أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله خليفة - الإخوانُ والرأسماليةُ الخاصة في مصر














المزيد.....

الإخوانُ والرأسماليةُ الخاصة في مصر


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 09:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



كلُ بنيةٍ اجتماعية عربية لها مستواها من التطور، ولها قوانينُ الصراع التي تَبرزُ عبرَ الأحداث ومساهمات الفئات والطبقات الداخلية والخارجية المختلفة، والبُنى الرأسمالية العربية تتكّونُ تدريجياً عبرَ مراحل ومن خلال مساهماتِ أنظمةٍ شتى، والحلقةُ الراهنةُ لها سببياتها.
الرأسمالياتُ الحكوميةُ بشعاراتِ الوطنيةِ والقومية والاشتراكية أسستْ القواعدَ التحتية الكبيرة للبناء، ولم تعد قادرة على توسيع أحجام الرأسمالية الخاصة والقيام بثورة اقتصادية تصنيعية علمية تسحب كل القوى العاملة المعطلة والمهمشة، فجاءت القوى الممثلة لهذه الرأسماليات الخاصة بتنوعها وأجنحتها في الدول العربية.
التعبيرُ الديني لاءمها وعبَّرَ عنها، وفيما لاءمت اللغةُ النهضويةُ التحديثيةُ المصوغةُ على جسمٍ شعبي سني موحدٍ في تونس، يتطلبُ الأمرُ في مصر لغةً مقاربةً للتوحيد الوطني والعلمانية لوجودِ جسمٍ ديني مغاير.
وسيكون جوهرُ الانتصار هو نفسه، لكن النسب تختلف، والأشكال السياسية تتنوع.
البرجوازيةُ الخاصةُ بوعيها السني ترتكزُ على تراثٍ قديم، وواقع معاصر، فمواكبةُ دولِ الخلافة أنتجتْ مذهبية واسعة في الأحكام ورؤية تطور العلاقات الاجتماعية ومحافظة في الزمن القديم وهو أمرٌ يتعارض خاصة وظروف وواقع تحرر النساء، القوة الإنتاجية الكبيرة شبه المعطلة، وهي محافظة تجاه تحرر الناس الفردي عامة والتحرر العقلي الفكري، وهذا كله يصطدم بمدى قدراتها على قراءة النصوص المقدسة وفهم أبعادها في ضوء مهمات تطور البرجوازية الدينية المعاصرة في بنية متخلفة تحتاج إلى ثورات سياسية واقتصادية واجتماعية وعلمية.
إن فهمَ الدينِ بشكلٍ حَرفي تبسيطي يلائمُ مستوى القوى المنتجة القديمة، وهو يقاربُ إلى حد ما مستوى الفئات الوسطى القادمة من الأعمال المالية والعقارية والخدماتية المختلفة، والضعيفة في التصنيع، ومهمات المجتمع الراهنة تتطلب ثورة في التصنيع واتاحة فرص العمل لملايين الشباب والشابات.
إن فرض الإسلام قوة للتشريع الرئيسية سوف يضع أمام المسيطرين على السلطة، والسلطات العربية عامة، مهمات كبيرة هائلة لا يقدرون على تنفيذها في الوقت الراهن، بسبب قراءاتهم التقليدية المذهبية المحافظة للإسلام التي لاءمت عصر الحِرف والتجارة والحياة الأبوية، ولم يعودوا في موقع التنظير البسيط والنقد السياسي في منشور، بل ستكون أمامهم وزارات الصناعة والتعليم والتموين والداخلية الخ، فكيف سيكون رأيهم في المناهج، وكيف سيقبلون أو يرفضون مواد من الثقافة العلمية المعاصرة، وكيف سيكون القضاء في مواجهة معضلات الأحوال الشخصية في عالم القرية الكونية؟
أي أنهم بانخراطهم في السلطة لابد أن يحددوا قبله توجههم المفصلي منذ البداية، كقوة سياسية فقط وليست كقوة دينية لأنها سوف تنحشر في مسائل فقهية ومذهبية ودينية تُستغل من قبل القوى المعادية للتطور الديمقراطي لو حرفت الزمن نحو العودة للعصر الوسيط لا القطع معه.
كما أن الأوضاع العامة في الشغل والصناعة والتعليم والتجارة وغيرها تتطلب مراحل وزارية عدة لكي تعود إلى سابق عهدها وحتى تقفز بالبلد قفزة جديدة في المستقبل.
أي أن تحرر الدينيين من الإقطاع الذي كونهم في قرون سابقة، يجب أن يترافقَ مع تعبيرهم عن الطبقة التي يمثلون جناحاً منها، في التعبير عن تناميها الاقتصادي واتساع فرص العمل لها، وفي قدرتها على إيجاد تعاون واسع مع العاملين الصناعيين والفلاحين وقوى العمل الفكري التقني.
الانشغال بالمسائل الايديولوجية والصراعات الجانبية هو أكبر ثغرة للقوى البيروقراطية في القطاع العام والوزارات لاستعادة نفوذها.
إن القوى المسيحية والليبرالية واليسارية ذات ثقل في الطبقة الحاكمة التي تتشكل في مصر، وهي تمثل قوى شعبية أخرى، ولكن لابد أن تظهر نسبة للجَناح المزاح من الطبقة الحاكمة القديمة، الذي سوف يتسلل أو يقفز كما حدث في تونس.
(الرأسمالية الوطنية.. وقوى الشعب العاملة) كما قيل في الزمن الناصري هو الجسم الاجتماعي الوطني الذي يعبر عن مضامينه الطبقية بديمقراطية وحسب لحظات الوعي الجماهيرية الراهنة، وحسب لحظات الوعي عند النخب وقراءاتها للواقع والمستقبل، وأي برامج اقتصادية ؟ اجتماعية سوف تتعاون وتختلف وتنتصر، بغض النظر عن الأحلام والتمنيات.
بطبيعة الحال سننتظر التطبيق وأين تتوجه البُنى وهذا يحتاج إلى زمن طويل وخاصة مرحلة انقشاع ضباب إزالة أنقاض الأنظمة السابقة والقيام بالبناء الفعلي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائيات والبرجوازية الإسلامية في تونس
- منطقة تقليدية
- فرصة لقوى الوسط
- البرلمانات وغياب الطبقة الوسطى
- العولمةُ والسيطرة على الثوراتِ العربية
- جناحان يتصادمان
- مستويان من الحياة التقليدية
- مستقبلٌ كبيرٌ للرأسماليةِ الخاصة
- سقوط هارونَ الرشيد السياسي
- تقدمٌ بوعي متخلف
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (5-5)
- من أجل الشعبِ أولاً (4-5)
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (3-5)
- من أجلِ الشعبِ أولا! (2)
- من أجل الشعب أولاً! (1)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (3-3)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (2-3)
- الوعي الطائفي الوعي الطبقي (1-3)
- الرأسمالياتُ والدول
- تحليلٌ لكلامٍ مغامرٍ (2-2)


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبدالله خليفة - الإخوانُ والرأسماليةُ الخاصة في مصر