أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي المصري - «الانتخابات» مهزلة















المزيد.....

«الانتخابات» مهزلة


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 01:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قرار الانتخابات، في ظل فوضى عارمة تجتاح مصر بشكل مقصود ومتعمد، يشكل جريمة ارتكبها المجلس العسكري ليفرض على مصر الإخوان المسلمين والحكم الإسلامي المرفوض من كل الشعب من مسلمين ومسيحيين. الهدف من ذلك هو تثبيت وجود الاستعمار الوهابي ليفرض نفسه فوق مصر اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا باسم الدين. التخريب الثقافي والاجتماعي لمصر لا يخدم سوى التخريب الاقتصادي باستمرار استنزاف الموارد المصرية وسرقة ثرواتها وإهدارها لتكون في خدمة الشركات الأجنبية الوهابية والصهيونية مما يزيد من تجويع وإفقار الشعب المصري. إن تلك الجريمة التي بدأت منذ أربعين عاما بخطة مدروسة، عندما أعلن الرئيس السادات ما أسماه بالانفتاح الاقتصادي حيث بدأ غزو مصر بشركات العولمة العربية والأجنبية وأقيمت المدن الجديدة بأموال غير مصرية. وتمادى مبارك في ذلك ببيع شركات القطاع العام المصرية بلا ثمن للشركات الوهابية الصهيونية لتستعبد المصري داخل بلاده. واليوم تبدأ مرحلة جديدة في منتهى الخطورة على مستقبل مصر وشعبها تحت إشراف المجلس العسكري الإرهابي. إن تلك الخطوة الجديدة، بالضرورة تخدم الأهداف والمصالح الأمريكية، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، لتحقيق أهداف دولية إرهابية بعيدة المدى للسيطرة على العالم. جريمة الانتخابات الأخيرة بقعة سوداء وعلامة في التاريخ المصري ستؤثر على مصر وحضارتها وثقافتها لمئات السنين القادمة، لخدمة الرجعية والتخلف والاستعمار، ما لم يقم الشعب المصري العظيم لرفض تلك الخطوة الاستعمارية، فإن مصر ستدخل لمرحلة ضبابية غاية في الخطورة، تحت سيطرة المجلس العسكري الخائن، ليدخل بالشعب المصري في غياهب المجهول بالقوة والقهر، مستخدما كل إمكانياته الحربية المدرعة.

إن ما حدث ويحدث في الانتخابات من تزييف وفساد كان متوقعا. فلقد كان الفساد شاملا في جميع مراحل الانتخابات، بل وفي مراحل الإعداد لها. إن مجرد السماح بتشكيل الأحزاب ذات المرجعية الدينية هو جريمة ومخالفة للدستور بشكل فاضح، مما يظهر الغيبة الكاملة للقانون، حيث صارت الدولة بجميع سلطاتها وأجهزتها تحت إشراف المجلس العسكري في حالة من الفساد الكامل، فكلها تعمل معا على تخريب الحياة السياسية في مصر. إن ما حدث في الانتخابات من مخالفات معلنة بشكل فاضح يضيف عارا جديدا ليعلي من الرصيد الإرهابي للمجلس العسكري الفاشل. لن أسترسل في وصف المهزلة المفجعة لكني سأترك القارئ مع فديو الدكتورة هالة سرحان الذي يسجل صورة لبطاقات الناخبين التي وجدت ملقاة في الشارع، مما يكشف عن جانب واحد فقط من الجرائم التي ارتكبت في جميع مراحل الانتخابات بشكل ظاهر مسجل بالصوت والصورة.
http://www.youtube.com/watch?v=GYHGllbap6A&feature=player_embedded

لم يكن ذلك بجديد، فإن ما حدث من جرائم في سير عملية التصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية ضد إرادة الشعب كان مهولا. ما حدث من تزوير وتزييف وخداع في جميع مراحل الاستفتاء، والتصريحات المضللة من إعلام فاسد منحاز، وما حدث من إرهاب وترويع وعدوان وقبض على الناشطين، والاعتداء على الدكتور البرادعي كل ذلك انتهى بتحقيق غزوة الصناديق لتعلن النتيجة بالفوز الساحق للمجلس العسكري الفاسد وحلفاؤه من الإسلاميين، ضد الإصرار الشعبي على رفض تلك التعديلات الغبية. ولقد ثبت بالدليل القاطع على فشل تلك التعديلات حتى أن المجلس العسكري نفسه ألغاها بعد أيام قليلة من الاستفتاء، وذلك بإصداره إعلان دستوري ألغى فيه بقرار منفرد التعديلات الدستورية دون أي اعتبار لرأي الشعب ولا للاستفتاء، الذي يتغنى به المغيبين والمنتفعين. إن ذلك يعبر عن مدى استهتار المجلس العسكري بنتائج الانتخابات ومدى الإمعان في احتقاره لرأي الشعب حتى بعد التزوير!!!

إن تلك الأحداث التي كابدها الشعب المصري لم تكن إلا صورة مُصغَّرة تنذر بما يمكن أن يحدث في أي انتخابات مستقبلية سواء برلمانية أو رئاسية أو في ما يتعلق بالدستور الجديد للبلاد. المناخ الإرهابي الذي عاشت فيه البلاد لمدة عشرة أشهر بلا أمن في ظل أعمال قمعية كانت آخرها مذبحة شارع محمد محمود، ثم يتقرر فجأة عمل انتخابات للمجالس التشريعية في ظل فوضى عارمة وظروف معتمة كان قرار غير عادل، لا يهدف إلا لسرقة مصر وضياعها بقيام مجلس شعب مزيف. ومن العجيب جدا أن تتم تلك الانتخابات بكل مفاسدها تحت سيطرة أمنية كاملة خالية من أحداث العنف!!! إن ذلك يؤكد أن ما حدث في الشارع المصري من خلل أمني وإرهاب ومذابح رهيبة خلال العشرة أشهر الماضية كان كله من تدبير المجلس العسكري بحسب خطته، لاستعباد الشعب المصري واستبعاد صوته من الانتخابات البرلمانية، لفرض برلمان يضع الشعب المصري تحت السلطان الوهابي الإرهابي المروِّع.

إن مصلحة مصر العليا كانت تقتضي عمل دستور وطني ديمقراطي أولا، يحفظ للشعب حقوقه قبل انتخاب المجالس النيابية، وكان ذلك مطلبا شعبيا دستوريا عادلا. لكن المجلس العسكري المتآمر على حقوق المصريين تجاهل تماما رأي الشعب بغطرسة وكبرياء كما قام بتحريض عملاء الوهابين من الفلول والإسلاميين أصحاب المصالح لمحاربة الشعب في قراره الحكيم بعمل الدستور أولا. كل ذلك كان يؤكد خيانة المجلس العسكري ونواياه الشريرة من انتخاب المجالس النيابية أولا حتى تتحكم في عمل دستور للبلاد ليحكم الشعب بالحديد والنار بدستور إسلامي، يُكبِّلُ به الشعب المصري العريق بقيود الذل تحت حكم إرهابي مثيل للحكم في إيران والسودان. كل ذلك يحفظ للشركات الوهابية التي سرقت مصر وشعبها في استمرار امتصاصها لدماء المصريين بقوة دستور إسلامي فاسد يضيع كل حقوق المصريين في سيادتهم على أرضهم وثروات البلاد.

كانت الحكمة تقتضي رفض الانتخابات ومقاطعتها من البداية، فكل الدلائل كانت تشير إلى أنها انتخابات مزيَّفة أكثر من أي عصر مضى حتى انتخابات عصر مبارك. كانت المشكلة في عنصر المفاجأة وضيق الوقت، وهل في ذلك الزمن المحدود يمكن الحصول على الإجماع الشعبي بمقاطعة الانتخابات؟ وكان كل حزب يتشكك في الآخر إن كان سيجد موافقة أغلبية الأحزاب على مبدأ المقاطعة وإلا سيجد الحزب نفسه هو الوحيد المُبعَد، كما حدث في تجارب سابقة. أنا أدعو للعمل من الآن على تحقيق مقاطعة شعبية لأي انتخابات مقبلة قبل أن تتوفر كل المطالب الشعبية التي تحقق نزاهة الانتخابات، بل ويلزم تطبيق القانون بحل تلك الأحزاب ذات المرجعية الدينية قبل قيام أي انتخابات مقبلة. أنا أعتقد أن المقاطعة الشعبية لا بد أن تبدأ من التحرير والتي ستجبر كل الأحزاب على احترام رأي الشعب.

المجلس العسكري الإرهابي ينفذ تعليمات أمريكا لتفتيت المنطقة كلها لخدمة الأهداف الصهيونية العالمية وتحقيق حلم إسرائيل من النيل إلى الفرات. لم تقم دولة إسرائيل إلا بالدعم الكامل من الوهابية التي بدأت معادية للإسلام نفسه.. ثم قامت بالاستيلاء على فلسطين في عام 1916 كخطوة أولى لتنفيذ وعد بلفورد.. ثم سلمت فلسطين لبريطانيا من خلال معاهدة عام 1920 لتوضع تحت الانتداب البريطاني توطئة لتسليمها للشراذم الإرهابية الصهيونية في عام 1948، حين قامت الحرب المفتعلة فقامت الوهابية بتسهيل مهمة الصهاينة في الاستيلاء على الأرض. اليوم الوهابية تقوم بالسيطرة على دول المنطقة لتفتيتها وتسليمها لإسرائيل مرة أخرى. الأنظمة الإسلامية المتطرفة اليوم تحكم ليبيا وتونس ولبنان وفلسطين والسودان والعراق وطبعا السعودية ودول الخليج حتى تركيا وإيران... والآن مصر يفرض عليها الحكم الإسلامي الإرهابي بقوة المجلس العسكري الخائن.. إن كل ذلك ليس مصادفة لكنه بخطط مدروسة أخذت مساراتها عبر السنين في خدمة إسرائيل لتقسيم وتدمير شعوب المنطقة. يا سادة المؤامرة ليست مجرد نظرية كما يزعمون، لكنها حقيقة تعلن على أرض الواقع في كل يوم وتستشري بصورة غاية في الشراسة.

أيها الشعب المصري العظيم هل تستسلم؟!!! وهل تقبل نتائج الانتخابات التي تبيع الشعب المصري للعدو الوهابي الإرهابي المجرم؟!!!!

إذن ما العمل؟!!! وكيف نبدأ الكفاح المرير الذي سيطول جدا وسيمتد على كل الأصعدة؟!!!

فهل من مجيب لتساؤلي ؟.......



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارحل ... لقد انتهى وقتك... رصيدك نفذ
- للشعب القبطي البطل أهدي كتابي في يوم احتفاله التاريخي
- «مصر دي بلدنا» ولن نفرط فيها يا خونة
- «السفاح» ومصر التي لم نعرفها أبدا
- بين الأنبا شنودة وعمرو بن العاص و«موقعة الكلب»
- حكومة أخرى في مصر برئاسة شرف
- وللحريةِ الحمراءِ بابٌ بكل يدٍ مضرَّجَةٍ يُدقُّ
- ماذا يحدث في مصر من بعد الثورة
- من يحرق مصر؛ شعبها وثورتها «يا سيادة المشير»
- ديمقراطية الإرهاب والفوضى تضرب مصر
- كان عرسا تحول لمأتم قتلت فيه الديمقراطية مع آمال مصر
- تاريخ «الدستور المصري» وصراع حول الديمقراطية
- «الدستور» هدف الثورة الأخيرالذي لم يتحقق بعد
- تحية لثائرات مصر ... في يوم المرأة العالمي
- مبروك .. مبروك .. جدعان يا ولاد .. شباب التحرير العظيم .. رب ...
- «المادة الثانية من الدستور» .... هل هي تشريع أم إرهاب وترويع ...
- التعديل الوزاري الجديد لحكومة شفيق هل يحقق أهداف ثورة مصر... ...
- قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى الحواجز 3
- قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى الحواجز 2
- قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى كل الحواجز 1


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي المصري - «الانتخابات» مهزلة