أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد الحداد - أوقفوا الزيادة قبل فوات الأوان















المزيد.....

أوقفوا الزيادة قبل فوات الأوان


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 20:45
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


في تقرير للأمم المتحدة لتعداد السكان حول العالم، يشير أن العدد سيصل الى 7 مليار انسان بنهاية شهر تشرين الاول ( أكتوبر ) الحالي، أي قبل نهاية عام 2011 .
ظاهرة التزايد السكاني الهائل هذه، ستضع موارد الأرض بنقصان متسارع، تؤدي في النهاية لاختفائها، او اضمحلالها لحدود خطيرة.
فهناك بلاد تضاعف عدد السكان فيها بزمن لا يتجاوز الأربعين عاما، فالهند كانت بحدود 500 مليون ببداية الثمانينات، لتصبح الآن مليار و 200 مليون نسمة، ومصر كانت لا تتجاوز الثلاثين مليونا في الثمانينات من القرن الماضي، لتتجاوز الثمانين مليون بيومنا هذا، أي قريب الثلاث أضعاف، والعراق لم يكن يتجاوز 14 مليون عند بداية حرب الثمان سنوات مع ايران، وبرغم الحروب العبثية البعثية التي خاضها صدام والتي مات وشرد الكثيرون فيها، وبرغم الحصار، وموت الاطفال نتيجة نقص الغذاء والدواء، وبرغم حربي الكويت و تغيير النظام، وما لحقها من اقتتال طائفي، وتفجيرات يومية، إلا أن كل هذا لم يحد من الزيادة المطردة، ليتجاوز عدد نفوسه الآن الثلاثين مليون نسمة.
ما عدا بلدان قليلة حول العالم عانت تناقص بعدد السكان، وأغلبها في أوربا، حيث تناقص عدد سكان روسيا من 210 مليون ليصبح بحدود 180 مليون نسمة.
إن الزيادات السكانية هذه تعمل ضغط كبير على معدلات التنمية في البلدان التي تعاني تلك الزيادات، وتجعل اقتصاداتها في حاجة دائمة للتنويع، وبناها التحتية بحاجة للبناء والتحديث والتوسيع، كما أنها تشكل بنفس الوقت المستهلك الرئيس للموارد، والنتيجة أنها لن تترك لتلك البلاد متسعا من الوقت، أو المجال حتى تتحول من دول نامية، الى دول صناعية وزراعية منتجة ومصدرة.
بينما نجد أن الصين مثلا استطاعت ان تسيطر على النمو السكاني، فمن عدد كان بحدود مليار و 200 مليون قبل أربعون عاما، اصبحت الآن مليار وثلاثمئة مليون، اي بزيادة مئة مليون بغضون الاربعين عام الفائتة، وهي زيادة بسيطة نسبة لعدد سكانها، بينما الهند تضاعف عدد السكان فيها بهذه الفترة، كذا مصر والعراق.
من هذه الأرقام نجد أن الانسان هو أكثر حيوان، أو نبات، أو كائن حي، استطاع عمل الزيادة العددية بمثل هذه الفترة الزمنية القصيرة، وهي فائدة غير ذات قيمة حقيقية تذكر، نتيجة كونها لم تنتج أيدي عاملة مفكرة ومنتجة ومتعلمة، قدر انتاجها لمستهلكين، اتكاليين، في بلدان تعاني من الفقر المدقع، وضعف في التعليم، وسوء في الادارة، وتوزيع الموارد، وتوزيع الثروة، إضافة لمعدلات الفساد السياسي والاداري والمالي العالية جدا.
ومع امكانيات الارض الحالية، ومع آليات الأرض بتجديد نفسها ذاتيا، فإن الزيادة السكانية هذه ستسارع من آليات الأرض الذاتية بالتجديد، وبالتالي ستأتي حقب جديدة على الأرض جيولوجيا، سيراها الانسان مضرة به وبحياته، ولكنها مفيدة للأرض ككوكب كي يتجدد.
فالتسخين الحاصل الآن للأرض، سيؤدي بالضرورة لذوبان الثلج في القطبين، والذي يؤدي بدوره لإطلاق كميات كبيرة من المياه، متجمدة بحالتها الحالية، لتنطلق في البحار والمحيطات، وبالتالي ستؤدي لرفع منسوب مياه البحر، والتي تؤدي لغمر شواطئ كثيرة حول العالم، وقلة مساحة اليابسة، والأرض المزروعة، وبالتالي قلة الغلة الزراعية، مما يؤدي الى الاستغلال المفرط المرهق للأرض الزراعية، لإنتاج نفس الكمية من الغلة من مساحة اقل، والتي تؤدي لترسب الكيماويات في الأرض، مما يؤدي لقحولتها، والتي تعني بالضرورة ملوحة أكبر لمناطق تعتبر زراعية الآن، أو مناطق غابات مطرية طبيعية، سيستولي عليها الانسان، ليحولها لأرض زراعية، فيقل تحرير الاوكسجين في الجو، وزيادة نسبة ثاني أوكسيد الكاربون، والغازات الدفيئة، التي تؤدي لزيادة السخونة، وستزاد كمية الجليد المذاب، والتي تغمر أراض أكثر بمياه البحر، ومنها الغابات الاستوائية المطرية، مما يؤدي لتغير طبيعتها البيئية ووظيفتها.
كذا زيادة حرارة البحار ستجلب أعاصير أقوى من السابق، وستؤدي الى تغير التيارات البحرية، فمثلا هناك تيار بحري مهم جدا يسير في المحيط الأطلسي يسمى بتيار الخليج، هذا التيار البحري يسير من خليج المكسيك، شمالا متجها نحو شواطئ بريطانيا الغربية محملا بالمياه الدافئة، المسببة للمناخ البريطاني الممطر، ويغادر سواحل بريطانيا ليضرب الساحل النرويجي الغربي، مسببا الأمطار طوال فترة العام فيه، خاصة في الشتاء، مثال ذلك مدينة بيرغن، وملطفا برد الساحل النرويجي، ليرتفع نحو سواحل جزيرة كرين لاند، فتبرد هذه المياه هناك، ونتيجة ذلك تزداد كثافتها، فتهبط لقاع المحيط عند كرين لاند، وليستمر كتيار بارد بالأسفل، مع قاع المحيط الأطلسي، باتجاه خليج المكسيك، ولكن هذه المرة مع السواحل الامريكية الشرقية وكندا، ليرتفع مرة ثانية للسطح في خليج المكسيك.
هذه الرحلة تستغرق الفا عام تقريبا، ولكن بالزيادة المطردة لدرجات حرارة البحار والمحيطات، ما سيؤدي اما لتسارع هذا التيار، أو ربما حتى لتوقفه لو تكونت تيارات أخرى، او تغيرت فروق درجات الحرارة.
وعند توقف هذا التيار، فإنه يعني دخول بريطانيا والنرويج بعصر جليدي جديد، نتيجة فقدان التدفئة التي يجلبها هذا التيار، وهذا ما حصل قبل آخر عصر جليدي مرت به الأرض.
أي دخول شمال الأرض والمناطق القطبية بعصور جليدية جديدة، يتراكم فيها الجليد، مقللا لكمية المياه في المحيطات، ومحولا مناطق تعاني من الجفاف، الى مناطق ممطرة موسمية، وبهذه الطريقة بالضبط تقوم الأرض بإعادة الحيوية لنفسها.
أما كم تستغرق هذه العملية، فهي غير معلومة بالضبط، ولكنها تستغرق آلاف السنين، اي أن تستمر الأرض بنفس ما يحدث الآن من تسخين، وأعاصير وأمطار في مناطق، وجفاف في مناطق أخرى، حتى تصل الأرض للنقطة الحرجة، والتي حينها فقط ستنقلب العملية، لتصبح بدل التدفئة تبريد قارص.
كمثال آخر للعملية هو أنه بزيادة مياه البحار، وبزيادة نسبة ثاني اوكسيد الكاربون الموجود بالجو، الذي يؤدي لامتصاص كمية حرارة أكثر من أشعة الشمس، وعدم ترك الأرض كي تعكس بعض من هذه الاشعة، ستزداد عملية التبخر للمياه من البحار، وهذه الزيادة ستؤدي لحدوث عواصف رعدية مطرية كثيرة جدا حول العالم، تؤدي لغرق أماكن كثيرة، وتزداد نسبة التبخر، حتى نصل لفترة تكون السماء ملبدة بالغيوم طوال الوقت، حتى بوجود الأمطار، فأنها لن تساعد على انقشاع الغيوم، ورؤية الشمس لسطح الأرض.
زيادة حرارة مياه البحار تؤدي لقلة الاوكسجين المذاب بالماء، فالماء البارد يحمل كمية أكبر من الاوكسجين من الماء الحار، وبالنتيجة ستقل العوالق الموجودة بالماء نتيجة سخونته، وهو الغذاء الرئيسي لأكثر كائنات البحار، مما يؤدي الى هلاك قسم كبير من الكائنات الحية، ويقل الغذاء البحري الذي يستخدمه الانسان.
ونرى أيضا أن الزيادة السكانية ستؤدي لقلة الموارد، فالنفط الذي أخذ من الأرض ملايين السنين لتكوينه، نستهلك منه ما يزيد على خمسين مليون برميل يوميا، والأشجار التي تحتاج عشرات السنين، إن لم يكن مئاتها، كي تنموا وتكبر، نقطعها بلحظات، ونحرقها لنتدفأ، أو لنستمتع بمنظر موقدها، أو لنصنع بها أثاثنا، ونجمل بها سياراتنا الفارهة.
هو جشع كبير لهذا الكائن الحيواني الناطق المسمى انسان، لم يصل إليه جشع أي حيوان أو نبات سبقه، حتى الديناصورات لم تكن جشعة مثلنا.
فنحن نحب أنفسنا حتى العبادة، ونضع لأنفسنا حقوق للإنسان، ولكن لا نهتم بحقوق الأرض، مكان معيشتنا، بل نخرب مكاننا دون وعي منا، ولا نرى أن المحافظة على مكان تواجدنا سيؤدي بالضرورة للمحافظة على أنفسنا.

محمد الحداد
02 . 10 . 2011



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 13
- 2083 ج 7
- لورنس العرب الجديد برنار هنري ليفي
- محكمة فاطمة الزهراء
- انكحوا ستة عشر امرأة
- زحل يعتذر
- 2083 ج 6
- 2083 ج 5
- 2083 ج 4
- 2083 ج 3
- 2083 ج 2
- 2083 ج 1
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 12
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 11
- ثقافة الجواري والعبيد
- خطاب رئيس عربي
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 10
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 9
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 8
- دعوة لخروج العراق من جامعة الدول العربية


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد الحداد - أوقفوا الزيادة قبل فوات الأوان