أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - غبطة البطريرك مار عمانوئيل دلي يجب مخاطبته باحترام وأخلاقية عالية















المزيد.....

غبطة البطريرك مار عمانوئيل دلي يجب مخاطبته باحترام وأخلاقية عالية


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3612 - 2012 / 1 / 19 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك ان الثقافة تعتبر اقدر العناصر التي تجمع الشمل وتزيل التوترات بين المكونات الدينية او السياسية ، وما يجدر بالمثقف ان ان يكون قدوة حسنة يقتدي بها الآخرون ، ويكون المنارة التي يهتدي بها بقية ابناء المجتمع على اختلاف مشاربهم بما فيهم السياسي ، كما ان المثقف يتحمل مسؤولية كبيرة في نشر الوعي في المجتمع وتأثيره يبلغ مديات كبيرة وليس أدل على ذلك ما لعبه المثقف في عقود العهد الملكي في المظاهرات والأنتفاضات ، وبعد ذلك كان المثقف يحمل راية النضال الطبقي ، وعلى نطاق العالم العربي شحن المثقف الجماهير بشعارات قومية ثورية فكان تحمس الجماهير للفكر القومي العروبي وشاهدنا الحروب التي تمخضت عنها تلك الأفكار فالمثقف له دوره في توجيه وتوعيه الجماهير وفق رؤيته إن كانت اديولوجية شمولية او ليبرالية ديموقراطية .
ومهما كان من خطل او صواب تلك الأفكار فإن المسألة تبقى في دور المثقف والمفكر الذي يرفع المشاعل لأنارة الطريق ولنشر الوعي الذي يؤمن به هذا المثقف او المفكر . ولهذا اقول ان على المثقف تقع مسؤولية اخلاقية كبيرة وعليه ان يتحلى بعناصر حرية الرأي وحرية المعتقد وينبغي عليه ان يلعب دور المرشد الذي ينير الدرب للرجل السياسي وعليه ان يكون دائماً مع المبادئ الأخلاقية السامية قبل كل الشعارات الحزبية الأديولوجية .
إن المثقف يجوز ان ينخرط في دهاليز السياسية وان يطرق بابها لكن عليه ان لا ينسى دوره الأساسي الأخلاقي حينما كان يعمل في حقل الأدب والفكر والتأليف .. لقد كان الزعيم التشيكي فاتسلاف هافل سياسياً من هذا الطراز حيث كان كاتباً مسرحياً ومعارضاً للنظام وقاد ما سمي بالثورة المخملية التي اطاحت بالنظام الشيوعي عام 1989 في ذلك البلد , وحتى عندما وصل الى مركز رئيس الجمهورية لم يتورط في احابيل السياسة بل بقي على مبادئه الأخلاقية التي نادى بها قبل ولوجه في عالم السياسة ، وهو من القلائل الذين تمكنوا من تفعيل السياسة مع الثقافة والأخلاق .
قرأت مقالاً لأحد الأخوة على موقع عنكاوا بعنوان غريب وهو " المضحك والمبكي في بيان عمانوئيل دلي ( البطريرك ) : المضحك المبكي في المسألة ان يجد هذا المقال طريقه للنشر في موقع عنكاوا وهو بهذه الصيغة الغريبة ، وكما هو معروف فإن المقال يعرف من عنوانه ، بالأمس قام موقع عنكاوا بحذف احد المقالات كان ينتقد موقف البطريرك مار دنخا الرابع وهو مقال الأخ كوركيس مردو ، لكن مقال اليوم ينعدم فيه عنصر الأحترام من عنوانه ومع ذلك وجد طريقه الى النشر وهو بهذه الصورة ، واجتذب المقال عدد كبير من القراء والسبب بنظري يعود مقدار انعدام الأحترام لشخصية محترمة دينية يتبعها ويجلها مئات الآلاف من الشعب الكلداني الذي يحترمون تاريخهم وكنيستهم وقوميتهم الكلدانية ، وهذا العنوان هو استفزاز رخيص لمشاعر هؤلاء الذين يجلون ويحترمون هذا الرجل الوقور ، من الناحية الأنسانية فإن عمره يستوجب الأحترام وكذلك مركزه الديني والكنسي المرموق .
بالأمس القريب كان للبطريرك النسطوري مار دنخا الرابع رسالة رعوية بمناسبة العام الجديد واحتوت تلك الرساله على افكار إقصائية عنصرية ، وحينما انتقدنا تلك الأفكار خاطبناه بكل ادب واحترام بما يناسب مكانته الدينية والشخصية ، لكن تناولنا الفكر القومي المتعصب لديه . وحتى حينما نكتب عن السيد يونادم كنا نحترم شخصه ومكانته ونحاسبه وننتقده على فكره العنصري الأقصائي .
بعض كتاب شعبنا الكلداني الذين كانوا بالأمس يعتزون بقومتهم الكلدانية واليوم بعد ان ركبوا موجة الأحزاب الآشورية ، من اجل منصب معين او حفنة من الدريهمات ، بعض هؤلاء يتقمصون اسماء اشخاص من الدورة في بغداد وهم جالسون في ديترويت ، إنهم يفحموننا اليوم بمقولتهم الشهيرة من ان يونادم كنا والآخرين فازوا في الأنتخابات الديمقراطية وبالتالي لا يجوز الأعتراض عليهم .
فأقول لهؤلاء :
الديمقراطية لا تعني صناديق الأقتراع فحسب ، بل الديمقراطية منظومة ممارسات ومناهج ينبغي العمل بها ، فحينما يفوز يونادم كنا او غيره في الأنتخابابت ليس من حقه إلغاء او الإستهانة بالشعب الكلداني الذي انتخبه ومنحه ثقته وعليه ان يكون مخلصاً لهوية ذلك الشعب وقوميته الكلدانية لا ان يكون ناكراً لجميل الذين منحوه اصواتهم وثقتهم .
إن دخوله قبة البرلمان لا تخوله بث افكار عنصرية فاشية ، لقد فاز هتلر وحزبه بانتخابات ديمقراطية حرة نزيهة ، لكنه ادخل شعبه ، بسبب افكاره ، الفاشية الأقصائية في اتون حروب مدمرة ، واليوم يمنع في اوروبا ترويج الأفكار الهتلرية العنصرية الأقصائية على الملاْ ، فكيف تقبلون بترويج فكر قومي اقصائي من يونادم كنا وحزبه في الوقوت الذي نستنكر فيه الأفكار الهترية الأقصائية ؟ اين تطبيق لوائح حقوق الأنسان ؟ اين حرية المعتقد ؟ اين حرية الأنسان في الأنتماء والإجهار بهويته ومعتقده دون خوف ؟
بالأمس القريب منعنا صدام حسين وحزبه من المجاهرة بقوميتنا الكلدانية ومنع غيرنا من المكونات العراقية القومية الأخرى وبما فيهم الأكراد ، الى ان رضخ عام 1970 الى الأعتراف بالقومية الكردية بعد معارك طاحنة مع الأكراد ، رأى ان نتيجتها الى الخسارة ، فكان إقراره بالقومية الكوردية .
السؤال المطروح إن كان صدام حسين والبعث منعونا من كتابة اسم القومية الكلدانية في استمارة الأحصاء السكاني واجبرونا على كتابة بدلها القومية العربية فما هو فرقهم عن يونادم كنا وحزبه الذي يمنع هويتنا القومية الكلدانية ويسعى الى اجبارنا على كتابة القومية الآشورية بدلاً عن قوميتنا الكلدانية الأصيلة . المنطق يقول هنالك تطابق كامل بين الطرفين .
الديمقراطية يا سادة يا كرام اهم ما تعنيه هو إلغاء الأستبداد والشمولية واقصاء الآخر ، وتعني احترام حرية الفكر والمعتقد ، الديمقراطية هي فلسفة متقدمة من التطور البشري ، هي منظومة متكاملة من مجموعة من العناصر وإن صناديق الأقتراع تشكل عنصراً واحداً من تلك العناصر ليس إلا .
أي ان يونادم كنا وبقية نواب شعبنا لا يجوز ان يخونوا الشعب الذي انتخبهم وفي مقدمة من اوصلهم الى مجلس النواب هو شعبنا الكلداني ، ويعتبر خائناً كل من يلجأ من هؤلاء النواب الى إلغاء القومية الكلدانية من الدستور العراقي ، إنها خيانة للشعب الكلداني الذي انتخبهم ومنحهم ثقته .
كان بيان بطريركية بابل الكلدانية يحمل في ثناياه التذمر والشكوى من الظلم والتهميش الذي يتعرض له شعبنا الكلداني في كل النواحي وبعد المغالاة وبعد ان طفح الكيل كما يقال ، فالضغط يولد الأنفجار وهذا القانون الفيزياوي ينطبق على الجانب الأجتماعي ايضاً .
ان الذين انتخبناهم وفي مقدمتهم السيد يونادم كنا قد نكروا الجميل وبدأوا بمحاربة الشعب الذي انتخبهم وهنا اقول لهؤلاء اصحاب المنطق الأستعلائي الإقصائي :
إنظروا ماذا حل بنيرون وقارون وهتلر وموسوليني وبينوشيه ومبوتو وصدام وبن علي والقذافي ، وكيف كان مصير هؤلاء الى التهلكة فاستفيدوا من حوادث التاريخ القريب على الأقل .
نأتي الى الجانب الثاني من المعادلة حيث كانت رسالة البطريرك مار دنخا الرابع الذي حمل في رسالته ليس قليل من عنصر الأستهانة وإقصاء لتاريخ شعب اصيل ، اي اننا امام معادلة الجلاد والضحية ، فالأحزاب الآشورية تمثل جانب الجلاد ، وشعبنا الكلداني وكنيسته يشكلان عناصر الضحية . هذا هو الواقع .
نحن نحترم الآشوريين وأحزابهم وكنيستهم وبطريركهم ، وفي التاريخ حين نزوحهم الى العراق في اعقاب الحرب العالمية الأولى كان الشعب الكلداني هو المكون الوحيد الذي وقف الى جانبهم ، ومع الأسف هم يلجؤون الى محاربتنا والتشكيك في تاريخنا ومحاربة اسمنا وقوميتنا . هنالك بعض الأخوة من الكتاب ، ومن منطلقات مخلصة ، يسعون الى إنهاء الخلافات ورأب الصدع ، فلهؤلاء كل التحية لكن عليهم التوجه الى الجلاد وليس الى الضحية وأقول لهؤلاء وأكرر ما نقلته في مقال سابق من قول سعد زغلول : ( إن في الناس ناساً إذا رأوا ضارباً يضرب ومضروباً يبكي ، قالوا للمضروب لا تبكِ قبل ان يقولوا لا تضرب ).
كم يسعدني ان اقرأ خطاباً آشورياً منفتحاً يحترم الشعب الكلداني وطوحاته ويفتح قلبه الى العمل المشترك المبني على الندية والتكافؤ والتعاون الأخوي ، فهل نقرأ مثل هذا الخطاب ؟
يا ريت .
حبيب تومي / اوسلو في 19 / 01 / 12



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورحل الصديق منصور بجوري الى الأخدار السماوية
- مناقشة هادئة للرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع
- الطبقة السياسية في العراق تتحاور عبر المفخخات والعبوات الناس ...
- حوار مع الأستاذ فاضل الميراني سكرتير الحزب الديمقراطي الكورد ...
- الأخوة في حركة التغيير ولماذا إقحام الأيزيدية والمسيحيين في ...
- بعد استهداف االمسيحيين والإيزيدية في كوردستان سيأتي دور استه ...
- الأعتداءات على المسيحيين في اقليم كوردستان ومخاطر تردّي الأو ...
- سؤال لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي لماذا بغداد المدينة الأ ...
- تصريحات السيد يونادم كنا الأستفزازية ضد الكلدان،اين البرلمان ...
- ماذا لو ظهر ان القوش عائمة على بحيرة من الذهب الاسود ؟
- الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان خطوات ثابتة وقرار مس ...
- ماذا ابقيتم للكلدان ؟ واليوم تمنعون عنهم حتى حق المعارضة
- تمخض الربيع العربي فولد حكماً اسلامياً
- العمل القومي الكلداني من اين نبدأ ؟
- المطران سرهد جمو فكر قومي كلداني واضح وبمنأى عن تخوم السياسة
- الأعتداء على اهالي برطلة سوف لا يكون الأخير في مسلسل الأعتدا ...
- معظم اوساط شعبنا الكلداني ليسوا مع إقامة محافظة مسيحية ؟
- ثورة ايلول التحررية ودور الشعب الكلداني والشهداء الأبرار في ...
- المحافظة المسيحية المفترضة تحترق في أتون المصالح المتناقضة
- نحن الكلدان ماذا جنينا من الكوتا المسيحية لندعم إقامة محافظة ...


المزيد.....




- السعودية تحدد قيمة مخالفة من يضبط داخل مكة والمشاعر دون تصري ...
- بوتين يؤدي اليمين الدستورية لولاية خامسة.. شاهد ما قاله عن ا ...
- غزة: ما هي المطبات التي تعطل الهدنة؟
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي عنيف على القطاع ومخاوف من -الغزو ...
- وداعا للسيارات.. مرحبا بالمشاة! طريق سريع في طوكيو يتحول إلى ...
- يومين فقط من إطلاقها.. آثار كارثية للعملية الإسرائيلية برفح ...
- البيت الأبيض يعلق على -محاولة اغتيال- زيلينسكي
- اكتشاف سبب جديد يؤكد أن غواصة تيتان كانت ستقتل ركابها لا محا ...
- -إنسولين فموي- بتقنية النانو قد يغني عن الحقن لمرضى السكري
- السجن لمصري جمع 100 ألف دولار من أبراج الكويت


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - غبطة البطريرك مار عمانوئيل دلي يجب مخاطبته باحترام وأخلاقية عالية