رياض الزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 16:37
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ربما يشكل موضوع مذكرة اعتقال الهاشمي نقطة تحول جوهريا في المشهد السياسي العراقي ,فلم يتعود المواطن العراقي والعربي ان يشاهد شخصا بهذا المنصب يوجة لهو القضاء مذكرة اعتقال ؟ لقد تعودنا ان المسؤول مهما كانت مسؤوليتة ,صغر منصبة أم كبر يتمتع بالحصانة الدائمة طيلة فترة مكوثة في هذا المنصب , سرقة المال العام , المخالفات القانونية , ارهاب المواطنين وربما قتلهم , اعمالا لاترتقي الى درجة اتهام المسؤول او توجية اللوم الية ؟! السيد الهاشمي ربما غير مصدقا لكل مايحدث , فقد تعود على المناكفات السياسية مع خصومة ولم يتوقع ان يصل الامر الى كسر العظم وتوجية تهمة الارهاب لهو ولافراد حمايتة ,القائمة العراقية تدرك تماما أن الموضوع معروض امام القضاء وامام اصرار خصوم الهاشمي على تنفيذ المذكرة , فانها وكما يبدوا ستستخدم قضية الهاشمي وتجيرها لصالحها قدر الامكان ,فمن خلال مؤتمر القوى السياسية التي دعا الية الطالباني , ستصر العراقية على تصفية حسابها مع المالكي بمقابل التضحية بالهاشمي ,فقد بدأ واضحا تفرد السيد المالكي بالسلطة وهيمنتة المطلقة على كل الاجهزة الامنية (الداخلية والدفاع والامن الوطني وجهاز المخابرات ) ونفوذة الواضح على الهيئات المستقلة , وهو ما ازعج شركائة الاكراد , بل وحتى من داخل التحالف الوطني نفسة .. نقطة التحول في قضية الهاشمي ,هو احتياجنا فعلا لقضاء مستقل ونزية يعمل وفقا لمبدأ الفصل بين السلطات وهو الضمانة لوجود دولة القانون , ونقطة التحول ايضا هو وقف تفرد السيد رئيس الوزراء بالهيمنة المطلقة على السلطة فقد عانة العراق كثيرا من تمركز السلطة في يد جهة واحدة او شخصا واحد , ونقطة التحول ايضا هي في الحديث عن حكومة اغلبية سياسية وهذا يعني وجود معارضة قوية في البرلمان حرمنا منها طيلة هذة السنوات , قد يكون الامر صعبا في هذة المدة المتبقية من عمر الحكومة والبرلمان , لكن مجرد الحديث عنها والتأسيس لها في المستقبل هو نسف لمبدأ المحاصصة التي دفعنا ثمنها غاليا , حكومة الاغلبية السياسية في الدورة القادمة , يعني ان القوى السياسية سوف تجبر على الدخول في قوائم مشتركة وتفكيكا للمشهد الطائفي الحالي في العراق , نتمنى ان تكون قضية الهاشمي بداية لعهدا جديدا في العراق ..
#رياض_الزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟