أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كايد أبوالطيف - في حضرة الآنسة أرض















المزيد.....

في حضرة الآنسة أرض


كايد أبوالطيف

الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 21:55
المحور: الادب والفن
    



في حضرة الآنسة أرض

هيام متى و كايد أبوالطيف

تنص المادة 27 من العهد على أنه لا يجوز، في الدول التي توجد فيها أقليات إثنية أو دينية أو لغوية، أن يحرم الأشخاص من أبناء هذه الأقليات من حق التمتع بثقافتهم الخاصة، أو المجاهرة بدينهم وإقامة شعائره، أو استعمال لغتهم، بالاشتراك مع أبناء جماعتهم الآخرين. وتلاحظ اللجنة أن الحق الذي تقره هذه المادة وتعترف به حق يمنح للأفراد المنتمين إلى فئات الأقليات وهو حق متميز وزائد على جميع الحقوق الأخرى التي يحق لهم كأفراد مثل سائر الناس التمتع بها بموجب العهد. ويميز العهد بين الحق في تقرير المصير والحقوق المصونة بموجب المادة 27. فالحق في تقرير المصير يشار إليه كحق تملكه الشعوب وتتم معالجته في جزء مستقل (الجزء الأول) من العهد. وهذا الحق لا يدخل في نطاق البروتوكول الاختياري. أما المادة 27، فتتصل بحقوق ممنوحة للأفراد بصفتهم هذه وتندرج، كغيرها من المواد المتعلقة بالحقوق الشخصية الأخرى الممنوحة للأفراد، في الجزء الثالث من العهد، وتدخل في نطاق البروتوكول الاختياري. وعلى الرغم من أن الحقوق المصونة بموجب المادة 27 هي حقوق فردية، فإنها تعتمد بدورها على قدرة جماعة الأقلية على الحفاظ على ثقافتها أو لغتها أو دينها. وبناء على ذلك، فقد يتعين على الدول اتخاذ تدابير إيجابية لحماية هوية أقلية من الأقليات وصون حقوق أفرادها في التمتع بثقافتهم ولغتهم وفي تطويرهما، وفي ممارسة شعائر دينهم، وذلك بالاشتراك مع أبناء جماعتهم الآخرين.

الوثيقة الرسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة، اللجنة المعنية بالحقوق المدنية والسياسية، الدورة الثامنة والأربعون (1993). التعليق العام رقم 23، المادة 27 (حقوق الأقليات)



وثيقه ووثيق ثنائي العجب لباحات المحاكم على إختلاف درجاتها، وثيقة تقرأ وتحلل وتتعقب كل معلومة صغيرها ككبيرها، وثيق يقول لها دائماً مداعبها في إستخلاص الحقائق كإحدى العجائز البخيلات في المطاعم الفاخرة التي لا تترك للشباب الذين يعملون في شطف الأواني أي قطعة مهما كانت صغيرة، من سمكة المشط الكبيرة التي تطلبها وحدها، لتأكلها وحدها، وبعدها تقوم بشرب الليمونادا وحدها، لتطلب التاكسي وتعود أدراجها إلى بيتها في حضرتها وحدها. الوحدة هي مملكتها التي لن تتنازل عنها مهما كلفها الأمر من ولد أو بنت أو ايطفل بالتبني. والمؤسسات العاملة في هذا الباب لكثرتها بدأت تطلق الواحدة على منافستها العيارات النارية التي لا تخلو من إستخدام الأسلحة التي حرمتها الدول الكبرى على الدول الصغرى. ووثيق تتحب إلى نفسه إمتطاء سحابته السوداء كبرياء، ليلقف ملف الملكية الواحد تلو الآخر. فريري لا يستهويه كثيراً، ففكرة المعلم بحد ذاتها تقشعر بدنه وتشعره على الدوام بالنقص لأن ذاكرته حول المدرسة والمدرسين كانت تصب جلها على شخص المربي وجيه. العملاق في المعارف الكونية، الذي أبى لنفسه ولوج كل الوظائف وهن بقدر الإحترام والتقدير الذي يحظاه من كل جانب، ليفضل تكريس الجهود كلها للإنسان أولاً، الإنسان العربي، المقدسي، الشامي، الشرق أوسطي، العالمي إنسانية وتربية وأخلاقاً، بكل التراكيب الجميلة التي كانت تتلفق بين ثناياه كلاعب سيرك مهني من العيار الثقيل في هذا المجال، وما هو الا محام بسيط يهوى خوض الصعاب لكيلا يقنط مهنته التي لا تمت لجماليات كيانه بأي قشرة برتقال أو تفاح من الرسومات المعلقة في مكتبهما المشترك له هو ووثيقة. وثيق وكما هو مسجل في الدفاتر الرسمية، أقليه تحت المادة رقم أدناه، كذلك وثيقة أقلية لأرقام متسلسلة من التحفظات الفرعية للمادة أساس من البند المرقم بصفرين قبل الملاحظة الجانبة للرقم المتفرع من البند الإحتياطي للمادة. جميلة هي شراكتهما التي تأتي عليهم كل مرة بوابل جديد من القضايا التي ينفقون عليها أضعاف مضاعفة لما يتقاضوه في الواقع من هذه المؤسسة أو ذاك الشخص الفلاني الذي فكر في نفسه متيقناً، أنه لم يدفع في حياته مبلغ أكبر لمكتب محاماة آخر، جراء استئجاره خدمته لعملهما الدؤوب في ملفاته المختلفة.

المرافعة بدأت أطلب من الحضور الإنصات الشديد هذا ما اعلنه القاضي، هو يبعث لها رسالة نصية بالنجاح بابا، ترده بأخرى طيب، نحن اليوم أمام قضية من نوع مغاير ومختلف لم أجد أي جزئية قانونية لاضعها على قضيتكما، لكن وكما تعودتكما ستكسبان القضية لا محالة، إسمحوا لي أن إستمتع باستماعي اليكما وراجائي بدون مسجات للموبايلات أثناء العمل، هذا يمس كرامتي المهنية.

لست هنا للحديث عن الأرض ككوكب من كواكب المجموعة الشمسية، كما أنني لن أتحدث عن مكونات الأرض الجيولوجية، كل ما في الأمر أن منطق الأرض والعرض قد يثير إنتفاضة الذاكرة في بعض الأحيان فيدفعك للحديث عن الأرض كعرض وشرف وتاريخ وحضارة. الأرض حين تضعك الظروف في نطاق "هل تساوم"، فتكون أرواحنا هى الثمن". وقد يكون هوميروس حين أشار الى أن " ليس أعذب من أرض الوطن"، لم يفكر بأن هذه العذوبة ستمزج بالمرارة يوماً حين تصل الى مفترق تجد فيه فيه جحافل الموت لم تفل تأتي من كل الجهات شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً، تحصد الصغير قبل الكبير وتمتص دم الحياة من الأوردة المحتقنة المتحفزة للثأر والحياة. كانت الارض هى الحياة بالنسبة لهم، لأجلها يهون الموت ليختمر الآتي ....

كانت أصالة القيم السرمدية كالله، والطبيعة، والانسان. قد بصمت في ذاكرة الشعوب حكمة الأجداد كما منحتها إياهم التجارب الحلوة والمرة "الارض كالعرض"، معادلة أسرارية لا يمكن العروج الى كنهها الا عبر مراتب وأحوال من التداعيات الباطنية. فكيف بنظام إستباح الأرض والعرض ليكشف للشعب العربي أجمع بعد هذا العمر العتيق معادلته الاخيرة "الارض كالعرض". لتهتف الأرواح في بعض زوايا العالم العربي العار أرضي ويقاتلني نظام بائس ليسلب كرامتها ولتهمس الأنفس في العراق وفلسطين العار أرضي وليست لي.

العار: عري الجسد أمام الروح لا يغطيه سوى أزيز الرصاص وزغردة البارود تزف الروح الطروب الى مضارب الشرفاء . فنحن ننبت في الأرض، والأرض تنبت فينا وقدسيتها الفريدة من نوعها عند الشعوب الحرة هى من تقذف بحرارة الدم للدفاع دون هوادة عن الكرامة العربية وشرف أرضها المستهان.

الأرض كرامة كما يراها كل عربي منتمي الى عروبته ومعقل أصالته التي وإن طغت عليها تقاليع هذا الزمان فهى لا تخبو لتصب كل القيم في شريان الإنتماء مؤكدة أن شلال الدم وسيل الشهداء الذي أغرق العالم العربي بفيض من كينونته وبقاءه. لم يدفع أي عربي في الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه للتراجع أو التخاذل عما بدأه البشر منذ خلق في هذا الوطن وبهذه الروح . هذا كله ولم نكن نعلم بأن هذا الظل الأرضي يخبئ في جوفه هذه الروح من الصمود وحاجتها للبقاء بين يدي زمرة الأخيار من أحرار هذا الوطن وذاك في وقت ركبنا فيه شيطان المادة وجرثومة الطمع. الأرض هى أغلى ما توارثته الأجيال ليرى الجميع بأن التفاني في خدمته من أصالة المعدن والتفريط فيه من خسة النفس ودناءة الخلق فمن لا يحب أرضه لا يستحق صفة مواطن ولا يستحق بما يتمتع به ما إمتيازاته، حيث لا خير في أرض تبرها أغلى من ترابه فما أروعها أرض تحملنا في حياتنا ونحن في قمة حالات خيلاءنا لتحنو علينا في مماتنا بمنحنا حضن الحانية. واليوم بعد مئات الأعوم من الزمان وبعد ملايين الأشبار مكاناً وبعد بحار من الدماء شهادة نشعر بالخطر يهدد الأرض فتنتفض الأرواح إنتفاضة العاشق إذاً. مس محبوبته مكروه واقترب ثالث من ما عاش مائة عام من العشق يحاول الاحتفاظ بمكنونه. ها هو يقترب زمن ليس بالبعيد وسيأتي بحسب التوقيت المحلي لأمة لم يرهقها نضال دام من العمر ما لم يعرفه إلا الله. سوف يزور أمة الحزن والعروبة نصر فارقها منذ هزيمة سد مأرب الأولى فاحتشدوا مدافعين ومطالبين بما سلب منكم ولا تعودو لعصر من تهاون أفقدنا الكثير. ها هى الأرض الإبنة الكبرى لهذا الكون تتبرأ من سعفة صمتها التي أغرقتها في التفكير دنيا من الأعوام لترخي جدائلها ممشوقة في الافق عائدة إلى عالمها السرمدي مع العزة والوان الحياة لتلتفت أرض الفرات إلى دجلة غائرة العينين وقدس الأقداس بروحها الطروب مستبشرة بأن نقب فلسطين إقترب من يوم لا تحجب فيه عنه شمس، ها هى عروسنا تستقبل إشراقة بعد ليل دام ما لم نعلم لتكسر أخيراً السدود وتغمر الحدود ويسري الماء في دجلة والفرات ونهر الأردن دماً في عروقها.



#كايد_أبوالطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1112
- إبني ولا تهتم، هذه أرضك يا عم!
- صفيرمياهو لذيذ
- النقب: جمعة مباركة
- أريد إخفاء (إن أمكن) أي نزاع!!
- لدي حلم وسأحققه، جونيور!!
- غزة بين قنبلتين وقبلة
- 6 أكتوبر
- مخطط برافر: مؤسسات المجتمع المدني العربية ودورها في التصدي!
- أكتب باللحمة
- القهوة، خميس وهي
- فتحة
- رهط على صفيح ساخن!!


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كايد أبوالطيف - في حضرة الآنسة أرض