أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - معضلة عَلم النظام السابق وعلم الإقليم















المزيد.....

معضلة عَلم النظام السابق وعلم الإقليم


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ البداية طالب الكثير من المواطنين وتنظيمات سياسية ومنظمات المجتمع المدني بتغيير العلم العراقي القديم الذي أطلقه نظام البعث وصمم حسب مشيئته وفرض بالتالي صدام حسين اسم الجلالة لا حباً ولا أيماناً بل استهلاكاً لمشاعر المواطنين العراقيين ومحاولة للخداع والتغطية على سياسة الاضطهاد والقهر الموجهة ضد الشعب، واستغلال الدين الإسلامي وما أطلق على الحملة الإيمانية التي أعلن النظام السابق عنها في ذلك الوقت، فالعلم الحالي الذي هو امتداد للعلم السابق مازال يلاحق من قبل ضحايا النظام وان رفعت منه النجمات الثلاث وبدل اسم الجلالة من خط القرعة إلى الخط الكوفي وهو ضحك على ذقون الشعب والهدف منه إرضاء البعض من أحزاب الإسلام السياسي والمرجعيات الدينية لإبقاء هدف قيام الدولة الدينية متمثلاً بوجود اسم الله على العلم لكن جوهر العملية هو هدف سياسي لم يعد يخفى على احد بل أن هاجس التخوف من أنجاز العلم الجديد والذي سيكون مختلفا تماماً عما هو عليه الآن أي بالمعنى الصريح رفع ما خطه صدام حسين على العلم حتى لو غير من الرقعة إلى الكوفي وهذا يعني خسارة أحزاب الإسلام السياسي التي تراهن على بقاء الجماهير العراقية تابعة لها باسم الدين أو الطائفية مستغلة اسم الجلالة في تحركها والإبقاء على الوعي الجماهيري دون تطويره نحو آفاق بناء الدولة المدنية وبالتالي فصل الدولة عن الدين.
إن العجيب في أمر الذين يهيمنون على القرار والدولة يتصرفون وكأنهم يملكون العراق ولا تمر لحظة بدون خلق معضلة أو مشكلة بينهم أو بين الآخرين ومن هذه المعاضل فقد جعلوا من قضية تغيير العلم القديم بعلم جديد مشكلة وكأنها القضية الفلسطينية أو القضية الكشميرية وكان بالامكان حلها بشكل سهل وبسيط وبدون تعقيدات ولا سيما كلنا يتذكر أن وزارة الثقافة ووزيرها الأسبق مفيد الجزائري أعلنوا عن مسابقة لأحسن تصميم وحسبما نذكر أن عشرات التصاميم قد قدمت وشارك فيها فنانون عراقيون تشكيليون وغيرهم، وذلك لضمان عدم إثارتها في المستقبل تحت طائلة أي اعتراض أو مشكلة جديدة، لكن ذلك لم ينل موافقة البعض من المهيمنين، وعلى ما يبدو أن هناك نيات كانت مبيتة لتسويف الموضوع ثم تأجيله وهذا ما حصل فعلاً، وما إثارة قضية علم الإقليم في الوقت الحاضر إلا امتداداً لتلك النيات غير السليمة التي كان همها التعطيل لخلق مشكلة إضافية، وبقى إصرار حكومة الإقليم على عدم الاعتراف بالعلم القديم حتى بعد التعديلات البائسة التي أجريت عليه قبلت بحذر وتوجس وبقى القديم قائما وان رفعت النجمات وتم استبدال خط الرقعة بالكوفي، ومن حق حكومة الإقليم والشعب الكردي ومئات الآلاف من المواطنين العراقيين رفض القديم لما عانوه من الحكم الفردي الدكتاتوري ، فالعلم القديم مع تعديلاته كان شاهداً على المجازر التي ارتكبت بحق أكثرية المواطنين بدءً من الحروب الخارجية ( حربي الخليج الأولى والثانية واحتلال الكويت) التي راح ضحيتها مئات الآلاف ما بين قتيل ومعوق وأسير وهارب ومن الحروب الداخلية التي شنها النظام السابق وفي مقدمتها حلبجة والأنفال والجنوب أثناء الانتفاضة الشعبانية وغيرها من الجرائم التي ارتكبت وفي مقدمتها شهادة حول المقابر الجماعية والقمع الوحشي الذي شمل قطاعات واسعة من الشعب فضلاً عن القوى الوطنية والديمقراطية المعارضة، فكيف يتسنى للمراقب أن يفهم الإبقاء على القديم بدلاً من إلغائه وإيجاد علم جديد غير ملوث بدم العراقيين يمثل أكثرية أطياف الشعب العراقي يحترمه الجميع وبدون قال أو قيل مثلما يحدث الآن صراع حول قضية رفع الأعلام بما فيها علم الإقليم، ولو كان الأمر قد أنجز كما كان مرسوماً له من قبل الموطنين الحريصين على روح التكاتف والتعاون بين مكونات الشعب لما حدث هذا الإشكال واتخاذ قرارات فوقية لتنزيل علم الإقليم وحدوث ردة فعل من المقابل بتنزيل العلم العراقي وهذا أمر مضحك جداً وكأنه صراع صبية على البعض من لعب الأطفال تاركين الشعب العراقي في حيرة من أمره لا يعرف كيف ستؤول الأمور، لا يعرف أية مصيبة سترفع عن كاهله ، قضية الأمن والفساد والصراع على الكراسي والتخندق حزبياً وطائفياً أو الكهرباء والماء أو الخدمات والبطالة أو القوانين المركونة أو التهديد بإيجاد أقاليم طائفية مقيتة وهي خطوة لتقسيم البلاد... الخ ففي كل يوم أزمة بين القوى المتنفذة مرة بين الكتلة نفسها وتارة مع كتلة أخرى ومرة مع الجماهير التي تحتج على قضايا مصيرية تهم مستقبلهم ومستقبل البلد، وفي كل معضلة تخلق بشكل ما توضع المتاريس ويتخندق البعض ضد البعض لمجرد تصريح نائب في البرلمان لا على البال ولا على الخاطر وهناك العديد منهم ليسوا بمخولين لكنهم يتماثلوا للمثل المصري " مفيش حد أحسن من حد " الشعب يدفع والبعض يبلع على راحته وليحترق العراق.
إن أساس تفاعل الخلافات بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم
أولاً:عدم ثقة الحكومة المركزية بأنها قادرة على قيادة البلاد وجمع القوى المخلصة للوطن حولها بطريقة ديمقراطية كي يتسنى حل المشاكل والإشكاليات حول القرارات
وثانياً: تحتاج عملية حل المشاكل مع الإقليم إجماع وطني وشعور بالمسؤولية يشترك فيها الجميع ولا تنفرد جهة ثم تتنصل منه بعد ذلك مثلما حدث لاربيل والمادة ( 140 )
أما ثالثاً: هو عدم الجلوس والتباحث والتفاوض وترك المشاكل والخلافات تتراكم وهي تصب في مصلحة من يريد أن تبقى الخلافات ليضرب ضربته ويستفيد.
أما قضية طلب رئيس الوزراء نوري المالكي تنزيل علم الإقليم في بعض المناطق المختلف عليها ( إذا صحت وليس تصريح لأحد الأتباع ) فكان الأجدر به ومن موقع مسؤوليته حلها مع حلفائه الذين ساهموا بنجاح استلام رئاسة الوزراء وبطريقة ودية وليس التهديد بالقوة لان التهديد والقوة ليست حلول منطقية ثم أن علم الإقليم علم عراقي أم أنهم يتصورون انه جاء من العالم الخارجي لأنه يمثل الكرد العراقيين، ورئيس الوزراء والكثير من المسؤولين أصحاب الجنسيات القومية المزدوجة!! الذين عاشوا سنين طويلة في أوربا ومازالت أكثرية عائلاتهم هناك في أمريكا أو استراليا أو كندا أو... الخ لا بد وإنهم يعرفون أن لكل محافظة علم ولكل بلدية ضمن المحافظة شعار بجانب العلم الوطني وهي قضية اعتيادية ممكن التعامل معها بروح الديمقراطية والشفافية أم أنهم يتبضعون بالديمقراطية والحريات وحقوق الشعب حسبما تتطلب المصالح، وأخيراً ـــ أليس من الأجدر بالحكومة والبرلمان الغائب الحاضر أن يسارعوا بإنجاز وتشريع قانون جديد للعلم العراقي الجديد وعسى أن لا يخلقوا معضلة أخرى فمنهم من يقول نريد علم إسلامي ومن يقول لا نريد ومنهم يريده قومي للكشر وآخرين تراثي للكشر وهكذا حتى قطع الأنفاس.. للمرة المليون نقول لكم ـــ حلوا مشاكلكم بينكم ولا تحملوا الشعب أكثر من طاقته ففيه ما يكفيه من المآسي والآلام، وللعلم لا تكونوا إسلاميين متطرفين أكثر من المنظمات الإرهابية السلفية والأصولية ولا تكونوا قوميين أكثر من البعثيين الذين كانوا أس الخراب والدمار الذي جرى ويجري بعد إسقاطهم بالعامل الخارجي حتى لا تكون هناك مزايدة بان ينبري أحداً متفاخراً وينفش ريشه كالطاووس وينسى ساقيه ـــ بأنهم أسقطوه!!..



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرض الحجاب في المدارس للكسب السياسي الضيق بحجة الإسلام
- حجاج البرلمان العراقي والقوانين المسكينة المركونة
- دعوة كي تعرف الفرق ما بين..!
- تداعيات الفتنة الطائفية بالضد من الوحدة الوطنية المصرية
- المكارثية الجديدة وإرهاب المثقفين والعلماء والصحافيين في الع ...
- الكرد الفيلييون ومحنة المزايدة والمتاجرة بحقوقهم المشروعة
- تسويف مواد الفيدرالية في الدستور لمصلحة النهج الشوفيني
- الدكتاتورية الجديدة مصير مظلم ومأساة للشعب العراقي
- التلاعب بالتصريحات استخفاف بمطاليب المتظاهرين
- الموت يخاف الصرخة
- مشروع كاتم الصوت السياسي في العراق
- أنا لا أعرف هادي المهدي
- عنجهية حكام إسرائيل ورفض الاعتذار لتركيا
- وعود الإصلاح والتماطل الحكومي وجمعة البقاء 9 / 9 /2011
- مشروع قانون الأحزاب خلل في المبادئ الديمقراطية
- أين انتهى الكتاب الأخضر أين معمر القذافي؟
- سر البار الليلي المسحور
- قرار البرلمان العراقي غير المتوازن في الرواتب الأسطورية
- الضجة حول المسلسل التلفزيوني الحسن والحسين
- حصن العراق الهلامي


المزيد.....




- سامح شكري يبحث مع نظيره الإيراني حل المسائل العالقة بشأن تطب ...
- بعد تلويح قطر بإغلاق مكتبها.. تشكيك بدور -حماس الدوحة- وحديث ...
- هل -فشلت- شركة تسلا على نحو غير متوقع؟
- في إطار مراجعة دورها - هل تغلق قطر مكتب حماس في الدوحة؟
- واشنطن تبحث عن نفوذها الضائع في ليبيا
- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبنيين في مستوطنة شتولا شما ...
- مصر.. بيان من وزارة الصحة حول الإصابة بالجلطات بسبب -أسترازي ...
- فوز عمدة لندن صادق خان بولاية ثالثة
- الأرثوذكس الشرقيون يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في القدس ( ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - معضلة عَلم النظام السابق وعلم الإقليم