أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - من صديق الشابي صلاح الداودي إلى رفيق عبد السلام أو: حبّ الشعر ضدّ قلّة الشعر















المزيد.....


من صديق الشابي صلاح الداودي إلى رفيق عبد السلام أو: حبّ الشعر ضدّ قلّة الشعر


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 00:35
المحور: الادب والفن
    


على هامش اهانة الشابي وشعر الشابي في مؤتمر أعداء الشعب السوري أسأل ما دخل شعر الشابي في إسقاط النظام السوري إذا كان لم يتمكن إلى حد الآن من إسقاط النظام التونسي؟ ثم لماذا اكتفيت بالشعب يريد؟
وبصفتي لا أملك شيئا ولا أريد لا فكرا ولا سياسة وبصفتي أحد دافعي ضرائب الشهادة الأُوَل والمسؤول الوحيد عن الأطروحة الثورية المركزية والإستراتيجية: "الشعب يريد إسقاط النظام" أمام كلّ الآلهة بما في ذلك آلهة الشعر أجمّع لك هذه الدّفعة الأولى من الحروف والصور والأصوات وأترك لك حقك الكامل في الشهادة وفي التعبير يا رفيق السلام.
1-
واضح وضوح الشتاء غامض غموض الربيع

واضح وضوح الشهادة في الثلوج
واضح وضوح الثلوج في الأرواح
واضح وضوح الناس في غصة المياه أعماق الثلوج
واضح والناس في أفواه الرياح

واضح وضوح الأمواج في حرقة الأملاح
واضح لعب الشتاء غامض غدر رصاصات صناديق الربيع
واضح تزلج الشهيد على الشهادة البيضاء للتسلّي
غامض جموح الثلوج إلى سفن الأعداء للتسوّل
واضح وضوح الشتاء غامض غموض الربيع
واضح هذا الربيع الخامس في عام أُحُدْ
واضح تقسيم الشتاء على أنهار الربيع في وضح الدماء غامضة نعمة الأكفان من لدُن الثلوج من غابرة العرب الغاربة في صحراء اليهود ومن مدن الثلوج ومستوطنات بني صهيون
واضح تقسيم الربيع إلى ربيع ثم ربيع ثمّ انتقال إلى الربيع ثم الربيع المؤقت ثمّ الربيع المُدمَّر ثم الهنود ثم الزنوج
الله أبيض، الله أبيض، الله أبيض
وهم غامضون
2-
هل مات الشهداء؟

هُوَذا الشهيد لوحده
والصديق لوحده
والعدو لوحده
والشريك لوحده
والحبيب لوحده
والرفيق لوحده
هوذا الشهيد لوحده كأن أحدا لم يمت
كأن المعركة هباء
كأن الجريمة هي البراءة
كان الحزب جرم سماوي
كأنّ الحبيب ملاك عابر إلى كاباريه
الهرة تلد أبناء الهرة
الكلبة تلد أبناء الكلبة
والغابة تلد ديمقراطية الغابة بمناورات العسكر وكلاب البوليس وحرّاس السلاح والمال والمخدرات والمخابرات
والوحدة وحدها
والجبهة وحدها
والثورة وحدها
نحن يا صديقي لا نكره غابة الحيوان
بل نكره الغابات التي استحالت حدائق حيوان
هاهُوَ الرفيق أصبح أفعى مزمجرة
هاهو الشريك أصبح ضبعا باريولي
هاهو العدوّ أصبح غزالا سابحا في السحاب
ونحن لا زلنا ننزف:
الكبد في بوزيد والرئة في تالة والأمعاء في القصرين والشمال الغربي والصدر في وال ستريت والرأي في القلب والقلب لا يحترم أغلب الأنفاس التي تربّت في المراحيض وكبرت في مخافر البوليس وتزينت في الشاشات كالمؤخرات المخبئة في النجوم لليوم المشهود لتحتكر الادّخار الديمقراطي لمواجهة الموجة الثورية المحتملة
ألم تلاحظ صديقي أن افتتاح سوق الجنة كان رسميا أكثر من اللزوم؟
ألم تلاحظ أن تأويل أحلام الشهداء التافه سرعان ما أصبح تدشينا لمشهد رميم الشهداء؟
ورغم ذلك،
ها أني أخرج من الليل
لا أقصد شيئا
أخرج من اللغة عاريا
أدخل الجنون عاريا
لا لشيء إلا لأجرّب جلد الزعيم
ولكن جلد الزعيم مسامة مخلوعة عُثر عليها في صوت مقلوع اللسان عالق بصندوق رخيص مجذوع لأظفار العدو
والشعب مرشوش بدماء مقلوبة على خريطة مثقوبة
سِيدي بوقرطاج، القصرباردين، مرسى- الرديف، حمام تالة- القنطاوين، قمرتكلينتون؛ ماهذه البورنودراما؟ ماهذه البوطانيات؟ بوردال...
ألا تذكر يا صديقي؟
من قال أن الشهيد مات؟
من قال أن القناص لا يوجد هو نفسه من قال أن الشهيد لا يوجد
هو نفسه من قال أن الأكفان مجرد ملابس داخلية
هو نفسه من قال أننا غسلنا موتانا بموتانا وانتهى الأمر
وأن أحياءنا هم موتانا
مرحى لفرْحى "الثورة" مرحى
ورغم كل ذلك،
لا تبتأس يا صديقي ففراخ جهنم تعرف متى تطير وعشها في قلبها
ومتى يحترق البحر ولا يبقى في بيت الشهيد سوى أهله
سوف تبقى الروح رغم الشعارات التي غدرت بها ثائرة
ويبقى الدم نرجسيا ولا يدعو أحدا إلى شرف غير ضروري
ويبقى الوطن يمارس مهنته المعهودة في بركة الإوز
ذلك أمر طبيعي
ولكن قلوبنا وحدها يا صديقي هي الحياة
قلوبنا هي التي سقطت مع قلوب الشهداء
بينما سقطت سراويل بعضهم قبل الرصاص استعدادا لبدلة أخرى
وبعد الرصاص أسقطوا سراويلهم بأنفسهم استعدادا لمهنة أخرى
وسقطت أبصار من تبقي منهم تحت أنظار الشهداء
ولسوف يسقطون إلى الأبد في عيون الشهداء الجدد
ألم أقل لك أن الشعب يريد إسقاط النظام؟

إلى نزار عمامي، وحده
3-
ماذا فعل الرصاص؟

العمّال كالعادة بلا عمل
والعمالة شغل كريم
والسياسة كالعادة بلا سياسيين
والعدالة،
كالعادة،
بلا عدالة
والقناص كالعادة أمميّ الطبع بمقتضى القانون الثوري التابع للقانون الدولي
والصحافة كالعادة بلا صحافة
وما إلى ذلك
والعادة كالعادة بلا أسرار
وأما المعطلون فحدّث ولا حرج
لقد أصبحوا عاطلين
وأما المعتصمون فقد قلّ مساندوهم لكثرة الحكومات التي أنجزوها
حتى أن الحكومة تريدهم أن يتنازلوا عن الاعتصامات حتى لا تأتي عليهم حكومة جديدة أو تتنازل لهم عن الحكومة من أجل حق كل ثور في أربع حكومات
ماذا فعل الرصاص؟
وكل النيام نيام بلا أمل
المشغلون الجدد بلا شغل جديد
والشغل الجديد بلا طالبي شغل
الرصاصة التي قتلت شهيدا لم تخرج من لحم الجريح
الرصاصة التي ماتت في قلب الذي مات لن تقول شيئا
ودفّاع الضرائب أصبحوا دافعي رواتب
وبيّاعات الهوى أصبحن بائعات نشيد
وبُيّاع النشيد أصبحوا بائعي دُبر
وأمر الشهداء الجلل أصبح أقل من محتمل
ماذا فعل الرصاص؟
المحلفون بلا قسم
الحاكمون بلا سبل
المعارضون بلا نتائج
الشعب بلا خدم
والثوار الذين ملئوا البحر كالسردين تركوا السياح بلا نزل
تركوا الناس بلا منازل من كثرة بيوت الأحزاب والجمعيات
تركوا الناس بلا كتب من كثرة الكتب وكثرة الجرائد
وتركوا النساء بلا حقائب من كثرة حلفاء الفراش فاستسلمن للحقيقة الواحدة
كل فراش فراشهن وكل غطاء غطاءهن
تركوا الرجال بلا وسائد فالفراش حليف الفراش
فأقتعدوا الذكور لأن الأرض واحدة وكلنا من طين
لا فرق بين موزة وأخرى إلا بالتكاليف
ماذا فعل الرصاص؟
تكدست الرسائل كما الرسل
وها أنّ الشهداء بلا أوفياء...والحديث يطول
وأما صاحب الشاعر،
فلم يعد يريد
4-
يا ليت الرصاص...

مصادفة كنت في بيت الرصاص مطمئنا
مصادفة كان يبحث عني مثلما كنت أبحث عنه
مصادفة أخذت العداوة شكل تصعيد مبالغ فيه
مصادفة اتفقنا أن نصفّي بعضنا البعض في لحظة ما لا نعرفها
مصادفة لم أمت أوّلا
مصادفة كنت أصل إلى ثغر الرصاصة أوّلا قبل أن تطلق
مصادفة مرّت كل الرصاصات بخيالي ولم تدخل دماغي
مصادفة فرغ الرصاص مهزوما من المعركة
مصادفة كان يخفض رأسه كلما فتحت صدري
مصادفة نفد صبر الرصاص على عشقي
وعوض أن يقتلني تبخر في حلقي
مصادفة كان يحبني
مصادفة لم أخنه
ولكنه مصادفة ضرب لنفسه موعدا بعيد المدى
بينما تلهفت أكثر من اللزوم
فأخطأته وأخطئني
مصادفة ذهبت إلى الرصاص فهرب إلى مكان آخر
مصادفة دخلت وحدي إلى شراييني
خجل وملل ووجل وفشل هو الرصاص
ودود هواء كان
وكان مجردا كعواء دهر غريب
وربما مصادفة كان يقضم تفاحة الوقت وينتظرني
ومصادفة لم يكن ينقص منها شيئا يعيد إليه طعم البشر
كنت أريد أن أخسر
أريد أن أخسر الوقت
أريد أن أخسر الناس
لأنّي أحبهم حبّ الرصاص القاتل
وللأسف لم يقتلني لا الحب ولا الرصاص
ولم يغيرهم لا الحب ولا الرصاص
ولم يعوضني عنهم شيء لا الحب ولا الرصاص
بينما عوضتهم عني غربان جبانة خبئوها في قلب الرصاص فماتت بلا وجه أو
خرجت ميتة
كنت
أريد أن أخسر الكون
أريد أن تكبر هذه الخسارة أكثر
أريد الخسارة عارية كي أقلع عن عاطفتي البكر:
لا شيء سوى النصر
وللأسف انتصرت
يعني انهزمت
و للأسف أخطأت كما يتأخر الشعر عن الشاعر
وانهزمت انهزام القصيد أمام الشعر
وللأسف فهمت أنني لن أنهزم
فتكبرت على الانتصار
وخسرت الاثنين
مصادفة نام الرصاص دون أن يعانقني
ولم أحسد سوى الشهداء
أعرف لماذا أحسدهم
ولا أعرف لماذا لن أقول لماذا

5-
لا أمنية

عدا آخر أنفاس الشهداء
لا أمنية
ولو كانت كم الساعة الآن
لا وقت يُذكر الآن كي يَحسب الوقت الوقت
لا وقت يذكر الآن كي يحسب الوقت أنه الوقت

عدا آخر نبض في لحم الشهداء
لا أمنية
وإن كانت أين أنا
لا مكان يُذكر ليتمشى المكان في المكان
لا مكان يذكر حتى يعثر المكان على المكان

عدا آخر كلمات الشهداء
لا أمنية
حتى وإن كانت ما اسمك
لا يزال الكلام كلاما كعادته
لا يزال الكلام كعادته يتكلم باسم الزمان وباسم المكان
لا يزال الكلام لا يقول شيئا كعادته ولا يفعل شيئا رغم الكلام
ومع ذلك كله،
لي أمنية
أن أعرف على من ألقي السلام
ومع ذلك كله،
لا ألوم أحدا
لأن الشهداء تركوني
وحيدا

6-
أغاني الشهادة، من أبي القاسم الشابي إلى عصابة القناصة ووزراء القناصة في حكومة القناصة
من أبي القاسم الشابي إلى عصابة القناصة ووزراء القناصة في حكومة القناصة

حذار حذار حذار
فحرق الأجساد جريمة ضدّ نيران الشهادة
وقنص القلوب جريمة على الجريمة ضدّ الشهادة
وصيد الصدور جريمة ضد أمّهات الشهادة
وغدر الطيور جريمة ضد شعراء الشهادة
وقبر العقول جريمة ضد شعب الشهادة
وقصف الأصوات جريمة صمت ضد أغاني الشهادة
وغلق الأفق جريمة ضد مصير الشهادة
وشنق الصّور جريمة ضد شموس الشهادة
وخرق السّور جريمة ضد روح الشهادة
ونسف الأمل جريمة ضد آلام الشهادة
وحتف الذاكرة جريمة ضد تاريخ الشهادة
وخنق الزهور جريمة ضد أحلام الشهادة
ونثر الحناجر جريمة ضد دماء الشهادة
وذبح الضلوع جريمة ضد لحم الشهادة
وفتق العروق جريمة ضد جراح الشهادة
وكسر الأيادي جريمة بيضاء ضد براءة الشهادة
ومحو الجريمة جريمة ضد كتاب الشهادة
وعذاب الشهادة جريمة ضد حق الشهادة
وقتل الحقيقة جريمة ضد الحقيقة وضد الحياة وضد الشهادة وضدّ السعادة
حذار حذار حذار
فالشهيد أخي في الأحلام
أخي في الخيال
أخي في الجمال
أخي في النضال
أخي في أخي
أخي في الشهادة
حذار حذار حذار
لم يسقط في الكون شهيد شهيد الشهادة
7-
الى السيد 17 ديسمبر راشد الغنوشي ومن معه: احذر الأبويّة على الحركة الثورية التونسية، احذر السطو على الفلسفة الثورية اليسارية

أولا بأية صفة تكلمون الشعب في أول ذكرى لاندلاع المرحلة الثورية في سيدي بوزيد وتخاطبون الشعب مع وفد حكومي رسمي دون أية صفة سياسية لها علاقة بتمثيل الحكم أنت وعبد الفتاح مورو أليس هذا دليلا على عدم فك الارتباط مع الحزب الحاكم الدولة. لا ياسادتي الدولة ليست حزب النهضة ولا غيرها.

ثانيا سوف أسرد عليكم ما تجهلونه. الشعب يريد إسقاط النظام هو فكرتنا في الشارع والعصابة هي وصفنا لنظام بن علي. لا أحد يعلم الحقيقة سوى البوليس السياسي الذي حاصرني لوحدي في بطحاء محمد علي بالعاصمة يوم 18 ديسمبر 2011 ثم مع بقية رفاقيمع بقية رفاقي علي فلاح وسالم العياري والشريف السليطي و عبد الرؤوف المكثري وماهر حمدي ... وقد ذكرت جريدة الموقف ذلك بإيجاز ذلك الأسبوع. ثم انتشرت مقولة أو أطروحة إسقاط النظام في تلك البطحاء بالذات في الأسبوع الثالث من ديسمبر في تلك البطحاء نفسها بالتنادي والسماع والتهاتف والتواتر. وكنا أول من واجه البوليس بشعارات هذه المرة مثل لا للتطرف الأمني، لا لتنمية ميزانيات القمع، لا لتنمية رأسمالية الفساد، وتنادينا ياشعبي ما تأيسشي ورددنا شعارات 2003 شغل حرية كرامة وطنية و وزارة الداخلية وزارة إرهابية وما قبل ذلك يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب وشعار سيدي بوزيد وغيرها التشغيل استحقاق يا عصابة السراق وغيره. وكنا أول من حرّض ثائرا على الأوضاع النقابية والسياسية قائلا أن المشكل الكبير أن البلاد تعيش فراغا سياسيا ونقابيا وحقوقيا ونضاليا من اخطر ما يكون وان التخوف من الفراغ والانفلات الأمني أمر لا مفر منه وان القتل سيتصاعد ويشهد على ذلك محمد الجزيري ونزار عمامي وجيلاني الهمامي وسامي الطاهري وغيرهم. ورددنا يوم 13 جانفي بالطريق السيارة المقابلة للمركب الجامعي بعد اجتماع كلية الحقوق بن عي ارحل باللغة الفرنسية بعد أن قلنا في الاجتماع العام أن الشعب قال كلمته وانتهي ولا بد من إسقاط النظام ورفنا بن علي سفاح وارحل بن علي وخبز وماء وبن علي لا... وعديد الزملاء والرفاق يذكرون ذلك جيدا وعلى رأسهم الزميل حشاد وأحد موسيقيي الحمائم البيض وفيصل المحيمدي وتقوى وحميد المزوغي والصديق العزيز المهدي مبروك الذي افتكني من قوات البوليس . و من الرسميين الذين هربوا وهم اليوم يملؤون الدنيا كذبا وبهتانا. لا شيء كان يعلو يوم 14 جانفي فوق بن علي ديقاج أو ارحل والشعب يريد اسقاط النظام والشعب يريد إيقاف بن علي والأقرب إلى جسدي كان لو أذكر يحيى الدريدي وزينب الطرابلسي وهزار الطرابسي وصلاح الخميسي وآخرين. أقول هذا لأني أتضوّر غضبا من السطو الخطير على إرادة الثوريين بفرض انتخابات كارثية لم تشارك فيها الغالبية العظمى من الشعب والغالبية العظمى من الثوريين بدل المجلس الوطني الثوري لإسقاط النظام. ولسبب ثان أن من يلوك عبارات يظن أنها ثورية ولكنها أبعد ما يكون هو آخر من يتكلم بهذا الشكل رغم أننا ومنذ البداية كنا مع مشاركة الجميع. هؤلاء بما في ذلك الرؤساء لم نتعلم منهم ولو حرفا واحدا ولم نرهم مرة واحدة في الشارع ولم يشهدوا ولم يشتشهدوا ولم يحترقوا ورغم احترامنا لعذابات بعضهم فقط فمعاناة آخرين والشعب بأسره أعظم وأكبر. ثم اننا وببساطة لم نجن إلا تبعات أخطائهم وعدم مخاطرتهم وتضحيتهم بحياتهم حتى الموت لانارة الطريق. وفوق ذلك وأهم هو أن الأغلبية الساحقة من شباب تونس المسيّس خاصة ثار ضد هؤلاء جميعهم. مرّة أخرى أعاود القول انها: -الدّولة--العَاربِيّة-الدّيمُورياضيّة
8-
ونحن السبيل الوحيد لحبّ الحياة
الحياة؟؟؟
ستبقى مجرد حياة
ونبقي السبيل الوحيد لحب الحياة

تصعّد أيها الثوري غضب الحياة
رافق أيها الثوري كبرياء الشهيد الى أقصى الصعود
لا تعودا الى الحياة قبل الحياة
لا تعودا قبل العصيان الكبير
فالحياة تأبى الحياة بلا حياة

تصعّد أيها الثوريّ ثورات الحياة
وأشهدْ بنفسك أنك أبقى من شتى بقايا الحياة
وأقسم بنفسك ألاّ تعود هزائم القرون القاتلة

قاوم اسقاط الشهيد الى مجرد شهادة عابرة
قاوم الآن حياتك الآن والأخرى
ف "الحياة الآن" ثورية أو لن تكون

ناضل وناضل
وناضل وناضل
فالحياة ليس انفلاتا طبيعيا
ولا الثورة صورة متحركة
ولا الشهيدُ "خبر عاجل"
ناضل وناضل
وناضل وناضل
فنحن السبيل الوحيد لحبّ الحياة

الى كل جماهير العالم الغاضبة
وحدة ثورية من أجل بقاء الحياة
9-

أشهد الشهداء عليهم الرحمة أشهد الشاهدين لا زال حيا
تحية إلى لمعتصمين عشية 17 ديسمبر،
معذرة سادتي الشهداء، اسمحوا لي أن أقول لهم أنكم قرّرتم عدم قبول ولو شهيدا إضافيا واحد إلا والحراك الثوري في شهره التاسع. وأن أقول لغيرهم بعد اذنكم ان الثوريين يرفضون أية استقالة من أيّ شهيد نادم أو مستعجل أو متجمّل بالشهادة أكثر من اللزوم. الشهداء طلبوا السلم النهائية من أنفسهم لم يطلبوا من أحد لا هدنة ولا عطلة.
حمدا لله أن الشهداء عاطلون عن العمل السياسي ولم يصوّتوا لأحد. وحمدا لله أنهم هم الذين يغذون العمل الثوري. حمدا لله أنه لا يوجد شهداء وقتيون ولا شهداء مناولة وإلا اتهموهم بالتخريب. وأن الجامعة لا تخرّج حاملي شهادات مؤقتة أو انتقالية بل مناضلين دائمين وأنها تخرّج الشهداء أكثر من الشهادات.
لا ننتظر من الثوريين إلاّ شرف المداومة والمطاولة.
صعّد أيها الثوري في قلبك وأعصابك كبرياء الشهيد الأبقى من شتى بقايا الحياة. قاوم إسقاط الشهيد إلى مجرد شهادة عابرة.
قاوم،
لا أحد يحق له لا أدبيا وأخلاقيا ولا سياسيا أن يتكلم عن تمثيل ثورة أو تمثيل الثورة لأن ذلك لا معنى له إطلاقا حتى أنه مضادّ للثورة كي لا نقول ثورة مضادة إذا كانت ثورة أو ثورة صديقة. و يمكن لمن يشاء بالمقابل أي يعتبر نفسه رئيسا أو وزيرا ما فوق ثوري أو ما فوق حكومي في الحد الأدنى مثل وزير الحزب أو وزير الحقيبة لأن الحزب هو الحقيبة والحقيبة هي الحزب لعنة الله على أحزاب السوق التي لم ينقصها إلا تعيين وزير للثورة المباركة والشعب الأبي.
لم يكن من المرارة بدّ حين أجبت صديقا لي أن عذاب اليسار أشنع من عذاب القبر. عليكم منذ الآن أن تفهموا أن لا وصاية حكومية على حقوق الأغلبية وهي ليست شيئا آخر غير الشهداء وهو من حيث الرمز أكثر عددا من الشعب بأسره وأن غير المشاركين والمقاطعين أغلبية واقعة لا غالبة ولا غالب لها. هذه الأغلبية تصر على الشعب بتمامه أن يريد حقوق الشهيد قبل كل أمر فأمل النضال أشد بالا من بؤس السلطة. السلطة هي المشكل والنضال هو الحل. إذا أردنا ديمقراطية واقعية فلا أحد يستطيع تمثيل الناس غير الذين خرجوا فعلا ومثلوا أنفسهم بأنفسهم. لم يكن لأحد الحق لا أخلاقيا ولا سياسيا أن يترشح كحزب إلاّ في مرحلة عادية لاحقة. ولكن نخبة القوم أغباهم بلا أسف لأن الأجيال القادمة أكثر ثورية وذكائية من الراهن الواهن. كيف يمكن لشعب شاب أن يعيش ديمقراطية واقعية أي أن يحكم نفسه بنفسه وهو لا يستطيع أن يحكم جسمه اذ يمرض وأمعاءه اذ تجوع وعمره اذ يُهدر ودمه اذ يستعبد وكرامته اذ تهان وتسلب. هذا هو الهدف من فكرة شغل حرية كرامة وطنية: أن تصبح صاحب حقوق انسانية ديمقراطية اجتماعية واقتصادية وسياسيه أي أن تصبح انسانا ديمقراطيا وأن تبقى انسانا ولا تخجل منك ومن الإنسانية.
الحياة الآن ثورية أو لا تكون
10-
الجمهورية التونسية المؤقتة: شعير حرية كرامة بهيمية
ليكن أنك أنت الشهيد. فلماذا تحولت إلى رئيس أو سفير أو وزير؟ وليكن أنك أنت الرئيس أو السفير أو الوزير فلماذا لم تكن شهيدا؟ لماذا تخلط ما بين الشهادة وما بين السياسة؟
النضال السياسي هو عدم الفصل بين الشهادة وبين السياسة. السياسة غير المناضلة هي الفصل ما بين الشهادة وما بين السياسة.
الشهادة ليست الدنيا وليست الدين. السياسة كذلك ليست لا الدنيا ولا الدين.
هي إذن مجرد جمهورية دستورية تافهة وباردة لا سبيل الى الاعتزاز بها ولا تمثل ثوريا واحدا. بل هي خميرة قديمة. لا ديمقراطية ولا شعبية ولا جماهيرية ولا عمالية ولا مدنية ولا دينية...
الأرجح أن جمهورية ما بعد البائد أو ما دونه سواء سوف تكون شعيرا بلا خبز وأرضا بلا زرع وشغل بلا ثمن وحرية بلا كرامة وشعب بلا مستقبل.
كان يجب أن تموت
هي لحظة وحيدة
كان يجب أن تموت كي لا تموت الشهادة
لا شيء سوف يقتلك غير الفضيحة والحقيقة:
لا سبيل إلى الحياة بلا شهادة

هل أراد الشعب سحابة موت؟
هل أراد الشعب عصابة أحزاب الجيفة هذه تقول له:
لا سبيل إلى الحياة؟

أمس ويوم وغد غادر
حلف الزمان على الزمان
يَقلع قلب الشهيد من قلب أمّه إلى الأبد

كلبان يتبادلان النظر ويصمتان على هزيمة القمر الساطعة
ويسعدان:
لا أحد سوف يفرح مثلنا بفائض النباح الحر
جندي وشرطي ورب رقّ حزبي يطفؤون الشمس في عين شعب الشهيد
ينتزعون من نخاع الشهيد زهرة الدم الثوري
يتكلمون كالموتى، بعد إذن الموتى
يشوّشون أحلام الشهداء كأنهم عصابة اليوم الآخر
كأن القدر جماعة لا سبيل إليها

جميلتان من أقبح ما يكون
تتغامزان حول مصير نسر
والحقيقة عارية
ولدان يتشاجران على رقبة ولد الشهيد
والمشنقة واحدة
شيخان يتبادلان العمالة
وشيخان يتبدلان الوصاية
وشيخان يتبدلان موهبة البلاهة
وشيخان يتبادلان ورودهما النتنة
وطفلان يتظللان كالغلمان بمن علّمهما العادة الثورية
و بعد تشييع الشهيد الى مجلس الأنبياء الجدد
لا أحد يحق له أن يقلق...

الى بعض الرفاق الاصدقاء: البشير الحامدي، طارق الشامخ، الطيب بوعايشة، النفطي حولة وآخرون

اكتفي بهذا القدر بلا إصحاح ولا تصحيح بانتظار كلّ أخطاء الرسم والتعبير حتى التحقيق الأخير لإسقاط نظام الطغيان
أنظر كذلك بيت الشهيد، ثورات شهيدة، لنتحالف مع الشهداء، هل تتجدد أحلام الشهداء؟ رسالة على رائحة الضمير الثوري العالمي: هلاّ أتاك صوت الشهيد؟ إلى رائحة الضمير الثوري العالمي: لمن استطاع إليه سبيلا، بكاء لتونس، من يخاف من الشهداء؟ بماذا يحلم الشهداء؟

صلاح الداودي



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيئات العمل الثوري- حركة عصيان-: فلتسقط حكومة العمالة؛ حكومة ...
- العامل يريد إسقاط رأس المال: من أجل إعادة الاتحاد العام التو ...
- هيئات العمل الثوري حركة عصيان: من أجل إعادة الاتحاد العام ال ...
- هيئات العمل الثوري حركة عصيان: الشعب فد فد طرابلسية جدد
- سرقتو ثورتنا شعلتو خبزتنا مررتو عيشتنا
- هيئات العمل الثوري حركة عصيان: هنا الوردة الآن هنا يجب أن نر ...
- هيئات العمل الثوري- حركة عصيان- تونس:لا لتورّط وتوريط الجيش ...
- واضح وضوح الشتاء غامض غموض الربيع
- هيئات العمل الثوري حركة عصيان: تونس على فوهة حلف الاطلسي
- سوريا، مصر: قوى العصيان ضد قوى الاستسلام
- الى الحرية شخصيا: (جورج ابراهيم عبد الله)
- قوى العصيان ضدّ بؤس -الثورة-السلطة
- نشيد العصيان remake
- الشعب يستطيع عصيان النظام
- الشعب يستطيع التصدّي للتكفير؛ الشعب يستطيع التصدي للترويع
- هيئات العمل الثوري حركة عصيان: بيان
- إلى روحك يا لوكا مبروك دوليغا
- من أجل الديمقراطية الواقعية: التشغيل ولاّ الرحيل يا حكومة ال ...
- بيان هيئات العمل الثوري. لنستأنف مسار إسقاط النظام لفرض حكوم ...
- هل مات الشهداء؟


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - من صديق الشابي صلاح الداودي إلى رفيق عبد السلام أو: حبّ الشعر ضدّ قلّة الشعر