أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - نساء المواقف الصلبة - إلى مكارم إبراهيم














المزيد.....

نساء المواقف الصلبة - إلى مكارم إبراهيم


هيفاء حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 22:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إذا كان الماء والتراب يشكل طينة تجبل منها أجسادنا نحن بني البشر ،فإن ما يصبغ تلك اللمسة الخفية لإذكاء الروح في كل مساحة هذا العالم المترامي الأطراف لحياتنا هو ذاك الكم الكبير من المواقف التي تمليها علىنا مسيرة عمرنا نحن النساء من ساعة الميلاد إلى لحظات الزمن اللامتناهي الذي لا نعرف به في أي أرجاء لهذه المعمورة ستأخذنا أقدامنا ولا كيف ستهتدي بنا الأقدار إلى فضاء من الهدوء المفقود من حياتنا ربما ضاعت بعض مركباته اللغوية من على اللوح المحفور القابع في أعلى السموات السبع.
إلى الصديقة العزيزة مكارم إبراهيم ،في غفوتها على سرير المرض،كم يعز علينا أن تطول غفوتك وأن نفتقد صوتك ،هو الغياب المؤقت الذي نأمل أن لا يطول أكثر ،قلة قليلة من بنات جنسنا اليوم تلك التي تهب القسم الكبير من حياتها للفكر وإعمال العقل في زمن ضاقت به مساحات الرأي وتقلصت الرؤى إلى أبعد ما يمكن من الأمكنة المعزولة والتي تقصي النساء أكثر وأكثر،وأقول قلة من النساء ،ليس لأن نصفنا الآخر من الرجال قد أكمل مهمة التغيير والتطوير والتحديث في عالمنا العربي حيث نعيش بوادر خريف صاخب بل لأن النساء ما زلنا مستهدفات ليس في نمط تفكيرهن وحسب بل حتى بما يقمن به من انجازات ما زال ظل الحياة يرمي بثقله علينا وعلى أدوارنا المتعددة والتي لا تنتهي ربما مع انتهاء دورة الحياة.
لكل ذلك يعز علينا أن تغفو مكارم ،وأن ترقد على سرير أصم ،وأن يخبو صوت كانت وتيرته تعلو وتعلو وهي تدافع عن حق شعرت ولو عن بعد إنه قد مس لإنسان ما ليس بالضرورة أن ينتمي لأي تقسيم عرفناه .
كنت أجد بكل صديقاتي ورفيقاتي وما زلت اللواتي أتفق معهن وتلك التي أختلف في الرأي والتفسير معهن ،سنداً وقوة ودافع لي ولنا، في أن لا نستكين أمام أي هجوم لأي فكرة نيرة وتقدمية نطرحها،أو أية مواقف نعمل جاهدات على تكريسها على أرض الواقع من جديد ،عن عالم بتنا نتحسس به الخوف على مصير قضايا شعوبنا ،الخوف الكامن بداخلنا من جهة وذاك الخوف القادم لنا مع هبوب رياح التغيير القادمة من البعيد من جهة أخرى ،وأكثر من ذالك فإننا معشر النساء كم من الأوقات نقف مكاننا لنقول الى متى علينا أن نتحمل عبء كل الجلابيب البيضاء والسوداء التي تحتل العقول وترمى على أجسادنا كي نبقى في المكان عينه ساكنات لا نتحرك،هل ما زال هناك من المزيد كي نواجهه؟
ولكل ذلك نحن اليوم أحوج إلى وجودك صديقتنا مكارم في أن تعودي الى قرائك ومتابعينك إلى من أحبو فكرك والى من كانوا يحبون أن يعاكسونك الرأي حيناً ويخالفونك حيناً آخر، وأنت كنت تزدادين إصراراً أن لا مهادنة في الطرح وتدافعين عن أرائك وأفكارك بقوة.
هي لحظات أدعو الله أن تستجيبي للدواء وأن يعود جسدك ينبض بالحياة وقلبك يمتلئ بالدف كي تعودين للكتابة ،لا نريد لقلمك أن يأخذ استراحة أكثر ،ونحن نعيش زمن لا كغيره من الأزمان لا تلك التي عبرت ومضت ولا تلك التي نستعد لاستقبال عالم جديد ندعوا الله أن لا يعيد عالمنا العربي وشعوبنا إلى العيش تحت ظلال الجلابيب والفتاوى والتدخل في حياتنا أكثر. .
لك كل الأمنيات الطيبة بالشفاء العاجل فما زال على هذه الأرض حياة نستحق أن نعيشها رجالاً ونساء بعالم وفضاء حدوده السماء التي نرسم لها شكل أجمل وأحلى.



#هيفاء_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيي على -أل....-
- اللعب بالموت
- ليبيا والمحكمة الجنائية الدولية
- إفرحي دموع أمي مصر عادت
- حين يزهر الياسمين التونسي
- خلوة مع الذات
- في مواجهة الإرهاب الفكري والفضائي
- إعادة الإعتبار لمفاهيم الماركسية(3)
- مؤتمراتنا ومؤتمراتهم
- فتنة العيون والله عيب
- حوارات ساخنة
- لقائي مع سعادة وزير سابق
- ليس كافيا-
- جواز سفر
- إننا كنساء جزء لا يتجزأ من حركة هذا المجتمع وبالتالي تقع على ...
- إعادة الإعتبار لمفاهيم الماركسية(2)
- إعادة الإعتبار لمفاهيم الماركسية
- ما هو سائد
- هما عودتان
- تبدلات


المزيد.....




- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - نساء المواقف الصلبة - إلى مكارم إبراهيم