أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - دانا جلال - لا ينزل الرماة من على الجبل















المزيد.....

لا ينزل الرماة من على الجبل


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 18:41
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


لا ينزل الرماة من على الجبل
دانا جلال
"أيها الإخوان في كل مكان.. مازلنا في الميدان لا ينزل الرماة من على الجبل"، بهذه الكلمات نقل "أيمن صادق" القيادي بحزب الحرية والعدالة في محافظة الجيزة، ومرشحه على مقعد العمال بدائرة "إمبابة والدقى والعجوزة، رسالته إلى جموع الإخوان المسلمين عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لتحذيرهم من فرط الثقة التي قد تنتابهم.
القراءة الاولى للرسالة "حقيقة"، فالإخوان ينظرون لغير الاخوات والإخوان، بانهم من بقايا جيش المشركين، رميهم وقنصهم يدخل في باب الجهاد الاكبر، القراءة الثانية "مأساة" لان مرشحاً يلبس عمامة التخلف و يتحدث باسم العمال .
فهل تعلن الثورة عن ذاتها في الساحة من جديد ؟. 1ــ وهل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟
حديث المشاركة والتأثير، لابد من ان يسبقه تحديد ماهية "الثورات الجديدة"، قراءة لمعادلات علمها الاجتماعي و ملامح فنها السياسي، لأننا نعيش مرحلة تحول نوعي لتراكمات كمية في تاريخ الثورات. "الثورات الجديدة" اقرب الى الاسطورة" كونها منتج معرفي لتراكم الوعي الانساني في مرحلة طفولته "، على خلاف "الثورات الكلاسيكية" فهي الاقرب للقصة، في جدلها، واحداثها الداخلية. فثنائية ( المؤلف – المفكر) - ( البطل – الحزب) هي مقاربة لثنائيات القصة و الثورات الكلاسيكية، في حين تختفي "الثنائية" في عالم الاسطورة.
راهن الحركات الاحتجاجية تتطور وتؤسس لما يمكن تسميتها ب "الثورات الجديدة"، فالحركات الاحتجاجية كالمد الديمقراطي في اوروبا الشرقية و الاحتجاجات الشبابية ضد العولمة في الانظمة الرأسمالية، وربيع الشعوب بتهشيم الانظمة المتكلسة في منطقتنا تمثل الاسطورة التي ولدت بعد موت عصر الاساطير. نعيش عالما مختلفا، عالم يختفي فيه دور (المؤلف – المفكر يتراجع فيه دور ( البطل – الحزب)، نعيش موت الثنائيات ويبرز توحداً في معادلة ( المفكر – المنفذ) في متن الأسطورة الجديدة. بعد تحرك الجموع عملت القوى اليسارية والعمالية المنظمة على اضفاء الطابع العلمي والمساواتي في متن الاسطورة.
القوة المضادة للتغيير وطليعتها "الاسلام السياسي" اقتحموا المشهد ودخلوا الاسطورة مدججين بالفتوى والدولار النفطي ، اننا امام مشهد مشاركة الماضي في تفاصيل حدث الغد .
دخول الاسلام السياسي في متن الاسطورة كان بهدف اضفاء الجوانب اللاعلمية والمضادة لجوهر الحلم الانساني في الساحات العربية. هو تكرار للرحلة السومرية في ملحمة كلكامش التي انطلقت من حلم انساني ورغبة بشرية مازالت قائمة بديمومة الشباب والخلود، ونهاية بجلباب خيالي ، حين تناولت الافعى ثمرة الخلود.
اطلق الشباب الجانب الانساني والعلمي في الاسطورة الجديدة، فهل تمثل التيارات الاسلامية "افعى ملحمة كلكامش" ؟ دور اليسار كان متباينا، في تونس شارك حزب العمال الشيوعي من اللحظات الأولى، كما شاركت "مجموعات" وأفراد ماركسيين، سواء من خلال الاتحاد التونسي للشغل أو من خارجه. في مصر كان الحزب الشيوعي المصري من الداعين لإضراب 25 يناير وكذلك الاشتراكيين الثوريين . في ليبيا كان دور اليسار شبه معدوم ،في اليمن كان الحزب الاشتراكي اليمني له دور كبير، أما في سورية فقد أيد تجمع اليسار الماركسي الانتفاضة واتخذ فصيل وحدة الشيوعيين السوريين موقفاً ايجابياً في بداية الامر. ان دور اليسار والقوى الديمقراطية سيبرز بشكل اكبر بعد ان تنجز الثورات مهامها الاولى بإسقاط انظمة الحكم المتكلسة وظهور انظمة متخلفة باليات حداثوية لتصطدم لاحقا بقوى الثورة الجديدة .
2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟
لم يقتصر ما تعرضت لها القوى اليسارية و الديمقراطية في الفضاء العربي بمختلف أشكاله ووسائله على قمع سلطوي ،"سياسي"، "اجتماعي"، "فكري"، بل ان اشكالا اخرى للقمع لا يقل تأثيرا واجه اليسار العربي . قمع اليسار وفكره يبدا مع التعليم الممنهج بتغييب الحضاري والديمقراطي ، يبدا من خلال شكل العلاقة الاسرية بطابعه الذكوري، يبدأ من خلال خطبة الجمعة التي تكفر العلماني وتشوه الجوانب الثورية في التاريخ العربي والاسلامي، قمع اليسار العربي ثلاثي الابعاد ( تشويه لتاريخه، قمع لحاضره، تغييب لمستقبله)، وهذا هو الاختلاف مع القمع الذي تعرض له الاسلام السياسي بين الحين والحين من قبل انظمة عربية متكلسة وجدت اكثر من طريقة وقضية لتتفاهم فيها وحولها مع الاسلام السياسي الذي يهيا ادواته الفكرية لفرض اشكال جديدة للقمع.
3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟
الدرس الاهم لقوى اليسار والديمقراطيين في منطقتنا هو التأكيد على حقيقة ظهرت في الساحات الشبابية، حقيقة عدم قدرة أي طرف من اطراف اليسار، الادعاء بانه ممثل وحيد ووريث شرعي لليسار العربي. لقد ظهر يسار جديد في خضم النضال اليومي والجماهيري، يسار سيفرض نفسه على اليسار الكلاسيكي، ليجدده من خلال اعادة صياغة خطابه وادواته، يسار لا يعمل على احتواء القوى الديمقراطية كما فعل . لقد تحرر اليسار والقوى الديمقراطية من حديث الخلية المغلقة وجدل المنظمات الحزبية ليكتشف اشكال جديدة لحديث يومي مع الجماهير في ساحات وميادين الشباب. تحرر اليسار والقوى الديمقراطية من محدودية الفضاء، مكانا وخطابا منتجا ومتلقيا، بداية لبداية جديدة تظهر ملامحها في الاداء الثوري وبالأخص في ميدان التحرير المصرية.
4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
رياح التغيير ستُسقط غالبية "الجملكيات" ( جمهوريات موروثة)، المفارقة تتمثل بقدرة الانظمة الملكية وحكومات " قبائل البترودولار" الخليجية بتجاوزها المؤقت للعاصفة الشبابية من خلال حزمة اصلاحات شكلية. التغيير الشكلي في بقعة جيوسياسية بقيت بمنأى عن التطور الاجتماعي والسياسي له قدرة تدميرية على نسف بعض المُحَّرمات السياسية والاجتماعية وهذه بداية لتغير قادم خلال السنوات المقبلة. اليسار العربي وشكل مشاركته في العملية السياسية يحدده مدى قدرته على تطوير قدراته الذاتية من جهة وشكل الانظمة التي تحكم البلدان التي شملتها التغيرات والتي انجزت بعضها انتخاباتها البرلمانية والبقية تنتظر. من المؤكد ان الاسلام السياسي وبعد فوزهم في تونس والمغرب ومصر يجعل القوى اليسارية بمواجهة الاسلام السياسي. القوى الليبرالية بل وحتى بعض احزاب يسار الوسط تعاملت بطريقة انتهازية مع تشكيل الاخوان المسلمين لحكوماتهم في تونس والمغرب وبتقديري ان التجربة المصرية والسورية واليمنية ستكرر بذات السيناريو. ان مشاركة اليسار العربي في جهاز السلطة التنفيذية تمثل خيانة ومساومة تاريخية. وجود معارضة برلمانية وان كانت بحدود 5%-10% مع العمل على تهيئة الظروف على صعيد تثوير الجماهير من خلال دمقرطة احزاب اليسار وتغيير خطابه واليات عمله يمثل تواصلا مع روح المد الذي اطلقه الشباب في الفضاء العربي. الاعلام الغربي و اعلام مشايخ الخليج المتحالفين يتحدثون عن امكانية استنساخ النموذج التركي بغرض تبرير تحالف الرأسمالية العالمية مع حركة الاخوان المسلمين، المرشح كنموذج هو النموذج الخليجي المتخلف مع تداول للسلطة بين قبيلة الاخوان واقرانهم السلفيين. ان جعل دول الخليج مركزا وبقية الدول العرية هامشا له احد ابرز السيناريوهات واقربها للتحقق وهذا بحد ذاته يفسر الدور القطري بدعمه للإسلام السياسي على حساب البديل الديمقراطي.
5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟
المطلوب جبهة ، ائتلاف ، تحالف، يضم اليسار، والقوى الديمقراطية والعلمانية والليبرالية لمواجهة قوى الظلام التي تعمل على استغلال فوزها في الانتخابات البرلمانية بفرض دستور ظلامي كحاضنة ووسيلة لتكفير سياسي وتخوين وطني وتغريب اجتماعي بعد ان استغلت طيلة السنوات الماضية سياسية "التكفير الديني" لمواجهة الفكر والقوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية. بدون تنسيق وتوحيد صفوف القوى المناهضة للظلامية فان فاشية الاسلام السياسي المذهبي سيفرض نفسه وسلطته . بغرض توحيد القوى الثورية يجب الغاء مفاهيم "الاكبر والاصغر"،" صراع امتلاك شرعية التمثيل" لان الاستراتيجية (الاميركية - التركية – الخليجية ) تتمحور حول فرض" اسلام سياسي مذهبي "، اسلام متحالف ( سياسا واقتصاديا ) مع الرأسمالية ، اسلام بهلواني على الطريقة الاردوغانية من خلال ادارة الصراع" الصوتي والتهريجي" مع الكيان الصهيوني بعد التحالف معه استراتيجيا.
6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟
افرزت الحركات الاحتجاجية جيلا جديدا من ثوريين و قادة ميدانيين ابتكروا اشكالا جديدة للنضال الجماهيري، مشاركة القيادات الشبابية والنسائية في الحملات الانتخابية، وانتخابات مجالس المحافظات، ومنظمات المجتمع المدني، والنقابات، تمثل ضرورة واستجابة للمتغيرات التي شملت حتى بنية اليسار . اليسار التقليدي اقترن بفئة عمرية معينة، صحيح ان الخبرة النضالية والكاريزما المكتسبة نتيجة لسنوات النضال له تأثير كبير في توجهات وقرارات الناخبين، لكن مهمة اليسار لا تنحصر في معركة انتخابية، فالصراع المستقبلي سيكون صراعا بين جبهة القوى اليسارية والديمقراطية والليبرالية ضد فاشية الاسلام السياسي المرشح للحكم في غالبية الدول العربية بدعم ( اميركي – خليجي – تركي). الجيل الجديد سيحول قصة (الالف هزيمة وهزيمة) الى (رحلة الاف خطوة) و بدأت خطوتهم الاولى وكانت في الاتجاه الصحيح. وضح نظام " الكوتا" الذي يحدد بموجبة نسبة مساهمة الشباب والنساء في الهياكل التنظيمية لليسار، ونسبة مرشحيهم للانتخابات امر لابد منه. صحيح ان الخبرة وعدم معرفة الجماهير للقيادات الشبابية سيجعل من معركتهم في الجولة الاولى صعبة ولكنها ضرورية فمعركة اليسار الحقيقي تبدأ بعد استلام الاسلام السياسي للسلطة.
7- قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟
مكانة المرأة في الاحزاب السياسية او الحركات الثورية تمثل وتعبر عن ايديولوجية تلك الاحزاب والحركات، بالتأكيد مكانة المرأة في اليسار على صعيد مكانتها ودورها لا تقارن مع الاحزاب اليمينة والظلامية، لكن هذا لا يعني ان المرأة في مكانها ومكانتها الصحيحة في نضال اليسار، فكم هو عدد النساء في قيادات الاحزاب اليسارية وكن نسبتهن في الهرم القيادي وهل تحرر اليسار من خطابه المكرر ضمن العام من الحديث عن حقوقهن السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟ وهل امتلك اليسار جرأة طرح قضية الجنس وبشكل ادق "الاغتصاب المُشَّرعن" بفتوى المعممين؟ اسئلة كثيرة بحاجة الى طرحها ومن ثم الاجابة عليها. اعتقد ان دراسة تجربة (حزب العمال الكوردستاني، وحزب السلام والديمقراطية الكوردي في تركيا وحزب الحل الديمقراطي الكوردستاني في العراق، والحزب الشيوعي العمالي العراقي ) بتأنيثهم للحركة والحزب امر مهم ، فللمرأة وبفعل جهود اوجلان النظرية ونضال مقاتلات حزب العمال الكوردستاني حزبهن ( حزب الحياة الحرة الكوردستانية)، ونسبة المقاتلات اللواتي يقاتلن بشجاعة تحالف الرأسماليات العالمية واحلافها العسكرية مع تركيا المتحالفة استراتيجيا مع الكيان الصهيوني تتجاوز 40% . اما حزب السلام والديمقراطية الكوردي في تركيا فيعتبر اكبر الاحزاب في تركيا من حيث تمثيلهن النسوي في البرلمان التركي وان قيادة الحزب تشاركية بين رجل وامرأة. اما حزب الحل الديمقراطي الكوردستاني في العراق والذي ينتهج فكر الزعيم الكوردي عبد الله اوجلان فبالإضافة الى مناصفة رئاسة الحزب بين ( الرفيق ديار غريب والرفيقة نجيبة عمر) فان هيئته القيادية مكونة من 7 رفيقات و8 رفاق، مع ادراج فقرة في النظام الداخلي للحزب يتم بموجبه طرد عضو الحزب من التنظيم ان مارس جريمة تعدد الزوجات. لتفعيل دور المرأة يجب ان نبدأ بدمقرطة اليسار وتأنيث الحزب، فتأنيث الحضارة و دمقرطتها تبدا من مقدمة الفكرة وحدود الخلية الحزبية ونضال المفارز الثورية.
8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟
افتى القرضاوي المرشد الروحي لحركة الإخوان المسلمين في العالم قبل ايام من اجراء الانتخابات المصرية "اشهدوا لمن يعترف بالخير والصدق والإسلام ولا تشهدوا لعلماني ولا للاديني أو لمن لا يقبل بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً. وقبله صرح الداعية السلفي الشيخ محمود عامر، الذي ينتمي الى جمعية انصار السنة المحمدية، بتحريم التصويت في الانتخابات للمرشح المسلم الذي لا يصلي، والمسيحي، والعلماني، والليبرالي، الذين لم تتضمن برامجهم تطبيق الشريعة الإسلامية. تصريح القرضاوي ومحمود عامر لا يمثلان دعاية انتخابية مبتذلة ورخيصة للفاشية الجديدة فقط ، بل هو طريقة تعامل احفاد جيوش النهب والجهل تجاه الاخرين. منطقتنا ستشهد محاولات محمومة للتيار الاسلامي ، بجناحية المتخلف والاكثر تخلفا، لإعادة صياغة مفاهيم حقوق الانسان وقضايا الديمقراطية، وضع المرأة وحقوق القوميات والاقليات الدينية والمذهبية في الدستور وفق تصور سلفيي واخوان المنطقة. بمقدار مواجهة وتصدي اليسار والقوى الديمقراطية للمشروع الظلامي تتحدد شكل العلاقة بين اجنحة الاسلام السياسي ومن ثم طبيعة الصراع واتجاهات تطوره . التجارب التاريخية تؤكد وبما لا يقبل الشك بان اليسار والقوى الديمقراطية والعلمانية هي القوة الوحيدة القادرة على مواجهة " الدين السياسي".
9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟
في ضوء الثورة التي اطلقها الجيل الجديد من الثوار في عالم افتراضي لثوار الفيس بوك والتويتر نحتاج الى اعادة لصياغة الكثير من مفاهيم عملنا السياسي، مفهوم "الحزب"، "المناضل الثوري"، "الكادر الحزبي " ومن ثم اعادة انتاج خطابنا والياته. اليسار الالكتروني الذي طرحه الرفيق رزكار عقراوي بداية لطرح جديد. اممية اليسار الالكتروني الذي طرحناه قد تكون الخطوة المقبلة في تعاطي اليسار وقياداته مع الثورة في عالم تكنلوجيا المعلومات ووسائل الاتصال. ان مليونية علياء ماجدة المهدي التي تمكنت وخلال اقل من اسبوع جمع 4 ملايين متصفح في مدونتها يؤكد وبما لا يقبل الشك بان القاعدة المتلقية للخطاب الالكتروني هي جماهيرية ومتفاعلة. ان استثمر الاسلام السياسي المساجد ودور العبادة كحاضنات فكرية وسياسية لإشاعة خطابهم المتخلف فان واجب اليسار هو تحويل شبكات التواصل الاجتماعي الى منابر للثورة للحد من التأثير السلبي للدين السياسي الذي انطلق من دور العبادة محتجا ضد السلطة ليعود اليها سلطة ضد الاحتجاج والمحتجين.
10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟
مقاربة لما طرحه روجيه دوبريه حول مشروعه الثوري "البؤرة الثورية " فان الحوار المتمدن كمؤسسة تحول الى "بؤرة فكرية، ثورية ،حضارية ". لعب الحوار المتمدن ومن خلال محرريه وادارته وكتابه دورهم التنويري بطرح "مشروع فكري وسياسي" لليسار الجديد، يسار لا يؤمن بضفة واحدة. الحوار المتمدن اكد لنا بان الثورة واليسار والقى والديمقراطية تملك اكثر من ضفة. بعد انهيار نظام زين العابدين بن علي ذكرت وكالات الانباء بان الحجب على صحيفة الحوار المتمدن قد رفع. ان كانت هناك مؤشرات عديدة للديمقراطية فان الحوار المتمدن مؤشر بل انه دالة ودلالة. لإدارة وتحرير حوارنا المتمدن ولكتابه عشرة زهور نرجس كوردستانية مُعبقة بكدح الشغيلة في قريتنا الكونية.



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرفقات لصورة عارية
- حينما يكشف المُهمَّش فوضى النص
- - الدولتية- صنم ديني وكهنوت سياسي
- في تعريف -الكوردي-
- من اسرار قنديل في زمن الثورة
- صدى الجبل .. في الامتناع عن وداع ورثاء عادل اليزيدي
- رسالة موجهة إلى وزير الخارجية والنقل في جمهورية العراق
- البُعد السوسيولوجي لساحات الثورة
- حوار لا ينقصه الصراحة مع د. صلاح بدرالدين
- رسالة لفيف من مثقفي كردستان العراق إلى قوى وفصائل وشباب غربي ...
- حول التيار الديمقراطي العراقي
- العِقال والمُخالفة المرورية لقواعد الإسلام القبلي
- الإدارة الذاتية الديمقراطية وحل مشكلة كركوك
- في الثورة المضادة .... من ميدان التحرير إلى جامع قاسمو
- -عقدة انطاليا - والحل الإسلامدوغاني لسوريا
- الترجمة بِحَّد السيف ( القرآن نصاً والأكراد نموذجاً) –ج4-4
- الترجمة بِحَّد السيف ( القرآن نصاً والأكراد نموذجاً) –ج3
- الترجمة بِحَّد السيف ( القرآن نصاً والأكراد نموذجاً) –ج2
- الترجمة بِحَّد السيف ( القرآن نصاً والأكراد نموذجاً) -ج1-
- ذخيرة الشبيحة لا تكفي .. فتح بشار جبهة الجولان


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - دانا جلال - لا ينزل الرماة من على الجبل