أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - الفتى -خالد-.. حارس الأمل















المزيد.....

الفتى -خالد-.. حارس الأمل


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 11:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يبدو أن الاسم "خالد".. سيكون التميمة التي تشحن بطارية الأمل كلما أوشكت شعلته على الذبول. فتحت وطأة نظام تغول فسادا وتوحش استبدادا، كان اليأس قد تمكن من كثيرين، فأقدم بعضهم على التخلص من حياته، وسارع البعض إلى الإفلات بما تبقى من العمر والكرامة، بحثا عن حياة كريمة خارج الحدود، وانزلق آخرون في دوامة الانحراف أو الإرهاب.
و تبقى دائما فئة تتمسك بأهداب الأمل، تغزله في قلوبها بستانا يطرح ثقة في المستقبل وإصرارا على التغيير.. وبينما تعصر القلوب أنباء شبه يومية عن تعذيب وحشي لكل من وقع بين يدي زبانية أطلق الطاغية لهم العنان، مقابل حمايته وملاحقة معارضيه ـ تصك الآذان أنباء جريمة قتل فتى الإسكندرية الجميل "خالد" سعيد، بطريقة تغضب الوحوش من وصفها بالوحشية. ويغدو مقتله شرارة تشعل نيران غضب ظل مكتوما لعقود.. ويصبح الفتى "خالد" أيقونة ثورة، هزت أركان نظام الطاغية وأطاحت برأسه، في حدث لم يكن متوقعًا، وإن حلم به الملايين.

وبمرور الأيام، تتضح خطورة نظام يقاوم السقوط بشراسة؛ تصارع أركانه بهدف إطفاء شعلة الأمل التي أعادت ثقة المصريين في أنفسهم. وصار شعار "ارفع رأسك فوق انت مصري" دويًا يصم آذان أذناب المخلوع وبقايا نظامه. وفي محاولة مستميتة لإطفاء جذوة الأمل المتقدة، لجأوا إلى نغمة طالما عزفوها من قبل، ووجدت صدى لها في أذهان البسطاء؛ فسرعان ما رددت أبواق كريهة فكرة وجود أصابع خارجية وراء الثورة، كما لو أن الشعب المصري ـ دونا عن بقية شعوب الدنيا ـ لا يستطيع من تلقاء نفسه الثورة على الاستبداد والمهانة. وصارت العمالة للخارج وتلقي التمويل من أجل تخريب البلاد، تهمة جاهزة لتشويه من يرفع رأسه مطالبا باستكمال الثورة والقضاء على النظام الساقط، وبناء دول القانون القائمة على المساواة في المواطنة، وتحقيق أهداف دفع المصريون فيها دماء أنبل الأبناء وهم ينادون "عيش.. حرية.. كرامة إنسانية".
ومع كل تحرك للثوار، يتوالى صعود الشهداء، ويعلو فحيح إعلامي مشبوه يشكك في كونهم ثوارًا ـ أصلا ـ محاولا سلب شرف الشهادة منهم! وتمتلئ الزنازين بأزهار البساتين، يزج بهم إلى محاكمات عسكرية، بهدف خنق شعاع الأمل الساطع في عيونهم.. ويبرز من بين هؤلاء اسم الفتى علاء عبد الفتاح، من اختار بإرادته الحرة العودة من الخارج، لدفع ثمن رفضه لمحاكمات المدنيين عسكريا، تاركا طفله الأول جنينا في أحشاء شريكة حياته ورفيقة نضاله. ثم يخرج الوليد إلى النور، حاملا اسمًا اختاره أبواه لإحياء ذكرى أيقونة الثورة: "خالد". ويشعل ميلاد الطفل، جذوة الأمل مرة أخرى في صدور الثوار، ويمنحهم قوة دافعة للنضال من أجل بناء مستقبل يليق بأجيال قادمة.
وتتواصل محاولات تشويه الثوار وإرهابهم، والزعم بأن من قاموا بالثورة ليسوا هم من يواصلونها.. كما لو أن من قاموا بالثورة جاءوا من الفضاء، ثم تبخروا في الهواء قبل تحقيق أي هدف من أهدافها، وحلت محلهم كائنات خرافية تطالب باستمرار النضال، ولا بد بالطبع أن تكون هذه الكائنات عميلة ومخربة لأنها تطالب بالقضاء على نظام مازال يتشبث بالبقاء!
ومرة أخرى، تسعى قوى الثورة المضادة لخنق الأمل، بعدما أفرزت الانتخابات النيابية برلمانًا تمثل فيه أصوات الثورة أقلية، يتم تحجيمها وتكميمها. بينما يرى نواب الأغلبية أن الثورة فعلت ما عليها؛ بأن أوصلتهم إلى مقاعدهم. وصار واجبا على الثوار أن يعودوا إلى بيوتهم، وألا يمارسوا ضغطا أو مراقبة على أداء البرلمان.. حتى أن بعضهم هاجم الثوار المستمرين في نضالهم، قائلا إن "قتلاهم ليسوا شهداء ثورة، ومصابيهم ليسوا مصابو ثورة"!
ثم جاء إعلان أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، خاليا من اسم يعبر عن شباب الثورة وعن طموحاتها وقدراتها، لتطفو مسحة من الإحباط على قلوب تعلقت بالثورة ووضعت على الثوار آمالا كبارا. فمع كامل الاحترام لجميع الأسماء المطروحة.. يشعر المرء أن كلا منهم ينقصه شيء حقيقي له علاقة بالثورة. حتى ظهر على الساحة اسم "خالد" علي، كأصغر مرشح للرئاسة، وتعاود جذوة الأمل توهجها مرة أخرى في القلوب. فها هو شاب ثائر، من بين صفوف الثورة، وممن مهدوا لها بنضالهم منذ سنوات.. وهو الرئيس التوافقي بالمعنى الحقيقي للكلمة. وهل هناك توافق يتجسد في صورة أفضل من الشاب الثائر، ابن الأسرة الريفية البسيطة الذي تربى من عرق أبيه الحلال، والمحامي المثقف الثوري صاحب المواقف النضالية التي تتمحور حول العدالة الاجتماعية والدفاع عن الفقراء من العمال والفلاحين، وأصحاب الفكر من معتقلي الرأي، فضلا عن الدفاع عن ثروات البلاد ومواردها ضد ناهبيها ومستغليها.
ويقولون أن فرصة خالد ليست كبيرة.. ومن كان يصدق قبل يناير 2011 إن فرصة نجاح ثورة في اقتلاع المخلوع والعادلي كانت كبيرة؟ بل ماهي نسب من كانوا يقتنعون أصلا بقدرة المصريين على التحرك؟ ويقولون أن خالدا ليس معروفا بما فيه الكفاية.. وهو قول مردود عليه.. حيث يعرفه جميع العمال الذين تعرضوا للظلم وأعاد لهم حقوقهم، ويعرفه جميع الفلاحين الذين اشتكوا من القهر ووقف إلى جانبهم.. وأصحاب الرأي الذين أسس من أجلهم جبهة الدفاع عن متظاهري مصر، وهي تقدم الدعم القانوني للمحتجين السلميين منذ أبريل 2008. وخالد ـ ضمن مواقف أخرى كثيرة ـ رئيس فريق الدفاع عن أموال التأمينات والمعاشات، والفريق الذي أوقف خصخة الهيئة العامة للتأمين الصحي. وهو من انتزع حكم رفع الحصانة القضائية عن نقابة المهندسين بعد 15 عاما. كما أنه قاد معركة انتهت بحكم تحديد حد أدنى للأجور. وحصل علي أول حكم قضائي بحبس مستثمر،اشترى شركة مملوكة للدولة(طنطا للكتان) وتواطأ لوقف تشغيلها وتشريد عمالها. كما حصل علي أحكام بإعادة ملكية عدد من شركات القطاع العام " بيعت بثمن بخس وشاب الفساد عمليات بيعها" للدولة. وحصل مؤخرا علي حكم قضائي يلزم الحكومة بتخصيص معاش استثنائي لمصابي الثورة.. وفي العام الماضي منحته حركة مصريين ضد الفساد جائزة المحارب المصري ضد الفساد.
ولا شك أن خالد علي يعلم أنه يدخل حقل ألغام. ولن يغفر له أصحاب المصلحة في القضاء على الثورة واستمرار نظام المخلوع، جرأته على ترشيح نفسه من أجل تغيير حقيقي. لكنه يستند إلى أصحاب المصلحة الحقيقية في انتصار الثورة، وهذا يكفيه. أما الآخرون، فسوف يعادونه على أي حال، بدعوى أنه "أحمر الخدين"



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلة أدب
- سلطان العلماء وفقهاء السلاطين
- حبال الكذب
- فرق تسد
- لا تزايدوا عليهم
- الرهان الرابح
- لعله صباح ديمقراطي
- عاجل.. إلى وزير التربية والتعليم
- كنيسة قصر الدوبارة
- رجَّع راسك فوق
- الكاذبون!
- عبقرية صناعة الأعداء
- خالد.. بشارة الفجر
- ذكاء هنا.. وأخطاء هناك
- جدع يا باشا!
- إلا شباب الثورة!
- مشاركة القوى اليسارية في الربيع العربي
- أي علاء!.. وأي أم علاء!
- ضابط ابن ناس
- للصبر حدود


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - الفتى -خالد-.. حارس الأمل