أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - هل ستوقد (( الفدراليات )) شرارة حكم شمولي جديد في العراق ؟














المزيد.....

هل ستوقد (( الفدراليات )) شرارة حكم شمولي جديد في العراق ؟


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3549 - 2011 / 11 / 17 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمر العراق حاليا في حقبة هي الاخطر في تاريخه الحديث , فمفترق الطرق الذي بات يقف امامه اليوم جميعها سالكة , وجميعها تؤدي الى دهاليز مظلمة ومرعبة , طالما كان هنالك بعض من المسؤولين ممن يقف في هرم السلطة قد باع ضميره وخان وطنه وتنكر لجماهيره وجعل من نفسه دمية لتنفيذ اجندات خارجية كانت ومازالت تسعى الى تمزيق الوطن وتفتيته ... اضافة الى البعض الاخر الذي لم يزل يحن الى زمن مضى عاث بالبلاد فسادا , وهذا البعض لا يتورع عن اي سلوك ارعن او تصرف مشين في السر او العلن للوصول الى هدفهم , سيما وانهم خبروا ومن خلال تجاربهم السابقة , كل المسالك الملتوية سواء في قتل المواطنين اوتأجيج الصراعات وافتعال الازمات وتفجير الوضع الامني وضربه في الصميم بغية دفع المواطن الى المقارنة وتلمس الفوارق بين الوضعين الحالي والسابق المقبور ... وسلوك هذا النفر يذكرني بحكاية قديمة تقول , ان رجلا لم يكن يعرف مهنة سوى سرقة اكفان الموتى , وما ان يصل الخبر الى ذوي الميت حتى يصبون جام غضبهم سبا وشتما على الفاعل , وذات يوم توفى الرجل , ووقف ابنه الى جانبه وتذكر الاف اللعنات التي نالها في حياته , وعاهده على ان يجعل الجميع يترحم عليه , وسلك الابن ذات الطريق الذي كان عليه الاب الا انه لم يكتفي بسرقة الكفن بل والعبث بالجثة بفعل مشين , حينها بدأ الناس بالترحم على السارق السابق الذي كان يسعى الى الكفن فقط .
اقول ان مفترق الطرق هذه سالكة رغم وحشتها , وقد يكون اخطرها ذلك الذي اعدته المخابرات الامريكية الاسرائيلية وبدعم اقليمي خليجي والهادف الى تقسيم البلاد الى دويلات هزيلة وفق ما رسمه مشروع بايدن سيء الذكر ... والمتتبع للاحداث الاخيرة التي يشهدها البلد يلاحظ ان هذا الحراك يتزامن مع رديفه , الطريق الاخر من خلال المحاولات المستمرة منذ الغزو الامريكي والى يومنا هذا لاشعال حرب اهلية _ اثنية وطائفية سواء بين العرب والاكراد , سيما وان هنالك العديد من الملفات العالقة بين الحكومة المركزية واقليم كردستان , كالمادة 140 والمناطق المتنازع عليها واخيرا وليس اخرا قانون النفط والغاز ... او بين الطائفتين السنية والشيعية والاقليات الاخرى , وهي تربة خلافات خصبة طالما لجأت دول الجوار والمنطقة الى تأجيجها كلما سنحت فرصة لذلك ... اما الطريق الثالث والذي حسبما اعتقد انه الاكثر قربا الى الواقع , هو لجوء رئيس الوزراء نوري المالكي وبعد الانسحاب الامريكي الى الانقلاب على الوضع الحالي والغاء كل ما تم الاتفاق عليه منذ عام 2003 بدءا من الدستور وانتهاءا بالنظام الديمقراطي الذي لم يزد الاوضاع سوى سوءا , خاصة وان للمالكي تجربة طويلة في قيادة البلاد تمكن خلالها من معرفة الكثير من خفايا الحكم وتوسيع نفوذه وبالذات في اوساط طائفته اضافة الى عشائر الجنوب والوسط , كما تمكن انشاء جيش وقوات امنية موالية له وتأتمر بأمره وتنفذ مطالبه ... والمالكي يعلم جيدا ان العقبة التي ستقف امامه هي اقليم كردستان فقط الا انه ومن خلال السنين الماضية صار يعرف الطرق التي يتصرف من خلالها مع مثل هذا المشاكل ... ربما كان المالكي قد راودته مثل هذه الفكرة , وربما بصورة عابرة , الا انه وبعد اعلان محافظة صلاح الدين عن اجرائاتها للتحول الى اقليم وتهديدات كل من الانبار ونينوى وديالى لانشاء اقاليمها , اضافة الى الاخطار التي تحيط البلاد كتنظيم القاعدة والميليشيات المدعومة من ايران وحزب البعث وما ترشحت اخيرا من انباء عن تخطيطه للقيام بمحاولة انقلابية ... كل هذا وغيره دفع المالكي ان ينظر الى الموضوع بعين الجدية والمضي في تنفيذه لاحقا مهما كانت التضحيات واي كانت النتائج , ذلك انه ليس ثمة قوة في البلد تستطيع ان تقف بوجه المالكي وقوته المتنامية عدا البعض من العشائر والتي خبر المالكي كيفية شراء ولاء القسم الاكبر منها ...
ولو نظرنا الى الخارطة السياسية للبلاد , لوجدنا انها مهيأة تماما لمثل هذا المشروع , فالبلد مقسم الى اثنيات وطوائف والمالكي يتزعم الطائفة الاكبر , فيما تنقسم الطائفة الثانية على نفسها فبعضها لا يخقي وده لرئيس الوزراء والاخر غير متفق حتى على الامور البسيطة و ولو اخذنا , وعلى سبيل المثال , القائمة العراقية , نراها اوهن مما يتصوره البعض , فالخلافات بين اعضائها متواصلة ونسمع بين الحين والاخر عن انشقاقات وانقسامات حيث تشظت الى اكثر من كتلة وجناح ناهيك عن الانسحابات الفردية لاعضائها , والسبب معروف وهو وقوفها في ذات المكان الذي لم تستطع مغادرته لمصالح انانية ضيقة متناسية المصالح الجماهيرية الامر الذي ادى بها الى ان تخسر نفسها وجماهيرها في نفس الوقت ... اما الطرف الاخر للمعادلة فهو التيار العلماني الذي يحظى بقاعدة جماهيرية واسعة جدا الا انه ومع كل الاسف لا يستطيع وغير قادر على فعل شيء يدير الكفة الى جانبه , فغالبيته غير مسيس اوغير راغب في السياسة , وبعض اخر ترك العمل السياسي بعد ان ايقن عدم جدواه والقسم الاخر منتم الى هذا الحزب او ذاك , وهذه الاحزاب مجتمعة لا تستطيع ان تحصل على مقعدين او ثلاثة في البرلمان في احسن الاحوال ... ورغم ذلك يبقى هذا التيار الواسع هو المرشح الوحيد والمعول عليه في تقويم الاخطاء التي رافقت العملية السياسية , فيما لو توافرت له قيادة قادرة على تجميع الصفوف والتأكيد على دوره السياسي الذي لا بديل اخر سواه , فهو من يستطسع ان يتوافق ويتالف مع الوضع العراقي خصوصا وان تجربة الاعوام الاربعين الماضية اثبتت فشل سياسة الاستبداد والحكم الفردي الديكتاتوري , كما اكدت فشل الاحزاب الدينية من ايجاد مخرج للازمات المتلاحقة التي مرت على البلاد والسير به الى بر الامان ... ان عدم وجود قيادة فاعلة لهذا التيار الكبير جعلته يضيع بين تلك الامواج الهائجة .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا نجعل من الفدراليات بوابة لتقسيم العراق !!
- دعوة وسائل الاعلام لمقاطعة تصريحات المسؤولين والنواب
- تجنبا للفساد ... احذفوا الاصفار دون تبديل العملة
- أهي حرب بسوس جديدة تخوضها الكتل السياسية العراقية ؟؟
- الدستور العراقي ... أتعديل ام كتابته من جديد ؟
- ميناء بوبيان ... لا خيار امام العراقيين سوى الغاء وقبر المشر ...
- مستقبل اوربا بين فكي النازي الجديد والاسلامي المتطرف ...
- في ضوء استجواب مفوضية الانتخابات ... رشقوا البرلمان ايضا
- ((بوبيان )) تذكرنا بأزمة خليج الخنازير في كوبا
- العراق سيبقى عراقا وشعبه هو من سيقرر قضاياه المصيرية
- ثمة اعوام بين رسالة الزرقاوي وتصريح النجيفي !!
- سوريا ... النظام ينسى من يخالفه الرأي ويتناسى الحقائق
- اذا كان المسؤول او السياسي مجرما فلم لا يعلن ذلك على الملأ ؟
- احرقوه واحرقوا كتبا اخرى معه ...
- عودة ثانية ... لا تهاجموا الدين الاسلامي فقط , فدينكم ليس بخ ...
- عودة اولى ... لا تهاجموا الدين الاسلامي فقط , فدينكم ليس بخي ...
- لا تها جموا الدين الا سلامي فقط ... فدينكم ليس بخير منه ... ...
- ماراثون المعتقد الديني والفكر العلمي ... لمن ستكون الغلبة ؟
- مجلس النواب ... للدفاع عن مصالح الشعب ام لسرقة حقوقه وامواله ...
- ابداع عربي...سجادة لعد الركعات وثمة من يحسب حروف القران !!


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - هل ستوقد (( الفدراليات )) شرارة حكم شمولي جديد في العراق ؟