لا تزال تساند وتدعم الأنظمة الشمولية في المنطقة لاستمرار مصالحها الاقتصادية, فإنها تمثل العائق المباشر لبلورة ملامح هذه الثقافة بشكلها المطلوب, فإن تغيير الأنظمة التي تحكم المنطقة هو الانتصار الأكبر لهذه الثقافة, لأنها قامت بتصفية كل شيء اسمه المعارضة نهائيا, وما تبقى منها دوزنتها وفق خطوط حمر, لا حول لها ولا قوة.
- عقلية بعض المعارضات تنهل من الثقافة الشمولية نفسها, وهي ذاتها عندما تستلم الحكم تتعامل وفق تلك العقلية, ما تشهده ليبيا ومصر دليل على ذلك, وخاصة في مجال حقوق المرأة والأقليات والطوائف, وشكل إدارة البلاد.
ولاشك أن هذه النواة بحاجة إلى التجربة والممارسة, بالإضافة إلى برامج ومناهج ديمقراطية تدرس في المدارس والمعاهد والجامعات,لتخريج جيل يؤمن بهذه الثقافة. وهذا بحاجة إلى مرحلة انتقالية زمنية لتحبو نحو نظام ديمقراطي تعددي وتكون فيه المعارضة شرعية, ما بعد الربيع العربي ستنشط المعارضات كلها بمختلف مشاربها, وستشهد الساحة السياسية المزيد من ولادات لتأخذ دورها في العملية السياسية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- د / طارق احمد المنصوب فى دراسته " دور المعارضة في النظام السياسي.
2- د / برهان غليون (المعارضة السياسية الدور ومصدر الشرعية – العربية نت )



#زارا_مستو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللامركزية مفهومها ومزاياها وعيوبها
- سمات الأنظمة الشمولية في الشرق
- مخاوف كوردية -قراءة في المواقف الكوردية التي تناولت اتفاق ال ...
- مخاوف كوردية-تتنصّل هيئة التنسيق والمجلس الوطني من الاعتراف ...
- من يمثل الشرعية في الساحة الكوردية السورية؟
- الثورات العربية ومخلفات الثقافة الشمولية
- المؤتمر الوطني الكوردي فشل أم نجح في توحيد صفوف الكورد ؟
- الحوار مع المحامي والكاتب مصطفى إسماعيل -عضو الهيئة التنفيذي ...
- الحوار مع الكاتب والإعلامي عمر كالو -عضو الهيئة التنفيذية لل ...
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية(7)
- ثنائية جلد الذات والتمجيد في الخطاب الكوردي؟!
- مصالح الدول والربيع العربي!
- الحوار مع الأستاذ الجامعي كاوا أزيزي
- الحوار مع الأستاذ مصطفى جمعة القائم بأعمال سكرتير حزب آزادي ...
- عوامل انتصار الثورات و الانتفاضات في منطقتنا ؟
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 6 )
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 5 )
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 4)
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 3 )
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 2 )


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زارا مستو - أهمية المعارضة في النظام السياسي