أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال القواسمي - ثلاثية خداش- ثلاث قصص قصيرة جداً














المزيد.....

ثلاثية خداش- ثلاث قصص قصيرة جداً


جمال القواسمي

الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 12:40
المحور: الادب والفن
    


-1- تسعينية
اللحظة قبل الأخيرة التي سبقت سقوط جارة زياد خداش التسعينية من الطابق السابع على يديه ووجهه، كان يدعو الله أن يعطيها دوام العافية وموفور الصحة، ولكنها اعتقدت ان زياد خداش هو حبيبها الذي توفي قبل 35 سنة وانه عاد ليحضنها مرة أخرى. القاص الفلسطيني زياد كان ضحيتها السادس الذي يلقى المصير المآساوي نفسه؛ فإلى جانب زوجها، لقي مالك الريماوي، صالح مشارقة، مهيب البرغوثي وجمال القواسمي، الموت فعصاً. والجدير بالذكر ان كثيرا من الكتاب باتوا يستأجرون بيوتاً بعيدة عن أية عمارة قريبة تعيش فيها عجائز تسعينية..
 
-2- مأساة
قيل انها تسعينية تعاني من هشاشة عظام مثل الفراشات وانها ضئيلة مثل فرخ شنار، وقيل انها لم تكن تسعينية وانما ثمة سحر وقع عليها ذات يوم فجعلها تبدو عجوزا طاعنة في الحب. وقيل انها كانت تُشاهَد على شرفتها كثيراً وهي تنتظر شيئاً ما: فارس اسمر على حصان ابيض، حبيب تفرد له شعرها لكي يتسلقه، زوجها الذي مات فعصاً وكتابها الأربعة البذيئين. وقيل انها كانت كلما سقطت طابقا هوائياً، كانت تصغر بعشر سنوات؛ وحينما وصلت الى الطابق الأرضي، حيث كان ضحيتها السادس زياد خداش، وهو يدعو لها بالصحة، انفكت أثر تعويذة شريرة فعادت ابنة عشرين سنة، ولكن كانت للأسف في عمر العشرين تعاني من بدانة، الأمر الذي جعل المسكينة الحالمة بتحررها من السحر في يوم ما، وكذلك خداش يقعان تحت مستوى الأرض بحوالي سبعة امتار الأمر الذي جعلها تبلغ من العمر بضعة شهور، فحصبت وماتت.....
 
-3- معجزة
كان كل شيء ينتظر حدوث المعجزة؛ كيف يموت إنسان عاشق بجرم عشقه؟! يدعو بالصحة لعجوز ويدفع عمره بالمقابل. لقد أحبوا محب الطبيعة المبتهل، وصلّوا لتنهال على رأسه المعجزات: هزت الكون أمنيات الأصدقاء الفسابكة بأن يحيا كاتبهم الأثير، ولا يلقى نهاية مأساوية مثلما حدث لأصدقائه؛ رام الله تصلي كلها: لا وجود مادي لزياد خداش حتى الآن، والجميع ينتظر خداش والمعجزة؛ ابو مازن شوهد وهو في منتصف المقاطعة وهو يرفع يديه للسماء ويصلي؛ قبل ان يفعل ذلك ثمة عمارة قريبة هدمت لأن ثمة عجوز تسعينية كانت تسكن فيها. لم يعلم احد ان المعجزة نزلت: صحيح ان العجوز سقطت أرضاً وبطل السحر عليها، لكن سحرها انقلب على زياد وهكذا عاش زياد وخيروه بين ان يكون واحداً من ثلاثة أشخاص: كاتباً فرفض، موظفاً في وزارة الثقافة ورفض وبين ان يكون محمود عباس. ولوحظ في المقاطعة ان بوادر الرومانسية بدأت تظهر على شخصية ابو مازن. وانه يمارس عادات فسبوكية غريبة؛ وقال الرجال البرامكة في الرئاسة ان اصدقاء الرئيس الفسابكة سوف يراقبهم منذ الآن الأتابكة.. وان الرئيس ابو مازن صار يحلم بعودة اللاجئين كلهم، ودعم برامج الثقافة الوطنية خاصة مسرح الطفل ونشر الكتب، وضرورة محاكمة الفاسدين واجتثاثهم من القطاع الحكومي وانه وافق على انشاء حكومة لا يرأسها سلام فياض.. لكن لا احد يعلم شيئاً عن ما حدث لأبي مازن الحقيقي.


* جمال القواسمي قاص فلسطيني يعيش في القدس، من مواليد 1966، عمل سابقاً في الترجمة والتعليم؛ له ثلاث مجموعات قصصية: جاي معك 1990، شامة في السماء 1997، هزائم صغيرة، 1998.



#جمال_القواسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة قذرة - قصة قصيرة
- عالم الدهشة - قصة قصيرة
- أحلام سعيدة- قصة قصيرة
- سبع قصص قصيرة جداً


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال القواسمي - ثلاثية خداش- ثلاث قصص قصيرة جداً