أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - ولادة وداد














المزيد.....

ولادة وداد


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 13:07
المحور: سيرة ذاتية
    


ولادة وداد
نقلت الى مستشفى الكاظمية للولادة في يوم 26/7 /1968 ومعي زكية خيري . وبحنان الام رعتني في محنتي هذه, وهي من اقسى محن المرأة وابهج نتائجها التي تنسي المرأة كل ألام المخاض وتكرر الحمل بعد ان تحرمه على نفسها ثانية اثناء المحنة . واستمرت الالام طوال الليل وكان الخوف مسيطرا علي من تجربة ولادتي ليحيى . وكان للثقة التي تتميز بها ام فؤاد والجو المرح الذي تخلقه تأثير كبير على وضعي النفسي. فاعلن الطبيب في صباح 27/8/1968 بان انضج ولادة هي ولادتي وما علي سوى ان ابذل كل جهدي ليتم ذلك. واكد لي لا حاجة لعملية قيصرية . وعندئذ بذلت قصارى جهودي وفي ذروة المخاض تخليت عن حلمي بان يكون المولود بنتا, حتى لا تتحمل مثل هذه الالام. وما ان صدح صوتها حتى نسيت كل الالام وغمرني سرور هاديء فاسلمت جفوني للنوم بعد سهر مؤلم طوال الليل.
ودودة حبيبة عمري . ما اسهل ولادتها وما اسهل تربيتها وبوجود زكي ويحيى الى جانبي . فتفجرت كل طموحاتي في خدمة شعبنا . فطلبت من الحزب العمل وقررت ان استفيد من فترة رضاعتها بالقراءة . نظمت حياتي بحيث تسنى لي في تلك الفترة قراءة مؤلفات لينين في عشرة اجزاء. وساعدني زكي في رعاية وداد عندما كنت اذهب للعمل الحزبي واخذ معي يحيى. وبقيت وداد نحيفة ولم اعلم بان حليبي لا يكفيها . وفي احدى المرات تركتها مع والدها وكان في اجتماع المكتب السياسي للحزب وتعالى صراخها فاعطاها حليب معقم مباشرة وفي كوب دون ان يحدث اية مضاعفات. وهكذا تحسنت صحتها دون ان تكلفني حتى برضاعتها بالقنينة ومشاكل تعقيمها. وتعودت وداد على رؤية الرجال الذين يجتمعون بوالدها ولم ترى اية امرأة محجبة فكانت لا تكف عن الصراخ والفزع عندما اضطر لاخذها الى الاجتماعات النسوية . ومنذ طفولتها كان لها ذوقها الخاص في الملابس . كانت تفضل ثوبا اصفر مطرز وتبقى تؤشر عليه كلما غسلته حتى قبل ان تتعلم الكلام. وبقيت حتى يومنا هذا لا تلبس ما نشتريه لها من ملابس بغيابها ودون اختيارها مهما كلفتنا ومهما حاولنا.
لم يستقبل يحيى ولادة وداد بارتياح . فقد اصبحت شريكته برعايتي وهذا ما لم يتحمله في الايام الاولى فكان علي اقفال الغرفة التي اتركها فيهاعندما اعمل ومع الايام تعود وجودها على مضض. ورغم تعوده على رفقتها كان يعذبها باختلاق القصص عن وجودها معنا!! ومنها , اننا وجدناك في الطريق وحملتك امي الى البيت !! ويقدم لها الدليل , انك لا تملكين عربة كالتي كانت لي عند ولادتي ولا الرعاية الممتازة التي كنت احظى بها . فبدل السرير الخاص بالاطفال اشتريت لها سلة من الخيزران, بناء على وضعنا الاقتصادي . وافضل ما تمكنت تحقيقه في تلك الظروف هو شراء ماكنة غسيل الملابس اذ لم اكن اقوى على الغسيل لاسيما وان كل انواع الصابون كانت تقرح يدي. ولكن وداد كانت تحب اخاها وتفرح باللعب معه وتحاول ان تجاريه بكل تحركاته ومع اشتداد عودها اخذت تزاحمه . وفي الخامسة من عمرها حفظت مقاطع من شعر الجواهري , وتلتها امام الجموع في الاحتفالات التي اصبحت ممكنة احيانا. واصبحت الشجارات بينهما مقلقة وكنت اخاف عليها من قسوته. فقالت لي وهي لم تتجاوز السادسة من العمر , لماذا تقلقين !!ان في ذلك متعتنا!!
لم تعرقل طفولتهما طموحاتي بل مكنتني من تنظيم حياتي وحياتهما ووالدهما, ومن انجاز كل ما وضعته من مخططات’ كانت نتاج ظروفها ومعرضة دائما للتغيير , بل وساعداني كثيرا.
وفي تلك الظروف الصعبة حيث كانت مباحثات الجبهة مع حزب البعث بين مد وجزر , يقودها زكي خيري باسلوبه الرصين واصراره على الموقف المبدأي برفض قيادة البعث للجبهة رغم التهديد والوعيد, استطاع الشهيد صفاء الحافظ وهو ابن عمة زكي خيري , اقناعه بضرورة تسجيل زواجنا شرعيا. وفي اب 1970 ذهبنا الى بيت صفاء الحافظ وتعرفت على زوجته التي انجبت قبل اشهر ثلاث توائم ولدين وابنة رغم اجهزة منع الحمل التي كانت تستعملها فاثارت ضجة. وحضر الحاكم الشرعي وكاتبه يتبعه وتهيأنا بوقار لتلقي اسئلته وتلاوة ما يطلب منا . وافدنا باننا تزوجنا في الخارج عام 1964 وفقدنا عقد زواجنا ولدينا الان ابن عمره خمس سنوات وابنة عمرها سنتان .
وهكذا مرة اخرى وبدون اي احتفال خاص تمر اسعد المناسبات في حياتي!! وبحضور شهود اثنين وهما الشهيدان صفاء الحافظ وسعدون علاء الدين . وبعد خروج الحاكم وتلقي التهاني من العائلة غادرنا البيت سريعا وما هي الا بضعة دقائق حتى طوقت الشرطة البيت لالقاء القبض علينا . فانكر الجميع وجودنا , ومع ذلك فتشت الشرطة البيت قبل خروجها.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل السادس العودة للوطن سرا ولحياة الاختفاء الجديدة
- العودة الى موسكو ومواصلة الدراسة
- كفاحي لتعرية انقلاب 8/شباط / 1963الفاشي حطم جدران عزلتي
- الحياة الجامعية
- العودة الى حياة التلمذة في جامعة الصداقة بين الشعوب جامعة با ...
- الابعاد الاول عن الوطن
- الاختفاء في زمن الحرية
- الحياة الجديدة حياة الحرية
- الفصل الرابع ثورة 14/تموز/1958 ابهج احداث حياتي
- حواري الداخلي
- من افضع جرائم النظام الملكي المجازر ضد السجناء السياسيين
- انهيت عقوبة الابعاد الى سجن البصرة بثلاث شهور
- تعاون الحكم الملكي مع امريكا لمد اسرائيل بيهود العراق وحرمان ...
- تنظيم حياتنا السجنية
- الفصل الثالث عشر سنوات السجن في سجن بغداد المركزي
- الفصل الثالث عشرسنوات في سجن النساء المركزي في بغداد
- 4- الاعتقال والحكم المؤبد
- مساهمتي في وثبة كانون / 1948
- الفصل الثاني الانعطاف الحاسم
- 2- بوادر الوعي الوطني


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - ولادة وداد