أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر الدلوي - ويحبون المال حبا ً جما ً















المزيد.....

ويحبون المال حبا ً جما ً


عامر الدلوي

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من الأمور المقرفة جدا ً .. أن تستمع لتلاوة من القرآن .. وترد فيها هذه الآية والتي تذكرك بأختها سـورة البقرة التي ترد فيها آية أخرى تكمل ما أريد بهذه من تذكير وترهيب .. تلك التي تستعرض حال من يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقون منها في سبيل الله .. حيث يبشرهم الله بعذاب أليم .. يوم يحمى بها ( الذهب والفضة ) في جهنم وتكوى بها جباههم .. لتكون علامتهم الفارقة والخالدة خلود جهنم .
لماذا هي مقرفة جدا ً وإلى هذا الحد ؟
لأنني وأنا أستمع لنشرة الأخبار في أحدى الفضائيات المحلية يوم أمس .. ورد فيها خبر وفاة أحد أعضاء مجالس المحافظات بعد سماعه بخبر إلغاء برلمان الغفلة لرواتبهم التقاعدية .. لست أدري إلى أي كنيف من الكتل المشاركة في العملية السياسية الجارية في بلادنا كان ينتمي المرحوم ..ولكنني بت ليلتها تقلبني الهموم يمينا ً وشمالا ً وأنا الذي لم أعرها يوما ً إهتماما ً ولم أستسلم لها حتى وهي تصب غضبها مدرارا ً على رؤوسنا طيلة سنوات حكم النظام المقبور عبر 35 عاما ً .
بت في هم يساورني .. وأنا أسترجع شعاراتهم الإنتخابية وما تمشدقوا به طيلة السنوات التسع الماضية حول إسلامهم .. وحبهم لأبناء المذهب والطائفة وإنهم ما جاءوا إلا لبناء ما دمره الحصار وحروب النظام السابق وإنهم سينقلون مستوى معيشة العراقيين إلى نفس مستوى معيشة اليابان لا بل أحسن بكثير , وإنهم قد كووا جباههم مسبقا ً بالباذنجان والبطاطس ليتذكروا دائما ً كلما شاهدوا وجوههم في المرأة ما وعد به الله في سورة البقرة ..وليس رئاء للناس ومحاولة إيهامهم بأن تلك علامة السجود الدائم .. كما يحلو لبعض الخبثاء وفاقدي حب الوطن تصوير ذلك .
فإذا من خلال هذا الاسترجاع ..تجسدت أمامي عشوائيات حي التنك ( حي طارق – في مدينة جد أحدهم المنورة ) و منطقة سبع قصور في نهاية حي أور خلف السدة حيث مئات العوائل تعيش وسط وتعتاش من تلال النفايات تلك .. حي طارق المحروم من الخدمات كليا ً .. حيث الماء الملوث والمجاري المفتوحة والطرق غير المعبدة .. حي طارق المستغل من قبل دراويش المرجعيات عبر منابرهم المغيبة للوعي .. ناهيك عن واقع حال المدينة التي نسبها سكانها إلى جد أحدهم بعد أن عرفوا وخبروا سطوته عبر المليشيا التي يقودها .. وهم نفسهم من أطلقوا أسم الطاغية على مدينتهم المعروفة لنا بمدينة ( الثورة ) نسبة إلى ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم الذي أوجد هذه المدينة ونقل مستوى معيشة أهلها نقلة نوعية ما زال الكثير من كبار السن فيها ممن لم يتلوثوا بحب المال حبا ً جما ً .. يذكرونها له بفخر وإعتزاز .
أستذكرت الأرقام الهائلة لميزانية العراق الجديد السنوية ( بلغ إجمالي السنوات السابقة أكثر من 400 مليار دولار ) وتساءلت مع نفسي .. هل من المعقول إن الحكومات التي تعاقبت لم تستطع حل مشكلة السكن بالنسبة لهذا القطاع الكبير من أبناء شعبنا , أم هل إننا سننتظر سنينا ً طوال أخرى حتى يأتي مستثمر مخدوع بصورة العراق الجديد ليفكر بحل هذه المشكلة .. والذي سرعان ما سيفاجأ بمن يساومه ( من مسؤولي كتل الفساد الزاكم للإنوف ) على عمولة لا تستطيع مدخراته المالية أن تقدمها ولا حتى البنوك التي تدعمه , كما حدث مع أحد المستثمرين العراقيين من بيت شبر ( أسباني الجنسية ) في محافظة واسط وهو قد نشر أستغاثته لـ ( دولة رئيس الوزراء ) على صفحات جريدة الصباح الجديد العراقية بعد أن ألقوا به في غيابة الجب لعدم رضوخه لمطالبهم بأما الدفع أو التخلي عن المشروع السكني الذي ينفذه في النعمانية حسب شكواه تلك .
أن يموت هذا السيد العضو في مجلس محافظة بسبب مما يبدو إنه عشق للمال عشقا ً جما .. وليس حب كما ورد في القرآن الذي به يؤمنون ويعتصمون .. أن يموت بسبب إيقاف راتبه التقاعدي من قبل برلمان فاسق لا يوقف راتب أعضائه التقاعدية بل يقدم لهم من مال السحت مسدسات ورشاشات وسيارات مصفحة بملايين الدولارات .. ولا يفكر بحال أبناء المناطق الفقيرة وكيف يقيمون أود يومهم , أو حتى لا يفكر أعضائه بدراسة ما قدمه لهؤلاء المساكين وخلال دورتين من حياته الحافلة بالإمتيازات والفوائد لأعضائه .. في حين تردى حال الملايين من أبناء العراق ليصل إلى ما تحت خط الفقر المعتمد من قبل المؤسسات الدولية .. حيث ورد في آخر تقرير لبعثة الأمم المتحدة في العراق إن أكثر من 25 % من العراقيين يعيشون تحت مستوى هذا الخط .. والرقم للعلم منقح من قبل الحكومة العراقية التي أفلحت في كسب بعض ضعاف النفوس من موظفي الأمم المتحدة مقابل رشاو ٍ محددة ليقدموا المسودة لها قبل إرسالها إلى المقر الرئيسي في نيو يورك .
حيث أشارت تقارير مستقلة ومحايدة إلى إن هذه النسبة هي أكبر مما ورد في التقرير المشار إليه , ومما لا شك فيه فإن هذه الملايين ومن خلال معايشتنا لها طيلة عمرنا .. لا يوجد في صفوفها من هو مثل المرحوم .. فهي قطاعات قنوعة لا ترغب بالمال إلا لتوفير أبسط متطلبات العيش الكريم الذي يليق بالإنسان .. فكيف بمن يعيش منهم بطريقة يكون بعض الحيوانات المدللة تعيش أحسن منها ..
وما أن يعينني النهار بشمسه على نفض هموم الليل التي أججها خبر موت المرحوم .. حتى يصعقني خبر قرأتنه أثناء تصفحي لموقعي على صفحات التواصل الإجتماعي ( الفيسبوك ) مفاده إن الوزراء السابقين في الحكومات المتعاقبة منذ 2003 سينالون فروقات رواتبهم التقاعدية بأثر رجعي .. وبحسبة بسيطة قام بها ناشر الخبر فإن كل ( بعير ) من هؤلاء سيستلم 200 مليون دينار عراقي .
لحد الآن كلامي الحاد كان كله موجها ً إلى البرلمان .. لكن هذا القرار من أين جاء ؟ والعهدة على ناشري الخبر فإنه جاء من الأمانة العامة لمجلس الوزراء ( أو كما يسميها العراقيون خطأ .. الحكومة ) ..
طيب .. من أين ما كان قد صدر هذا القرار ... إذا كان إستعراض مسيرة 9 أعوام أعقبت زوال نظام صدام الفاشي لا يؤشر أي شيء من حالات التحسن , سواء سياسيا ً أو إجتماعيا ً أو إقتصاديا ً ... فما الذي قدمه هؤلاء للوطن والناس حتى يستحقوا هذه المكرمة .
فلا كهرباء تحسنت ولا نوعية مياه الشرب وأنهار النظام الصحي وأختفت كل أمكانات العراق الصناعية والزراعية وصرنا نستورد حتى ورق التواليت والألبان والخوخ والرمان .. لا بل حتى المياه المعدنية وتلك المعقمة بالأوزون كما يقولون .. هل هذه الإنجازات التي تستحق التكريم بمثل هذه المبالغ .. حسبنا الله فيكم وفي كل من يحاول صب الأذى على وطننا وأبناء شعبنا بمختلف إنتماءاتهم وعروقهم .
إنني وبحكم عدم أيماني بما تؤمنون وبه تتبرقعون .. فبلا شك إنني من نزلاء جهنم الخالدين فيها ولذا فسأكون هناك بأستقبالكم بحفلة تليق بمقامكم ... يا من أحببتم المال حبا ً جما ً .. ونسيتم الله ورسوله والوصايا والوصي .. لكن الواضح في الموضوع إننا سوف لن نلتق بعدها لأنني لست معكم في سقر بحكم بعض الحسنات التي أحتفظ الله لي بها ومنحني حرية اختيار الدرك الذي سأعذب فيه وأسكنه وحرم علي الدرك الأسفل لأنه محجوز لكم .



#عامر_الدلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش إنعقاد لقاء التيار البؤسقراطي العراقي في فندق الشير ...
- رسالة مفتوحة إلى دولة رئيس الوزراء
- الخيانة الطبقية للبرجوازية وبقايا الإقطاع تتجسد في تنكر الحز ...
- في الطريق نحو المؤتمر التاسع ...... النظام الداخلي الجديد (ا ...
- ألق دائم في الثلاثين من حزيران من كل عام ...!!
- كيف يدخل الناس التاريخ من أوسع أبوابه ؟ ...............( 2 )
- كيف يدخل الإنسان التاريخ من أوسع ابوابه ؟
- مرحلة تستحق الحمد وأخرى ملعونة منذ ولادتها !!!
- العام السابع والسبعين من القرن الأول للتاريخ ..!
- يوم الرحيل .. يا مبارك ..
- رسالة مفتوحة إلى الإمام موسى الكاظم ( ع )
- قاتل القتلة .... الخالد عبر محطات الزمن
- بؤس الأماني ... في دولة اللادولة ....!!!!!
- في شمعة الحوار المتمدن السابعة لتمض مسيرة النور ..... ولتنقش ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر الدلوي - ويحبون المال حبا ً جما ً