ثورات التحرر الوطني ... وقواها المحركة ... في التاريخ المعاصر ...- 1 -

حميد غني جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 22:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

حتى بدايات القرن العشرين – الماضي – كان العالم يعيش في ظل شريعة الغاب – القوي يأكل الضعيف – فكانت الدول الرأسمالية الاستعمارية تمتص دماء الشعوب وتنهب وتسلب خيراتها وثرواتها وتحويلها إلى مصادر للطاقة وتستعبد شعوبها وتمتهن كراماتها من خلال غزوها للدول والشعوب الضعيفة وحتى ذالك التأريخ وقيام الحرب العالمية الأولى عام – 1914 – لم تظهر على خارطة العالم دولة وطنية متحررة ، وكانت الانتفاضات والثورات الشعبية التي قامت في العديد من البلدان من قوى العمال والفلاحين والكادحين البؤساء بفعل الظلم والقهر والاستغلال الطبقي بأبشع صوره من قبل الدول الرأسمالية الاستعمارية كانت تقمع بوحشية الرأسماليين اللصوص الجشعين ، وكان قيام الحرب العالمية الأولى عام – 1914 – بين هذه الدول الاستعمارية هو بهذا الاتجاه أي مطامع تلك الدول في تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ للسيطرة على منابع الخيرات والثروات للدول والشعوب الضعيفة .
وكان صراع بين الدول الكبرى لاحتلال العراق للهيمنة على مصادر ثرواته خصوصا بين بريطانيا وألمانيا وكان العراق خاضعا للدولة العثمانية التي كانت في أوج ضعفها واضمحلالها ، ودخلت الحرب إلى جانب ألمانيا ضد بريطانيا وحليفاتها فرنسا وروسيا القيصرية وفق إتفاقية – سايكس بيكو – التي تهدف لاقتسام العالم إلى – مغانم حرب – وتحركت الجيوش البريطانية والروسية – القيصرية – باتجاه العراق فاحتلت بريطانيا الفاو ثم اتجهت إلى البصرة والمحافظات الأخرى حتى احتلت بغداد عام – 1917 – وكان جيش روسيا القيصرية قد وصل على مشارف محافظة ديالى ، فاندلعت ثورة أكتوبر الاشتراكية الأولى في التأريخ فأعلن قائد ثورة البروليتاريا – لينين – عبقري القرن العشرين أن روسيا – القيصرية – في حل عن أي التزامات باتفاقية – سايكس بيكو – وفضحت الثورة البلشفية بنود الاتفاقية وأهدافها الاستعمارية ثم مزقتها وانسحب الجيش الروسي عائدا إلى روسيا ، وانطلقت نداءات ثورة البلاشفة إلى الشعوب خصوصا شعوب الشرق وهي تستنهض همم الشعوب في الثورة على مستعبديها ومصاصي دمها من الدول الرأسمالية الاستعمارية فكان نداء الثورة التأريخي الشهير إلى الشعوب يفضح فيه مرامي وأهداف الدول الاستعمارية من هذه الحرب ويخاطب العمال والفلاحين والجنود وكل الشعوب المقهورة بأن هذه الحرب هي لمصالح الدول الاستعمارية – وليس لكم فيها من ناقة ولا جمل وعليكم توجيه بنادقكم إلى صدر القيصر الظالم ، وليس إلى صدور أخوانكم أبناء الشعوب الأخرى ، هذه وغيرها من النداءات الثورية ألهبت مشاعر الشعوب المقهورة وحفزتها للنضال من أجل الخلاص من هيمنة الغرب الاستعماري ، فأصبحت الثورة الاشتراكية الأولى في التأريخ منارا هاديا وحافزا لنهوض الشعوب للتحرر من هيمنة الغرب ، واندلعت الكثير من الثورات الوطنية في العديد من بلدان العالم وبلدان المغرب العربي ، وبفعل تأثير الثورة الاشتراكية التي فتحت مرحلة جديدة في التأريخ البشري وغيرت ميزان القوى الدولي لصالح حركة الشعوب الوطنية التحررية ، كانت ثورة العشرين المجيدة في العراق .
وفي الحلقة القادمة سنذكر الرسائل المتبادلة بين قيادة ثورة العشرين الوطنية المجيدة وقيادة الأممية الشيوعية – الكومنترن –
ملاحظة : هذه المقالة ذات صلة بمقالة سابقة – لا تبخسوا الناس أشياءهم –نشرت على موقع الحوار المتمدن في – 15 – 1 – 2012 – ووعدنا فيها بالعودة للموضوع ، وهذه الحلقة الأولى

حميد غني جعفر

#حميد_غني_جعفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات