أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نايف حواتمة - حواتمة يدعو إلى تطوير شعار -الشعب يريد إسقاط الانقسام- إلى -الشعب يريد إسقاط الانقساميين-















المزيد.....


حواتمة يدعو إلى تطوير شعار -الشعب يريد إسقاط الانقسام- إلى -الشعب يريد إسقاط الانقساميين-


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 13:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


حوار مع فضائية "النيل لايف"
مقدمــة:
خلال هذه الأيام تمر الذكرى الثالثة والأربعين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ بقيادة المناضل الثوري الدكتور نايف حواتمة؛ وهو من أوائل القادة الفلسطينيين الذين دعوا إلى حل الأزمة عن طريق التسوية السياسية، عن طريق قرارات الأمم المتحدة، عن طريق التفاوض مع الجانب الإسرائيلي، ومعروف عنه جداً أنه فيلسوف الثورة الفلسطينية، ومن أبرز اليساريين العرب وهو ينتمي إلى حركة القوميين العرب.
وفيما يلي نص الحوار:
س1: قمت حضرتك بزيارة قصر الأندلس محل إقامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء (22/2/2012) ما هو أهم ما تم مناقشته خلال هذه الزيارة ؟
نحن التقينا الأخ محمود عباس (أبو مازن) مع فريق الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومعه فريق حركة فتح في إطار العمليات التحضيرية للاجتماع الشامل، الذي جمع جميع الفصائل الفلسطينية وعدد من الشخصيات المستقلة، عقدنا ثلاثة جولات تحضيرية للاجتماع الشامل، ثم انتقلنا للاجتماع الشامل للقضايا الرئيسية التي ناقشناها هي القضايا التالية، وأبو مازن قدم مداخلة سياسية وأشار إلى القضايا بعناوينها، وبعده مباشرة كانت المداخلة لي شخصياً، وقدمت القضايا بعناوينها الكبيرة وبإيضاحات لها، والهدف من الاجتماع هو تطبيق اتفاق 4 أيار/ مايو الذي توصلنا له في القاهرة 2011 بالحوار الوطني الفلسطيني الشامل، ووقعنا عليه؛ ومعطّل عن التنفيذ حتى الآن بسبب الإشكاليات الداخلية بين فتح وحماس، وإشكاليات مضافة حماس ـ حماس، ولذا علينا أن نرتقي لنقدم لشعبنا مجموعة من الخطوات الملموسة، وفي الخطوة الأولى بعنوانها الكبير "برنامج سياسي موحد" لجميع القوى والفصائل الفلسطينية، وخاصةً بعد أن انتظمت حماس والجهاد الإسلامي في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ومنظمة التحرير عبارة عن جبهة وطنية عريضة للشعب الفلسطيني؛ ائتلافية تتشكل من كل القوى والفصائل والتيارات الفكرية والسياسية في الحركة الوطنية الفلسطينية.
إذاً نحن بحاجة إلى برنامج سياسي موحد؛ يستند إلى اتفاق 4 أيار/ مايو 2011 الذي وقعنا عليه بالقاهرة هذا أولاً، وثانياً: علينا أن ننتهي من صياغة قانون واحد للشعب الواحد بالعودة إلى الشعب بانتخابات شاملة تتناول المجتمع، وتتناول المجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية وصلاحياته في حدود الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، وتتناول المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية؛ التي تشكل الإطار الشامل والجامع للجميع، ويجب أن تكون هذه القوانين الانتخابية بموجب التمثيل النسبي الكامل، والعنوان الثالث: ضرورة التوافق في الخط وفي الهجوم السياسي الذي بدأنا بالجمعية العامة للأمم المتحدة في 23/9/2011، حتى ننتزع اعتراف من الأمم المتحدة بأغلبية الثلثين بدولة فلسطين بحدود 4 حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس، حتى ننتهي من صيغة المفاوضات التي طالت عشرين عاماً دون أن تصل إلى نتيجة، وبالتالي يصبح هناك مرجعية جديدة محددة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالمفاوضات التي يمكن أن تُستأنف في يوم ما. وأيضاً أن نشكل حكومة توافق وطني بين الجميع نتجاوز فيها الجزئيات الصغيرة والتي نشبت من جديد داخل حماس وبين حماس وفتح؛ ومهمة هذه الحكومة انتقالية، والإشراف على العودة للشعب بانتخابات شاملة؛ تقوم على التمثيل النسبي الكامل، وأيضاً العمل على فك الحصار عن قطاع غزة، ومحاولة إعمار قطاع غزة. والعنوان الكبير الأخير هو: ضرورة وضع خطة اجتماعية ـ اقتصادية لتعزيز صمود شعبنا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مخيمات اللجوء والشتات، هذه هي القضايا الكبيرة التي ناقشناها ولكن من المحزن أن أقول بوضوح للجميع؛ لشعب فلسطين ولشعب مصر؛ ولكل الشعوب العربية ولكل القوى المحبة للسلام والعدالة وحق تقرير المصير للشعوب؛ أننا انتهينا إلى لا شيء لماذا ؟ لأننا أغرقنا بقضايا جزئية صغيرة بين فتح وحماس ومنها حكومة التوافق الوطني برئاسة أبو مازن، وكان هذا اقتراح من خالد مشعل وأمير قطر وحماس وضعت سلسلة اشتراطات عليه غير مقبولة على أحد؛ لأنها مرةً أخرى تعيد إنتاج الانقسام ونحن نريد أن ننتهي من الانقسام ونبني الوحدة الوطنية؛ وانشغلنا أيضاً بقضايا جزئية لها علاقة بإطلاق سراح المعتقلين بين حماس وفتح؛ والمصالحة المجتمعية، ولذلك القضايا الكبيرة انتهينا فيها إلى لا شيء وهذا محزن جداً، وهذا يؤشر مرةً أخرى أن الأفكار الباطنية التي ما زالت قائمة داخل صفوف قيادة فتح وداخل قيادة حماس لا تصل إلى درجة جادة بضرورة إسقاط الانقسام، وإعادة بناء الوحدة الوطنية على أساس القضايا الخمس الكبرى التي ذكرناها.
س2: ما هو السبب الذي أدى إلى ذلك مع أننا تخيلنا بأن هذه الحوارات ستؤدي بشكل أو بآخر إلى الوحدة الوطنية وبناء الوحدة الوطنية، لماذا وصلنا إلى ذلك ؟
وصلنا إلى ما وصلنا له، فهناك سلسلة من الاعتقال المتبادل بين فتح وحماس في كل من الضفة وقطاع غزة؛ وسلسلة من التضييق على الحريات بل حتى مصادرة الحريات بنسب متفاوتة بين رام الله وغزة، وكذلك الحال قضايا جزئية بحق التنقل بين غزة والضفة، وأن تعمل لجنة الانتخابات المركزية على إعداد لوائح الاقتراع ولوائح الشطب، حتى ننتقل إلى العودة للشعب ونحدد سقف زمني قريب للانتخابات؛ على أساس قوانين التمثيل النسبي الكامل. ومن المحزن أن أقول جاءت اشتراطات جديدة بعد أن كان الاقتراح من خالد مشعل وأمير قطر أن يتحمل أبو مازن مسؤولية رئاسة الحكومة، وحماس طرحت اشتراطات جديدة أعلنت على لسان قادتها بقطاع غزة أولاً: أن يقسم اليمين أمام المجلس التشريعي المعطل شخصياً. وثانياً: أن يكون لحماس 51% من مجموع الوزارة. وثالثاً: أن يكون بيدها وزارة الداخلية والعدل والمال. ورابعاً: أن يكون لحماس أن تسمي نائب لرئيس الوزراء، وهذا كله غير ممكن ولم يوقع في اتفاق الدوحة الذي تم التوقيع عليه بين عباس ومشعل بحضور أمير قطر، ولذلك هذه الجزيئات كلها هي التي عطلت، بينما كنا متفقين قبل أن نأتي إلى الاجتماع. وبالأعمال التحضيرية التي جرت بيني وبين الأخ أبو مازن.
هذه هي العناوين الخمس الكبيرة التي ذكرت؛ هي التي يجب أن تكون موضوع بحثنا وفعلاً طرحتها، وكانت موضوع البحث، وكان هناك إجماع من 12 فصيل فلسطيني بما فيه فتح وأبو مازن الذي شدد على ما قلته ومن الشخصيات المستقلة، بأن ما طرحته هو الذي يجب أن نعمل به، وفعلاً تم صيغة بيان أولي طرح على الاجتماع؛ ولكن جاءت الاعتراضات نتيجة للقضايا الجزئية الصغيرة؛ بأنه علينا أن نتمهل قبل أن نعلن هذه القرارات حتى نحل القضايا الجزئية بين فتح وحماس، والمشكلات المتعلقة بالاشتراطات الحمساوية على أبو مازن، ثم أن حماس ما زالت تتحفظ على قانون التمثيل النسبي الكامل، ولقد جربنا نحن القانون المختلط وكان كارثة سبع سنوات عجاف؛ جاء بالانقسامات المدمرة والرابح الأكبر دولة الاحتلال "إسرائيل" وزحف الاستيطان، والخاسر الأكبر الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وكل الشعوب المحبة للسلام وفي العالم، وحق تقرير المصير.
الذي يتحمل المسؤولية الكاملة بهذا؛ مرةً أخرى تفتعل إشكالات جزئية داخل حماس وبين قيادة حماس، وإشكالات جزئية بين فتح وحماس تعطل القضايا الكبيرة، ولذلك اتفاق 4 أيار/ مايو 2011 الذي وقعنا عليه بالقاهرة اتفاق معلق تسعة شهور كاملة، ومن المفترض أن نتقدم بالخطوات الملموسة، ولذلك استقبال الشعب الفلسطيني بالإحباط ويأس النتائج، لأن النتائج انتهت إلى لا شيء بالقضايا الرئيسية نتيجة للصراع على السلطة والنفوذ بين فتح وحماس بدلاً من الالتزام بقضايا الوحدة الوطنية وبرامج الوحدة الوطنية التي وقعنا عليها وكان الرقم لاتفاق 4 أيار/ مايو 2011 هو البرنامج رقم 4 على امتداد سبع سنوات عجاف من الانقسام المدمر.
لا نريد العودة للانقسام والاشتراطات التي وضعت بشأن تشكيل الوزارة؛ كلها تشير بأنها ستعيد إنتاج الانقسام، وحتى ننتهي من الانقسام يجب أن نعود للشعب بانتخابات للمؤسسة التشريعية للسلطة الفلسطينية وللمؤسسة البرلمانية الشاملة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج في منظمة التحرير على أساس التمثيل النسبي الكامل، كما أن التجربة المصرية بالنظام الانتخابي المختلط تدلل على المزيد من زرع الانقسامات في الحياة المصرية، بدلاً من أن يتقدم الوضع عملاً ثورة 25 كانون الثاني/ يناير (عيش، كرامة، ديمقراطية تعددية وعدالة اجتماعية)، هذا لا يمكن أن يتم إلا بوحدة الشعب على أساس قانون جديد يقوم على التمثيل النسبي الكامل كما فعلت تونس بعد الثورة، وكما فعل المغرب الأقصى، وكما سيفعل اليمن لأنهم اتفقوا في إطار التسوية الداخلية السياسية اليمنية ـ اليمنية أن الانتخابات البرلمانية ستكون بالقوائم المغلقة 100% تمثيل نسبي كامل.
س3: نستطيع القول أن حماس وحدها رفضت التمثيل النسبي الكامل للتشريعي صراعاً على السلطة ؟
الأخوة في حماس؛ وكنا قبلها قد اختلفنا مع الأخوة في فتح عندما ناضلنا؛ ونحن الذين قدمنا اقتراحات ومبادرات العمليات الانتخابية بالعودة إلى الشعب بالتمثيل النسبي الكامل؛ ووصلنا إلى نتيجة البلديات، الجامعات، المؤسسات الاجتماعية والنقابية، تمثيل نسبي كامل 100% بالقوائم المغلقة والمجلس الوطني لمنظمة التحرير، البرلمان الموحد 100% تمثيل نسبي كامل، وبشأن المجلس التشريعي حيث السلطة والمال والنفوذ؛ فتح في حينها هي التي رفضت ثم وصلنا إلى نتيجة قانون مختلط 50% تمثيل نسبي، 50% دوائر فردية.
جاء الانقسام وجاءت الانقلابات السياسية والعسكرية على يد كل من فتح وحماس مما دمّر العملية الانتخابية؛ وسبع سنوات في الحالة الانقسامية، والآن شعبنا على ضوء إيقاع ثورة 25 كانون الثاني/ يناير في مصر؛ والثورات العربية الأخرى نزل بعشرات الألوف بقطاع غزة والضفة "الشعب يريد إسقاط الانقسام" وعلى أساس قانون انتخابات يقوم على التمثيل النسبي الكامل؛ وصلنا مع حماس 12 فصيل ورفعنا النسبة إلى 75% تمثيل نسبي كامل و25% دوائر فردية، كان هذا في آذار/ مارس 2009 بالقاهرة بالحوار الوطني الشامل، والآن يتضح من التجربة الفلسطينية وكذلك الحال من التجربة المصرية الانتخابية بالقانون المختلط، بينما التجربة التونسية والمغربية جرت على أساس تمثيل نسبي كامل؛ تجارب ناجحة جمعت كل القوى والتيارات، ووضعوا الثورة عندهم على سكة السلامة، بما يلبي ما طرحته الثورة في الميادين، بينما عندنا مازالت المسألة معقدة، والآن 12 فصيل والشخصيات المستقلة باجتماعات الأربعاء والخميس؛ أجمعت كلها على التمثيل النسبي الكامل لكل المؤسسات الفلسطينية، فقط خالد مشعل الذي اعترض وطلب مهلة شهراً أو شهرين من الزمن، والآن تعمل لجنة منبثقة عن اللجنة العليا من أجل وضع قانون انتخابات واحد للشعب الواحد؛ كل المؤسسات بالتمثيل النسبي الكامل حتى نبحث ونقر هذا بالاجتماع القادم للجنة القيادية العليا، لتطوير كل النظام السياسي الفلسطيني، فنحن تحت الاحتلال وغزو الاستيطان الاستعماري، ونحن نحتاج إلى كل الفصائل والقوى وكل النقابات والاتحادات وكل الشخصيات في إطار موحد على أساس برنامج سياسي موحد، والعودة للشعب ـ كما قلت ـ وحكومة وحدة وطنية، والآن حكومة التوافق الوطني تأجلت بفعل اشتراطات حماس على محمود عباس، ولذلك أعتقد طالما تأجلت علينا أن ندعو إلى حكومة جديدة برام الله؛ تنتبه لقضايا الجوع والفقر والبطالة، وسحب اليد الفلسطينية العاملة بالمستوطنات، لأن المستوطنات بالضفة الفلسطينية ـ بصراحة كاملة أقول لكل شعوبنا العربية ـ تبنيها عمالة فلسطينية، ولذلك يجب وضع خطة اقتصادية ـ اجتماعية جديدة، لحكومة جديدة في رام الله تلبي هذه القضايا إلى أن يحين وقت نتمكن فيه من تشكيل حكومة موحدة، ونسقط الحكومتين: الحكومة في رام الله، وحكومة حماس في غزة لصالح حكومة الوحدة الوطنية ببرنامج هذه العناوين الكبيرة.
س4: كلنا يتمنى أن يحصل ذلك؛ ليصبح هناك حكومة وطنية سواء فلسطينية أو مصرية هذا من الجانب الفلسطيني، ومن الجانب الإسرائيلي من خلال العشرين سنة التي مضت هل كان أي شيء تقدمت به "إسرائيل" من أجل السلام ؟
إطلاقاً ومن هنا مرة أخرى وشخصياً أعلنت وناشدت الأخ أبو مازن؛ بأن لا يذهب إلى المفاوضات الاستكشافية التي عقدت خمسة جولات في عمان؛ برعاية ممثلي الرباعية الدولية وطوني بلير أيضاً المندوب من الرباعية الدولية، خمس جولات عقدت في عمان بين الفريق التفاوضي الفلسطيني برئاسة صائب عريقات والفريق الإسرائيلي برئاسة اسحاق مولخو مدير مكتب نتنياهو؛ لم ينتج عنها شيء إطلاقاً، لأن حكومة نتنياهو ترفض الاستجابة لنداء الرباعية الدولية بأن تقدم خرائطها للحدود وقضايا الأمن والربط بين هذه المعادلة: الحدود والأمن، بينما الفريق الفلسطيني قدم خرائطه وأوراقه إلى الرباعية الدولية. حكومة نتنياهو رفضت ذلك ووعدت أن تقدم هذا في آذار/ مارس القادم، بمعنى كسب المزيد من الزمن لانفلات زحف الاستيطان على القدس الذي يجري تهويدها وعلى الضفة الفلسطينية وهي جوهر القضية الفلسطينية، لذلك طرحنا على اجتماع الأربعاء والخميس بالقاهرة وبحضور كل هذه الفصائل والشخصيات ضرورة استئناف الهجوم السياسي الفلسطيني بأن نعود إلى مجلس الأمن ونعود إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ونطرح عليها مشروع قرار قبول دولة فلسطين عضواً بالأمم المتحدة، حدودها 4 حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس العربية المحتلة 1967، فنحل المرجعية بقرار جديد من الأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة لتشكل الإطار السياسي والإطار العملي للمفاوضات من نوع جديد تقوم على القرار الدولي الجديد الذي عليه إجماع، وهذا القرار نحل مشكلة أننا دولة وحدودها 4 حزيران/ يونيو وليست حدود متنازع عليها بيننا وبين الاحتلال وعاصمتها القدس، وليس قرار حكومات "إسرائيل" بضم القدس الشرقية والقدس الكبرى إلى دولة "إسرائيل"؛ فضلاً عن الأطماع التوسعية بالضفة الفلسطينية وبتعبير أخرى لم يبقَ من الضفة الفلسطينية ما يكون صالح لدولة متصلة قابلة للحياة، ولذلك علينا أن نستأنف هجومنا السياسي، وأيضاً هذا جرى التحفظ عليه.
بمعنى آخر؛ الأمور غير ناضجة بفتح وحماس لإسقاط الانقسام، فهناك أناس مستفيدون من بقاء الانقسام مصالح جزئية مالية واقتصادية ووظيفية، ولذلك تتشبث بإعادة إنتاج الانقسام، وأمامهم الضغط الجماهيري "الشعب يريد إسقاط الانقسام"، وأنا أدعو أن يطوّر الشباب والمرأة والشبيبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وكل القوى الحيّة في الأرض الفلسطينية وفي المخيمات الفلسطينية من شعار "الشعب يريد إسقاط الانقسام" إلى "الشعب يريد إسقاط الانقساميين"، حتى نحل هذه المسألة ولا نبقى معلقين في الهواء، بينما غول زحف الاستيطان يتسع في اليومي، والآن يجري بناء عشرة آلاف وحدة سكنية بالضفة الفلسطينية، فضلاً عن الألوف المؤلفة بالقدس العربية، وأقول للجميع: القدس الآن تحت التهويد وشبه كامل، وبقي بيد العرب من القدس العربية 15% وأغلبية القدس الشرقية أصبحت مهودة بـ 300 آلاف مستعمر مستوطن، والمناطق المختلطة الباقية يجري محاولة استكمال تهويدها وتسفير العرب المقيمين عليها، فالمخاطر كبرى؛ وعليه مرةً أخرى السلاح الأساس بيدنا هو الوحدة الوطنية على الأسس الخمسة الكبيرة التي ذكرت.
س5: كيف ترى الوضع في فلسطين الآن؟ أو كيف ترى مستقبل فلسطين بعد كل الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى الآن وهناك تهديد باقتحام المسجد الأقصى ؟
المسجد الأقصى يدخل في الإطار المقدس؛ بنظر شعب فلسطين والشعوب العربية والمسلمة، وكل محبي السلام في العالم، والمسجد الأقصى هو ممر ولكن يجب أن ننتبه أن القدس المحيطة بالمسجد الأقصى يجري تهويدها بالكامل. هنا الخطر الأكبر حتى يبقى الأقصى ممر يمر فيه المصلون، وبالتالي يجب أن ننتبه إلى الأخطار الحقيقة، والأخطار الحقيقية حلها في إسقاط الانقسام والعودة إلى الشعب بانتخابات تمثيل نسبي كامل في إطار برنامج سياسي جديد وفي إطار برنامج اقتصادي ـ اجتماعي جديد، وحكومة وحدة وطنية، وإذا لم نخطو هذه الخطوات لن يستجيب لنا الشعب عندما ندعوه إلى المقاومة الشعبية؛ إلى انتفاضة جديدة سلمية جماهيرية كما الانتفاضة الكبرى عام 1987 ـ 1993، لأن الشعب الآن في "مربع انعدام تقريبي" لقيادات الفلسطينية ومصداقية القيادات الفلسطينية. بعد أن اجتمعنا بالقاهرة انخفضت أكثر فأكثر في صف الشعب، ولذلك لن يلبي نداءات هذه القيادات، وحتى يلبي يجب أن نبدأ بالقضية المفتاحية إسقاط الانقسام بالعودة للشعب بقوانين تمثيل نسبي كامل حتى عندما ننادي الشعب نناديه على أساس برنامج سياسي موحد وبرنامج اقتصادي واجتماعي جديد عادل منصف يوزع المسؤولية بما يلبي الصمود والنهوض من جديد وحكومة وحدة وطنية.
س6: إذاً المصالحة الوطنية الفلسطينية هي الحل في الوضع الحالي ...
حضرتك في تصريح لك قلت أن 2012 هو "عام ميت سياسياً" ماذا كانت تعني عبارة "ميت سياسياً" ؟
نعم هذا صحيح؛ قلت هذا وأعلنت هذا ولكن أضفت جملة "عام ميت سياسياً" على الجبهة الإسرائيلية ـ الأمريكية، فحكومات "إسرائيل" وحكومة نتنياهو لا تريد السلام، ولا تقدم أي خطوة باتجاه السلام، ولا أي إشارة اتجاه السلام، فأطماعها التوسعية باستكمال تهويد القدس وزرع الضفة الفلسطينية بشبكات من المستوطنات لتحويل التجمعات الفلسطينية إلى كانتونات، وبالتالي منع وسدّ الطريق على بناء دولة فلسطينية قابلة للحياة، وعلى الجبهة الأمريكية العملية الانتخابية والانشغالات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة.
ولكن بالنسبة لنا، بالنسبة لحركة التحرر الوطني دائماً في عمر الشعوب؛ التي ناضلت من أجل الحرية، والاستغلال عن الاستعمار عن الأجنبي وإنهاء الاحتلال؛ كانت سنة الانتخابات الأمريكية، سنة استثنائية ثمارها كثيرة إذا حَسُنَ استخدامها، بمعنى أن ننهض بشعبنا بالخطوات الكبرى التي ذكرت، ويتحول شعبنا إلى حالة من المقاومة الشعبية الشاملة الجماهيرية باليومي، مما يؤدي إلى تحريك كل الحالة العالمية من جديد كما تحركت كل الحالة العالمية بما فيها الأمريكية، كذلك في سنة انتخابات بثورة 25 كانون الثاني/ يناير المباركة في ميدان التحرير وميادين المدن المصرية، كما تحرك الشعب باليومي بمئات الألوف الملايين كما وقع في تونس والمغرب الأقصى، وكما وقع باليمن.
ولكن بالمناسبة في اليمن الإدارة الأمريكية وبعض الدول العربية المعينة غطّت علي عبد الله صالح 11 شهراً لم تطالبه بأي خطوة، ولكن أمام صمود الشعب ونهوضه، وهذه سنة انتخابية أمريكية اضطر الأمريكان أن يتدخلوا وكذلك الاتحاد الأوروبي وكذلك الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية سياسية تؤدي إلى إنهاء حكم علي عبد الله صالح، وإعادة بناء المجتمع ومؤسسات الدولة بهيكلية جديدة تلبي مطلب الثوار بصنعاء وعدن وحضرموت وصعدة، وهكذا؛ أي سنة الانتخابات الأمريكية؛ سنة يمكن أن تستثمر على يدنا كما استثمرت على يد حركات التحرر الوطني في العالم، لأنه على جبهة الإدارة الأمريكية وجبهة حكومات "إسرائيل" عاماً سياسياً ميتاً، ويريدوننا أن نكبل أنفسنا عند هذه الحالة التي يريدون أن يشتغلوا بها بعيداً عن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي؛ حضورنا على الأرض وفي الميدان وفي اليومي يشترك ويستدعي أن ننجز ما قلته بهذا الأمر؛ حتى ينهض الشعب ونعيد تجديد العلاقة على درجة عالية من المصداقية بين القيادات الفلسطينية وجماهير الشعب عندئذٍ هذا العام سيتحرك كثيراً جداً بالإدارة الأمريكية وفي العالم كله، أما إذا بقينا هكذا فهو "ميت سياسياً"، بمعنى أن الإدارة الأمريكية لن تتحرك، والإدارات الإسرائيلية ليست في وارد مشروع سلام ...



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في حوار خاص
- حواتمة في حوار شامل حول المعضلات الفلسطينية
- حواتمة: -2012 العام الميت سياسياً-
- الحالة الفلسطينية، الانتفاضات والثورات العربية مراجعة نقدية
- حق تقرير المصير للإثنيات القومية، وللمجتمعات حق المساواة في ...
- حواتمة:ثورات تونس، مصر، ليبيا لم تكتمل ... دساتير جديدة ودول ...
- حواتمة: لا تراجع تحت الضغط الأمريكي وهستيريا حكومة نتنياهو و ...
- استحقاقات الشعوب لا يمكن أن يفر منها بلد عربي
- نايف حواتمة : كل الشعوب العربية تعاني من الاستبداد والفساد
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- - الحلقة السادسة والأخيرة
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- (الحلقة الخامسة)
- اتفاق 4 أيار/ مايو إجماع وطني على إسقاط الانقسام
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- (الحلقة الرابعة)
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- الحلقة (3)
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- الحلقة الثانية
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة-
- حواتمة في حوار مع صحيفة -اليسار والتقدم- اليونانية
- الشعوب في الميادين ... واليسار من القيم والرؤيا إلى النهوض ا ...
- كلمة الرفيق نايف حواتمة في المهرجان السياسي المركزي في ملعب ...
- النهضة العربية الكبرى قادمة والتغيير قادم


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نايف حواتمة - حواتمة يدعو إلى تطوير شعار -الشعب يريد إسقاط الانقسام- إلى -الشعب يريد إسقاط الانقساميين-