أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لؤي الخليفة - تخبط وسوداوية القائمة العراقية ستودي الى حتفها















المزيد.....

تخبط وسوداوية القائمة العراقية ستودي الى حتفها


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3614 - 2012 / 1 / 21 - 22:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انه لمن الؤسف حقا ان نرى العراق وهو على هذه الصورة المهلهلة البائسة , صورة مهما حاول المرء تجميلها ازدادت قبحا , وان هم بترميم جانب منها انهار اخر , بل وسرعان ما تمسي الرتوش بقعا سوداء تشوهها اكثر واكثر ... فعمليات القتل مستمرة والفساد على اشده والخدمات معدومة ... واحدنا لا يعرف متى يقتل او يعتقل او يختطف , فالقتلة ينتشرون في كل شارع وحارة , والاتهامات جاهزة وموجودة في حقيبة كل شرطي ورجل الامن , وعصابات الخطف والسلب تصول وتجول ... ولا اريد ان استرسل واغوص اكثر في عمق هذا الواقع السوداوي الذي اوصلنا اليه الساسة دون استثناء ممن تولوا مقاليد السلطة عقب سقوط النظام السابق .
لقد طفح الكيل بالمواطن وهو يعيش لعامه التاسع هذا الكابوس المرعب وكأن الساسة الجدد لم يكتفوا بمعاناته وما لاقاه ابان النظام السابق , ليوغلوا في هدر دمه وهتك عرضه وسلب ماله وقتل روح المواطنة عنده , وليحققوا ما تسعى اليه الدول الاقليمية في عراق ممزق ضعيف ومنقسم لا يحسب له اي حساب ... واستمر شلال الدم حتى صار يكفي لربيع ليس في العراق والعالم العربي فحسب بل وللعالم كله , وما هزت هذه الدماء ضمير لاؤلئك الساسة وما خجلوا يوما من زياراتهم وتهافتهم على هذه العاصمة او تلك وتنفيذ الادوار الشريرة التي رسموها لهم في استهداف الوطن والمواطن وتشريده ودك كل حجر او مشهد حضاري جميل ومحو تاريخه المشرف لاهله لا لاؤلئك السماسرة المرتزقة ممن فتح فاه لابتلاع كل ما يرمى اليهم من قاذورات من خارج الحدود ... وليس ثمة امل في تجاوز هذه المأساة سوى بتبديل الشلة التي باتت تقرر مصير البلاد , او على الاقل يغيروا سلوكهم ونهجهم وان يكون ولائهم للوطن وحده ونبذ سياسة التخندق خلف هذه الطائفة او القومية او الدولة , وعسى حينها ان يتمكنوا من تخليص البلد من محنته وانقاذه وابعاده عن خانة البلد الاخطر في العالم والاكثر فسادا والاقل نظافة .
لقد افرز الغزو المشؤم خارطة جديدة للتركيبة السياسية والاجتماعية , فغزت الاحزاب الدينية والطائفية المشهد فيما اشتد ساعد الاحزاب القومية التي اوغلت في شوفينيتها ... ازاء ذلك توارت احزاب وحركات ذات ماض مشرف وعريق ولم يعد لها تأثير يذكر ... الامر الذي دفع بكثير من العراقيين ان ينظروا بعين الرضى الى القائمة العراقية باعتبارها الاقرب تمثيلا لهم كونها ضمت تنوعا واسعا لمختلف انواع الطيف العراقي ولما كان برنامجها يتضمن من مفردات وفقرات تمس حياة المواطن اليومية ومستقبله كالتأكيد على القيم الديمقراطية وحقوق الانسان والمرأة وعدم التفريط بسيادة ووحدة العراق ... وبالفعل حققت فوزا كبيرا قي الانتخابات عندما جاءت في مقدمة القوائم الاخرى , وظلت العيون متجهة صوبها باعتبارها الاكثر اعتدالا سواء اكانت في السلطة او المعارضة ... غير ان سلوك البعض من منتسبيها لم يكن له اي علاقة بما جاء في برنامجها , واكثر ما اثار الدهشة ان يكون بعض قيادييها اول من ينادي بتقسيم العراق ناهيك عن العلاقات المريبة للبعض الاخر مع دول الجوار , فيما اتسمت سلوكيات وتصريحات غيرهم بالانانية واثارة الفوضى ... وبطبيعة الحال لم يرق هذا السلوك للبعض الاخرمن اعضائها ما اجج الخلافات بين اطرافها الذين اثبتوا ان ما كان يجمعهم هي المصالح والمكاسب الشخصية , وصارت قيادة القائمة تترنح وهي تتلقى الضربات الواحدة تلو الاخرى وتحط وسط امواج عاتية وامست يدها مغلولة لا تقوى على رأب التصدعات , وبدأ العد التنازلي لمسيرتها فكان انشقاق القائمة البيضاء شرارة اولى للانهيار تلتها هزات اخرى اشد وقعا وايلاما وسارت من سيء الى اسوء , وكان بالامكان تجاوز كل ذلك فيما لو كانت هناك قيادة حكيمة واعية لمتطلبات المرحلة الحرجة التي يمر بها البلد وايجاد مخارج للازمات والخلافات .
وجاءت الازمة الاخيرة لتضع النقاط على الحروف , ولتكشف مدى التخبط الذي اصاب نوابها , وهو ما تجلى من خلال التصريحات المتضاربة والتي اثبتت وهن وحدتها وتماسكها فصرنا نسمع من بعضهم دعوات مستميتة للاقاليم التي يمقتها جل الشعب العراقي , ودعوات غيرهم لدول الجوار بعدم الوقوف مكتوفة الايدي ازاء الوضع في العراق واخرون كشفوا اقنعتهم وعادوا الى الخطاب الطائفي المقيت ... وكانت الاتهامات الموجهة الى بعض قادتها بالارهاب كالقشة التي كسرت ظهر البعير , وبغض النظر عن كون التهم صحيحة ام كيدية سياسية , الا انها بينت عدم اتزان مواقفها وردود فعلها المتسرعة بهدف دفع التهمة بأي ثمن دون ان يأخذوا بنظر الاعتبار وجود دلائل وقرائن تشير اليها مع ان المتهم يبقى بريئا اذا لم تثبت ادانته ... فنائب رئيس الجمهورية ليس هو الوحيد في القائمة المتهم بهذه التهمة فهناك غيره ايضا ... وحسبي ان اشير هنا الى ان هذه الاتهامات طالت وستطول نواب من القوائم الاخرى ايضا , اقول كان على العراقية ان تنأى بنفسها عن هذه التهم والا تدافع عن المتهم بهذه الصورة التي اوحت للاخرين بخوفها من الكشف عن المزيد منها... بل اللجوء الى العقلانية والهدوء وبالتعاون مع الاطراف الاخرى لتشكيل لجنة قضائية تتولى مهمة التحقيق .
ثمة نقطة اخرى اود الاشارة اليها تلك هي ما تناولته وسائل الاعلام عن التوقيع بشكل سري لقادة العراقية قدموا بموجبه تنازلا عن كركوك ومناطق من ديالى والموصل لقادة اقليم كردستان , ولم نسمع اي رد من الناطقين بأسمها وهم كثر بصحة التوقيع من عدمه , علما ان هؤلاء الناطقين حريصون على الرد على اي موضوع مهما كان تافها , ويبدو ان الموضوع صحيحا اذاستنكرت احدى نواب القائمة ذلك وهي من كركوك مشيرة الى ان كركوك ليست ملكا للعراقية حتى تبيعها او تتنازل عنها للاخرين ...
ان مصير القائمة ومستقبلها لا يبشران بخير , وكل الدلائل تشير الى انها ماضية صوب حتفها , ولن تصمد اكثر دون ان تغير نهجها والتخلص من العناصر التي ولائها للخارج والكف عن التصريحات السوداوية والتخبط السياسي , والدفاع حد الاستماتة عن وحدة الوطن وسيادته والابتعاد عن الخطاب الطائفي الذي بات اكثر وضوحا بعد اتهام قادتها بالارهاب , غير ان الواقع يشير الى غير ذلك فها هم قادتها يطالبون باحتلال امريكي جديد ويستقوون بدول الجوار والادهى من كل ذلك تحريضهم ضد العراق من خلال تصريحاتهم التي هي رسائل سلبية الى الدول العربية تثنيهم عن الحضور الى القمة العربية المزمع عقدها في بغداد , خشية ان يحسب عقد المؤتمر انتصارا لشخص واحد وكأن العراق اختصر بهذا الشخص فقط .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اية ثمار تلك التي جناها العرب من ربيعهم ؟
- العراق .. خطوات الى الوراء واستبعاد العودة للشراكة الوطنية
- من يقف وراء التفجيرات وقتل العراقيين ؟
- بدعة الاقلمة ودورها في تأجيج الخلافات السياسية
- هل نجح النظام السوري في دفع الجامعة العربية الى المكان الخطأ ...
- الامتناع العراقي و (( مفاتيح الارهاب )) التي لم تزل بيد النظ ...
- هل ستوقد (( الفدراليات )) شرارة حكم شمولي جديد في العراق ؟
- لكي لا نجعل من الفدراليات بوابة لتقسيم العراق !!
- دعوة وسائل الاعلام لمقاطعة تصريحات المسؤولين والنواب
- تجنبا للفساد ... احذفوا الاصفار دون تبديل العملة
- أهي حرب بسوس جديدة تخوضها الكتل السياسية العراقية ؟؟
- الدستور العراقي ... أتعديل ام كتابته من جديد ؟
- ميناء بوبيان ... لا خيار امام العراقيين سوى الغاء وقبر المشر ...
- مستقبل اوربا بين فكي النازي الجديد والاسلامي المتطرف ...
- في ضوء استجواب مفوضية الانتخابات ... رشقوا البرلمان ايضا
- ((بوبيان )) تذكرنا بأزمة خليج الخنازير في كوبا
- العراق سيبقى عراقا وشعبه هو من سيقرر قضاياه المصيرية
- ثمة اعوام بين رسالة الزرقاوي وتصريح النجيفي !!
- سوريا ... النظام ينسى من يخالفه الرأي ويتناسى الحقائق
- اذا كان المسؤول او السياسي مجرما فلم لا يعلن ذلك على الملأ ؟


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لؤي الخليفة - تخبط وسوداوية القائمة العراقية ستودي الى حتفها