أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - كوردستان العراق بين الخطوط الحمراء والضوء الأخضر















المزيد.....

كوردستان العراق بين الخطوط الحمراء والضوء الأخضر


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 1076 - 2005 / 1 / 12 - 09:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كوردستان العراق
بين الخطوط الحمراء والضوء الأخضر
جان كورد
كما أن الموقع (المكان) هام جدا بالنسبة للمحلات التجارية، كأن يكون قريبا من المسالك الرئيسة أو مركز المدينة، فإن موقع أي حركة تحرر وطنية أيضا يؤثر في نهوضها أو في انعزالها سلبا أو إيجابا، فالقضية الفلسطينية تقع في قلب العالم العربي وعلى مقربة من أهم مضيق في العالم (قناة السويس)، ولذا فإن وضعها أفضل بكثير من وضع حركة ما في جنوب شرقي آسيا أو في القارة الأفريقية، إلا أن هذا لا يعني ضرورة أن تصل حركة لها موقع استراتيجي عالمي إلى أهدافها تلقائيا أو بشكل أسرع من الحركات الأخرى. وقد رأينا كيف حققت شعوب استقلالها على الرغم من موقعها الاستراتيجي الأقل اثارة دولية مثل شعب تيمور الشرقية عن أندونيسيا، إذ لعبت المصالح الدولية في فترة زمنية قصيرة دورا إيجابيا ومؤثرا في اتجاه حرية تلك الشعوب، وتمكّن قادتها من فهم المعادلة الدولية بسرعة مذهلة واغتنام الفرصة المؤاتية لانتزاع الاستقلال الوطني.
منذ أن أسّس الانجليز والفرنسيون بموجب معاهدتهم الاستعمارية المعروفة بإسم (سايكس – بيكو) عام 1916 دولتي العراق وسوريا فيما بعد، فإن اقليم كوردستان العراق الذي ليست له مرافىء تطل على البحار، ولم تكن له مطارات دولية قبل الآن، كان حتى 9 نيسان 2003، يوم سقوط نظام البعث في بغداد، إضافة إلى الحدود وحقول الألغام والموانع الجغرافية الكبيرة كالأنهار العميقة والجبال العالية التي تفصل بين متحداته الاجتماعية، محاصرا من قبل آيديولوجيات قمعية وعنصرية حاقدة، تسيطر على أدمغة حكام البلدان التي تقتسم بلاد الكورد كوردستان:
1- البعث العربي في كل من سوريا والعراق، وهو حزب جعل من العروبة قفازا ليديه الدمويتين الخانقتين وبشكل يكون فيه التطابق بين لفظي "العربي" و "البعثي" تاما وأبديا...وأثبت أنه مستعد لعناق المحتل الايراني لعربستان والتركي للاسكندرونة مقابل رفض الاعتراف بالوجود الكوردي الطبيعي في المنطقة... وهذا ما يجعلنا نشك في صدق دعواته المتعلقة بالوحدة الوطنية والاستقلال الوطني...
2- الطورانية التركية التي جعلت من مصطفى كمال آتاتوركا (أبا للأتراك) ومعبودا ومن العسكريتاريا درعها الملوّث بدماء الشعوب الأرمنية والكوردية واليونانية والعربية، والتي تكشّر عن أنيابها ومخالبها الحادة لدى ابداء الكورد لأي طموح قومي أو محاولتهم النجاة من "مثلث الموت" المفروض عليهم بسبب ثارات وأحقاد تاريخية لا مجال لذكرها هنا.
وإلى جانب هاتين الآيديولوجيتين- الأولى تأثرّت بالنازية الألمانية والفاشية الايطالية والأخرى تأثرت بها النازية والفاشية على حد سواء- نجد النظرة الضيّقة لملالي الشيعة الفرس الذين حاربوا الشعب الكوردي حربا شعواء منذ استيلائهم على دفة ثورة الشعوب الايرانية عام 1980 في محاولة يائسة لوقف مساعيه من أجل الديموقراطية وحقوقه القومية المشروعة ضمن إطار الدولة الايرانية، وهذه النظرة الباعثة على الحقد والكراهية سببها هو أن الكورد مسلمون سنة، والمسلمون السنة يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية حسب الدستور الايراني ، إذ لايحق للمسلم السني أن يتولّى منصبا رفيعا في الدولة إلاّ إذا غيّر مذهبه إلى مذهب الاثنى عشرية، المذهب الرسمي للدولة. ومن الممارسات المذهبية الحاقدة التي ترتكب ضد الشعب الكوردي ما يثير السخرية والاشمئزاز من هكذا نظام يرتدي قفطان الدين ويتاجر بإسمه ويغتال بإسمه ويتنكر لحقوق شعوب بأكملها بإسم الدين أيضا، ومنها شعب كوردستان الذي عانى طويلا من جرّاء الآيديولوجية التمييزية التي لاتقلّ خطرا على الكورد من حرب التعريب والتتريك والاستيطان التي تمارسها القوى الظلامية ضد الوجود القومي للشعب الكوردي.

كوردستان العراق الذي يردد حوله أنصار ومنسبو هذه القوى المستبدة ليل نهار عبارات كهذه "الدولة الكوردية خط أحمر!!" أصبح في وضع آخر منذ سقوط صدام حسين الدموي، حيث سقط ضلع هام من أضلاع مثلث الموت الرهيب هذا، وهو عمليا في ظل حماية لأقوى دولة في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، ولولا وجود تلك الدولة بجيشها العرمرم في بلاد الرافدين وعاصمة الرشيد بغداد لاقتحمت القوى الظلامية المعادية للكورد وكوردستان بجيوشها العلنية والسرية قلاع الكورد واحدة بعد الأخرى، بهدف تدميرها وسحق كل انجاز من انجازات "الإخوة الأعداء" الذين فهموا بعد تضييع فرص تاريخية عديدة وسنوات طويلة من الاقتتال الدموي أن وحدة الكورد تعني حريتهم وقوتهم واستقلاليتهم في اتخاذ القرار الوطني وفرض احترامهم على الأعداء والأصدقاء.
في هذا الوضع الذي نجم عن لعبة الشطرنج الخطيرة التي حرّك فيها الكورد أحصنتهم بمهارة فائقة بحيث أدهشوا المراقبين السياسيين على المستوى العالمي، يجدر أن يضع قادة الكورد مصلحة شعبهم نصب أعينهم قبل مصالح الآخرين، ويهتموا بالوحدة الكوردية قبل وحدة الآخرين، وبالأمن القومي لشعبهم قبل الأمن القومي للآخرين، ويفكروا كيف يمكن لهم تحريك أحجارهم خطوة تالية نحو النصر، لا أن ينتظروا حتى تزداد الخطوط الحمراء غلظة ووضوحا أو حتى يضاء لهم الضوء الأخضر، فالمهم هو أن توزن القوة الكوردية، السياسية والعسكرية والمادية بميزان حسّاس وتقرأ خريطة السياسة الدولية قراءة دقيقة، وتكون الحركة إلى الأمام حسب خطة مدروسة ويتم اتخاذ الموقف االصحيح في الوقت الصحيح، وليس كنتيجة لاشارة المرور. فإن حلفاء الكورد في العراق وخارجه وأعداءهم أيضا يتحركون أبدا وفق مصالحهم المحددة واستراتيجياتهم وهم يتحركون بموجبها في كل الاتجاهات وينظرون من خلالها إلى أي تصرّف أو موقف كوردي، لا حسب مصالح الكورد، فهنري كيسنجر مثلا- وزير خارجية أمريكا الأسبق- وهو سياسي عريق كان على الدوام حذرا في كل كلمة تخرج من بين شفتيه وبخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط الذي فيه منابع النفط الهامة عالميا، لايفصح عن مكنونات فؤاده اعتباطا وإنما يعبّر في حديثه الأخير حول الوضع العراقي عن مصلحة أمريكية جديدة هي في قيد التكوين، وهذا يجب أن لايغرب عن بال القادة الكورد.
إن انتظار الكورد ضوءا أخضر حتى يتحركوا في دائرته، أو ارتعاد فرائصهم لمجرّد سماعهم تصريحات تركية – ايرانية – سورية ، تهويلية وتشويشية، وما تنسجه مخيلات وزراء خارجية البلدان المعنية من خطوط حمراء وأذرع أخطبوطية، قد يضيّع على الكورد أفضل الفرص التاريخية للتحرّك صوب تحقيق أهدافهم القومية المشروعة في أرض وطنهم كوردستان المحتل والمجزّأ.
إن على قادة الكورد التحرّك بحيث يضطّر من يجد في نفسه القدرة على رسم دائرة الضوء الأخضر إلى التغيير والتبديل والتعديل في استراتيجيته وتكتيكاته الخاصة بالشرق الأوسط بحيث تستوعب مايراه الكورد ضرورة من ضرورات استمرار حياتهم السياسية مستقبلا، وإلاّ فإن الأمة الكوردية ستنظر بعين الحزن والأسى إلى قياداتها وزعمائها وستعتبرهم غير قادرين على استيعاب السياسة الدولية أو تقدير الظرف التاريخي الملائم للقيام بخطوات ضرورية في سبيل تحريرها من الظلم والعبودية والتجزئة.



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الصعب للديموقراطية في سوريا وسياسة القلب المفتوح
- ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ بيانوني
- أعداء الديموقراطية: أنصار الدكتاتورية
- نحن بحاجة إلى عملية -تكريد- شاملة
- عملية الاغتيال في سورية تزيل هيبة البعث الحاكم
- مهزلة الإعلام الكردي الانترنتي
- قضيتنا المركزية هي قضية كوردستان
- لماذا الحملة المسعورة على الأكراد؟
- العافون عن الناس وحكاية الحصان الطائر
- حول العلاقات الكردية – الاسرائيلية في ظل الحقائق التاريخية : ...
- إلى رئيس وزراء تركيا - رسالة كردية بالعربي
- الكرد حزينون ولكنهم ليسوا ضعفاء
- الحوار مع البعث وأجهزته الأمنية إلى أين؟
- نحو استراتيجية كردية جديدة في سوريا
- وماذا عن التعذيب في السجون العربية؟
- أنعود من منتصف الطريق؟
- هل نحن على الطريق الصحيح؟!
- هل نحن حقاً شركاء في الوطن ؟!
- ماذا تريدون من الكرد أيها السادة؟
- إسألوا الشعب الكردي أولا...!!


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - كوردستان العراق بين الخطوط الحمراء والضوء الأخضر