أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الدلوي - رسالة مفتوحة إلى الإمام موسى الكاظم ( ع )















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى الإمام موسى الكاظم ( ع )


عامر الدلوي

الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 21:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معـذرة ً سـيدي و مولاي كاظـم الغيـظ فأنا لسـت بكاظـم ٍ لـه مثلـك

في الحديـث الوارد في الصحـاح عـن جـدكـم وجـد كل مؤمـن إنه عليه أفضـل الصـلاة والسـلام قبـل يد مخشـوشنـة لأحـد الكادحيـن الذين جاءوا للسـلام عليه ومصافحتـه ورفعها إلى أعلـى ليراها من لـم يسـتطع صارخا ً بأعلى صـوته " هـذه يـد ٌ يحبهـا الله ورسـوله " وفي الأثـر ورد عنـه ( ص) إن "العمـل عبـادة ".. وقال " رحـم الله إمـرأ ً عمل عملا ً صالحـا ً فأتقنـه " ولو أردت الأسـتمرار في التذكيـر بهـذا المجـال وكتبـت عشـرات الصفحـات لما وصـلت ولما صارت قطـرة ً قي بحـر ما تحفظ أنت من أقوال ٍ وأحاديـث ٍ عنـه .
منـذ سـنوات سـبع وقد أبتدعت بدعـة جديـدة لم نرهـا ولم نسـمع عنها نحـن معاشـر المسـلمين ( سـنة ً وشـيعة ) منـذ أن تفتحـت أعيننـا وأذهاننـا على هـذه الدنيـا البائسـة الفانيـة .. ألا وهـي بدعـة الزيارات المليونيـة الراجلـة والتي أقترنـت بأسمائكم سـيدي , نعم كنا نسمع ورأينا المسـيرة الراجلة بين النجف وكربـلاء وركضـة طويـريج في الزيارة الأربعينيـة لسـيد شـباب أهل الجنـة جدكـم الحسـين الشـهيد , مجترح الآيـات ورافـع لواء الثبـات , الرافـع لقولـة الحـق بوجـه الإمـام الجائـر , والذاهب إلى الحتـف وهـو موقـن بالفوز بالجنـان , وخلـود الذكـر بينما طوى صفحات القتلـة النسـيان .
وما وقفتكـم أنتم بوجـه الإمـام الجائـر إلا تجسـيدا ً لتلـك الوقفـة , وهي في نتائجها قادتكم إلى الفوز بالخلود والتنعم بصحبـة الرسـول الأكـرم في أعلـى مباني الجنـة , القبـة الخضـراء , لكنها لـم تشـغلكم لا هي ولا ما أفنيتم من العمـر في العبـادة عن ( عملكـم ) الـذي كان وما زال على مر العصـور يشـكل الوجـه الأنصـع للعبـادة , وفـي عيـن الوقـت لم تشـغل أتباعكـم ومريـديكـم آنـذاك عن عبادتهـم ( عملهـم ) لا بمبادرة ٍ ذاتيـة و لا بطلـب منكـم .
إننـا ندري ونعلـم جيـدا ً إن الحكـام الظلـمـة كانوا يضيقون عليكم وعلى الأتباع وهـذا شـأن الدنيـا منذ خلقها العزيز القدير , وحتـى هذا الهزيـع الأخيـر , فما من معارض ٍ سـياسي إلا ويقاسـي , قد تقـول لي يا سـيدي ومولاي إنـك أيامها لـم تك ُسـياسيا ًوإن هـذه المفـردة كانت غيـر مألوفة لديكم , وإنك ما أردت إلا نصـرة دين جـدك كما سـار على ذات النهـج جدك الحسـين , لكنـي أجدنـي مرغمـا علـى أن أقحم هذه المفـردة في وصـف العمل البطـولي الذي قمت به حتى يتلائم فعلك البطولي مع مفردات عصرنا الحالي .
لكننـا نعلم وندرك جيدا ً وبالملمـوس إن أولـئك والمعاصـرين لم يسـتطيعوا تعطيـل مسـيرة الحيـاة مثلمـا عطلهـا المـرائين والمنافقيـن من خونـة الدين والدنيـا , المسـتغلين لعواطـف محبيكم ومريديكم , والذين بدلا ً من أن يقدموا لهم مقومات حيـاة ٍ أفضـل , وهم يحكمونهم اليوم ( بعد أن ولـت الطواغيت وجاءت الدولـة التي يعز الله بها الأسلام وأهله ويذل بها الكفر وأهله كما كنا نطرب لسمـاع هذا الدعـاء بلكنة أعجميـة وعلى مـدى سـنوات طـوال ) , مسـاكن جيدة ومدارس لأولادهم وماء ً صالحا ً للشـرب إلى طاقـة كهربائية كافية لسـد إحتياجهم منها وليس فائضة ً عن الحاجـة كمـا هم ملحوظ في أكثر الدول تخلفا ً في العالـم , والتي صار العراق اليوم بفضـل قيادة أدعياء موالاتكم لـه متصدرا ً لقائمـة الدول الأكثر خطرا ً وتخلفا ً وفسـادا ً في العالم .
صاروا يقدمون لـه البدعة تلو البدعـة , زيارة مليونية راجلة بمناسـبة وفاتكم , وأخرى مليونية راجلة بمناسـبة ولادة حفيدكم ( عج ) وثالثـة بمناسـبة أربعينيـة جدكم ( ع ) , حتى لـو إنـك تصـديت لحسـابها , والنظـر إلى عطـل الحـال الـذي أصـاب دولة العراق في ظل حكم هؤلاء , لوجدت نفسـك في حاجـة إلى تقديم طلـب رسـمي مقرونـة بشـفاعة جدكم ( ص ) إلى العلـي القديـر لتمديـد السـنة الأرضـية بضـعة أيام تعطيـل ٍ أخرى .
زيارة مرقدكـم الطاهـر سـتكون يوم غـد ( الخميـس ) لكـن الحيـاة هنـا في بغـداد شـبه معطلـة منـذ ثـلاثة أيام وتعطلـت اليوم بنسـبة خمسـة وسـبعين بالمئة ( يعنـي ثلاثة أرباع على أيامكم يوم لم تك النسـب معروفة في علم الحسـاب ) ومؤمـل أن تتعطل بالتمام والكمـال يوم غـد وإلى أن تنتهـي الزيـارة يوم الجمعـة , أما في محافظـات يقول الأدعيـاء إنها كانت بائسـة أيام الطاغيـة المقبـور لكـن بؤسـها اليوم يصـرخ بوجـه السـماء , وأعنـي بذلـك المحافظـات الجنـوبية , فإن الحيـاة قد تعطلت منـذ أكثر من أسـبوع , بدليـل إن أحد القادميـن لحضـرتك الشـريفة الطاهـرة قال اليوم وفي التلفزيون ( جهاز شـيطاني كافـر ) بأنـه أنطلق وزملائه من محافظة واسـط ( الكوت على أيامنا ) منذ أكثر من ثمانية أيام .
ولنفترض جـدلا ً يامولاي إن هـؤلاء جميعا ً يعملـون وقد إنقطعـوا عن ( عبادتهم ) , رغـم معرفتنا التامـة بأن معظمهم في ظـل حكومتنـا الرشـيدة ( الله يرحم رحيـم المالكـي ) هـم ( حدايـق .. كما وصفهم أحد سواق التاكسي المتذمرين من وقفة الحال ) وهذا مصطلح آخـر لم يكـن معروفا ً على أيامكـم وفي مفردات ( اللوتية ) هـذه الأيـام يعني أصحـاب الجيـوب الخاليـة والتي تعنـي أيضـا ً إنهـم عاطلـون عن العمـل , السـؤال الـذي يلج في نفسـي وأريد طرحـه على مقامكـم العالـي , ماذا سـيكون موقفكم أمام جدكم ( محمـد ) إذا ما سـأل ( ص ) من الذي عطـل الحيـاة في بلـد كهـذا ؟
بـل ما لذي سـأقوله أنا لرب عملـي الذي لم أسـتطع الوصول إليـه لأن الأدعيـاء وذراعهم المسـماة ( قيادة قـوات بغـداد ) قاموا بقطـع الشـوارع الرئيسـية في بغداد أمام وسـائط النقل كافـة لتأمين سـلامة وتسـهيل مرور زوار مقامكم الرفيع ( الذين هم في معظمهم كما سـبق وأن وصفنا .. تصور يامولاي نحـن في القرن الأول من الألفية الثالثة ... وبلاد الكفر تقفز قفزات علمية هائلة .. تتقدم في عام عنا مسـيرة قرن .. ونحـن نتأخـر عنهـا في نفس المدة مسـافة دهـر ) من راكبي الخيـول والبعران ومرتدي أزياء ألف عام خلت وقادمين سـيرا ً على الأقدام ولمدة عشـرة أيام من أقضية ونواحـي محافظـات الجنـوب .
فـي وقـت ٍ تتحجج هذه القيـادة وتتعكـز على الوضع الأمني السـئ لمنع منظمـة مجتمع مدنـي ( وهذا أيضا ً لم يكـن معروفا ً في عهـدكم ) من القيـام بمسـيرة لا تتجاوز في أعـداد المشـاركين فيها سوى ما نسـبته واحد في العشـرة آلاف من المشـاركين في زيارة مرقدكم الشـريف في الكاظميـة أما مسـافة سـيرها فهـي لاتشـكل سـوى واحـد من كل ألف ألف متر يقطعها الزوار فهـي تنطلق من سـاحة الفردوس ( لم تكن موجودة في أيامكم ) إلى سـاحة التحرير أي إنها أقل حتى من المسـافة بين جامع براثا وضريحكم الطاهر .
حصلت المنظمة المذكورة على الموافقات الأصولية من وزارة الداخلية وحسـب نص البرقية المرقمـة 5236 في 7 / 4 / 2010 المرسلة إلى قيادة قوات بغـداد طالبة ً تأمين الحماية اللازمة للمسيرة لكن ذراع الحكومة المنتهية ولايتها رفضت القيام بالمسيرة , وأسمح لي سـيدي و مولاي أن أنقل لكم مقطعا ً من بيان المنظمـة بهذا الشـأن :
" إن قيـادة قوات بغـداد تقوم بحماية المناسـبات الدينية والمناسبات التي تنظمها أطراف مؤيدة وموجودة داخـل العملية السـياسية ولا تتذرع سـاعتها بالحجج الأمنية , إلا إنهـا لا تمتنع فقط عن حماية المسـيرات والتظاهرات ( التي يجب أن تكون من صلـب واجباتها ) , بل تمنـع من الأسـاس تنظيـم الحركـات الإحتجاجية الرافضة للإحتـلال والعملية السـياسية التي فرضها على المجتمـع " .
إلى هنا أنتهى الأقتباس ياسـيدي .. الآن أنا أتسـائل هل وجـد في شـريعة جـدك حديث أو آية دون أن يشـير فيها إلى العـدالة والتسـاوي في الحقـوق والواجبـات بين أفراد المجتمع ؟ وهل هناك واجب أقدس من أن تحتج وتناضل ضد المحتل حتى ولو بأضعف الأيمـان ؟ وهل هناك من حق بالحمايـة أقدس من هـذا حتى تتخلى عنه قيادة عمليات بغـداد لا بل تمنع قيامه !!!
هذا كلـه يحدث ويحصل ليعلق الأدعياء صورهم جنب صوركم الكريمـة في محاولة بائسـة لأسـتغلال المناسبة لمصلحتهم السـياسية الضيقة , ( وليظهـر من يظهـر من مسـؤولي قيادة قوات بغـداد على شـاشات التلفزيون معلقا ً كل هـذه الفوضى في رقبـة محبيكم المسـاكين مصورا ً للعالم بأنه إنما يؤدي واجبه ولكن الزوار هم من يصنع الفوضى والإزدحامات في الشـوارع ) باذخيـن المليارات على المسـتلزمات من صور وأعلام وأضوية ونصب السـرادقات وعلى الميـاه والحلـوى والطبـخ لملايين الراجلين من النسـاء والرجـال , من الذين تركـوا منازلهم لأيـام عديدة , سـؤال آخر يا مولاي لو أتسع صدرك لي .. كم مدرسـة ً كان ممكـن بنائها بهـذه المليارات ؟ كم منزلا ً واطـئ الكلفة يليق بحياة ٍ كريمـة لهؤلاء كان ممكنا بنائه ؟ كم محطـة كهرباء ثانوية القدرة كان ممكنا ً بنائها ؟ كم مشـروعا ً لتصفية وتعقيم الميـاه كان ممكنا ً إقامته بها ؟ ..... كم ( وأرجـو أن تكظم غيظـك الآن ) مسـرحا ً أو مركـزا ً لتنمية قدرات الشـباب كان ممكنا ً بنائها بهـذه المبالغ .
وفي الختام ياسـيدي ... ماهـو حكـم الإسـلام فيمـن تترك بيتها لكل هـذه الأيـام وتبيـت خارج منزلها .. أرجو أن لاتقول لي ما يقولـه اليوم الأدعياء و وليهم اللا فقيه .. إنها محبتنا أهل البيت هي التي أخرجتها ونحـن سنشفع لها يوم القيـامـة حتى وإن ألقت بأرقام تلفوناتها على قارعـة الطريـق أو لدوريات الحماية التي ثبتتها قيـادة قوات بغـداد لحمايــة !!!!! الزوار .
ليشـهد الله وجدكم محمد بأني لكم من المحبين والناصـرين كما ناصـرت في حيـاتي البائسـة هـذه كل مظلوم ودافعت عن قضيـة الشـعب التي جعلتها وقفا ً لهـذه الحيـاة .. وإنـي من المعادين والكارهيـن لكل زيف وريـاء يتلبسـه السـياسون بكل فئاتهم وطبقاتهم ليضحكوا به على ذقون الجيـاع والمحرومين .



#عامر_الدلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاتل القتلة .... الخالد عبر محطات الزمن
- بؤس الأماني ... في دولة اللادولة ....!!!!!
- في شمعة الحوار المتمدن السابعة لتمض مسيرة النور ..... ولتنقش ...


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الدلوي - رسالة مفتوحة إلى الإمام موسى الكاظم ( ع )