أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - سمير طبلة - الإنسان غاية - اليسار والتقدم- و... وسيلته














المزيد.....

الإنسان غاية - اليسار والتقدم- و... وسيلته


سمير طبلة
إداري وإعلامي

(Samir Tabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 18:48
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    




شكراً لرسالتكم الكريمة للمشاركة في الحوار "حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها".

ومع التقدير العالي لجهودكم المشكورة في خدمة رسالتكم النبيلة، وأطيب التمنيات بنجاحها، يشرفني المساهمة، بتواضع، بحواركم المسؤول.

واسمحوا لي، بدءاً، بتدقيق وصف "الفعّالة" لمشاركة القوى اليسارية والتقدمية في الثورات الأخيرة. فالموضوعية تقتضي تأشير حقيقة ان مشاركة هذه القوى كانت متفاوتة بين الاندفاع والتردّد، وأحيانا التحفظ، خصوصاً في بداياتها. تونس مثالاً، وبعض القوى في سوريا، وفي مصر بدرجة ما، التي اصطفت، عملياً، مع النظم الدكتاتورية ضد إرادة شعوبها. وواجبها يُلزم ان تكون في الصفوف الأولى، إن لم تكن في القيادة للدفاع عن مصالح شعوبها، وبالتحديد شغيلة اليد والفكر فيها.

وكان هذا أحد أسباب مآل ما أفرزته بعض هذه الثورات، حتى الساعة. من دون التقليل من شأن عوامل، موضوعية وذاتية، أكثر أهمية. تعود، غالباً، للواقع المأزوم تشتّتاَ لمجتمعات البلدان الثائرة.

أما "اليسارية والتقدمية" فتحتاج لتوضيح دقيق، لا لبس فيه، بالدفاع عن الإنسان، باعتباره أغلى قيمة، وعن وجوده ومستقبله الأفضل. فتحت يافطاتها ارتُكبت خروقات فاضحة، أدت لإنهيار "معسكر" كامل بسرعة مذهلة، وسلّمت العالم لأعتى طغاته (الليبراليين الجدّد)، ليصول الأخير ويجول كونياً، تحقيقاً لمصالحه الطبقية الأنانية.

فواجب القوى المنتصرة للإنسان، ولإلغاء أي شكل من أشكال إستغلاله، المشاركة "الفعّالة"، عملاً وليس قولاً أجوفاً، بهبات شعوبها، ثورات كانت ام انتفاضات او تحركات او احتجاجات او كائناً ما كان تسمياتها.

ويدخل بهذا "موازنة حركتها وإعادة تقييمها، ومواكبة التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والاعلامية الجارية في الساحة، وجعلها تصب في خدمة التحرّر والعادلة الاجتماعية والمساواة والثقافة المدنية العصرية وبناء المجتمع المدني الديمقراطي الحديث"، كما تفضلتم.

وإن صحت حقيقة ان السياسة فن تحقيق الممكن، فالأصح على هذه القوى "اليسارية والتقدمية"، ان لا تفقد، في جميع مراحل نضالها المشرف، بل جلّ خطواتها، بما فيها التكتيكي منها، بوصلتها/ رسالتها التاريخية السامية بتحقيق مجتمع اللاإستغلال. فتجربة القرن الماضي بيّنت اختلالاً واضحاً، لم يوفق بين الأهداف البعيدة، والتطبيقات الآنية للوصول اليها. وهذا أحد عوامل المواقع الضعيفة الحالية لهذه القوى.

وعليها فهم واقع مجتمعاتها المأزومة، والانطلاق منه. وإن توجب عليها، أحياناً، ان تسبح ضد التيار، بما يحمله هذا من كلفة باهظة. ولا يعني هذا الانعزال عن تلك المجتمعات، والعيش بأحلام طوباوية، عصفورية، وإنما التعامل بواقعية معها، بهدف النهوض بها، وانتشالها من تخلفها المريع، على الأقل في مجتمعاتنا العربية. فالمهم ليس فهم التاريخ، بل تغيّيره. ويصح هذا على المجتمعات أيضاً.

وربما يكون في مقدمة مهام قوانا "اليسارية والتقدمية" مهمة تقيّيم أدائها السابق، بموضوعية، لا تنتصر للأفراد، مهما كانت مواقعهم وتضحياتهم، وإنما تنتصر لمهمتها التاريخية بتحقيق مجتمع أفضل للإنسانية. وهنا تكون "أخذ العزة بالإثم" قاتلة، يوازيها ضرّراً الشعور بالرضا عن الذات، او وهم ان "الحياة زكّت صواب سياستنا ومواقفنا".

فالحياة متجدّدة أبداً، وتخلف ورائها الماضي، من دون ان تلغيه. فلا مستقبل بلا حاضر او ماضي، بترابطه الديالكتيكي المتفاعل.

وإيجازاً، فعلى هذه القوى اعتماد وسائل العلم الموضوعي، البعيد عن الرغبات الذاتية، في فهم واقعها. على الأقل، كانت هذة وسائل أساتذتها. وهو ما استفاد منه خصومها، فطوّروا مجتمعاتهم، والأكثر منها أرباحهم! أفضل مِن مَنْ أدعى التلمذة هنا!؟ وينبغي إعادة النظر، جذرياً، بوسائل تحقيق المستقبل الأفضل، بما فيها أشكال التنظيم، خصوصاً البالية منها. فأحداث هذا العام وضعت الكثير من وسائل القوى "اليسارية والتقدمية" في متحف التاريخ، في ألطف الأوصاف.

وإن حقّقت قوى الاسلام السياسي، في مجتمعاتنا، بعض النجاحات المؤثرة، والمرجح ان تحقّق الأكثر، فتجربة شعوب متطورة تعلمنا ان قوى دينية سياسية سالفة حققته قبل قرون. ولكنها انهزمت في النهاية لصالح فصل الدين عن السياسة، ولتنزوي. ومهمة "اليسار والتقدم" هنا تقليص فترة القوى المتخلفة، والمتمرسة بالدين، والتي لا تمتلك برنامجاً، عدا التخدير، لحل مشاكل مجتمعاتها المأزومة. وأضحى التعلم من تجارب الشعوب المتحضرة واجباً، للمضي على طريق مستقبل افضل لشعوبها وللبشرية.

ويبقى الإنسان، بغض النظر عن عرقه وجنسه ولونه ودينه وطائفته وفكره، هو الغاية و... الوسيلة!



#سمير_طبلة (هاشتاغ)       Samir_Tabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى العمل الفاعل!
- الحزب الشيوعي العراقي اتحاد طوعيّ وليس قمعي!
- الحزب الشيوعي العراقي ليس مُلكاً لأحد
- إستكمالاً لحوار د. عبدالخالق حسين: -ولقد أكرمنا بني آدم- – ا ...
- الى د. عبدالخالق حسين: أرشحكَ لرئاسة حكومة العراق!
- حكومة كفاءات عراقية... ولا دجل وحدة وطنية
- سلّموا أمن العراق لشيوعيّيه، وخذوا النتائج!
- إلتفاف سرّ!
- أ سرقة أصوات الناخبين ((مصلحة وطنية عليا)) يا سيادة المالكي؟
- برنامج -اتحاد الشعب- الانتخابي شامل وطموح
- تلاقفوها!!!
- الخبز لخبّازته... حكومة أقليم كردستان الجديدة مثالاً!
- سنوية الشهيد كامل شياع - السفارة العراقية في لندن تستلم مذكر ...
- رائد فهمي... أفخر برفقتك
- هراء محمود المشهداني
- لتأخذ المرأة حقها العادل
- الى الدائرة الاعلامية لمجلس النواب، مع التحيات!
- حوار مع استاذي كاظم حبيب
- قيادات الحزب الشيوعي مفخرة لعراقنا
- مناقشة لبيان مؤتمر رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - سمير طبلة - الإنسان غاية - اليسار والتقدم- و... وسيلته