بور سعيد المفترى عليها و الانقلاب على ماما أمريكا

احمد عبدالمعبود احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 02:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

بور سعيد المفترى عليها و الانقلاب على ماما أمريكا
و نظرا لأننا أصبحنا لا نستطيع أن نميز بين الخبيث من الطيب و العدو من الحبيب و المتآمر من الغيور على مصلحة الوطن و ذلك لأننا أصبحنا كالمصابين بالعشى الليلي فما بين يوم و ليله أو عشية و ضحاها تحولت مدينة بور سعيد ! هذه المدينة الباسلة و درة التاج الوطنية من مدينة المقاومة و الصمود و بلد الشهادة و الشهداء و التضحية و الفداء إلى مدينة المؤامرة و الخيانة هذه المدينة الفاضلة التي ضحت بأرواح أبنائها في حفر قناة السويس و التي صمدت صمود الشجعان في حربنا ضد العدوان الثلاثي الغاشم على مصر عام 1956و أسرها للملازم البريطاني مورهاوس و غيره من المحتلين دون ن أن تنتظر أي دعم من أي أحد لأنها أبية دائما و شامخة بأبنائها المخلصين العاشقين لتراب هذا الوطن العزيز مصر فتاريخها حافل بالبطولة و الأبطال و بالمقاومة فبدلا من أن يكافأ هذا الشعب على صموده و كسره للاحتلال يعاقب في زمن مبارك و اعوانة بالعزلة و بإلغائه للمنطقة الحرة و فتح الاستيراد لصالح رجال الأعمال المستوردين و في عهدنا هذا تآمر عليها المتآمرون من بلطجية النظام البائد و بتواطوء من ضباط الداخلية حولوا المباراة الرياضية إلى مذبحة عسكرية مستغلين حماس البورسعيدية في تشجيع النادي المصري ضد منافسهم التقليدي النادي الاهلى حتى حولوا المنافسة الشريفة إلى مذبحة راح ضحيتها العشرات من (التراس الاهلى ) أبناء مصر الأبرياء إنها مؤامرة على ثورة الوطن و شبابه الرائع من اجل تمزيق الوطن و تحويله إلى بحر من الدماء فقد حاولوا أن ينسبوا لأهالي بور سعيد ما ليس فيهم بإلصاقهم بالتهم الباطلة و المؤامرات الزائفة فهم أبرياء منهما و ثقتنا في هذا الشعب الجريح كبيرة و كفيلة بتبرئته قريبا حتى يسترد حقه بعد إعلان نتائج التحقيقات التي قد تطول قليلا لأنها مدبرة و بفعل فاعل فهذه إحدى المسرحيات الهزلية لمجلس العسكر و الغرض منها واضح وضوح الشمس و هو انصراف المصريين عن مطالب الثوار بتسليم السلطة و إعداد الدستور في وجود الرئيس الجديد للبلاد و في غياب المجلس العسكري و هذا ما يزعجهم و إلا فكان من الطبيعي على المسئول عن امن و حماية المواطنين و الدفاع عنهم بالقبض على مرتكبي المذابح و تقديمهم للعدالة و ذلك فى حالة إن كانت أياديهم بيضاء و لا تربطهم علاقة حقيقية بهؤلاء المجرمين ولكن نظرا لأنها جريمة مكتملة الأركان بعد اعتراف الجناة على المحرضين من النظام السابق ونزلاء سجن طره مما وضع المجلس العسكري و الداخلية في مآزق لا يحسدون عليه حيث ليس أمامهم سوى تقديم الجناة للمحاكمة مما يعرضهم لفضح أمرهم أمام الرأي العام خاصة و أنهم هذه المرة لم يجدوا مبررا لإلصاق هذه التهمة بحركة 6 ابريل أو حركة كفاية أو الوطنية للتغيير كعادتهم لعدم تواجدهم في مسرح أحداث هذه المذبحة و إلا سارعوا بإلصاق تهمة تدبير المذبحة لهم وقاموا بتقديمهم للعدالة حتى يستريحوا منهم إلى الأبد لأنهم ليسوا على هوى العسكر و حتى تخمد نار الثورة التي هم وقودها هذه النار التي لن تنطفئ أبدا و سوف تلتهم من يقترب منها بصمود و شجاعة المصريين من بلاد النوبة و أسوان حتى بور سعيد و السويس رغم أنف المتآمرين و سوف تبقى مصر شامخة بكبرياء و صمود ثوار مصر و ليعلم أولوا الألباب أن بور سعيد بريئة من المؤامرة الدنيئة ! و الله أكبر و النصر لمصر رغم أنف المتآمرين 0


الانقلاب على ماما أمريكا !
انه ليس دفاعا عن أمريكا التي احتكرها وأبغضها فكم كنت أتمنى أن يكون لمصر الغلبة في كسر أنفها التي تضخمت على حساب كرامتنا و سلب إرادتنا و لكنه دفاعا عن العدل الذي افتقده الحكام كما أتمنى ألا تكون هذه القضية مجرد سحابة دخان في الهواء و الغرض منها زعامة زائفة لبطولة من ورق ففي بادرة غير مسبوقة في تاريخ مغامرات الفلول تهل علينا بطلعتها البهية إحدى فلات نظام مبارك د / فايزه أبو النجا مرتدية ثوب الوطنية على غير عادتها و لكن بغرض اختزال مذبحة بور سعيد بقضية التمويل الاجنبى لمنظمات المجتمع المدني و التي تشرف عليها الدكتورة منذ عشر سنوات فلماذا استيقظ ضميرها الآن الإجابة ليست عندها بل عند المجلس العسكري الذي استغل حساسية الشعب من الأمريكان فقد سمح بفتح ملف المنظمات الأمريكية لاستعادة مكانته مرة أخرى عند الشعب بعدما فقدت بفضل موآمراته المتكررة و لكنه أخفق مرة أخرى عندما تجاهل فتح ملف التمويل الاجنبى لجماعة الإخوان و السلفيين لحين الانتهاء من كتابة الدستور و انتخاب الرئيس حسب رغبته و استكمالا لصفقته مع التيارات الإسلامية و السؤال الحائر لماذا الهجوم على ماما أمريكا الآن أليست هذه هي ماما أمريكا التي فتح لها المخلوع قناة السويس لضرب العراق الشقيق و أبرمنا معها اتفاقية الكويزالتى شردت عمالنا و أغلقت مصانعنا من المحلة الى بور سعيد و برعايتها أبرمنا اتفاقية السلام الذي ندفع ثمنه توصيل غاز لإسرائيل يوميا و بسعر بخس و بالماعونه الأمريكية أهملنا التعليم باسم التحسين و الإصلاح و تدهورت الزراعة باسم الرخاء و ليعلم الجميع بأن المعونات الأمريكية و الخليجية لم تكن بعيدة عن أعين النظام البائد أو الحالي لكنها بعلم الطرفين لأنها من ضمن شروط اتفاقية السلام و إنها ليست وليدة اليوم و لكنها منذ فترة حكم جمال عبدا لناصر حتى عام 1969 و انقطعت ثم عادت عام 1977 فالمنظمات الأمريكية هي التي كانت تمول الحزب الوطني سابقا و قد كانت تمنح مصر التمويل بغطاء ( بناء مدارس – صرف صحي – تغيير شبكات المياه—تحسين التعليم - إقامة الكباري و غيرها ) و ساعدهم على ذلك المخلوع أما عندما يتحول إلى مشروع سياسي لنشر أفكار غربية أو وهابية لابد من المحاسبية وذلك بتفعيل القانون فالمعلوم لدى الجميع و باعتراف بعض قادة السلفيين أنهم تلقوا تمويلا بمقدار 184 مليون جنيها للأعمال الخيرية و المعلوم لدى الجميع أن قطر تمول الإخوان و السعودية تمول السلفيين إذا هؤلاء ينفذون مخططا سياسيا و ليس عملا خيريا فلماذا يتم تجزئة ميزان العدل و يتم فتح ملف الأمريكان و التغاضي عن فتح ملف قطر و السعودية و هما الأخطر على شعب مصر خاصة بعد أن ظهرت أموالهم من خلال إسراف الإخوان و السلفيين ببذخ في الدعاية الانتخابية الأخيرة التي جعلت من الانتخابات ستارا من اجل الاستفتاء على الدين و في تصريح أخر للدكتور احمد أبو بركة عضو مكتب إرشاد الجماعة في عهد المخلوع قال لا نريد أن نفصح عن الممولين للجماعة حتى لا يضطهدهم مبارك إذن هناك ممولين و مع فتح ملف التمويل الامريكى مؤخرا يصرح مرة أخرى د / احمد أبو بركة بأن مال الجماعة خاص و ليس به تبرعات خارجية حيث يتبرع كل عضو من أعضاء الجماعة بنسبة 7 في المائة من راتبه شهريا مع العلم بأن الجماعة لم يتم إعادة إشهارها بعد إغلاقها منذ عقود حتى تفلت من المساءلة القانونية لأنها غير مشهرة فإننا بحاجة إلى مزيد من الشفافية و الموضوعية يا د / فايزة فالكل كما نعلم (إخوان – سلفيين ) أمام القانون سواء حتى تستقيم الأمور فقطر و السعودية ليست اغلي عندنا من ماما أمريكا ولكن لأنهم متورطون و غرضهم ليس نبيل إنهم جميعا يريدون تمزيق الوطن و النيل منه و نظرا لأن هناك صحوة ضمير يحسد عليها القائمون على إدارة أمور البلاد نتمنى منهم استكمال فتح باقي الملفات حتى يعلم الجميع العميل من الخائن و البريء من المتهم فالقضاء العادل الذي برأ ذمة 6 ابريل من التمويل الخارجي عندما تقدمت بلاغ للنائب العام ضد نفسها عن التمويل الاجنبى قادر على إنصاف الإخوان و السلفيين أيضا لأننا نحترم كلمة القانون من أجل ارثاء دعائم الحق و لإعادة توحيد الصفوف من جديد في دولة العهد الجديد على أرض بور سعيد البريئة و الصامدة بتلاحم قوى و تيارات الشعب المصري الذي لا يقوى إلا بتوحد صفوفه و عاشت مصر وطنا للوحدة و الصمود و تحدى الفلول من أجل بناء مصر المحروسة 0

#احمد_عبدالمعبود_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات