أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم قعدوني - طاعون الفلوجة














المزيد.....

طاعون الفلوجة


إبراهيم قعدوني

الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 09:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


المجاهدون الأبطال ، ما تبقى من الأمل في هذا الشارع العربي المتخاذل والمنهك، معقل الإسلام الحقيقي ، الهدف المباشر لقدوم جحافل الكفرة والصليبيين، مدينة المائة جامع..... ، الكثير من الجمل المحبوكة والمزركشة ببلاغة سلفية يطالعك بها الأصدقاء والأقرباء وحتى النسوة العجائز والحبيبات الصغيرات هنا في سورية.
ببالغ السعادة الانتشاء سمعوا كلمة الأحمق جورج بوش حين قال بأنها" حرب صليبية" ، لقد منح المجد للكثير من الشعراء والسياسيين الذين كادت الرطوبة أن تأتي على حناجرهم والمشايخ الذين كانوا قد بدؤوا يعيدون النظر في لحاهم.
منذ فترة ليست بالبعيدة ، عانى الشارع السوري من نقص حاد في مادة " المازوت" أو الديزل كما يسميها البعض، والملفت للنظر أنك لم تكن لتلمح خمسة مواطنين مجتمعين للحديث عن هذه الأزمة والتفكير على الأقل بتقديم شكوى لدائرة خدمية ما. وأقول خدمية تحديداً لأني مصاب بالقرف من كافة أساليب التهييج ودس البصل في الرز . ببساطة لا يعرف معظم السوريين أن لديهم نقابات أو أن لديهم صحف أو محافظين أو فرق حزبية ....أو أعضاء مجلس شعب ...الخ إلا حين يحتاجون لتمرير ما هو غير قانوني ، لكنهم يعرفو ن تماماً أين تباع الأقراص المضغوطة التي تعرض صور أمريكان وكفرة يذبحون بالسكاكين ويكبَّر عليهم ، يعرفون تماماً أين تباع الأقراص المضغوطة التي تحكي قصص أبنائهم الشباب الذين فجروا أنفسهم في مراكز الشرطة العراقيين الأنذال ومازالوا ينتظرون بوافر الأمل اليوم الذي سيخرج فيه أبطال الفلوجة من أقبيتهم لينصبوا الشيخ الزرقاوي ملكاًُ على الخلائق بعد " أن ينتف ذقن السيستاني الخائن ويصفع إياد علاوي العميل على مؤخرته".
يتدافعون لتحية أي عراقي قادم من " الفلوجة البطلة " ويبدؤون بطرح اسئلتهم أملاً بترميم هزائمهم الداخلية وزيادة بقع السواد في أرواحهم ، مساكين نحن كم أصبحنا مولعين بالتشفي والكذب.
الأخوة " الفلوجيين" بحنكتهم المعهودة في الحرب والسلم ..صاروا يتقنون تفصيل الغجابات على اذواق السوريين ....إنها فراسة المؤمن حين يعرف ما إن كان مزاجك " صدَّامياً" خالصاً مع ميلٍ للتعاطف مع الفلوجيين أو فيما إذا كان سلفياً حتى العظم كي يسبوا صدام وأمريكا دون نسيان السيستاني.
إنهم يجوبون مدننا حاملين صور لبيوتهم المهدومة وسياراتهم المحروقة ، يوقظون نخوتنا ..فالأمريكي جاء يستهدف نساءهم وشرفهم ودينهم وليس نفطهم ( طبعاً فأمريكا تعاني من عقدة جنسية بالدرجة الاولى) ، فهم الذين عاشوا في بحبوحة البعث لم يرتفع بعد مستوى تمثيل الرغيف والحليب والقلم والدفتر لديهم كي يصبح جزء من الأزمة ، فالأخوة العرب والمسلمين لن يسمحوا لهم أن يعطلوا أنفسهم عن القتل من أجل انشغالات تافهة تشبه رغيف الخبز أو ذهاب طفل إلى المدرسة.
السؤال الحقيقي الذي يربكني هو : ما شأني أنا بهم ولماذا أشن عليهم هذه الحملة ..لابد وأنني اقبض من جهة ما أو لابد أنني يساري اخرق مصاب بعقدة الانتشار الأفقي والعمودي السريع للفكر السلفي والرجعي في مجتماعتنا التي تحلم بالحرية والمساواة وبحياة يعرف فيها الفرد قيمة حياته الشخصية وينظر إلى العالم المحيط من خارج عباءة الشيخ أسامة حفظه الله ومن والاه.
ما يجعلني أتضايق شخصياً هو تأجيل السوري ( الكثير من السوريين) لكافة شؤون حياته وتجاهله لضرورة التطور وضرورة الكف عن البحث عن أعداء . ضرورة أن يعرف الطفل الصغير أن مستقبله ليس كرة يتقاذفها الزرقاوي وبوش ويحملها "مجاهد" ليجمع التبرعات باسمها.
أحاول دائماً أن لا أكتب في السياسة ..أو حتى في الرأي الشخصي ، ما دفعني لارتكاب هذه المقالة هو مواطن عراقي جاء إلى محلِّي التجاري بينما كنا نتحدث أنا وأبي – المعتدل- وثلاثة من أعمامي- مشاريع إرهابيين- لم تكتمل ، كنا نتحدث عن الاحتلال والقتل والمقاومة والمقاولة والجهل ...إلى أن جاء هذا الشخص بهيبته المؤثرة ولحيته الموجهة بشكل موفق، كنت الوحيد أمام أربعة محاورين وجاء الفلوجي بمثابة ملاك أرسلته السماء ببركتها ليكذبني ويسرد بعض مآثر المقاومين الأبطال. وحين باشرناه بالسؤال عن حقيقة مايجري ، لم يلبث طويلاً حتى قال ...بالعراقية الجميلة " بوي ترا والله أحنا مشكلتنا ما هي مع الأمريكان كد ما هي مع الشيعي الكلب إياد علاوي ، هذول شيعة بوي يسبون عمر وأبو بكر ويريدون يمحون الفلوجة لأنها أرض الدليم والسنة ". ضحكت مطولاً ...وقلت له ياعم الله يسامحك ما يصير هؤلاء مهما كان أخوتنا المسلمين ما يصير نتجنى عليهم بهذا الشكل..المفروض نكون صف واحد أمام الصليبيين ثم نتفرغ لمشاكلكم العشائرية التي يفهمها الشاب أبو مصعب على ما أعتقد.



#إبراهيم_قعدوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدّي وجدَّتي....ذاكرة شتاءاتٍ مضت .
- لا شيء أفعله هذا الصباح
- مكابداتٌ لا يحيط بها الكلام
- ما نقشه العامري فوق منديل اضاعته ليلى -
- - كنت أمحو جانبي من سبورة الجهات-


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم قعدوني - طاعون الفلوجة