أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - أنماط الوعي والإدراك في الصراع الاجتماعي














المزيد.....

أنماط الوعي والإدراك في الصراع الاجتماعي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1056 - 2004 / 12 / 23 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقاس مستوى الصراع الاجتماعي بمدى الاختلاف بأنماط الوعي بين فئات المجتمع المختلفة، وتزداد وتيرة الصراع بفعل التناقض الفكري بين العناصر الفعالة في المجتمع التي تمثل التوجهات والأنماط المتناحرة والمعبرة عن المصالح المتناقضة لطبقات أو فئات المجتمع. وليس بالضرورة أن تكون الطبقات والفئات الاجتماعية المتصارعة تعي ماهية الصراع ونتائجه، حيث تزج بمعارك وصراعات تقودها القوى الفعالة منها لقدرتها على إقناع مكونات الطبقة أو الفئة الاجتماعية بأنها الممثلة لمصالحها.
إذاً الصراع الاجتماعي الفعلي هو بين القوى الفعالة من المجتمع، لكن وقود وضحايا هذا الصراع هو المادة البشرية الخام لمكونات الطبقة أو الفئة المتصارعة. فالقوى الفعالة هي المحركة لفعل الصراع، وهي المستفيدة في المقام الأول من نتائجه وبغض النظر عن صدق من عدم صدق نواياها الأيديولوجية الممثلة للطبقة أو الفئة الاجتماعية.
ويعتقد ((ماكس فيبر))" أن كل مجتمع ينقسم إلى شرائح اجتماعية متعددة تتسم بنموذج حياة خاصة، وبرؤية معينة تتفق أو تختلف فيما بينها في المصالح".
إن القوى السياسية الفاعلة في المجتمع المتبنية لإيديولوجية التقسيم الاجتماعي وفقاً للطبقات والفئات تستند إلى مبدأ تغليب مصالح طبقة أو فئة اجتماعية وعلى حساب طبقات وفئات المجتمع الأخرى. وبهذا فأنها لاتعتقد بمبدأ مكافحة الظلم والاحتكام للعدل، ولا بمكافحة الشر لصالح الخير، وإنما إزالة الضرر وتحقيق الفائدة ومكافحة الشر وتحقيق الخير لصالح طبقتها أي اعتماد ذات المبدأ في الاستغلال والظلم والشر.
وهذا التوجه لايحقق العدالة والخير لصالح المجموع، وأنما يزيد من وتيرة الصراع الاجتماعي كون الطبقات والفئات الاجتماعية الأخرى لن تستسلم بسهولة للتوجهات الجديدة التي تضر بمصالحها.
ويرى ((موريس دوفرجيه))" إن الصراعات السياسية تزداد قوة حين تنتقل من مستوى الفائدة والضرر، ومن مستوى اللذة والألم إلى مستوى العدل والظلم وإلى مستوى الخير والشر وتصبح بذلك جازمة قاطعة، وهكذا تسعى الأيديولوجيات لزيادة الصراعات الاجتماعية".
لايستند صدق المبادئ الأيديولوجية فقط لمدى توافقها والواقع الاجتماعي وأنما إلى نتائج التطبيق فأن حققت النتائج المرجوه لها أكدت صدقيتها، وإن أخفقت أكدت بطلانها وعدم توافقها مع الواقع.
ويشير ((وليم جيمس))" إلى أن صدق الأفكار يعني حقيقتها وموافقتها للواقع، كما أن كذبها أو بطلانها يعني عدم موافقتها للواقع".
وهناك رأي أخر بشأن صدق الأيديولوجيات يستند إلى إخضاعها لمفهوم العقل، فأن أجابت على تساؤلات الفعل العقلي اعتبرت حقيقية وصالحة للواقع الاجتماعي، وإن أخفقت في إجاباتها فهي غير حقيقية وباطلة ولا تتوافق والواقع الاجتماعي.
ويعتقد ((هيغل))" كل ما هو عقلي، فهو حقيقي وكل ما هو حقيقي فهو عقلي".
وبما أن مجمل الأفكار والمبادئ تنهل صدقيتها من القيم المتافيزقية: الخير والشر، الضرر والفائدة، الضمير وانعدامه، العدل والظلم، الحلال والحرام... وهي قيم (نسبية) تختلف من مجتمع لأخر فأن القياس عليها يتطلب إخضاعها إلى دلالاتها في كل مجتمع. فأن اتفقت ومدلولات المجتمع جاز اعتمادها، وإن تضاربت ومدلولات القيم الاجتماعي توجب رفضها.
وعلى سبيل المثال: هناك مجتمعات، تزرع وتروج المخدرات وتجني أرباحاً طائلة منها ولايعنيها مدى الضرر الذي تسببه للمجتمعات الأخرى بالرغم من تعارض ذلك مع دياناتها وقيمها الاجتماعية. وهناك مجتمعات تجد في الحرية الجنسية حق شخصي وترفضه بشدة مجتمعات أخرى باعتباره مناهض لديانتها، وهناك دول تدعو للديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان وتسمح قوانينها ببيع الأسلحة ووسائل التعذيب للدول الأخرى، وهناك قوميات تشعر بالاضطهاد من قوميات أخرى، لكن الأخيرة تجد نفسها عادلة ومنصفة.
إذاً الأحكام وصدق النظريات الأيديولوجية التي تستند للقيم الميتافيزقية، لايمكن الحكم عليها إلا بشكل نسبي من كونها مع قيم الخير أو الشر أو مع العدل أو الظلم أو مع الضمير من عدمه تبعاً لتعدد المدولولات في المجتمعات.
وعملياً يمكن لكل المجتمعات والقوميات أن تعتمد ذات الأفكار والأيديولوجيات للتعبير عن حقوقها ومصالحها، ولكن تبقى تلك الحقوق والمصالح غير مشروعة بنظر المجتمعات والقوميات الأخرى التي تنهل من ذات المنبع توجهاتها ومصالحها. بمعنى أخر أن الأفكار والأيديولوجيات، تُعتمد بغرض تحقيق المصالح فأن تعارضت ومصالح طبقة أو فئة اجتماعية أو قومية فأنها تعد باطلة وغير مشروعة وبالضد من ذلك فأنها صالحة ومشروعة.
ويعتقد ((وليم جيمس))" أن كل إنسان حر في صياغة آرائه الخاصة وعلى مسؤوليته حتى إذا وجد في يوم من الأيام أنه كان على خطأ".
عموماً أن الأفكار والنظريات الأيديولوجية التي مازالت نصوصاً مقدسة، لا تتطور ويغلب عليها صفة عدم توافقها مع الواقع. والمؤمنون بها مجرد ديناصورات غير قابلة للتطور ومعيقة لعملية التحديث في المجتمع. لذا يتوجب النظر إليهم كعينات اجتماعية خارجة عن سياق عملية التطور والتحديث في العالم، وبغض النظر عن تحصيل البعض منهم أكاديمياً، كونهم كائنات مسيرة وغير مخيرة. وتسير وفقاً لمسارات محددة تم تعينها لهم من قبل كائنات متسلحة بمسلمات ونصوص (مقدسة) ترجع إلى ما قبل التحديث.
يقول عنهم ((علي الوردي))" لعلي لا أغالي، إذا قلت أن بعض متعلمينا هم كالقطار لايستطيعون أن يخرجوا في سير تفكيرهم عن السكة الموضوعة أمامهم. إنهم حفظوا بعض المفاهيم (العلمية) في أيام تلمذتهم الأولى، فخيل إليهم أنهم تناولوا بها سَّر الكون. وما دروا أن المفاهيم العلمية في تطور مستمر يوماً بعد يوم".



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعدام شيخ الفلاسفة بكأس القانون وسَّم السياسة
- مفهوم الثقافة والمثقف
- الادعاء والتهويل المعرفي في الوسط السياسي والثقافي
- صدر كتاب جديد للمؤلف صاحب الربيعي بعنوان (المثقف بين المهادن ...
- البعد الثالث في التوجهات الجديدة في العالم
- رؤية فكرية في النظرية والتطبيق
- شرعية استخدام العنف في النظم الشمولية والديمقراطية
- مفهوم الثورة والتحديث في المجتمع
- التوجهات الأساسية في الفكر الليبرالي
- الانتخابات وعملية إرساء أسس النظام الديمقراطي
- العلاقة بين السياسة والاقتصاد في النظم الشمولية والليبرالية
- ظاهرة النزاع والعنف في المجتمع
- وزارة الموارد المائية العراقية ما لها وما عليها
- العلاقة بين الكاتب والقارئ
- مهام الكاتب ومسؤوليته كمثقف
- دور المثقف والسياسي في الثورة والاحتلال
- موقف السلطة الفاشية من الثقافة
- السياسية والعنف في المجتمع
- السياسة والثقافة في المجتمع
- الأحزاب السياسية وجماعات الضغط


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - أنماط الوعي والإدراك في الصراع الاجتماعي