أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - الرعب ، الصمت ، العار . قضيتان من باريس وبغداد















المزيد.....

الرعب ، الصمت ، العار . قضيتان من باريس وبغداد


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1044 - 2004 / 12 / 11 - 08:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التاريخ الإنساني ملئ بالحروب والكوارث والإبادة الجماعية والفردية ، وصراعات ومؤامرات القصور والممالك والإمبراطوريات والجمهوريات القديمة والجديدة ، وقد رسمت في الغرف السرية أبشع السيناريوهات والخطط الإستراتيجية للقتل العام ، وربما كان أسوأ الأزمان هو القرن العشرين الذي شهد مذابح بشرية جماعية في الحربين العالميتين الأولى والثانية ، وما بينهما وبعديهما من حروب ونزاعات للسيطرة على العالم وثرواته ومواقعه وممراته ، وثورات وحروب محلية وإبادة جماعية ، وطرد وتشريد لشعوب وجماعات بشرية أصلية و مسالمة ، وانقلابات كثيرة ومعقدة لا تزال أحداثها ونتائجها دائرة وبشراسة في بعض مناطق العالم وفي منطقتنا العربية تحديدا .

إن من يقتل نفسا واحدة بدون حق وسبب ( وأنا هنا أتحدث عن جرائم القتل الفردية والجماعي ) كأنما قتل الناس جميعا ، وهذا مبدأ جامع ومانع وقاطع لا يدع مجالا للتهرب من تحديد بشاعة وخطورة الجريمة ، وتهديدها للإنسان تهديدا جماعيا شاملا ومباشرا . فكيف مع القتل الجماعي المنظم الدائر في وطننا ، وهذا الخطر والتهديد الجماعي والفردي غير مرشح للتوقت والانتهاء من حياتنا في المستقبل المنظور والبعيد بسبب استمرار الأزمة وتفاعلاتها ، وظهور أسباب وأشكال جديدة ومعقدة للصراعات والحروب والاستلاب والاستغلال .

في الماضي البعيد كانت الحروب والمذابح تجري بعيدا عن الإعلام والتسجيل والتصوير والوثائق ، وهي أحداث منسية أو منقولة حسب رؤية طرف واحد ، ومن زاويته الخاصة ومصالحة ، وهو في الغالب يكون الطرف المنتصر في تلك الأحداث ، حيث يحق له أن يقول ما يشاء ، و يكتب التاريخ كما يشاء ويريد ، ولذلك لاتكون الكتابة حقيقية وموضوعية أو محايدة ، إنما ملفقة ومزورة ومفبركة في الغالب الأعم ، عدا بعض الحالات الموضوعية النادرة التي حفظها لنا التاريخ ، كما يسجل التاريخ محاولات لا تحصى لإعادة كتابة التاريخ وتغيره وتزويره ، ليس آخرها محاولة الفاشية البائسة لإعادة كتابة التاريخ وتشويهه في بلادنا ، حسب رغبات ومقاسات الدكتاتور المريضة والمتخلفة .

بعد تطور الصحافة والإعلام ، ومع اكتشاف الصورة الثابتة والمتحركة ، ووجود جيوش من المراسلين إلى جانب الجيوش المتقاتلة ، والآن مع حقبة الانترنيت ، وعدم أمكانية أي طرف للإنفراد في امتلاك هذه الأدوات أو حجبها عن الطرف الآخر ، أصبح هناك نوع من تعدد المصادر والتوازن في نشر وبث وتوزيع الأخبار والمعلومات بسرعة كبيرة وبدون حواجز جدية تقريبا ، رغم محاولات الطرف القوي من فرض رؤيته وسيطرته حتى الآن بالطريقة القديمة والبدائية أحيانا ، كما جرى في الحرب الفيتنامية والحرب في أفغانستان والحروب الأخيرة في بلادنا ، حيث كانت الإدارة الأمريكية تعمل على تصدير وعرض صورة عن حرب معقمة ونظيفة ، تتحدث عن النتائج النهائية ولا تتناول التفاصيل المريعة !!

كما قلت في البداية ، فأن التاريخ الإنساني ملئ بالحروب والكوارث والرعب ، ولكن أخطر الأمور والقضايا الملحة الآن والعالقة في حياتنا هو استمرار وازدياد هذه المخاطر والأحداث بالنسبة لشعبنا ومنطقتنا ، وفرض الصمت إزاءها ، ومحاولة طمسها وتشويهها وحجبها عن الناس والكاميرات ومنع وصولها كاملة إلى الرأي العام المحلي والدولي ، عبر مقص الرقيب العالمي ، وخاصة في ما يتعلق ببلداننا المتخلفة والمنسية والمعزولة . كما تجري محاولات قانونية لحماية الجرائم الكبيرة والمنظمة وإرهاب الدولة ، و الإرهاب الدولي ، فقد أصدرت الإدارة الأمريكية قانونا عالميا يمنع كشف و انتقاد الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ، تحت حجة معاداة السامية . وربما يأتي يوم تصدر فيه الإدارة الأمريكية قانونا يمنع انتقاد أمريكا تحت حجة التحريض على الإرهاب ، من يدري !! كما أصدرت قوانين جائرة في العراق المحتل تمنع أية جهة قضائية من ملاحقة جنودها على جرائم جنائية ، دع عنك جرائم الحرب الفادحة !! لكن الحياة ستسير وفق قوانينها الخاصة التي تحددها مصالح الشعوب وقضاياها العادلة ، وإن قضايا التحرر الوطني ومقاومة الاحتلال ، أي احتلال ، وقضايا تحرير الإنسان والعدالة الاجتماعية ، يقررها البشر وتاريخهم الإنساني ، وليس أوامر الإدارة الأمريكية ، أو شركاتها الاحتكارية عبر العالم . وستبقى إسرائيل الصهيونية عنصرية وفاشية ، ومعزل خاص لجماعة مدانة وخارجة على القانون الإنساني ، وخارجة على التاريخ ، لأنها ضد منطق التاريخ ، وسيبقى الإرهاب الأمريكي هو الخطر الأول على البشرية ، حتى لو جرت إدارته تحت مسمى النظام العالمي الجديد ، أو مسمى مكافحة الإرهاب بمصادقة مجلس الأمن الدولي !!

وقد نجحت الفاشية السابقة من فرض جدار حديدي على كل الأحداث الدامية والمروعة التي مر بها بلدنا طيلة الحقبة الفاشية السوداء ، فلم نسمع شئ عن خسائرنا في الحرب العراقية الإيرانية الطويلة والمشئومة ، ولا ندري ماهي الأرقام الحقيقية لمذبحة صحراء المطلاع بعد هزيمة النظام الفاشي في الكويت ، المذبحة المتعمدة للجيش العراقي المهزوم والمنسحب في الصحراء المكشوفة مع انعدام الغطاء الجوي طبعا ، بعد إن هربت الطائرات إلى إيران في خطوة حمقاء أخرى للنظام ، أو أية حماية أرضية ولو ضئيلة !!

ولا ندري ما هي الخسائر الحقيقية للانتفاضة الوطنية المغدورة ، ولم نعلم شئ للآن عن أعداد المقابر الجماعية ، وأعداد ضحاياها ، ولم نطلع على أرقام المذابح العنصرية في كردستان وحرب الإبادة الجماعية التي نفذتها الفاشية هناك ، وأين قبور الضحايا ؟؟ ولم نعرف بعد الحجم الحقيقي للقتل والتدمير الشامل للإنسان والبيئة في مناطق الأهوار !! ولم نعرف عدد ضحايا الحصار الأمريكي الظالم على شعبنا ، كما إننا لم نطلع بعد على حجم خسائرنا الوطنية التي سببتها الحرب الأخيرة و الاحتلال ، والعمليات الإرهابية الواسعة والمستمرة ، ومن يقوم بها ، كما إن الشعب الأمريكي لا يعرف حجم خسائره الحقيقية في هذه الحرب في مفارقة ملفتة وعجيبة في زمن كل شئ فيه شفاف ، كما يقال كثيرا هذه الأيام !! ؟؟ وكذلك أيضا لم ولن ننسى أحداث القتل الجماعية و الفردية القديمة والجديدة ، في بشتآشان وبارزان ، لأن الدم لا يمحى أو ينسى أو يسقط بالتقادم !!

يلاحظ القارئ الكريم أنني أقوم متعمدا بتكرار هذه القضايا والإلحاح عليها ، منذ الأيام الأولى لسقوط وزوال الفاشية ، لأنني أعتبرها مشكلة إنسانية ووطنية كبيرة وهامة جدا ، كما أعتبرها أحد المفاتيح الأساسية للوصول إلى مستقبل آخر وتأسيس حالة مجتمعية سليمة ، تترك خلفها كل هذا المشهد المشوه والمرعب والطويل ، لكنني أدرك تماما أنها ليست مهمة سهلة أو بسيطة ، كما إنها ليست مهمة فردية ، إنما واجب عام ينبغي أن تقوم به مؤسسات متخصصة ومتطورة ، تحوز على إمكانيات وتسهيلات كبيرة من الدولة والمجتمع ، وسط مناخ من الحرية والاستقرار ، لضمان قول كل شئ ، والوصول إلى كل شئ من الوثائق والشهادات ، ولنستطيع إنجاز هذا الواجب الوطني الحساس ، عبر كشف كل الحقائق للناس !! أنني أتطلع إلى ثقافة ووعي جديدين يحفظان كل ما يتعلق بحياتنا ومشاكلنا ، دون أن ننسى ، ودون أن تطرد الأحداث الجديدة الأحداث القديمة ، في عملية احتيال مقصودة على الذاكرة الجمعية والفردية للناس والضحايا ، دونما سبب علمي أو عملي أو موضوعي هام !!

اليوم أريد مناقشة قضيتين لفهما الصمت والتشويش المتعمد ، كنماذج واضحة للصمت على الرعب الذي يعد عارا ، مهما كان مصدر هذا الصمت أو أسبابه . القضية الأولى هي قضية التظاهرة السلمية التي دعت إليها جبهة التحرير الجزائرية في باريس في17 تشرين الأول من عام 61 ، والنهاية المأساوية والمحزنة لها ، والقضية الثانية وهي الأخطر والأشمل ، هي الخسائر المدنية في الحرب الأمريكية العدوانية الأخيرة في العراق . وهما مثالان صارخان للطمس المتعمد وعدم كشف الحقيقة ونشرها رغم كل التطور العلمي والقانوني الذي يفرض ويضمن توثيق ونشر المعلومات .

ففي القضية الأولى حاول الموقف الرسمي الفرنسي نشر وفرض روايته للأحداث ، وطمس وإخفاء كل ملامح الجريمة البشعة والواسعة التي تعرضت لها التظاهرة السلمية على أيدي لويس بابون رئيس الشرطة ورجاله لكنها بدأت تتكشف وتظهر إلى العلن شيئا فشيئا ، خاصة إذا ظل بعض الشهود أحياء ، ولهم القدرة والإرادة على كسر الصمت ، وتجاوز الخوف والتردد ، حيث إن الآخر وهو هنا المجرم أو المعتدي يحاول بقوة وبالقمع والترهيب وإلغاء الأدلة وطمس المعلومات ، و أن يفرض رؤيته ويدفع صوته إلى السطح بضجيج عارم ، أو بصمت مقصود ، لكي يشوش على ذاكرة الضحية وصولا إلى مسحها وإلغاءها ، لفرض تصوره ومخططة على الجميع وعلى التاريخ ، كما يحدث مع المشروع الصهيوني وأدواته الإجرامية الجهنمية على سبيل المثال !!

لقد خرجت في 17 تشرين الأول من عام 61 مظاهرة سلمية بباريس بدعوة من جبهة التحرير الجزائرية ، وما إن علمت الشرطة الفرنسية بموعدها وأماكن تجمعها وانطلاقها ، حتى اتخذت قرارها المسبق بتصفية المظاهرة وإغراقها بالدم ، وقد هيأت مكان المذبحة ، وما إن بدأ الناس بالتجمع حتى داهمتهم الشرطة بقسوة كبيرة ، وفتحت النيران علي المتظاهرين العزل ، ثم بدأت بعملية اعتقال جماعي ، وكانت الشرطة تربط كل شخصيين إلى بعضيهما وفي منطقة نهر السين في باريس مثلا ، كانت تقتل أحدهم بطلقة نارية في الرأس ، وترميهما في النهر فتسحب جثة القتيل جسد الشخص الآخر إلى قاع النهر ، في عملية قتل وحشية بشعة . ثم استمرت عمليات الاعتقال و القتل الجماعي في ملعب جرى تجميع المعتقلين فيه وفي مراكز الشرطة الأخرى. وكانت محصلة المجزرة في الليلة الأولى بين القتل المباشر في الشارع والإغراق في نهر السين والقتل في معتقلات الشرطة خمسين متظاهرا جزائريا بينما خرجت الصحف الباريسية في اليوم التالي لتتحدث عن مقتل متظاهرين أثنين فقط ، أرادوا الاعتداء على رجال الشرطة فردوا عليهم في حالة مشروعة للدفاع عن النفس .. كذا !! ثم زار لويس بابون مراكز الشرطة ونظر إلى المعتقلين ثم إلى رجال الشرطة وقال لهم لآأزال أراهم أحياء ، حسب شهادة أدلى بها شرطي فيما بعد!!

ثم استمرت عمليات التصفية الانتقامية ، وكانت المحصلة ما بين مائتين إلى ثلاثمائة قتيل ومفقود ، بينما تمسكت الشرطة الباريسية برقمها الأول ، لقد أستطاع عدد من المصورين والصحافيين التقاط عدد من الصور بسرية تامة رغم منع التصوير بصورة مطلقة ، وتسريبها إلى الصحافة التي بدأت بنشرها ، ثم انطلقت المظاهرات الاحتجاجية التي شارك بها الفيلسوف الفرنسي الشهير جان بول سارتر ، ثم ساهم اليسار الفرنسي في تلك الفعاليات ، وخاصة بعد قمع مظاهرة شيشون اليسارية بوحشية كبيرة ، بعد إن كان مترددا وخائفا من تهمة الخيانة و التعاون مع العدو في حالة الحرب ، وهو تبرير لموقف خاطيء و تافه تورط فيه اليسار الفرنسي أبان الثورة الجزائرية منذ بدايتها !!


)أخيرا تكلم عدد من الناجين من المذبحة ، وتكلم أهل الضحايا ، وتكلم عدد من المفكرين المثقفين والصحفيين والسياسيين ، كما تكلم عدد من رجال الشرطة أيضا ، متى ينطق واحد من جلادينا ) وصدرت الوثائق الخاصة بالجريمة ، وأنتجت أفلاما فرنسية عنها ، وفي عام 91 اعتبرت الجزائر هذا اليوم عيدا وطنيا رسميا ، بعد انتظار لم يدم إلى النهاية !!

الملف الثاني الذي أريد مناقشته اليوم ، هو ملف الخسائر المدنية التي حصلت بسبب الحرب الأمريكية العدوانية الأخيرة ، تلك الأعداد المجهولة لدى الأوساط الشعبية العراقية والرأي العام العالمي ، الذي يتابع و يهتم بهذه القضايا ، حيث ذكرت صحيفة طبية بريطانية إن عدد الضحايا وصل إلى مئة ألف ، وقد شكل 64 شخص من البريطانيين لجنة لمتابعة هذا الملف الخطير والتحقيق في معلوماته المذهلة !!

ألا يجدر بنا نحن العراقيين ، أصحاب القضية والحق المباشر ، فتح هذا الملف الكبير الآن ، وتشكيل لجان وطنية للدفاع عن ضحاياه ، والمطالبة بتعويضهم ، قبل أن يشملهم النسيان ، أو تأتي أحداث جديدة تنسينا حجم هذه المأساة وتطردها من الذاكرة والاهتمام ، فالمدن التي تنتظر على قائمة الدك والتدمير والشطب من الخارطة كثيرة ، ليست أولها النجف ، ولم تكن آخرها الفلوجة ، وربما يكون نكروبونتي الخبير و الحاكم _ السفير قد أصدر أوامره !!

أو ربما يكون هناك رأي آخر لدى البعض ، وهو إن هذه الأعداد ليست ذات قيمة ، فهي ليست أعداد فلكية كبيرة في بلداننا المتخلفة ، حيث لا قيمة للإنسان ، وأن هذه الأعداد إن لم يقتلها الاحتلال فكان قد قتلها الدكتاتور، في عملية مقارنة فجة للدفاع عن أحد أشكال وطرق القتل وتبريره !! أو سوف تخلط هذه الأرقام وتختلط مع ضحايا الإرهاب الجديد في محاولة للتخفيف والتقليل من حجم الجريمة الأمريكية . ولكن لا تنسوا إن الاحتلال لم يكمل عامه الثاني بعد ، والأوضاع مرشحة للتدهور السريع والكبير حسب آخر رأي وتقدير لعدد من خبراء و ضباط المخابرات الأمريكية ، وحسب سير الأحداث الراهنة؟؟

إنني أتحدث عن الضحايا من المدنيين فقط أثناء الحرب الأخيرة حتى سقوط بغداد ، وليس عن الحرب وتوابعها من العمليات العسكرية الواسعة والمستمرة التي جرت بعد ذلك ، ويمكن لنا أن نتابع الأوضاع الحالية ، ونحصي أعداد الضحايا التي خلفها جيش الاحتلال من خلال سحقه للمدن ، والقتل الجماعي أثناء الرد العشوائي الواسع والمنفلت على المدنيين العزل ، وعملياته الخاصة ، كما علينا رصد ومتابعة وتحليل ظاهرة الإرهاب العشوائي المشبوه والغامض الذي يضرب وطننا ويهدد أمنه ، وكشف عناصره وأساليبه ومرجعياته الفكرية والسياسية ، ومصادر تمويله وتسليحه ودعمه ، وأن نميزه ونبعده عن العمل والنشاط السياسي الوطني و المقاومة الوطنية بجميع أشكالها في الداخل والخارج ، المقاومة الرافضة لوجود الاحتلال واستمراره ، عبر تحديد ونشر برامجها الوطنية وشعاراتها وأساليبها العملية وأساليب عملها بين الجماهير. أنها الخطوة الرئيسية لسحب هذه الورقة الحساسة من يد المحتل ودعايته السوداء ، ومحاولته خلط الأوراق !!

إن المشكلة الرئيسية بالنسبة لنا الآن هي أولا مع الاحتلال ونتائجه ، بعد أن سقطت الفاشية وولت ، والاحتلال هو المسئول عن النتيجة المروعة التي وصل إليها الوطن ، وهو الذي وفر ظروف وأجواء الانفلات الأمني الراهن والتدهور الخطير الحاصل اليوم ، عبر سياسته وإجراءاته المعروفة ، وهو المسئول قانونيا عن حفظ الأمن وتوفيره وعندما عجز الاحتلال كما هو عاجز الآن عن ضمان الأمن وتحقيقه ، كان علية اللجوء إلى أساليب وطرق أخرى كحل الأمم المتحدة مثلا ، أو تحديد سقف زمني للانسحاب التام والنهائي ، وتسليم السلطة لحكومة وطنية مستقلة ، وتقديم المساعدات العاجلة لها من المجتمع الدولي ، لكي تتصدى لمشكلة الأمن ولجميع المشاكل الأخرى ، وكان الوقت كافيا لإنجاز كل ذلك ، لكن الاحتلال أختار الإيغال في العمليات العسكرية و الاستمرار في هذه الدوامة المرعبة وتغذيتها، لفرض سيطرته على البلاد والعباد !!

يبقى الاحتلال هو المسئول الأول عن كل ما يجري ، وربما هو يخطط ويريد ذلك وفق النصائح والمصالح الإسرائيلية . هل يحق لي كمواطن عراقي أن أدقق في تاريخ ودور الخبير الحاكم نكروبونتي السابق والحالي ؟؟ وهل هو برتبة سفير لتنظيم العلاقات العامة بين بلدين ، أم هو الحاكم الفعلي للبلاد المحتلة ؟؟ وهل أستقدم معه فرق الموت الرهيبة لتقود العمليات الإرهابية ، وتمهد للحرب الأهلية في حال فشل المشروع الأمريكي وبمشاركة الموساد مثلا ؟؟ علينا رصد وقراءة المشروع الأمريكي بشكل جيد لنصل إلى موقف وطني سليم من الأحداث الراهنة ، وأن لا يمر وقت طويل ، تستمر فيه دوامة الدم والمجزرة الجماعية المروعة ، ويسقط المزيد من الضحايا بسبب الاحتلال والإرهاب ، وبسبب تبادل الأدوار بينهما ، وبسبب العلاقة العضوية والداخلية بينهما ، لإدامة حمامات الدم ، وسط فرجه داخلية وخارجية متشفية ، ومنتظرة للعطاءات والمحصصات!!

إن الصمت على الرعب يولد العار !!



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الجديد والقضايا الفكرية والسياسية والإعلامية ، بمناسب ...
- بشتآشان الجرح المفتوح والملف المغلق !!
- عن المبادرة الوطنية والإنتخابات وقضايا أخرى
- رسالة الى الفدائية البطلة لويزه أحريز
- عرس واويه في شرم الشيخ ، وأشياء أخرى
- عن أغراض مؤتمر شرم الشيخ ، وأهمية المبادرات الوطنية الموازية ...
- كيف تعرفت على شعر سعدي يوسف ؟؟
- مبادرة وطنية ديقراطية عراقية
- هموم شخصية وقضايا عامة ، عن الفلوجة والإرهاب وغياب أبو عمار
- كلمة : زمن الهبوط ، زمن الغناء الهابط !!
- كلمة : أمريكا وقرية مارقة جديدة !!
- كلمة عن المفاجأت والصفعات لبوش و طاقمة الإنتخابي
- تداعيات الوضع الأمني والسياسي والمدن المارقة
- أوراق خاصة / الى الصديق م . ذ
- عن الشيوعي الجميل طارق وتوت / أبو زياد
- الحوار المتمدن والقضايا الفكرية الماركسية
- موت الشاعر ، أو موت بلا شاهدة ، أسئلة إلى وعن آدم حاتم ؟؟
- في الذكرى الخامسة والاربعين لإستشهاد فرج الله الحلو / لماذا ...
- صورتان قلميتان لبوش وصدام
- مؤشرات من الوضع السياسي العراقي


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة عندما شاهدت دمى تطفو في مسب ...
- شاهد: خامنئي يدلي بصوته في الجولة الثانية من انتخابات مجلس ا ...
- علاج جيني ينجح في إعادة السمع لطفلة مصابة بـ-صمم وراثي عميق- ...
- رحيل الكاتب العراقي باسم عبد الحميد حمودي
- حجب الأسلحة الذي فرضه بايدن على إسرائيل -قرار لا يمكن تفسيره ...
- أكسيوس: تقرير بلينكن إلى الكونغرس لن يتهم إسرائيل بانتهاك شر ...
- احتجاجات جامعات ألمانيا ضد حرب غزة.. نقد الاعتصامات وتحذير م ...
- ما حقيقة انتشار عصابات لتجارة الأعضاء تضم أطباء في مصر؟
- فوائد ومضار التعرض للشمس
- -نتائج ساحرة-.. -كوكب مدفون- في أعماق الأرض يكشف أسرار القمر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - الرعب ، الصمت ، العار . قضيتان من باريس وبغداد