جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 20:47
المحور:
كتابات ساخرة
أيهما بحاجة إلى العقل أكثر,التلحين الموسيقي أم الغناء؟وهل عدم قدرة المرأة على التلحين تكشف عن نقص عام في العقل وضبابية وتشتت في الذهن والأفكار؟ولماذا لا تفلح المرأة إلا في الإغراء؟ وفي أداء الألحان الموسيقية,ولماذا تتميز المرأة عن الرجل في الغناء؟ هل لأن الغناء بحاجة إلى حس عاطفي أكثر؟بمعنى أن عاطفة المرأة أقوى من عاطفة الرجل لذلك تمتاز المرأة عن الرجل في غناء الألحان الموسيقية أكثر من تأليف المقطوعات الغنائية!!!.
ولماذا صوت المرأة أفضل من صوت الرجل؟حتى اليوم لم يظهر منافس لأم كلثوم!!! هل السبب حس عاطفي؟؟ولماذا ألحان الرجال أعظم بمليون مرة من ألحان النساء؟هل لأن عقل الرجل أقوى من عقل المرأة؟أسئلة تحيرني.!!
هل سبق لكم وأن رأيتم امرأة مغرية جدا دون أن تكشف عن ساقيها أو دون أن تعرض نصف صدرها (للي رايح وللي جاي)؟ وحتى ونحن نتحدث عن الفنون لا يمكن أو من النادر أن تفتننا المرأة دون أن يكون سلاح الفتنة صدرها أو خصرها أو الجسم بأكمله, وهذا يعني أن للمرأة مجالات محددة أهمها العرض والاستعراض...وفي المجتمعات الرأسمالية المحافظة والديمقراطية تحرص فيها الفتايات على إظهار مفاتنهن ومحاسنهن على المنتجات الغذائية وعلى الألبسة والأدوات الكهربائية وهذا في البلدان الأكثر دعما لحقوق الإنسان وحريصا على مساواة المرأة بالرجل,وهذه المهنة تعتاش منها المرأة أكثر من الرجل من سن البلوغ إلى سن الثلاثين سنة وهي مهنة (الجسد المغري) أي من خلال وضع صورهن على الكلسات والملابس الداخلية وأنواع العطور وأفلام الأكشن والإثارة الجنسية والدراما الرومانسية ومن خلال وضع صورهن المتعرية على الإعلانات المبوبة وعلى قمصان النوم وحتى على الآلات الكهربائية فهذه مهنة تبدع فيها المرأة أكثر من الرجل وهي أسهل طريقة للثراء السريع, وهي على الأقل تبقى أكثر ليونة وأمنا من تهريب كيلو مخدرات إلى المكسيك أو إلى الدول الفقيرة,ولكن من الصعب أن تجد امرأة مقدمة برامج ثقافية ناجحة إلا ما ندر وهذا يعتبر طفرة وشذوذا عن القاعدة إذا وجدنا مقدمة برامج ثقافية ناجحة يسود فيها الفن والأداء الرائع والمزاج العام الراقي جدا, فأكثر مهنة تبدع فيها المرأة هي عرض الجسد وأداء الألحان الموسيقية وليس تأليف الألحان ومن الملاحظات المثيرة عن المرأة الشرقية هي أنها لا تستطيع تأليف الألحان الموسيقية, أو كتابة الشعر, فلا توجد امرأة بمستوى أحمد شوقي أو المتنبي أو نزار قباني, وحتى مع عصر الانفتاح والإنترنت لا يمكن أن نجد امرأة روائية كبيرة بمستوى الروائيين الكبار إلا ما ندر كرواية(ذاكرة الجسد) للروائية(أحلام مستغانمي) والتي طبعت حتى اليوم لأكثر من 20 طَبعة هذا عدى عشرات الطبعات المزورات أي تصويرها وبيعها على الأرصفة دون علم الكاتبة.
ومن الملفت لها(المرأة) أكثر هو أنها تستطيع أن تؤدي الألحان ببراعة أكثر من مؤلفيها وهذا ثابت عند أغلبية الشرائح الاجتماعية العربية, ولكن لماذا لا تستطيع المرأة أن تبدع في تلحين الأغاني؟ ولماذا الرجل أكثر منها في هذه المهنة؟ سؤال ربما أنه محير وربما أنه غير محير إذا ما قلنا تعسفا بأن عقل الرجل فعلا أقوى من عقل المرأة, فهل سمع أحدكم باسم امرأة (مُلحنة موسيقية)؟تكون بمستوى محمد عبد الوهاب أو السنباطي أو بليغ حمدي؟طبعا لا,كان الثنائي دائما ما يتشكل من ملحن رجل ومغنية امرأة على شاكلة(عبده الحمولي) و زوجته(المازه) و (وردة الجزائرية) وبليغ حمدي, وأم كلثوم و(أبو العلى محمد) وأبو العلا محمد وكبار الملحنين ...و(سيد درويش), فهل توجد امرأة بمستوى سيد درويش؟طبعا هذا الأخير عبقرية موسيقية بدون ثنائي ولكن لن ننسى أن أجمل أغانيه قامت بأدائها النساء ببراعة أكثر منه ولم يكن الدور معكوسا بحيث تكون الملحنة امرأة والمغني رجلا, وحاولت أم كلثوم في سنينها الأولى وخصوصا بعد خلافها مع الشيخ زكريا أحمد تقديم لحن ولكنها فشلت في عملية التلحين وكان مستوى ما قدمته من إدراما موسيقية يعد بمثابة ورقة يانصيب خاسرة ورهان على فرس خاسرة في السباق ,والكل قال عن ألحانها بألحان يستحي المبتدئون من أن يقدموها لأي مطرب صغير مبتدأ بمشواره الفني,ولكن مع كل هذا أبدعت أم كلثوم في أداء ما يقوم الرجال بتلحينه وحتى اليوم لم يظهر مثيلا لها وكانت أم كلثوم أروع أهل زمانها على الإطلاق وكان محمد عبد الوهاب أروع أهل زمانه في تقديم الألحان لها ولغيرها, وكانت أم كلثوم مبدعة في غناء ألحان كبار الفنانين في عصرها حتى أن أداءها كان رائعا وأكثر من رائع لبعض المؤلفات الموسيقية الهابطة المستوى وهذا معناه أن المرأة تؤدي الألحان الموسيقية بأداء رائع لدرجة أنها تجعل من المستويات الهابطة مستويات أسطورية وذات معنى وذات تأثير قوي, وهذا يعني أن المرأة لا تصلح لمهنة تأليف الألحان الموسيقية بقدر ما تصلح لأداء المؤلفات الموسيقية, وليستمع القارئ لعبد الحليم حافظ وهو يحاول غناء أغنية(دارت الأيام) لأم كلثوم’,سيكتشف المستمع بأن أم كلثوم أقدر على أدائها من عبد الحليم حافظ, ولكن لماذا؟ هل هذا سياسة ربانية وقرار الاهي بأن يجعل المرأة مؤدية للألحان وليست مؤلفة لها, سؤال ربما أنه محير بعض الشيء ومثير للجدل.
وفي الرقص الشرقي لا يمكن أن يحل الرجل مكان المرأة بالنسبة إلى النظارة الذين لا يستمتعون برقص الرجل بل برقص المرأة وأنا واحد من الناس الذين لا يستمتعون برقص الرجل الشرقي مكان المرأة الشرقية, ولكن في الرقص الغربي هنالك شيء ملفت للنظر وللانتباه وهو أن الرجل والمرأة كلاهما بنفس الأسلوب والدرجة متساويان ويستطيع الرجل أن يرقص كما ترقص المرأة وتستطيع المرأة أن تبدع و أن تشكل ثنائياً مثيراً للشهوة في الألحان الغربية على أنغام موسيقى هادئة تسترخي بجسمها بالكامل حين ترميه على جسم صديقها الذي يشاركها في الرقص.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟