أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال رياض - الرجعة التى تنتظرها الأمم















المزيد.....

الرجعة التى تنتظرها الأمم


امال رياض

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 16:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب أبو الفضل الگلپايگاني، المعروف بأبو الفضائل، ما يلي :
ما يرجع إلى مسألة "الرجعة" فإنه ما من دين الأديان الموجودة إلاّ ويعتقد أهله بهذه المسألة، وينتظرون رجوع شخصٍ معينٍ مخصوص أو أشخاص معلومة لتعميم ديانتهم وإعادة رونق شريعتهم، فكما ترون مثلاً الأمة النصرانية منتظرة لرجوع سيدنا المسيح له المجد، ومعتقدة كمال الاعتقاد بمحتوميّة نزوله عليه السلام من السماء، كذلك الأمّة اليهودية منتظرة لنزول إيليا النبي أي إلياس عليه السلام من السماء قبل ظهور الرب الموعود وقيامه في اليوم المعهود، والأمم الإسلامية أهل السنّة والجماعة منهم يعتقدون نزول عيسى عليه السلام بعد ظهور المهدي، وأمّا الشيعة الإثني عشرية فتعتقد أولاً رجوع المهدي عليه السلام، وهو بزعمهم محمد بن الحسن العسكري الذي غاب في سنة مائتين وستين من الهجرة وهو الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام، وتعتقد ثانياً برجوع السبط الشهيد حسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، والثالث من أهل البيت، ويُعبّرون عن رجوعه بالظهور الحسيني بعد ظهور المهدي، وأمّا الأمة الزرادشتية فتنتظر رجوع الملك الكياني الشهير كي خسرو -الذي فسّره بعض الأوروبيين غلطاً بكورش الملك الفارسي المعروف- في أيام ظهور الموعود الذي يعتقدون أنه يظهر من إيران في آخر الزمان ويُقيم الأموات ويوحّد الأديان. وينتظرون أيضاً رجوع رجال آخرين ممّن لا سبيل هنا إلى استقصاء تفصيل أسمائهم وذكر سبب رجوعهم، وكذلك سائر الأديان والملل كما يعرفه المتتبّع في عقائد المذاهب والنِحَل.
فثبت مما ذكرناه بالإجمال أن مسألة الرجعة هي من المسائل المهمة التي ابتليَتْ بها أصحاب الأديان، وبها كذّبوا كبار الأنبياء وأعرضوا عن مظاهر أمر الله في جميع الأزمان، نعم قام في القرن الثامن الهجري ابن خلدون المؤرخ المغربي الشهير، وأنكر في كتابه الكبير ظهور المهدي عليه السلام، وتبعه في رأيه هذا بعضٌ من أصحاب العقول الصغيرة والضمائر المظلمة لكي يتم بهم ما بَشّر وصرّح وأخبر به النجوم الزاهرة والأنوار الباهرة من أئمة أهل البيت عليهم السلام: "أن المهديّ خروجه عند اليأس والقنوط" أي حينما تقنط النفوس الغافلة عن ظهوره وتنكر بشارات خروجه وتيأس من آخر رجاء للتخلص من نوائب يوم عبوسٍ مستطير بمصائبه وشروره.
وكذلك ظهرت في الأمم النصرانية جماعة غير قليلة أنكروا رجوع المسيح عليه السلام في الجسد، وحرّفوا تلك البشارات الصريحة في مجيئه وظهوره وفسّروها بإحاطة دينه وغلبةِ أتباعه مما لا ينطبق على تلك البشارات أصلاً، لكي يتمّ فيهم ما أخبر به بطرس الرسول كما جاء في الإصحاح الثاني من رسالته الثانية حيث قال: "ولكن كان أيضاً في الشعب أنبياء كذبة كما سيكون فيكم أيضاً معلّمون كذبة الذين يدسّون بِدَعَ هلاكٍ وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً. وسيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يُجدّف على طريق الحق". إلى آخر كلامه في هذا الإصحاح، مما يطول بنا الكلام لو جئنا بجميع كلماته المقدسة في هذا المقام، ولكننا نوجّه أنظار أولي الأبصار إلى التبصّر والتعمق فيما جاء في هذا الإصحاح، فإن ذاك الرسول المُجتبى والإمام المرتضى أخبر بأفصح عبارة وأبلغ بيان بجميع الحوادث التي حدثت من هذا القبيل في الأمّة النصرانية في القرون الأخيرة بكليّاتها وجزئيّاتها، مما يدل على روحٍ مقدسٍ طاهرٍ محيطٍ ناظر بحقائق الأمور الآتية بدقائقها وخصوصياتها، فإذا تقررّ عند أمّةٍ أنّ المسيح له المجد لا ينزل مِن السماء رغماً عمّا وَعَدَ به صريحاً وصار هذا الرأي عقيدة عمومية ثابتة عند جماعةٍ، فلا بد من أنهم ينكرونه حين نزوله أي عند ظهوره ويجدّفون على طريقته، فيتم فيهم نبأ الرسول المُجتبى بأنهم ينكرون الرب الذي اشتراهم، وبسببهم يُجدَّف على طريق الحق، كما وقع تماماً في هذا القرن الأنور الأبهى، وستظهر صحة هذا النبأ بأتم وأجلى، وقال أيضاً كما جاء في الفقرة الثالثة من الإصحاح الثالث من هذه الرسالة: "عالمين هذا أولاً أنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون، سالكين بحسب شهوات أنفسهم، وقائلين أين هو موعد مجيئه، لأنه من حين رقد الآباء كل شيْ باقٍ هكذا من بدء الخليقة". إلى آخر هذا الإصحاح، وهذا أيضاً مما يستحق كل التفسير والإيضاح بما فيه من جواهر المعاني الغالية المختومة كما سنفسّره في محلّه إن شاء الله تعالى في غاية الوضوح والإفصاح، وهذه العبارة أيضاً تدل على ما ذكرناه من أن جماعة كثيرة ينكرون مجيء سيدنا المسيح له المجد، فلا نتعجب إذاً من إنكار الكثيرين لنزوله وتحريفهم البشارات الصريحة في مجيئه وظهوره، ومما يجب الانتباه إليه هو أنه بمقدار ما أوجدت محاولات المنكرين لنزوله عليه السلام بالجسد شكوكاً في القلوب المريضة، كذلك أوجدت في القلوب الصافية علماً ويقيناً أظهر وأجلى، وأورثت في النفوس الطاهرة ثبوتاً ورسوخاً أتم وأقوى، إذاً أي برهان يمكن أن يُقام على صحة مبدأ تلك البشارات في مفاهيمها الأصلية، أيْ نزول روح الله في الهيئة البشرية أعظم وأظهر وأقوى من تحقق تلك الأخبار بعد انقضاء قرون وأدوار، أليس أخبار ذاك الرسول المُجتبى - حينما لم يكن للنصرانية جمعية وهيئة اجتماعية يذكرها المؤرخون، ويعتبرها الكاتبون بأخبار وحوادث تحققت وظهرت بعد انقضاء تسعة عشر قرناً - أدلّ دليل على أنها من الأخبار السماويّة والأنباء المُعلنة بالقوّة القدسيّة الإلهية.
("من مؤلفات أبو الفضائل"، الصفحات 232-235)

ويعرّف حضرة عبدالبهاء موضوع المعاد والرجعة بقوله الأحلى: "الفرق بين المعاد والرجعة، المعاد أمر عينيّ والرجعة أمر عِلمي. من حيث الشؤون والآثار يدل على الوحدة الحقيقية بين الأبرار." ("مائدة آسماني"، المجلد 9، الصفحة 26)

وينتظر معظم أصحاب الديانات السابقة عودة مظاهرهم بأعيانها وهذا هو معنى المعاد كما فسرّه حضرة عبدالبهاء ولكنها في عُرف أهل البهاء رجعة الصفات. فيتفضل حضرة بهاءالله عن هذا بقوله الأحلى:

"هذا كتاب من لدى المظلوم الذي سُمي في ملكوت البقاء بالبهاء... وقد ورد عليه في كلّ عهد ما لا يحصيه أحد إلاّ الله الملك العلي العظيم. مرة ابتلي بيد القابيل وقُتل في سبيل الله وصعد إليه مظلوماً وكذلك كان الأمر من قبل وكان الله على ذلك لشهيد وخبير. ومرة ابتلي بيد النمرود وألقاه على النار وجعل الله النار عليه نوراً ورحمة وإنه ليحفظ عباده المقربين. ومرة ابتلي بيد الفرعون وورد عليه ما يحترق به أفئدة المخلصين. ومرة عُلّق على الصليب ورُفع إلى الله العزيز الجميل. ومرة ابتلي بيد بو جهل ثمّ الذين هم قاموا عليه بالشقاق من أهل النفاق ووردوا عليه ما لا يُذكر بالبيان وكان نفس الرحمن على ما ورد عليه لعليم وشهيد. ومرة قُتل مظلوماً في أرض الطفّ واستشهدوا معه الذين نسبهم الله إلى نفسه المقدس المنير، إلى أن قطعوا رأسه وأساروا اهله وداروهم في البلاد وكذلك قُضي عليه من جنود الشياطين. ومرة عُلّق على الهواء واستشهد في سبيل الله المهيمن المقتدر القدير..." ("آثار قلم أعلى"، المجلد 4، الصفحة 301)

((( من كتاب مناهج الحق )))



#امال_رياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاناة الأنبياء
- التوحيد في كتاب الله
- العهد والميثاق - نظام بهائى فريد -
- الأرض جميعها وطنآ لنا ونحن البشر سكانه
- سورة الأعراب - تنزيل لحضرة بهاء الله -
- حدود إدراك الإنسان ومعرفته للذّات الإلهيّة
- ماهى المكافأة والمجازاة فى البهائية
- فى ذكرى ميلاد حضرة بهاء الله (( الكلمات المكنونة ))
- مساواة الرجل والمرأة لم يكن ابدآ هو تبادل الأدوار
- الدّين أساس المدنيّة
- (3) وحدة الأديان
- (2) وحدة الجنس البشري
- ثلاث مبادىء اساسية للدين البهائى
- ياولاد الحلال تايه منى إنسان
- الحياة الأسرية هى أساس التربية
- فراشة الحب ( هيلين كلير )
- يا أهل العالم أتحدوا
- إصحوا يا بشر
- تعالوا نتعلم من تانى ازاى نحب بعض
- هل يحمل السلام خلاص العالم ؟؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال رياض - الرجعة التى تنتظرها الأمم