أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جهاد علاونه - الفقراء لا يستهلكون الطاقة















المزيد.....

الفقراء لا يستهلكون الطاقة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 13:41
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


المواد الاستهلاكية والأفضليات يستهلكها البلد الصناعي أو الفرد الموجود في العائلة الغنية في حين لا يحصل الفقير منها على شيء ما عدى العبث أحياناً بالخردوات لاستهلاكها أو للتجارة بها بعض الأحيان,والبذخ في استهلاك الطاقة صفة من صفات الأغنياء التي يكرهها الفقراء والتقشف والتوفير في كل شيء صفة من صفات الفقراء المحمودة عند الأغنياء, وتبقى الطبقة الفقيرة حاقدة على البذخ الذي ينعم به أصحاب الياقات البيضاء وحين لا يجد الفقير ما يسد به رمقه يوجه أنظاره إلى الطبقة العليا البرجوازية ويبدي أسفه على اللهو والمجون وغرف السهر الحمراء التي ينعم بها الأغنياء في بيوتهم أو قصورهم أو (فللهم),وهؤلاء الأغنياء هم المسئولون أمام القانون عن نفاذ الطاقة وعن التلوث البيئي والاحتباس الحراري حيث هم في الدرجة الأولى من المستهلكين للطاقة, ومن البديهي جداً أن لا تكون الطبقة الفقيرة المستهلك الأكثر للطاقة ذلك أن الفقير لا يملك نقوداً يشتري بها الأدوات الكهربائية والسيارات الفاخرة الثقيلة الوزن وليس بمقدور الإنسان الفقير بناء القصور وركوب السيارات الفارهة, ومما يدفعني للتأسف هو مناشدة الأغنياء للفقراء بضرورة التقليل من استخدام الطاقة علماً أن الأغنياء هم المسئولون بالدرجة الأولى والأخيرة عن إفساد البيئة والبذخ والتبذير.

يجب علينا مواجهة الأغنياء في الشوارع الذين لا يستحون على دمهم والذين لا يؤنبهم ضميرهم وهم يستهلكون بالطاقة وباللحوم في الوقت الذي يأكل فيه الغني من اللحوم في سنة واحدة أكثر مما يأكله الفقير على مدى عمره بالكامل , ويجب أن نواجه الأغنياء في المطاعم ليس بقوة السلاح ولكن بالقانون الذي لا يسمح بزيادة نسبة الاحتباس الحراري واستهلاك الطاقة واستنفاذ الموارد الطبيعية وتلويث البيئة ويجب وضع غرامات مالية على كل شخص يدخل أي مطعم ليأكل تاركاً وراءه أكثر من نصف ما طلبه ليكون بعد ذلك في مكبات النفايات, فيجب أن نجبر الأغنياء على قيادة سيارات صغيرة واقتصادية لأن السيارات الثقيلة الوزن تستهلك من الطاقة 05 أضعاف ما تستهلكه سيارة عادية لكل كيلو متر واحد, عدى عن ذلك الأدوات الكهربائية التي يكثر استعمالها في بيوت الأغنياء وزد على ذلك استنفاذهم ومساهمتهم في استهلاك اللحوم والدواجن وبهذا يصبح أو تصبح عملية الانفجار السكاني ليست المسؤول الوحيد عن استهلاك الموارد الطبيعية بل أن الأغنياء هم المسئولون الأولون والآخرون عن نفاذ الطاقة وتلويث الطبيعة وأنا لا أقول ذلك الكلام مازحا بل جادا جدا جدا على مبدأ(نقودك لك ولكن الطاقة للجميع) ويجب تحرير مخالفات خطية بحقهم كلما ساهموا في تلويث البيئة حين نعلم أيضا بأن الأغنياء يستهلكون من الملابس في السنة الواحدة أكثر مما يستهلكه الفقراء في عشرة سنوات ويجب أن نحاسب الأغنياء في المطاعم التي يتناولون فيها وجبات كبيرة تاركين نصفها وراءهم تعبيرا عن كرمهم العربي تشبهاً بحاتم الطائي, بينما نحن الفقراء تشبهاً بالصعلوك(الشنفرة) لا نجد طوال الشهر ما يستهلكونه هم في وجبة واحدة ,زد على ذلك أنهم يساهمون في ارتفاع الأسعار أكثر وأكثر نظرا لأنهم يستهلكون المواد المرتفعة الأسعار دون أن يتأثروا سلبيا بهذا الارتفاع, ودون أن يشعروا بوخز الضمير, وقرأتُ مرة عن دولة صغيرة الحجم مثل الكويت تستهلك من المواد الغذائية في اليوم الواحد أكثر مما تستهلكه دولة فقيرة من دول أفريقيا خلال عامٍ بالتمام وبالكمال, وأنا شخصياً قمت ببناء بعض البيوت بمواد إسمنتية وحديدية لكل منزل بما يكفي لبناء 50 منزلا بمساحة150مترا لكل منزل.

وفي سنة 1985م أضيف على سكان العالم أكثر من 80 مليون نسمة, وكانت البلدان الفقيرة والمحدودة الموارد قد ساهمت بنسبة 90% من نسبة الانفجار السكاني , وإن العشرة بالمائة تستهلك من الطاقة بقدر ال90% أضف إلى ذلك المصانع التي تعمل ليلا ونهارا من أجل اشباع رغبات الأغنياء حتى العمال الذين يعملون في المصانع يعملون ليلاً ونهارا من أجل اسعاد العشرة بالمائة من سكان العالم المرتفعي الدخل, وهؤلاء الأغنياء هم المسئولون أمام القانون عن التلوث البيئي واستهلاك الموارد الطبيعية وغير الطبيعية, والفقراء في هذه المسألة بريئون من تهمة تلوث البيئة التي لا يساهمون فيها كلهم بقدر ما يساهم 10% من الأغنياء,والإنسان الفقير هنا هو المورد الأساسي لزيادة السكان ولكنه ليس المستهلك الأكبر والأكثر للطاقة ,بحيث تجدون أن المناطق الجافة التي يسيطر فيها الفقر على السلوك البشري هي أكثر نموا للسكان من المواقع الخصبة التي تنتفخُ فيها أبدان الأغنياء بدون تحفظ على أحد, والفقر يصدّر انفجارا في أعداد السكان ويسبب انفجارا في أعداد الإرهابيين, وإذا أردنا السيطرة على الانفجار السكاني يجب علينا أن لا نضع رؤوسنا بالرمال وأن نعترف بأن الفقر هو المتسبب بالانفجارات السكانية في كافة أنحاء العالم, وفي الدول الفقيرة والمحدودة الموارد تجدون فيها ازدياداً ملحوظاً للسكان أكثر من المدن المتقدمة حضاريا,والفقر أيضا يعمل على ازدياد أعداد السكان حين تلاحظون بأن الأسرة الفقيرة لديها دافع للإنجاب أكثر من الأسر الغنية في مواردها, وهذا معناه أن الفقر والتخلف يتناسبان تناسبا ايجابيا مع بعضهما البعض فأينما يوجد فقر يوجد انفجار سكاني وأينما يوجد فقر يوجد أقل استخداما للطاقة وللموارد الطبيعية,وأينما يوجد ثراء فاحش يوجد معه انحباس حراري أكثر واستهلاكا أكثر للطاقة وللموارد الطبيعية, ومن ملاحظاتي الشخصية أن الأسرة الفقيرة تسعى للإنجاب من أجل زيادة مواردها ومن أجل مواجهة الفقر عن طريق التسلح بالقوى البشرية فالذي لديه مهنة رسمية يعيش منها مع 8 أولاد ذكور يجد نفسه مكتفيا ذاتيا بما تنتجه الأسرة بأكملها بينما ويستطيع مع ذلك ادخار النقود كلما ازدادت العائلة نموا في القوى البشرية, والذي لديه مهنة وليس لديه ذكورا يعملون معه تبقى فرصة إنعاشه أقل حظاً من الأسرة التي لديها 8 ثمانية أفراد, عدى عن ذلك من الممكن تحميل الأسرة الفقيرة تهمة الصياعة في الشوارع واستغلال الأطفال في الأعمال الحرفية وفي الأعمال الزراعية بما لا يتلاءم ولا بأي شكل من الأشكال من نشر ثقافة حقوق الإنسان ومواجهة التشرد الأطفالي في الشوارع وفي ورش العمل وفي الحقول الزراعية أما بالنسبة للأسرة الغنية فإنها على الأغلب لا ترى حاجة لزيادة أعداد أفرادها, ولا بد أن نعرف حقيقة أخرى وهي أن الفرد في الدول المتقدمة يستهلك ثلاثة أضعاف ما يستهلكه الفرد في الدول الفقيرة والمحدودة الموارد وهذا معناه أن الفقراء يزدادون على حساب الفقر والتخلف والحظ السيئ حيث باعتقادهم أن في ازدياد أعداد الأفراد قدرة على الاكتفاء الذاتي وزيادة فرصة الوصول إلى الطبقة البرجوازية, والأغنياء يستهلكون الثروة أكثر من الفقراء على حساب دخولاتهم المرتفعة ارتفاعا مُروعاً, وبهذا يصبح الأغنياء هم المتهمون رسميا في استهلاك الموارد الطبيعية, وأنا شخصيا قبل أقل من شهر دُعيت إلى زيارة صديقٍ لي وتفاجأت بأن لديه فقط بنتاً وولدا واحدا والمفاجأة الأكبر هي أنه هو وعائلته يستهلكون من الطاقة أضعاف ما أستهلكه أنا وعائلتي وعرفت ذلك من خلال فاتورة الكهرباء الشهرية إذ كانت ستون دينارا أردنيا بينما أنا أدفع كل شهر 25 دينارا شهريا وهذا معناه أن الأغنياء يستهلكون الموارد الطبيعية والطاقة أكثر مني وهذا معناه أنهم يساهمون بارتفاع نسبة الاحتباس الحراري أكثر مني , ووجدت على باب بيته سيارتين بينما أنا لا توجد عندي ولا أي سيارة ولا من أي نوع, بينما هو لديه سيارتين من الحجم الكبير الذي لا يرحم في استهلاك البنزين وفي داخل البيت 3ثلاثة أجهزة حاسوب, بينما أنا يوجد في بيتي جهازاً واحداً لي وللأسرة بكاملها المتكونة من 6 ستة أفراد بما فيهم أنا وزوجتي حتى الجيران يستخدمون حاسوبي في أغلب الأحيان نظراً لعدم توفر الحاسوب أو لعدم توفر الإمكانيات لشرائه,وفي نهاية الأسبوع حينما تزورني شقيقاتي يقع الحاسوب تحت سيطرة أكثر من عشرة أفراد, وأنا شخصيا لولا أنه قد جاءني كهدية من الروائي الأردني الكبير(هاشم غرايبه) لما كان باستطاعتي شراءه على الإطلاق, وقمتُ على الفور بتوجيه سؤال خبيث للمستضيف :كم كيلو خبز تشتري كل يوم؟ فأجاب 2 كيلو خبز, فقلت له أنا أشتري 4كيلو خبز يوميا وهنا تقع الفاجعة ذلك أنني أستخدم الخبز أكثر مما أستخدم اللحوم والخضروات فمن المعروف أن الفقير يستهلك مثلا على الغداء كيلو بندورة واثنين كيلو خبز أو حتى ثلاثة كيلو, ومن المعروف أن الأغنياء أكثر استهلاكا للحوم وأقل استخداما للخبز نظرا لقدرتهم الفائقة على شراء الخضروات واللحوم, ويظهر هذا من معدلات الاستيراد للقمح من الدول المتقدمة التي يستعملُ فيها الفرد اللحم أكثر من الخبز بما يفيض القمح عن حاجتها فتبيعه للدول الفقيرة أو تستغله كسلاحٍ لتمرير سياستها دون أن يعترض الفقراء عليها وهنا نصبح أمام مقولة (أعطني خبزاً أعطك فنا) أو (أعطني خبزا لكي أغلق فمي) وما زلنا حتى اليوم نشهد تدفقا للقمح من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الدول الفقيرة التي تمدها مرة بالقمح ومرة بالسلاح وهنا يصبح القمح سلاحاً بيد الأقوى, وقد سألت المستضيف مرةً أخرى بسؤال آخر أكثر خبثاً عن حجم استخدامه للحوم وللدواجن فأجاب بأنه يستهلك شهريا 10كيلو من اللحوم الطازجة بينما أنا أستخدم طوال السنة 10 كيلو من اللحم الطازج على أبلغ تقدير.












#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفء والحنان
- مشكلة بسيطة
- بطلان النظام التكنوقراطي
- قصة يابانية
- في داخلي إنسان
- أوراق فاسدة
- أنا إنسان فضولي
- كنتُ أظنْ
- حقيقية وغير حقيقية
- نظام الخوف يحكمنا
- رد وفاء سلطان على رسالتي لها
- شخصية كاسيوس
- الحجم الطبيعي
- من هي البطلة؟
- الحشيشه الأصليه
- امرأة من سفر الأمثال
- مشكلتي مع الكتابة
- رواية العقل الباطن1
- السلطة فالمال فالمرأة
- ابن الرومي الحظ السيئ


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جهاد علاونه - الفقراء لا يستهلكون الطاقة