أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أحمد الناصري - الإعداد والتحضير للعمل الفكري والسياسي في الماركسية . مهزلة الزمالات الدراسية من كردستان نموذجا















المزيد.....


الإعداد والتحضير للعمل الفكري والسياسي في الماركسية . مهزلة الزمالات الدراسية من كردستان نموذجا


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1052 - 2004 / 12 / 19 - 11:18
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


يشكل العمل النظري والفكري الميدان الرئيسي لنشاط وتحرك الأحزاب والحركات اليسارية ، التي تلتزم بالمنهج الماركسي العلمي في عملها ورؤيتها للواقع ، وفي تحليلها للأوضاع السياسية والاقتصادية الاجتماعية ، وفي متابعتها للتطورات والأحداث السياسية الداخلية والخارجية ، كما في عملها التنظيمي الداخلي ، وإدارة حياتها التنظيمية الداخلية والتركيب والبناء الخاص بها .

من هنا تأتي أهمية العمل الفكري وتقدمه على الأعمال والنشاطات الأخرى ، في الأعداد والتحضير للنشاط السياسي والجماهيري والتنظيمي ، وكيف إن ماركس وانجلز ولينين ، وعدد كبير من المفكرين اللذين كرسوا كل جهدهم ووقتهم لإنجاز مهماته المعقدة والجديدة التي تطرحها الحياة و الواقع المحدد وتطور الأحداث اليومية ، ومحاولة توجيه وصناعة الأحداث التي يريدها الحزب أو الحركة ، والمنصوص عليها في برامجه وخططه وشعاراته ، والتي ينفذها بأساليبه وأدواته وقدراته المناسبة .

التجربة اليسارية العالمية ، خارج التجربة السوفيتية المنهارة ، تجربة ثرية جدا بالنشاط الفكري الجريء و المتنوع ، والأطروحات الجديدة والمتقدمة ، ومحاولات استقراء الواقع ، لأنها جاءت كرد مستقل على اختطاف الماركسية من قبل الدولة السوفيتية ، والحجر عليها داخل قوالب جامدة ، وللمساهمة في الإجابة على أسئلة الحياة المتنوعة والجديدة ، والعمل على ملأ الفراغ الواسع الذي عانت منه الماركسية منذ الثلاثينيات ، وتدخل ضمن الصراع الفكري الدائر داخل الحركة الشيوعية العالمية باعتباره ظاهرة صحية وهامة ، وهي تصدر و تأتي من حركات وأفراد فلاسفة ومفكرين ومشتغلين في الميدان النظري ، لكنها ليست متصلة ومنسقة ، ولم تصل إلى أوساط كثيرة ، كما جرى عزل ومكافحة هذه الأفكار خاصة مع وجود الدولة السوفيتية ، وإمكانياتها الكبيرة ، ودور الأحزاب الشيوعية القريبة منها والتابعة لها تبعية عمياء وصارمة .

لقد توقف العمل الفكري في الحركات والأحزاب السوفيتية منذ سنين طويلة ، واكتفت قيادات هذه الأحزاب بلعب دور المتلقي والناقل من المركز وبعض أسماءه إلى أحزابها ، والذي كان يعاني بدورة من أزمة بنيوية شاملة ، وكانت الأحزاب والحركات التابعة تردد وبشكل آلي ما يصدر عن المركز ، دون اختبار ومطابقة له مع الواقع الخاص والظروف المحددة في بلدانها ، ولم تقدم شيء خاص بها أو باختيارها ، وهذه القيادات التقليدية تتصف بالرتابة العقلية والبطء في الرد على الظواهر الجديدة ، وهي لا تتابع التطورات النظرية والفكرية في العالم ولا تهتم بها، بل إن بعض العناصر القيادية لم تطلع أو تتصفح كتابا واحدا هاما لسنوات ، ولم تكن تهتم حتى بالترجمة ونقل ما يصدر في العالم بشكل واسع وفعال ، كما قاطعت كل ما يصدر وينتج عن المدارس الأخرى حتى لو كان صحيحا أو هاما .

إن السبب الرئيسي في توقف العمل الفكري في بلادنا منذ سنوات طويلة يعود إلى نوعية العناصر القيادية وإمكانياتها الفكرية والنظرية المتواضعة ، وعدم اهتمامها بهذا الميدان ، كما لعب الاستبداد والقمع وغياب الحريات العامة والتخلف الاجتماعي ، دورا كبيرا في فرض الحالة الراهنة ، لكن تجري المبالغة أحيانا في الحديث عن دور هذه العوامل في خلق الحالة الفكرية المتردية في الحركة اليسارية التقليدية ، وتتحول إلى شماعة تعلق عليها كل الأخطاء والنواقص التاريخية في عملية هروب دائمة ، وهذا منهج تبريري متجذر و راسخ في هذه الحركة ، لا يريد ولا يقدر على مواجهة الواقع .

لقد كانت تجربة الحركات والمحاولات الاشتراكية والماركسية في بلادنا ومنطقتنا ، منذ بداية القرن العشرين جادة وطموحة ، وعملت وسط إمكانيات شحيحة وبدائية ، وفي ظل حالة بيئة اجتماعية متخلفة وقاسية، وربما رافضة لكل الأفكار والتوجهات الجديدة التي كانت تتلمس طريقها الجديد ، ولكن هذه المحاولات لم تتم عبر مشروع نهضوي متكامل وواضح المعالم والتوجه ، لم يطرح ولم يكتمل حتى بعد مرور قرن من الزمن ، إنما عبر إرهاصات وومضات فكرية وعملية هامة !!

كيف عملت الحلقات الاشتراكية و الماركسية الأولى في العراق ؟؟ وكيف حققت إنجازات هامة في تكوين وتوسيع النواتات الأولى لهذا الفكر الجديد ؟؟ أعتقد أن جزء من الجواب يكمن في قدرات وجدية الأشخاص اللذين تبنوا هذه الأفكار ومحاولاتهم فهم الواقع المتعين والارتباط به ، عبر المحاولة الجادة لقراءته قراءة واقعية علمية وعملية ، والعمل التدريجي الهاديء بجد وصبر عاليين ، وتمهيد التربة والمناسبة والشروط الضرورية لنشوء وقيام هذا المشروع الحضاري المستقبلي ، كما ساعدت الظروف العامة الجديدة الداخلية والخارجية والتطورات العلمية التي بدأت تصل ولو بشكل شحيح على انبثاق وإنتشار هذه الأفكار!!

كيف أستطاع فهد ورفاقه أن يقيموا مشروعهم الصعب والمعقد ، في بناء حزب شيوعي ماركسي في بلد متخلف منذ نهاية العشرينات من القرن الماضي ، وسط حالة اجتماعية شبه بدائية ؟؟ وما هي قدرات فهد وصفاته الشخصية وأدواته الفكرية والعملية لإطلاق مثل هكذا مشروع ؟؟ لقد كان فهد قائدا شعبيا ربط بين العمل الفكري والتطبيق العملي ، وعرف الواقع المحدد ، كما درس وأطلع على تراث و تاريخ العراق والمنطقة ، وكان وطنيا عراقيا بارزا قبل أن يكون أي شيء آخر ، وبن حقيقي لهذه البيئة وهذا المكان !! ثم أطلع واستوعب المنهج الماركسي العلمي تدريجيا من خلال سفره إلى الخارج ، ولقاءا ته بالأحزاب الشيوعية والحركات النقابية، وقاد محاولة ناجحة وكبيرة لتعريق الماركسية وفهم الظروف الملموسة في بلادنا ، رغم الظروف الصعبة الداخلية والخارجية ، ورغم شح الإمكانيات وربما انعدامها أحيانا وخاصة على الصعيد النظري والفكري !!

لقد جر العمل الحزبي و السياسي اليومي المباشر والآني ، وظروف العمل السري والسجون الطويلة ، وعدم وجود تخطيط واضح للمستقل ، كل قيادات الحزب الشيوعي العراقي تقريبا إلى عدم الاهتمام بالميدان الفكري ، تطورت هذه الحالة فيما بعد إلى كارثة فكرية وعملية ، وجهل وتجهيل واسع في هذا المجال الرئيسي ، رغم توفر وتوسع الإمكانيات والمجالات الجيدة وخاصة بعد ثورة 58 ، فلم تترك عملية التباين والاختلاف الفكري أن تأخذ مجراها الطبيعي ، بل تحولت إلى صراع فكري عقيم ، أستخدم فيه القمع والإقصاء على نطاق واسع ، وفرض الفكرة الرسمية بالقوة دون شرح وإقناع ، إنما بفوقية مقيتة ومتخلفة ، وظهور جيل من الكادر الذي فقد إستقلاليتة الشخصية والعقلية ، وتحول تدريجيا إلى كائن آلي متلقي وناقل ، لا يقول غير نعم !! وكان من بين أكبر الفرص الجديدة هي فرصة الزمالات والدراسة في الخارج ، إضافة إلى أمكانية عقد اللقاءات وإجراء المناظرات مع المفكرين العرب والعالميين ، و في أوربا الشرقية والغربية كما في العالم الثالث ، وزيارة مراكز ومعاهد الدراسات والبحوث وإقامة صلات فكرية وبحثية معها ، وعقد الورش و الحلقات الدراسية الخاصة بموضوعات ملحة معينة ، والاهتمام بالترجمة والإطلاع على النتاجات الفكرية والدوريات والمجلات الماركسية واليسارية والتقدمية عبر العالم !! أعتقد أن لاشيء جرى الاهتمام به من كل هذا!! ولكن يبدو لي الآن ، من خلال المتابعة الدقيقة والخاصة إن التجهيل الفكري من قبل القيادة اليمينية كان مقصودا ومتعمدا في جزء هام منة على الأقل للسيطرة على الكادر والقواعد الحزبية ، وجرها وراء السياسات التي تطرحها وتديرها كما حصل في خط آب عام 64 ، أو في تجربة التحالف الذيلي المهزوم ، أو مع تجربة كردستان الفاشلة !!

بالنسبة للزمالات الدراسية التي توسعت وازدادت بعد ثورة 58 ، فلم يجر الاستفادة منها على أساس التخطيط والحاجة إلى اختصاصات معينة في المستقبل المتوسط والبعيد ، بل جرى استخدامها لكسب الولاءات وتكوين البطانات لهذا القائد أو ذاك ، أو على أساس القرابة والمحاباة الشخصية ، وليس على قدرات وصفات الأشخاص الذين يجري اختيارهم و إرسالهم إلى الخارج ، ضمن خطة بناء وإعداد الكادر الحزبي مثلا !! وسوف أركز اليوم على مهزلة الزمالات الدراسية التي أرسلت من كردستان في الثمانينيات ، والتي عايشتها وأطلعت على كل تفاصيلها المؤلمة والمؤثرة ، وبكل شواهدها وحالاتها الغريبة !! وهي من الدروس والمواقف التي راقبتها عن قرب في تجربة كردستان ، تكشف نوعا خطيرا من الفساد والتدني الذي تمارسه بعض قيادات الحزب !!

لقد كان التخطيط المستقبلي غائبا عن وعي قيادة الحزب في كافة المجلات ، ومن بينها قضية الزمالات الدراسية إلى الخارج ، واختيار العناصر الواعدة و الذكية والمتمكنة ، صاحبة التاريخ النضالي والعملي الثابت والصلب ، كما كان المطلوب الاهتمام بالرفاق من أبناء وعائلات الشهداء لحمايتهم وتشجيعهم ودعمهم و تعويضهم عما لحق بهم من خسائر وأذى ، والاهتمام بالرفاق المعتقلين السابقين والجرحى والمرضى ، والنظر للحاجات العملية الملحة في المجالات الفكرية والتنظيمية والعسكرية والنقابية والفنية والأكاديمية والعلمية الأخرى !!

فما الذي جرى أيها الأصدقاء ..... في كل عام ، ومنذ عام 81 ومع ذوبان الثلوج وفتح الطرق الجبلية الوعرة المؤدية إلى المقرات الخلفية للقيادة اليمينية ، تتدفق علينا أعداد كبيرة من بنات و أبناء وأقارب بعض العناصر القيادية حتى لو كانوا من الجحوش وأعداء الحزب ، المهم هنا درجة القرابة وهي باللغة الكردية كلمة ( خزم ) باعتبارها صفة حزبية تتقدم على الصفات الحزبية الأخرى التي حددها النظام الداخلي ، وتنتظر هذه المجوعات الخاصة في طوابير السفر بانتظار أجراء المعاملات ، ولهم الحق الكامل في إخيتار وتحديد العاصمة أو المدينة التي يرغبون فيها ، وتكليف مفارز مسلحة قوية ومنتخبة من خيرة الرفاق لإيصال هذه المجموعات إلى أماكن آمنة ، وقد تتعرض هذه المفارز إلى كمائن قوات السلطة والجحوش وتقدم عددا من الشهداء ، وهو نوع من أنواع الاستخدام الشخصي والخاص لهذه المفارز ، وربما البعض منهم كان يغادر من الداخل مباشرة وبموافقة وعلم النظام ، ومن هنا كثرت وتوسعت ظاهرة الإندساس والتخريب في تنظيمات الحزب !!

أثناء تواجد هذه المجموعات الغريبة والمريبة في انتظار سفرها الميمون لبناء مستقبلها الشخصي ، وسرقة حقوق ومقاعد الرفاق الأبطال ومصادرة فرصهم ، تكون لدينا سؤال كبير وخطير وأساسي ، وهو هل هذه المجموعات هي من تنظيمات الحزب في الداخل ؟؟ إذا كانت كذلك فنحن بألف خير ؟؟ وقام عدد من الرفاق الأذكياء والخبثاء أيضا بالدخول في مناقشات واستفسارات تدريجية هادئة عن الوضع في الداخل ، ووضع الحزب هناك ، وأساليب العمل الجماهيري والسري ، ونشاط السلطة . هنا بدأت تتكشف الكارثة الحقيقة وتظهر لنا الصورة المخفية لهؤلاء القادمين ، ومن خلال تحقيقات غير رسمية وسريعة قام بها بعض الرفاق ، تبين من خلالها إن معظم الزوار والضيوف هم من أعضاء إتحاد السلطة الطلابي ، وهم ضيوف غير مرغوب فيهم بيننا في قواعد الأنصار السرية ، وقد فات العناصر القيادية ذات الشأن تنبيه هؤلاء إلى هذه النقطة !!

سارعت إلى كتابة رسالة تفصيلية إلى اللجنة المركزية في عام 81 ومن مقر توزلة في قاعدة ناوزنك الرئيسية الواقعة على الحدود الإيرانية ، وثبتت فيها جميع المعلومات التي حصلنها عليها بشكل غير رسمي طبعا ، وعملت جدول بأسماء الوافدين وصفاتهم الحزبية في البعث وإتحاد السلطة الطلابي ، وصلة القرابة بالقيادي المعين بالأسماء والتواريخ ، لكنني تناسيت أو نسيت أن أسلم أو أوجه تحية إلى اللجنة المركزية ، عملا بأصول اللياقة والبروتوكولات ، إنما بدأت الرسالة عامدا ...إلى اللجنة المركزية من دون تحية ولا سلام !! أرسلت اللجنة المركزية ألي كادر صديق ، وعاتبني بأدب جم على هذه الغلطة والهفوة ، ولم يناقش معي الموضوع الرئيسي المعروض في الرسالة وغادرني عائدا إلى قيادته !!

من الأحداث المضحكة وهي بدرجة فضيحة علنية لهذا السلوك السخيف ، فقد وصل إلى قاعدة ناوزنك وتحديدا في مقر نوكان بن الراحل سيد باقي وهو كادر فلاحي من مدينة السليمانية ، متوجها إلى الخارج في زمالة دراسية مضمونة ، وعند جلسة التحقيق الأولية لسؤاله عن تاريخه ونشاطه السياسي أو الطلابي ، طلب والده السيد باقي طلبا غريبا لحضور الجلسة لأنه بدرجة ( خزم ) ، وعندما بدأت الجلسة سأله الرفيق المحقق عن نشاطاته في الإتحاد فرد علية الشاب القادم من الداخل بالإيجاب ، وانه له نشاطات في الإتحاد ويحضر الاجتماعات ويدفع بدل الاشتراك وربما يكتب التقارير أيضا ، وقد يدا كل شيْ جيد وطبيعي للرفيق المحقق كما للرفيق الوالد ، الذي جلس مطمئنا ومتباهيا بولده ، وفجأة حصل مالم يكن في الحسبان أو التوقع ، فبعد تقدم التحقيق والأسئلة والأجوبة ، تبين إن الشاب يتكلم ويشرح نشاطه وإنتماءة إلى إتحاد السلطة الطلابي وليس إلى إتحادنا إتحاد الطلبة العام ، وكان رد الأب سريعا وعاجلا ، إن صفع أبنه على وجهه ، مع سيل من السباب والشتائم وتكهرب الجو ، لولا تدخل الرفيق المحقق ومنعه للأب من الاستمرار في رده الشنيع !! لكن هذه الحادثة وهذه الفضيحة لم تمنع الشاب من الانتظار ثم السفر إلى الخارج وهو الآن ربما يملك شهادة طويلة وعريضة صادرها وأنتزعها من أحد الرفاق !!

لقد عانينا كثيرا من هذه الظاهرة المستفزة ، وخسرنا العديد من الفرص ، فبينما ينشغل شبابنا بالعمل العسكري الشاق والخطير ، وبناء القواعد العسكرية ، وجلب وتأمين السلاح والمواد الغذائية الأساسية ، ونقدم قوافل الشهداء والجرحى ، تسلك بعض العناصر القيادية الفاسدة والمتخلفة هذا السلوك المشين ، وقد أستخدم الرفاق أسلوب السخرية المرة من هذه العناصر ، فقد أسمينا كل شابة تأتي من الداخل للسفر بهذه الطريقة ( آسوسه ) نسبة إلى أبو آسوس عضو اللجنة المركزية ، والذي أستدعى أبنته وأقاربه وأرسلهم إلى الخارج ، كأننا في نقطة تسفيرات معاكسة نحو الخارج ، بينما تسعى تنظيمات الخارج على حشد وتسفير ونقل الرفاق إلى كردستان لخوض المعركة الفاصلة مع الفاشية كما كانت تزعم القيادة في دعايتها الخارجية !!

أما العناصر الانتهازية والركيكة والمتمارضة ومن ( ذوي الأكتاف الرخوة حسب مصطلح القيادة اليمينية نفسها التي كانت تطلقه على المعارضين لسياستها والمنسحبين من كردستان ) ، هذه العناصر المتملقة والتي تتلطى تحت أجنحة وعباءات بعض العناصر القيادية ، وتتمادى في مسح أجواخهم ، لإغراض الترفيع والتقديم الحزبي والسفر الدائم إلى الخارج ، والحصول على إمتيازات تافهة ، لكي يظلوا من بطانات هذه العناصر ، ويكونوا أصواتهم المضمونة في المؤتمرات والتصويت ، وكانت عناصر قيادية تحرض بعض الرفاق على ترك كردستان والسفر إلى الخارج للراحة والمتعة والابتعاد عن الخطر ، تحت شعار ( شتسوي باقي هنا ، سافر شوف حياتك ) !! فكنا نسخر منهم بأن نشتق فعل غير موجود في القاموس الفصيح وغير الفصيح وهو الفعل ( لتخ ) بفتح اللام والتاء ، وهو مشتق من حروف ( لتخ ) التي هي اختصار من اختصارات عديدة ، ويعني لجنة تنظيم الخارج ، كما نقول عنهم من أن فلان ( لكط اللاين ) ، وهم يعملون ذلك بسرية تامة غير متوفرة في العمل الحزبي في الداخل ، ف فجأة يختفي فلان أو علان ، ويصبح أثر بعد عين ، ويبدأ الاستفسار عنه ، ويتبين أنه ( لتخ ) ، ووصل إلى مكان آمن بتدخل أو توصية من هذا القيادي أو ذاك لأن هذا العنصر المغادر محسوب عليه ، أو بن منطقته أو مدينته أو قوميته أو طائفته الدينية !! وبعض هذه العناصر التافه ( لتخ ) أكثر من مرة ، وله الحق في رفض أو تحديد العاصمة أو التي يريدها ، فقد مل مثلا من العاصمة الفلانية ، ويريد أن يجرب مدينة جديدة وأشياء أخرى جديدة هناك ، ومنهم من أقام في هذه المدن المحببة كل عمره ، ثم ترك الحزب والعمل السياسي لأسباب شخصية ، وانتقل إلى تجارة الشنطة أو التهريب ، أو مستشارا في الدول والأجهزة المعادية للحزب !!

أما ما جرى في الخارج ، في سوريا واليمن الجنوبية وإيران وأوربا الشرقية وخاصة في منظمة بيروت التي كان يقودها ويشرف عليها عضو قيادي معروف ومشهور بمفاسده ، من حوادث وسلوكيات مشينة وابتزاز واستغلال وإفساد وتخريب مادي وأخلاقي وضغط بواسطة سلاح الزمالات والمعيشة ومشكلة الإقامات ، فهي حوادث وحالات يندى لها الجبين وتحتاج إلى تحقيق مستقل بها ، وتحتاج أيضا إلى رصد وكشف ، والكتابة المستقلة عنها ، ونحن بحاجة شديدة إلى تسجيل وتوثيق شهادات الضحايا !!

وكانت المحصلة من آلاف الزمالات ، محصلة بائسة ، وحصاد شحيح ، ونتيجة غثة ، عدا بعض الأفراد اللذين عملوا واجتهدوا بشكل شخصي ، وهم لا يعدون على أصابع اليد الواحدة !!

يبقى لي توضيح هام لابد منه ، وهو إنني لا أتفق مع المدارس الحزبية السوفيتية في منهجها وأساليبها ، وأعرف تخلفها وانحرافها عن النهج الماركسي العلمي ، الذي انتهى إلى حالة الانهيار والتفكك والتلاشي ، ولكنني أتحدث عن الهدر والتخريب الذي مارسته القيادة اليمينية ، وتلاعبها وتصرفها غير المسئول بهذه الإمكانية ، كما لو كان ملكية خاصة ، أو شأن خاص ، كما أتحدث عن أمكانية الاستفادة الشخصية والفردية من هذه الفرصة بالنسبة للعناصر الجادة والذكية في تعلم لغات جديدة ، وقراءة التراث الماركسي بلغته الأصلية ، ودراسة تجارب الشعوب وتاريخها في روسيا وألمانيا على سبيل المثال ، والدخول في مناقشات نظرية مع الأساتذة والمفكرين الجيدين . وتحقيق نتائج متقدمة في المجالات العلمية والأكاديمية ، كما أنه لم يتحقق بالدرجات المطلوبة في أوربا الغربية أيضا الغنية بالتجارب مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا الغربية ، كما لم يجر الاهتمام بهذا الشأن الكبير بعد أتساع ظاهرة الهجرة الجماعية الشاملة من كردستان وسوريا نهاية الثمانينيات وبداية أعوام التسعينيات ، والهروب الكبير إلى كل الدول الأوربية رغم كل التسهيلات الدراسية والأكاديمية الواسعة والمجانية !! أن هذا الشرط لم يحصل ولن يحصل بسبب التربية والتوجه والعقل المتخلف السائد ، إن المشكلة الجوهرية تكمن في العقل السائد ، وعدم إدراكه واهتمامه بهذه المهمات الأساسية ، بينما كانت خمس سنين إلى عشرة كافية لإنجاز أكبر مشروع فكري !!

الإعداد والتحضير للعمل الفكري والسياسي في الماركسية ، مهزلة الزمالات الدراسية المرسلة من كردستان نموذجا
أحمد الناصري 18.12.05



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأهوار : طائر الفينيق الذي عاد إلينا من زهرة الرماد والوجع ...
- الشهيد مناضل عبد العال موسى / مؤيد
- كلمات في عشق النساء . نص من أدب الرسائل
- الرعب ، الصمت ، العار . قضيتان من باريس وبغداد
- اليسار الجديد والقضايا الفكرية والسياسية والإعلامية ، بمناسب ...
- بشتآشان الجرح المفتوح والملف المغلق !!
- عن المبادرة الوطنية والإنتخابات وقضايا أخرى
- رسالة الى الفدائية البطلة لويزه أحريز
- عرس واويه في شرم الشيخ ، وأشياء أخرى
- عن أغراض مؤتمر شرم الشيخ ، وأهمية المبادرات الوطنية الموازية ...
- كيف تعرفت على شعر سعدي يوسف ؟؟
- مبادرة وطنية ديقراطية عراقية
- هموم شخصية وقضايا عامة ، عن الفلوجة والإرهاب وغياب أبو عمار
- كلمة : زمن الهبوط ، زمن الغناء الهابط !!
- كلمة : أمريكا وقرية مارقة جديدة !!
- كلمة عن المفاجأت والصفعات لبوش و طاقمة الإنتخابي
- تداعيات الوضع الأمني والسياسي والمدن المارقة
- أوراق خاصة / الى الصديق م . ذ
- عن الشيوعي الجميل طارق وتوت / أبو زياد
- الحوار المتمدن والقضايا الفكرية الماركسية


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أحمد الناصري - الإعداد والتحضير للعمل الفكري والسياسي في الماركسية . مهزلة الزمالات الدراسية من كردستان نموذجا