أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن الشرع - سعدي














المزيد.....

سعدي


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 23:34
المحور: حقوق الانسان
    


فارقني منذ بداية سبعينات القرن الماضي لم يسافر وراء تجارة او طلبا لعلم او هربا من ظلم بل لسبب آخر غير هذا أو ذاك لقد كانت شخصيته لا تماثل شخصيات اقرانه وكان برجماتيا ميكافيليا وديكارتيا غير متوافق مع نفسه ومع الآخرين ..انقطعت اخباره عن اصدقاءه لكنه عاد بعد ان تغير كل شيء في العراق، فظهر لنا نحن اصدقاء صباه وشبابه طبيبا بجنسية اوروبية ، خرج من رحلته غير الميمونة بشهادة طب لا تعمل وابنة صغيرة لم تزل في مستهل عقدها الثاني وبتاريخ مشوش لا يحب الكلام عنه. كنت سعيدا جدا بلقاءه بعد عشرات من السنون ..فلطالما كررت ان الماضي لا يخيفني رغم شحته وقساوته لانه ولى واني لسعيد لعودة صاحبي و مروقه عبر ذلك الماضي البعيد ...ويالسعدي! عاد أشعثا بقلب القيظ بملابس ثقيلة وكاميرة... وقبعة و مشاعر استعلائية وجهل بمجتمعه القديم وعدم الفة مع مجتمعه الجديد .اجزم انه نسي ان اباه كان يرتدي عقالا غليظا عاد ببنت صغيرة جميلة سماها من نجا من اهله من الموت ...العلوية ..لقد كان ابوه هاشميا...يالسعدي
لماذا عدت ياسيدي؟ أجاب على الفور :ان لي حقا في بلدي لا يقل عن حقك .كما ان لي افكار تنفعكم...قال لي ذلك وهو يدفع بهاتفه النقال الصغير الذي يخجل من اقتناءه شحاذينا ،خذ وسجل رقم هاتفك فاني ، والكلام له ،لا اجيد التعامل مع تكنولوجيا الهواتف النقالة ،ذكرني بذلك بعجوز أمية جاوزت السبعين من العمر علمها ذووها طريقة مبسطة للاتصال والرد بالهاتف النقال عندما تحتاجه فقط! اي افكار يحمل هذا الرجل ومتى سيفهم ان البلوتوت لم يكن سنا بل نابا اوروبيا ازرقا..يالسعدي بصاحبي!
لا اعلم مالذي دعاه لان يروي حكايته مع سعدي ذلك الشيخ الذي وصفه صاحبي الاوروبي بالغباء الخارق حيث اراد الشيخ رؤية ابنته التي مر الكلام عنها ،كان حريصا ان يسحب كم عباءته مغلفا يده اليمنى التي مدها الى (المرأة) الطفلة مصافحا اياها من وراء (حجاب)..لقد اثار ذلك اسئلة كثيرة في ذهنها لن تستطيع الحصول على اجوبة لها لا في العراق ولا في اوروبا ...يقولون ان النبي(ص)تزوج عائشة (رض) التي كانت في التاسعة من العمر ! ويقولون ان هذا السن ربما كان سن التكليف الشرعي للمرأة ويقولون ايضا ان الرجل البالغ من العمر ثمانية عشر سنه الا يوما او شهرا يعد طفلا وربما كان (طفلا غير مميزا) رغم اطلاعه على عورات النساء.،فكيف يكون هذا مع ذاك ؟وكيف تفهم طفلتنا اشكالات الحضارة التي اتعبت العلماء !فيالحيرتي ويا لأزمة سعدي.
أخبرني ان الفتاة ترغب في الحصول على جرو من جراء القرية التي رأتها اثناء زيارتها لقرية ابيها ، من يدري قد يكون ذلك الجرو يوما ما كلبا اسودا له شان في مستقبل اوروبا لم لا فقد سمعنا الكثير عن انجازات الملونين من الرجال والنساء والاسود والقرود والقطط والكلاب داخل اميريكا وأوروبا..الم يكن اوباما افريقي الاصل وسركوزي مجري الاب مع وجود الكثير من المنغوليين في القارات الخمس مع انه غير منغوليين!...الامر المهم ان الفتاة حصلت على ما تريد جروا زنجيا جميلا لا يشبه سحنة الاوروبيين من الناس أو كلابهم . قال صاحبي لابنته وهو يحاورها :سيكون لهذا الكلب اسما يليق به ،وسنبز به شعوب ما وراء بحر الظلمات وبحر القلزم وبحر العرب وبحر الصين وبحر النجف ،فماذا ترين ،.قالت دون ان تفكر او تتردد: سعدي. .
لقد أخبرني صاحبي بعد ان غادر عراقي والتحق بدار هجرته انه علم ان كلبنا الاسود كان من اكثر كلاب الدنيا مشاكسة في تلك الديار لقد أخبروه بعدما حجزوا الكلب رغم سلامة وضعه القانوني والانساني...لم اقل انهم اخذوا ثروتنا لكني اقول انهم اخذو كلبنا ولا ادري كيف اني شغفت بذلك الكلب الذي لم اره قط ..أرجوكم كونوا بشرا منصفين واتركوا لنا خرائب عراقنا نعمل بها مانشاء وما نريد لانفسنا لا تنكروا علينا حقنا في ان نُظلم فذلك شئ مما فينا ونحن نقر بحقوقكم ...فان لم نكن بشرا عندكم فكلابنا مشاكسة عندها سيصح قول الشاعر فيكم

بنو آدم جسد واحد إلى عنصر واحد عائد
إذا مس عضواً أليم السقام فسائر أعضائه لاتنام
إذا أنت للناس لم تألم فكيف تسميت بالآدمي
انه بعض ماقاله... سعدي الشيرازي

.








#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات زبال في ليلة رأس السنة
- مقامات عراقية
- هو الأفضل
- في الثقافة العراقية
- أفاعي الناصرية
- رمضان كريم
- سباستيان سوريا
- الشهادة لله
- صحة صدور
- منطق المشمول في علة المعلول
- أصبوحة بغدادية مغبرة
- ...آسف لقد رفضني الرفاه الأكاديمي
- كركوشات حديدات
- ام المكارم
- المزغرفون في الوقت الضائع والجزاء الاوفى
- خوش ولد
- رحماك بول يرحمك الله
- ماذا لو صح الصحيح
- العملية السياسية ومعتزلة كوبنهاكن
- حسب الطول


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في ...
- أونروا: ارتفاع عدد النازحين من رفح مع اشتداد القصف الإسرائيل ...
- حماس تدين التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام مستوطنين إسرائيليين الن ...
- الجمعية العامة في الأمم المتحدة تصوت اليوم بشأن منح دولة فلس ...
- خارجية فلسطين تدين اعتداء المستوطنين على مقرات -الأونروا- با ...
- شاهد..رأي صادم لواشنطن بعضوية فلسطين في الامم المتحدة!
- ارتفاع درجات الحرارة يضاعف معاناة النازحين في قطاع غزة
- تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري ...
- الجمعة.. تصويت مرتقب في الأمم المتحدة بشأن -عضوية فلسطين-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن الشرع - سعدي